روايات

رواية الثأر بقلم مروة جمال الاول كامل

الفصل السابع عشر
بعد مرور عامين ………………..
في أحد أشهر الملاهي الليلية بروما حيث تتمايل الأجساد مع أنغام
الموسيقى الإيطالية وموسيقى الجاز والبوب والروك كانت ترقص
بمجون ……………..يتمايل جسدها بدلال مع أنغام الموسيقى
على إختلاف أنواعها ……………..وكأن الأنثى بداخلها تأبى
الخضوع …………فهي متمردة …………وإذا إمتلك جسدها
فلن يستطيع إمتلاك الأنثى بداخلها …………..تلك الأنثى التي
تنتقم منه ومن نفسها في آن واحد …………
كان باسم يراقبها من أحد الأركان المظلمة داخل الملهى الليلي
وهو يدخن بشراهه نظرت له جوليا بخبث ثم قالت له بلكنتها
الشامية : كتييير معجب
باسم : نعم !!!!!
جوليا : هاي دي مرته ليحيى ………….شو راح يسوي فيك
باسم : أوفففففف ماتجبليش سيرة الكائن ده
جوليا : ليش هيك ……….يحيى كتير قريب من الباشا …….كتير
كتير بيحبه وبيوثق فيه
باسم : اه أنا أقعد أشتغل وأتعب ويجيي حتة الواد المقشف ده
ياكل دماغة ويبقى الكل في الكل
جوليا : لا تنكر هو كتير ذكي …….بتعرف كتييير بخاف منه
يحيى هذا مو سهل أبد اً
باسم : متقلقيش يا روحي مسيره حيقع ……….مش حسيبه
جوليا : عن جد ما بعتقد …………شى كتير صعب
………..بتعرف سلمى أول ما وصلت على روما كانت ما بتعرف
تتحدث ……….تلبس …………….تحط ميك أب ……….إتغيرت
كتير
باسم : والباشا جوزها فين …………….سايبها كده ونام بعد
العشا ولا إيه
جوليا تضحك بخبث : هي علطول بتسهر هون مع صديقاتها بس
هو ما بيتركها لحالها ………شوف هناك البودي جارد
باسم : هههههههه وده بيحرسها ولا بيراقبها
جوليا : ههههههههههه إنت بتعرف يحيى بس كتيييير محتارة
ليش ها القد متساهل معها ………غريب كتييير
باسم : فعلا أكيد في سر
جوليا : إيه ……..هو بيحبها كتييير ………..
باسم : هو يحيى ده بيحب !!!
جوليا : أنا بعرف الرجال لما بيحب
باسم : وإنتي بقه بتحبي مين
نظرت له بغضب وكأنها فهمت مقصده ثم تابعت : أنا ما بحب حدا
……….انا جوليا سكرتيرته للباشا وبس ….
عادت للمنزل لتجده في إنتظارها غاضباً كعادته ……………
يحيى : ما هو بدري يا هانم
سلمى بإبتسامة : فعلا بس أعمل إيه ماريا زهقت وكانت عايزة
تروح بدري
يحيى : اه دانتي بتتريقي كمان
تخطته لتتجه لغرفة نومها وهي تقول : مش عاجبك طلقني
جذبها من ذراعها بعنف وقربها إليه فأصبحت في مواجهته تماما شعرت بأنفاسه الحارة وكأنها تخرج من فوهة بركان ……….قال
لها بتحدي : ده بعدك إني أسيبك يا سلمى
إبتسمت بسخرية ………عادت بذاكرتها إلى الوراء عندما أخبرها
أنها شريكته في جميع أعمالة المحرمة …………….محاولتها
للهروب ………تهديده لها بالسجن وحبل المشنقة الذي ينتظرها
في الوطن ………….فهي إن لم تكن له فستكون للموت .
نظرت له بتحدي …………هي الآن لم تعد تخشاه
………….قالت بهدوء : تجار المخدرات مابيناموش على سجادة
الصلاة …………..بيسهروا وبيرقصوا ولا هو ده بيبقى حلو بس
لما يكون معاك
يحيى بنبرة غاضبة : مش خلصنا من الليلة دي وملكيش دعوة
دلوقتي بأي حاجه ………….متستغليش حبي ليكي يا سلمى
بلاش تشوفي الوش تاني
سلمى : إيه ده بجد ……………أنا كنت فاكرة إني شفته خلاص
……………بيبي بجد خوفتني
قالتها بإستهزاء شديد مما أثار غضبه وشعر أنه قد بدأ يفقد
أعصابه نظر لها محاولاً أن يكتم غيظه ثم تابع
يحيى : متتحدنيش يا سلمى
إبتسمت بسخريةثم قالت له وهي تقذف قبلة باردة في الهواء :
buonanotte
وهي تعني تصبح على خير”

تركته وذهبت للنوم ………………..جلس في غرفة مكتبه يفكر
………..تغيرت سلمى كثيراً …………كانت تنفذ رغباته دون
نقاش أو تفكير …………… نظر لعقد زواجهما …………هي
الآن زوجته بالقانون ………. مضت على أوراق زواجهما
المدني بعد أن تأكد من حصولها على الطلاق ………..أخبرها
بضرورة توقيع الأوراق حتى ينتهي من إجراءات الإقامة لأن
الحكومة الإيطالية لم تعترف بقسيمة زواجهما في مصر وصدقته
………..تلك البريئة التي إختفت مع مرور الأيام بعد عشرتها له
…………نعم لقد صنع نمرة …………نمرة شرسة قد يكون هو
أول ضحاياها .
ترجلت من سيارتها الصغيرة ………..لتدخل لمقر عملها
……هي تعمل في تلك الشركة منذ عام فقط ولكنها أثبتت كفاءتها
سريعاً وأصبحت من أهم مهندسين الديكور داخل الشركة
……..كان من ينظر إليها يتعجب أن تلك الفتاة مهندسة للديكور
وخريجة كلية الفنون الجميلة ………فهي تسعى بكل قوتها
لإخفاء جمال الأنثى بداخلها ………دائماً ما تعقد شعرها بربطة
بسيطة وتخفي أغلب ملامحها بنظارة شمسية سوداء
اللون…………… يخلو وجهها من مساحيق التجميل
…………….لا ترتدي سوى السروال والقميص وكأنها تسعى
لتكون رجل ………………رجل بحذاء قوي جداً وكأنها تعمل في
الصحراء
دخلت مريم مكتبها لتجد شريف زميلها بعترض طريقها بإصرار
مريم : خير في إيه
شريف : في أوروبا والدول المتقدمة بيقولوا صباح الخير
نظرت له بإزدراء وازاحته بعنف من أمامها ثم دخلت مكتبها
…………دخل خلفها وهو يقول : إنتي قلة وعاملة فيها سبع
رجالة في بعض
مريم وهي تطلب البوفيه : عم محمد القهوة بتاعتي لو سمحت
شريف : بشمهندس حسام مستعجل على الشغل خلصتي ولا
حتاخديلك كلمتين
مريم : ليه هو أنا زيك خلصت طبعا ……….حاخد قهوتي وأدخله
شريف : مينفعش مستعجل ……..أدخلي الأول
مريم بضيق وإصرار في نفس الوقت : حاشرب قهوتي الأول
تجاهلته وهي تنظر في الاوراق أمامها بإمعان …………ولم لا
فقد دفعت الألاف من أجل الحصول على تلك المعلومات
الإسم : عادل عبد الرحيم السعدي
السن : ثلاثون عام اً
المهنة : رجل أعمال
ظلت تقرأ بعناية المعلومات التي أوصت هذا المحقق الخاص
بإحضارها ……………..كل شئ …………العنوان
……….الأماكن التي يتردد عليها …………الأصدقاء
………….كل شىء ……………فقط صورة مرسومة كانت هي
الخيط الذي أبت أن تضعه بيد الشرطة ………….بيدها هي
سيكون ثأرها وليس بيدٍ أخرى .
كانت الساعة قد قاربت على السادسة مساءاً عندما عاد أحمد
للمنزل ……………إستقبلته جودي الصغيرة بسعادة الأطفال :
بابي جه …………بابي جه
أحمد وهو يحمل صغيرته : روح قلب بابي
نظرت له والدته بإبتسامة : يلا على بال ما تغير ححطلك الغدا
………….إمتى أرتاح بقه …………….إمتى تريحني
إبتسم أحمد فهو يفهم مقصد والدته التي تسعى لزواجه منذ أن
طلق سلمى ……………كانت جودي الصغيرة تمسك بعروسة
ورقية وتتمتم بعبارات لم يفهمها وهي تطعن العروسة بقلمها
الصغير …………نظر لها أحمد بدهشة شديدة وقد ترك طعامه
وقال : بتعملي إيه يا جودي
جودى : حط في عين …………عين فلدوس
أحمد بإبتسمة : فلدوس …………
الأم : كمل أكلك مش حتخلص منها النهاردة
أحمد : لا أفهم إنتي علمتيها إيه هي البت حتعرف الحاجات دي
منين يا حاجة
الأم : يابني الجيران عينهم تندب فيها رصاصة ………بيحسدوا
البنت واللي إسمها فردوس دي كل ما تشوفها …………قمر قمر
واخده جمال أمها وعيون أبوها
تبدلت ملامح أحمد بعد أن ذكرت والدته سلمى بدون قصد
………..
الأم وقد شعرت بالغضب من نفسها : يقطعني يا بني مش قصدي
أقلب عليك المواجع
أحمد وقد تغيرت نبرته صوته وأصبحت حزينة : أنا لازم أريح
ساعتين علشان نازل بالليل المكتب تاني
الأم : مش حاتكمل أكلك
أحمد : لما أصحي ……………..تنامي في حضن بابي يا جودي
جودى : اه نام مع بابي
أحمد : يلا يا قمر
أخذ إبنته بين أحضانه في محاولة للنوم ………..هل غضبت أمه
لأنه تذكر ………….هو لم ينسى ليتذكر …………..هو لا يفكر
سوى في شئ واحد …………..ثأره منها .

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل