روايات

رواية الثأر بقلم مروة جمال الجزء الاخير

الفصل الثالث والعشرون
بعيون جاحظة وقلب مرتجف كانت تنظر نحوه ………إستجمعت
شجاعتها وخرجت من السيارة وتوجهت نحوه …………لحظة
فارقة ………ربما يكون شبح بل هو مجرد صورة من نسج
خيالها البائس ………..كانت ملامحه جامدة ……..بعيون
متحجرة ظل ينظر نحوها ……بدا الذهول على
وجهها…………………. إنه حقيقي ليس بشبح وليس بصورة
بل حقيقي …………..إذن هي ليست مجرد هواجس
…………….بل هي الحقيقة الغائبة .
صمت دهراً ثم نطق أخيراً بصوت أجش وملامح غاضبه إقترب
منها وقال قوله
أحمد : إيه للدرجة دي إتصدمتي لما شفتيني
ظلت صامتة تنظر نحوه في ذهول …………..هو يعرفها إذن
…………..تابع بعدها بنفس النبرة الغاضبة : ياااااااااااااه طيب
ممكن تنسي جوزك أفوتها لكن تنسي بنتك ………..للدرجة دي
بسهولة تبيعيني وتبيعي بنتك
بدأت صورته تختفي رويداً رويداً وصوته يبتعد فقط كلمة واحده
تتكرر داخل عقلها كالصدى ……….بنتك بنتك …………..صمت
مطبق نعم لقد فقدت الوعي
نعم سقطت مغشياً عليها …………أصابه الذهول وظل واقفاً
مكانه بلا حراك …………لحظات ثم إستدرك نفسه وحملها
سريعاً ليضعها داخل السيارة وينطلق مسرعاً لا يعرف وجهته
…………
مشفى …………..نعم ظهر مشفى توقف أمامه وحملها للداخل
………لا يعرف ماذا حدث وماذا يحدث …….أدخلوها سريعاً
للطوارئ جميعهم يتحدثون بلغة لا يفهمها ………….غابت عن
نظره ووجد نفسه وحيداً غريباً لا يشغل باله سوى الإطمئنان
عليها .
إنه حلم ……………..حلم طويل ……………نعم ترى نفسها
مع إمرأة جميلة وهي المراهقة الصغيرة ذات العيون الضاحكة
………….يحيى ………….الشاب الذي عشقها بجنون
…………بداية قصة بنظراته ونهايتها بقبضة يد أبيها
…………..أحمد زوجها نعم لقد عشقت مرة أخرى ربما يحيى
ليس بعشق بل العشق هو أحمد ………….زواج ………..عيون
ملاكها الصغير ………….جودي…………..جودي
…………..طفلتي الصغيرة ………..حبيبتي أين أنتي
…………..يحيى …………….نظرة غاضبة ………….بل
إنتقام ………….بل عشق ماجن …………تعدى الجنون
مريم ………بكاء ………..صراخ ……………يحيى
……….زوجك أنا
فتحت عيناها بفزع ……….بملابسهم البيضاء إجتمعوا حولها
………..لا لم تمت هي تتذكر …………نعم تتذكر كل شئ
إبتسمت ثم بكت ثم فقدت وعيها مرة أخرى .
أخيراً توصل أحمد للطبيب : إنهيار عصبي شديد هكذا أخبره هي
نائمة الآن بفعل المهدئات ستفيق بعد ساعات ……………نعم
ساعات ربما ستمر كسنوات
جلس بجانبها ينظر لوجهها النائم ……………مازلتي جميلة يا
سلمى بل زدتي جمالاً …………كيف …………..كيف زاد جمالك
وأنتي بعيدة عن أسرتنا الصغيرة …………….رأيتك سعيدة
ورأيتك تعيسة …………أيهما أنتي ؟ خائنة أم مغدور بك
………..جانية أم مجني عليك …………….
بدأت تفيق ………….تتبين ملامح الوجه أمامها إنه هو
………..بعيونه المميزة ينظر نحوها …………إنه أحمد
………نعم زوجها ………….أحمد …………ظل ينظر نحوها
مترقباً وهي ظلت صامته ……….ماذا ستقول
…………فعلتها………. اخيراً ربطت على قلبها بسلاسل من
الحديد وفعلتها نظرت له بملامح جامدة وقالت بصوت ضعيف :
إنت مين ……….
نظر نحوها بذهول شديد ……….قال لها : سلمى ……….إنتي
بجد مش فاكراني ………سلمى ليه بتعملي كده
سلمى بنفس الملامح : إنت مين أنا معرفكش
أحمد بغضب وتحدى : جوزك …………نسيتي جوزك
سلمى : إنت مش جوزي وجوزي لو شافك هنا حيقتلك
أحمد : انا اللي لو شفته حاقتله أخرج من جيبه صورة صغيرة
لفتاه تبلغ من العمر ثلاث سنوات ليضعها أمام وجهها ويقول
بصوت زاعق : نسيتي بنتك ……………حتعملي مش عارفاها
خانتها دموعها …………..إنهمرت بقوة من عيناها وهي تنظر
لصورة حبيبتها …………..غاليتي كم إفتقدتك
……………رعشة قوية إنتابت جسدها أغمضت عيناها وقالت
له مصطنعة الغضب : إطلع برة ………….وإلا حاطلبلك البوليس
أحمد : إنتي مجنونة ………….. أكيد مش طبيعية
……………سلمى ……………فوقي يا سلمى ………….إنتي
فاكرة ولا مش فاكرة ……….ولا خايفة ………خايفة مني
………قولي إنك عايزة تعيشي مع عشيقك قولي إنطقي
………إنطقي لم يدر بنفسه إلا وهو يكيل لها الضربات بكفيه
والأمن يسحبه للخارج
غريبة أنتي أيتها النفس البشرية …………..تتبدلين في لحظات
………….غامضة …….تُبعدين من تعشقين لتقتربي ممن تمقتي
!!!! ……………لا بل هو خوف …….خوف على المحبوب
………….حبيبي ليس لك مكان بجانب الشيطان ……….هذا
قدري أنا …………فدعني أستمتع بشهوة الإنتقام ………..نعم
سيبدأ الثأر.
كان باسم يغط في نوم عميق عندما سمع هاتفه الجوال
………..نظر لرقم المتصل بعيون ناعسة ولكنه تنبه على الفور
عندما وجد أنها سلمى ………رد عليها سريعاً وصوته لا يخلو
من الدهشة الشديدة ……
باسم : سلمى …………..خير في إيه
سلمى : معلش يا باسم قلقتك
باسم : لا عادي حصل إيه
سلمى : أنا حاديك عنوان مستشفى ممكن تيجيلي حالا باسم : مستشفى !!!!! لمعت عيناه ثم تابع : يحيى جراله حاجه
إبتسمت بسخرية ثم قالت : لا أنا لوحدي ويحيى ميعرفش اني هنا
ومش عايزاه يعرف ……………أنا عايزة منك إنت خدمة
حتيجي ولا لأ
على الرغم من صدمته من طلبها المريب إلا أنه قال لها بنبرة
التوكيد : طبعاً ………….مسافة السكة
قطب جبينه ونظر لها بدهشة شديدة ثم قال : معلش قولي تاني
كده
سلمى بإصرار وبصوت مرتعش : أحمد عبد الرحيم سعيد
المصري ………….ده إسمه بالكامل هما متحفظين عليه في
الأمن بره ……………..زي ما قلتلك عايزاه يترحل ……….من
بكرة يكون في مصر ………إيه يا باسم مش قدها ……….لو
يحيى كان عملها في ساعة
باسم وهو يبتسم بتحدي : وأنا أخلصها في نص ساعة يا روحي
…….إحنا بنشتغل مع الباشا ……..أنا بس حبيت أفهم
سلمى : مش حينفع تفهم …….تقدر تنفذلي الخدمة دي من غير
ما تفهم
باسم : أوكيه
سلمى : وزي ما أكدت عليك محدش يلمس منه شعره أنا عايزاه
بكرة يكون في بلده في آمان
باسم : إعتبريه نايم في سريره وبيشرب اللبن
سلمى : ميرسي يا باسم ………….كنت واثقة إني أقدر أعتمد
عليك
باسم : طيب إنتي مش خايفة إني أقول ليحيى
سلمى بإبتسامة ماكرة : باسم أنا واثقة مش حتقول ليحيى
باسم : بس كده ليا عندك خدمة ولا إيه
سلمى : ده برده شئ أنا واثقه منه
باسم : كنت متخيل إن الجمال والذكاء مستحيل يجتمعوا في الست
بس واضح إني كنت غلطان ………….طيب أخلص أنا مأموريتي
وحابلغك بالتليفون أول لما يركب الطيارة
سلمى : مش إنت اللي حاتبلغني ………….أنا حتأكد بطريقتي هو
وصل مصر ولا لأ لكن لو موصلش يا باسم حاقلب الترابيزة
وحدخل يحيى في الموضوع ويا عالم بقه حقوله إيه
إبتسم بسخرية وبدأ بفرك ذقنه بأصابعه ثم قال : فهمت ……لا
متخافيش أكيد أنا مش ناوي أخسرك …….سلام مؤقت
سلمى : سلام
خرج باسم وعندها أغمضت سلمى عيناها وإستسلمت لتفكير
عميق ………………
كانت جوليا تحاول الإتصال بيحيى دون جدوى
……………سمعت صوت الباشا غاضباً مرة أخرى : جوليا ها
رد عليكي
جوليا : لا مسكر كل تليفوناته يا باشا
أغلق محمود الهاتف في غضب ………….عندها وجدت جوليا
مازن امامها ضاحكاً فنظرت له وقالت : على شو عم تضحك
مازن : أصل الباشا شكله طلع غله فيكي
جوليا : مو أول مرة
مازن : خلاص يا ستي أوعدك لما تبقي السكرتيرة بتاعتي مش
حاتعصب عليكي خالص
جوليا : والله ………..بنشوف
مازن : هو بابا متنرفذ ليه
جوليا : عم بيدور على يحيى ………….إختفى
مازن : أكثر إسم سمعته من ساعة ما جيت البلد دي يحيى
……..هو إيه يحيى ده نجم الموسم ولا إيه
جوليا : الباشا بيعتمد على يحيى في كل شى تقريباً
……………عشان هيك هو بده ياه الحين بعد ما قرر يكتب ليك
حصته …………..أعتقد بينهم أمور لازم توضح
مازن مستغرباً : أمور ……………امور إيه
جوليا : حبيبي أنا ما بعرف تفاصيل إنت بتعرف كل شى بعدين
شعر بعد الراحة من نبرة حديثها وهم ليغادر فإستوقفته قائلة :
وين رايح ما راح تدخل عنده للباشا
مازن : لأ مش دلوقتي ………….لو سأل عني قوليلوا إني في
البيت ………..
ظهرت الشمس ولم تظهر سلمى كان يشعر بالقلق والغضب
…………..ربما أصابها مكروه وربما قررت أن تبتعد
………….تهرب ………..لا هي تعلم جيداً أنها لا تستطيع
الهرب منه ………….وإن فكرت سيقتلها قبل أن تفعل ذلك
…………أو ربنا يقتل نفسه ………فمولده بداية هذا العشق
ونهايته ستكون لعنة ……………لعنة عشقك يا سلمى .
وصلت مريم في موعدها المعتاد …………إستقبلها معتز ببرود
فلم تعره إهتماماً على الرغم من غضبها لتبدل معاملته
……….غضب فوق غضب فكانت تمسك سلاحها بطريقة خاطئة
وتنفيذها كان أسوء ما يكون …………..في البداية لم يفعل شيئاً
سوى النظر نحوها ومراقبتها …………… كان ينظر إليها ولا
يوجد بعقله سوى تلك العبارات ……..حبيبتي إذا كنتي تصتنعين
القوة …………فستتحطم قوتك أمام جداري …………نعم
مشتاق أنا للأنثى الغائبة داخلك…………..
إقترب منها وقال بنبرة هادئة : مينفعش كده يا مريم إنتي ذكية
…………وبتستوعبي بسرعة وكنتي بتمسكي السلاح صح
…………لكن معرفش بيحصلك إيه بتنشني بعصبية قوي وكده
مش تمام والنهارده بقه دمرتي الدنيا كله غلط واقفة غلط
وماسكة سلاحك غلط
مريم : أنا بقول فركش النهارده ………..أنا مش مركزة
نظر لها نظرة حانية ثم إستدرك نفسه وإصطنع نبرة جادة وتابع :
لا مش فركش ………..لو مشيتي كده حتفقدي ثقتك بنفسك تعالي
إقترب منها ليقف خلفها تماما ثم أمسك بكلا ذراعيها ليرفعهم
ويتخذ كلاهما وضع النشان …………..أمسك بيدها متعمداً وهو
يقول : أيوه وضع إيدك يكون كده على السلاح
شعرت بإقترابه الشديد منها …………وقد أصبح غير لائقاً وتعمد
هو ذلك بل إنه قد حضر نفسه لصفعة قوية من يدها الصغيرة
وعندها سيقوم بصدها ………..سيمسك بيديها قبل أن تنزل على
وجهه ……….نعم ستتحطم قوتك أمام جداري يا مريم
………..ستبلغين أقصى حدود غضبك وسأحتوي أنا هذا الغضب
وفي لحظة شعرت برعشة غاضبة إنتابت جسدها كله ……..فقد
شعرت بأنفاسه خلفها …………….كان قريباً جداً منها إستدارت
له بغضب وعندها ………………..صوبت سلاحها نحوه .

انت في الصفحة 3 من 17 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل