روايات

رواية الثأر بقلم مروة جمال الجزء الاخير

الفصل الرابع والعشرون
بعيون يملؤها الإصرار صوبت سلاحها نحوه …………..ردة فعل
لم يكن يتوقعها وعلى الرغم من ذلك بدا متماسكاً نظر لها بتحدي
وقال : مريم مفيش هظار في الحاجات دي
مريم : ومين قالك إني بهظر
معتز : خلاص مادام بتهظريش إتفضلي أنا قدامك أهو
في تلك اللحظة دخلت منة وقد كانت تمسك بيدها كوباً من الشاي
فسقط على الأرض عندما رأت ما يحدث …………عندها إنتبهت
لها مريم ثم نظرت نحوه بغضب شديد وناولته السلاح وقالت
بنبرة لا تخلو من الإنفعال : بيتهيألي كده أنا خلصت
تركته وخرجت من المكان مسرعة وهو ينظر للسلاح في راحة
يده ويكاد يستمع لدقات قلبه بعد ما حدث …………..
لم يصدق عيناه عندما رآها تدخل من باب المنزل ……….إقترب
بعيون يملؤها الغضب والقلق في آن واحد
يحيى : كنتي فين ……………أنا كنت حاتجنن عليكي
لم تجبه في لحظتها ظلت تنظر نحوه ملياً فتلك هي المرة الأولى
التى تراه فيها بعد أن تذكرت ……………..إستدركت نفسها
سريعاً ثم قالت : كنت في المستشفى
يحيى وقد تبدلت نبرته فأصبحت أكثر هدوئاً : إيه …………..ليه
سلمى : تعبت وأنا سايقة وناس ساعدوني وودوني المستشفى
يحيى : مكلمنتيش ليه
سلمى : أكلمك بعد ما ضربتني
نظر يحيى ليده وكأنه يتذكر ما حدث ثم قال : سلمى إنتي
عصبتيني ……………..إنتي مش عارفة أنا بحبك أد إيه
إقترب منه ووضع كفه على وجنتها بنية تقبيلها ولكنها تراجعت
وإبتعدت عنه على الفور فقال لها : سلمى إنتي لسه زعلانة مني
……………طيب إديني فرصة أصالحك ……………حبيبي خلينا
نطلع فوق …………إنتي وحشتيني قوي
قاطعته على الفور وقالت : مش حينفع
يحيى : إيه !!!!!
سلمى : الدكتورة قالتلي بلاش علشان الحمل
إتسعت حدقة عيناه من فرط الدهشة ثم إبتسم وقال لها بصوت
يكاد ينبض بالسعادة : سلمى إنتي بتقولي إيه
سلمى : أنا حامل
يحيى : يااااااااااااااه بجد …………أنا عمري ما كنت بفكر في
الولاد دلوقتي بس مكنتش متخيل شعوري حيبقى كده
……..ياااااااااااه
سلمى : مبسوط يا يحيى
إقترب منها وأمسك بكلا وجنتيها ونظر لها في حب شديد قائلاً :
أحلى حاجه فيه إنه منك …………..إحتضنها بقوة ثم حملها بين
ذراعيه فنظرت له بدهشة وقالت : إنت بتعمل إيه
يحيى : هشششششششششش لا مجهود ولا عصبية
………….يلا على سريرك وترتاحي خااااااااااااالص
…………..ياه أخيراً حته منى جواكي يا سلمى
كانت الأجواء تبدو مشحونة في مكتب الباشا …………….نظر
محمود ليحيى نظرة ذات مغزى ثم قال : إيه مالك يا يحيى
يحيى : أبداً أنا مستني أسمع منك يا باشا
محمود : ماشي ………..في خلال الأسبوع ده المحامي حيكون
خلص الإجراءات وحنقل الملكية لمازن …………يعني نوع من
التقاعد
يحيى بإبتسامة ماكرة : طيب ده شغل الواجهة شغلنا الأساسي بقه
محمود : هو الشغل ده فيه تقاعد يا يحيى
يحيى : جميل لكن وضع مازن إيه في الشغل اللي مافيهوش
تقاعد
محمود : وإيه علاقة مازن
يحيى : إيه ياباشا ما هو كله مربوط ببعضه وبعدين عايز تفهمني
إن مازن بعد مايمسك المجموعة وكل الحسابات والورق يبقى
قدامه مش حيعرف إنها لعبة غسيل أموال وعلى كبير قوي
محمود : زي مانتا قلت قدام لكن دلوقتي مش محتاج يعرف
يحيى : اااااااااااااااااه طيب…………أستئذن أنا بقه
محمود : رايح فين لسه ورانا شغل وعايزة أعرف أخبار العملية
الجديدة إيه
يحيى : إتعطلنا شوية
الباشا : ليه
يحيى : عندي مشكلة على حدود ليبيا
الباشا : وده من إمتى
يحيى : في قلق في المنطقة دلوقتي البلد دخلها سلاح كثير
محمود : طيب خلاص بلغني بآخر الاخبار إدواردو مستعجل على
العملية دي ……………محتاجين نعدي السلاح ده بسرعة
يحيى : عارف ………سلام يا لورد
منذ حط قدمه على الطائرة وحتى وصل للمنزل وهو في حالة من
الذهول ……………إستقبلته جودي بفرحة الأطفال
……………بابي بابي ……………ووالدته بقلق الأم
…………أحمد رجعت بسرعة ؟! خير يا بني إنت كويس
………..لم يجبها نظر نحو إبنته التي تساءلت في براءة : فين
عروسة بتاعة جودي ؟
نظر نحوها ملياً هي حقاً تشبهها إحتضنها بقوة وهو يقول :
لبسيها يا ماما ……………يلا يا جودي بابي حيفسحك
وحيجيبلك كل اللي إنتي عايزاه .
الأم : حتخرج دلوقتي يا أحمد يابني إنت لسه راجع من السفر
أحمد : عندي أجازة من الشغل بقية الأسبوع ………….يلا يا
جودي تحبي تروحي فين
جودي بإبتسامة كبيرة : ملاهي
أحمد والدموع محتبسة في عينيه يحاول إخفائها في إصرار :
ماشي ……….يلا يا قمر بابي
كانت الساعة قد قاربت على الثامنة مساءاً عندما سمعت مريم
طرق الباب ………..إتجهت لتفتح وكانت المفاجئة ……….فقد
وجدت معتز أمامها بإبتسامته المعهودة ………إتسعت عيناها من
فرط الدهشة وقالت له بصوت غاضب ومنخفض في نفس الوقت
: إنت بتعمل إيه هنا وجبت العنوان منين
معتز : إنتي ناسية إن بياناتك عندنا ولا إيه
مريم : إنت إزاي تتجرأ وتيجي بعد اللي حصل
معتز : أكيد مجنون
في تلك اللحظة خرجت هناء والدة مريم من المطبخ وهي تقول :
مين يا مريم
إرتبكت مريم قليلاً ففهم معتز من نظرة عيناها أن والدتها لا تعلم
شيئاً عن قصة تدريب الرماية …………..إبتسم وقال في هدوء
موجهاً حديثه لهناء : سلام عليكم ……………فرصة سعيدة يا
طنط
هناء بدهشة : أنا الأسعد يا إبني
معتز : أنا معتز زميل مريم في الشغل ………….آسف جيت من
غير معاد بس مريم معاها تصميم مهم والمدير عايزه ومينفعش
ننزلها متأخر
هناء : اه ………….إتفضل يا إبني إيه يا مريم سايبة زميلك
واقف على الباب
مريم بضيق : معلش أصله مستعجل
هناء : لا ميصحش ……….إتفضل
دخل معتز وهو يقول : معلش عملت ليكم قلق
هناء : ولا قلق ولا حاجه ………….إتفضل في الصالون
…………تحب تشرب إيه
معتز : لا ملوش لزوم تتعبي نفسك
هناء : ميصحش تشرب حاجه
معتز : خلاص شاي
هناء : حاضر ………..تركتهم هناء لتحضير الشاي عندها
نظرت مريم له بغضب وقالت : ممكن أفهم بقه في إيه
معتز : حسيت إنك مش قايلة لمامتك على موضوع التدريب
فإتصرفت ولا لما ترجع أقول عادي
مريم : لا تقول ولا تعيد تشرب الشاي بسرعة وتتكل
معتز : مش قبل ما أقول اللي جاي علشان أقوله
مريم : واللي هو
معتز : آسف …………….بجد آسف إتصرفت غلط ولازم أوضح
موقفي ……………..مريم معلش أنا كل تعاملي مع رجالة
إتصرفت بدون تفكير كمدرب مع متدرب عنده
مريم : نعم !!! المفروض إني أصدق التبرير الخايب ده
معتز : عندك حق ………….إيه ده ماكنتش عارف ألاقي كدبة
أحسن من كدة ………..
مريم : اه إنت جاي تهظر بقه
معتز : لأ جاي أتكلم جد ……………أيوه كنت قاصد بس مش
علشان انا راجل وحش أو شخص أهوج بيتحرك ورا شهوته لأ
أنا كنت عايز أستفزك يا مريم ……………كل ما بشوفك ماسكة
السلاح بحس بطاقة غضب رهيبة جواكي وإنتي بتضربي وده
يخوف يا مريم …………….كنت عايز أطلع أقصى غضب منك
………….كنت متخيل إني أقدر أمتصه لكن إنتي بصراحه عديتي
سقف توقعاتي ………….مريم أن مش بقول كده بس علشان
أدافع عن نفسي لأ علشان أمرك يهمني ……….مش بمزاجي
ومش بمزاجك مش بيقولوا ربك رب قلوب
شعرت مريم بالإرتباك من كلماته ونظراته العميقة نحوها عندها
دخلت هناء وهي تحمل أكواب الشاي ……………
معتز : تسلم إيدك يا طنط
هناء : إتفضل ودي أم علي لسه عاملاها
نظر معتز لطبق الحلوى وإبتسم قائلاً : ياه بحبها قوي
……….ماما كانت بتعملهالي
هناء : كانت …….
معتز : قبل ما تتوفى
هناء : اه معلش يا بني البقاء لله
معتز : الموضوع بقاله زمن ………….خلاص يا مريم
إممممممم إديني التصميم اللي جهز دلوقتي وبكرة الباقي لما
تيجي المكتب
مريم : اه ماشي ………..
دخلت مريم غرفتها سريعاً وأحضرت بعض الاوراق وأعطته إياها
هم معتز للمغادرة ولكنه قال لها بخبث : ولو ملحقتيش تخلصيه
الصبح حعدي أخده بالليل بعد إذن طنط طبعا ………..
مريم : لأ الصبح حاديهولك
إبتسم لها بثقة وغادر تاركاً إياها تفكر بجدية في المحادثة التي
دارت بينهم .
وفي أحد المنازل الفخمة بالعاصمة الإيطالية ……………كان
هناك زوج يغط في نومٍ عميق ……………..وفي الظلام تتحرك
أقدام صغيرة …………..توجهت بهدوء بعد أن سحبت مفتاح
صغير من جيبه بمهارة لتتجه نحو الخزانة المغلقة دائماً
……….لم تفكر قبل ذلك أن تعرف محتوياتها …………فتحتها
لتعبث بمجموعة من الأوراق حتى رأتها ………..نعم صورة من
قسيمة طلاقها الغيابي من أحمد .

انت في الصفحة 4 من 17 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل