روايات

العشق الرماد ل سعاد محمد

قبل يدها يتآمل ذلك، رغم أنه يعلم أن الإستدعاء بهذه الطريقة لا يكون خلفه موعد لوقت العودة، ترك تقبيل يديها يبث الغرام لشفتيها بقبلات مُشتاقة وتواقة، لكن قطع ذلك صوت زامور سيارة، معروف جيدًا يحثه على النزول من أجل الوقت…، غصبًا ترك شفاها ونهض واقفًا، نهضت واقفه تتشبث به بعناق، وأنفاسها تتسارع ودقات قلبها تترجاه لا تتركني، لكن إزداد زامور سيارة الجيش… بصعوبة إبتعدت عنها وتركها بقلب مُنفطر، هرولت خلفه لكن كان خرج من الشقةوإنتبهت على ثيابها الغير مناسبه، هرولت نحو غرفة النوم وإرتدت مئزر عليها، وقتحب باب الشُرفة نظرت نحو تلك السيارة، رفع رأسه ينظر نحو الشُرفة، تبسم وأشار بيده لها بالوداع، وصعد الى السيارة التى غادرت تتبعها بعينيها الى أن إختفت تمامً… عادت الى الداخل تواسي قلبها تزرع الأمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر يومين، كانت تمكُث بشقتها تنظر نحو الهاتف تنتظر مكالمة تُطمئن قلبها، لعل القدر إستجاب لذلك، صدح رنين الهاتف، رفعت السماعة تضعها على أذنها تسمع بلهفة وشوق حديث رحمي لها، بغـ,ـزل وشوق، لكن سُرعان ما أخبرها:
صدر أمر بسفر دفعة من الجيش المصر للـ اليمن عشان نساعد فى مؤازرة اليمنين.

لم تعُد تشعر فقدت الإدراك، حين سمعت بقية حديثه:
والكتيبة اللى أنا مسؤول عنها من ضمن الكتائب اللى صدر الأمر بسفرها فورًا خلال ساعات.

دموع تهطل من عينيها، وهي تسمع بقية حديثه:
فاكره لما قولتلك إن حياتي كضابط فى الجيش مش مُستقره وإن فى لحظة….

قاطعته بأمل:
هستناك وإنت هترجع عشاني، أنا بحبك.

كانت آخر جملة منه هو الآخر:
أفتكرى دايمًا إن أنا بحبك، عيشي سعيدة.

إنتهت المُكالمة… وأصبحت تشعر بأن حيطان الشقة تهتز، لكن كان ذلك وهمًا صوره عقلها وقلبها وجسدها الذي يرتجف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت فترة وإنقطعت كل الإتصالات
لا جوابات تُرسل ولا أخبار عن إن كان حيًا، أو….
لا يريد قلبها تصديق غير حقيقة واحدة، أنه مازال حيًا وسيعود.

مر شهر وإثنان
عام وآخر، وآخر ثلاث سنوات مروا
كدهور من الزمن، إشاعات تصل
الجيش المصري يُهان فى اليمن، يقطعون رؤسهم، وإيديهم، أذانهم، وأجسادهم هناك أشلاء لا يتعرف عليها.

والأمل مازال بقلبها تنتظر وهي ترا شماتة عمتها بها هى من رفضت إبنها زوجًا من أجل من تركها عروس ايام ولا تعلم عنه شئ، مفقود
وكلمة جدها تطن برأسها
“عبد الناصر بيشتت الجيش المصري حاسس بهزيمة قريبه”
وهل ما تعيشه اقل من هزيمة، لكن بقلبها أمل يآتى ليلًا وهى تحلم بعودته، ويزول نهارًا حين تفتح عينيها….
تذهب الى عملها كمدرسة تُدرس لتلاميذها أن التاريخ المصري لا يوجد به إنهزام، وإن حدث ذلك يكون وقت قليل فقط، ويعود الإنتصار
مع خير أجناد الأرض.

انت في الصفحة 13 من 17 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل