
كان يغنيها بصوته العذب المحموم فزين بسنواته الخامسه والثلاثون يتميز بصوت لطالما امتدحه الاصدقاء صوت عذب ولكنه منذ ذلك اليوم ولا يغني الا لها حينما يصل به الشوق مبلغه..
وياللعجب…
قطع تفكيره صوت هاتفه..التقطه وأجاب عليه كانت أخته الحبيبه تسنيم…
أهلا حبيبتي عامله ايه..
أجابته أخته بمحبه
..أهلا باللي مبيسألش..
تنهد بحزن وقال..انتي عارفه مش حيشني عنكوا الا الشديد القوووي..
تحدثت بمرح كعادتها وقالت..
عموما مش مهم في دايما اللي يعوضنا عنك..نسخه منك يازين حبيب عمتو علطول بيكلمني…
تتحدث بمرح غافله عن من قلبه يتقطع الي أشلاء علي ذكرها لطفله الغائب..فاضتت عينيه بدموع الاحتياج فقط لضمھ من بين يديه…
عله يجد بين ثنايا المغفره له عند امه…ياليت الماضي يعود يوما…
انتبه من شروده علي كلمات..أخته..
مالك..لسه مكلمني أنا وفارس وعامل زيطه وفرحان جدا..انو هيقضي عيد ميلاده السنه دي معانا..
خلاص هينزلوا أخر الاسبوع..
تصنم في جلسته…ۏجع بقلبه لا يعرف مصدره وهاهو عيد ميلاد أخر لطفله بعيدا عنه..ينتحب بصمت يحاول كبت شهقته حتي لا تلاحظه أخته ولكنه أفاق علي صوت حاد يؤنبها بالهاتف..
كان صوت أخيه الصغير فارس..
ايه دا اللي بتقوليه دا..هاتي التليفون..
ألو زين..عامل ايه يابني…
نطق زين بصعوبه وقال..أهلا فارس ازيك…
صمت فارس قليلا وقال…
جدك قرر ان عيد ميلاد مالك هيكون السنه دي مع طهور مالك وعقيقته…
وصمت يستجمع كلامه قائلا..
أظن آن الاوان ولا ايه يازين…
تغصب زين علي حنجرته التي توشك علي فضحه امام شقيقه…معلنه غصه بقلبه لا يستطيع التحكم بها..
وقال…
تفتكر….
قال فارس پحده..أيوا الناس هتسأل فين أبوه محدش يعرف انك وسيلا اتطلقتوا..انت لازم تحضر حتي لو بالڠصب يأخي كفياك انانيه..ضيعت كل حاجه بأنانيتك وسمعانك لكلام أمك…
والحقيقه لو ركزت شويه كنت هتعرف الحقيقه فين..
نطق زين بۏجع..كفايه يافارس..كفايه…جدك مش هيقبل..
تبقي غبي..نطقها فارس پحده..
ابنك كبر وفي كل مره بيجي بيسألني عن أبوه مبعرفش أقول ايه…
واغلق الخط بوجهه..تارك خلفه من يتأجج بڼار اللهفه لرؤيه وحيده..الذي عاش اعواما يفكر..هل يسال عنه…..
وفي مكان أخر…
تستعد لدخول العمليات وبجانبها صديقتها أليس…
تلك الاجنبيه من أصول عربيه كم وقفت بجانبها اليس لطالما كانت مأواها الوحيد علي أيامها الصعبه وكوابيسها المستمره..
لم تبخل عليها أبدا بالأخوه التي كانت ترجوها من أبناء اعمامها قديما ولكن رغم ان ابنه عمها…. تسنيم كانت تساندها دوما وتقف بجانبها بوجه امها كلما زارت البلد وكذلك أخيها فارس الذي تعتبره كأخيها التي لم تنجبه امها..ولكن تبقي أليس رفيقه الروح…
من تستطيع بث شكواها لها بقلب مطمئن ..فهناك أشخاص لم تلدهم امك كانوا غرباء عنك… فجأه.. تجدهم بين ليله وضحاها كل شئ بالنسبه لك..
فاقت من شرودها علي خبطه أليس لها..
ماذا حبيبتي أين ذهبتي…
نظرت لها وتنهدت وقالت…
خائفه..
نظرت لها أليس بصبر وقالت…
أهو نفس الموضوع ذاته في بدايه كل أجازه…
.حبيبتي لا تفكري كثيرا ما مضي قد مضي انت الان أقوي ليست تلك الطفله الضعيفه الخائفه…
لا تخشي شيئا جميعنا بجوارك…
التفتوا علي صوت صديقم الطبيب الشاب الذي طالما كان اخا لهم وسندا فهو مصري ايضا تعرفو علي بعض في الجامعه ويدعي سليم..
ايتها الثرثارات هيا غرفه العمليات جاهزه اكملوا حديثكم فيما بعد..او لتأجلوه ليومين حين عودتنا جميعا للقاهره..
تفاجئوا من قرار عودته معهم فنظروا لبعضهم بصمت..فقال..
أوحسبتم اني سأترككم.. مستحيل…
ضحكوا جميعا في سعاده واتموا عملهم وحجزوا تذاكرهم للعوده جميعا…
بعد يومين…
صدحت صوت المضيفه بربط الطائره للاقلاع الي أرض الوطن…
كانت أليس تجلس بجوار سليم وورائهم مالك وسيلا وخلفهم عابد وسميه…
يتمازحون جميعا فيما بينهم تحت سعاده مالك لعودته للبلده ولجده…
اما هناك في مكان أخر..
كان يجمع حاجياته بذهن شارد…كيف سيكون اللقاء..هل سيستقبله جده..
كم هل.. وهل…
جاءت في ذهنه وهو يجمع
أشياءه بتخبط هنا وهنا..
ولكن ما يعلمه الان انه سيواجه وكفي سينتزع أبوته لابنه انتزاعا ولو كان أخر نفس في حياته…لن يستسلم أبدا سيواجهه كل شئ
فقط من أجل ان يأتي يوم وترضي عنه عيونها الباكيه…