روايات

هويت رجل الصعيد الجزء الاول

قشعر جسد “عهد” من رؤيته وقبضه عليها لتفشل محاولة هروبها وشعرت ببرودة جسدها أمام نظرة عينيه النارية، كاد “نوح” أن يصرخ بها وهو لا يفهم سبب أرتدائها لفستان الزفاف لكنه توقف عندما سقطت فاقدة للوعي أمامه ليتشبث بذراعيها قبل أن تسقط تمامًا على الأرض وتأفف بضيق وهو يحملها على ذراعيه فنظر لوجهها ورأسها مائلة للخلف…..

يتبـــــع….

#هويتُ_رجل_الصعيد

الفصل الثانى (2)

____ بعنــوان “زواج” ____

قبل 4 شهور

مر شهر على وفأة “نادر” و “عهد” تعيش في منزل “الصياد” بنفس غرفة أختها وسط معاملة العائلة السيئة لهما وكره الجميع الوضوح لهما، أغلقت “عهد” الهاتف مع صديقتها ودخلت من التراس إلى الغرفة وجلست جوار أختها على الفراش تفكر كيف تخبرها بأنها يجب أن ترحل وتعود بعد أن أجبرت ها “سلمى” على البقاء بحفيدها هنا فترة العدة، تنحنحت “عهد” بلطف ثم تحدثت بحيرة قائلة:-

-عليا أنا عندى كلية ودراسة وإمتحانات

نظرت “عليا” لها بحزن وهى تعلم بأن مستقبل أختها هناك فقالت:-

-أنا عارفة

حسمت “عهد” شجاعتها وقالت بلطف:-

-أنا لازم أرجع القاهرة يا عليا، أنا ماضية شرط جزاء للدار وحفلة التوقيع بكرة في الإسكندرية وإمتحاناتي في الكلية الأسبوع دا

أومأ “عليا” لها بحزن قائلة:-

-ماشي وخلى بالك من نفسك يا عهد

تبسم “عهد” بلطف لها ثم جمعت أغراضها في الحقيبة لكى تعود للقاهرة وحدها تاركة أختها وابنها هنا مع أهل زوجها المتوفى، كانت تسير في الحديقة وتتحدث في الهاتف مع مؤظفة الدار الغاضبة وتقول:-

-يا أستاذة عهد عشان ننهى النقاش دا يفضل حضرتك بكرة الساعة 2 تكوني في الإسكندرية

تحدثت “عهد” بنبرة غليظة ووجه عابس:-

-أكيد

أنهت الأتصال معها ثم أستدارت لترى “خالد” واقف خلفها مبتسمة ثم قال:-

-أنا مكنتش أعرف أنكِ مشهورة

ردت عليه بنبرة غليظة مُشمئزة من الحديث معه تقول:-

-شكرًا

مرت من أمامه لكى تغادر فأستوقفها وهو يمسك معصمها بلطف ويقول:-

-أستنى هبابه خلينا نتحدد سوا

نظرت ليديه ثم جذبت يدها من قبضته بقوة وهى تقول:-

-وأنا مش عاوزة أتكلم معاك

دخلت للمنزل بضيق وهى مُشمئزة من هذا الرجل ومن وجودها في الصعيد، تبسم “خالد” وهو ينظر عليها أثناء مغادرتها ثم تمتم قائلًا:-

-يخربيت جمال بنات مصر

____________________

كان “نوح” جالسًا في مكتبه بداخل المحجر شادرًا في أفكاره وهو يفكر في قاتل أخيه، وقف من مكانه وهو يسير في الغرفة بحيرة وعقله بعالم غير العالم حتى أنه لم ينتبه إلى فتح باب المكتب ليقطع شروده عندما شعر بيد تلمس ظهره ألتف ليجد “أسماء” ابنه عمه فنظر إليها وإلى باب المكتب المفتوح وهرع إليه لكى يغلقه وهو يصرخ بها قائلًا:-

-أنتِ اللى جابك أهنا؟

وضعت يدها على كتفه بدلال لتقول بنبرة ناعمة:-

-أتوحشتك يا نوح بجالك شهر مبتعودش الدار ولما بتعاود بتكون متأخر وتطلع مع طلعة النهار

أبعد يدها عنه ثم قال بجدية وحزم:-

-ليكون لازم أخد الأذن منك

تنهدت “أسماء” بحزن مصطنع وتنظر بعينيه بترجي لتقول:-

-وبعدين يا نوح هيفضل قلبك حجر أكدة لحد ميتى، أنا عملت كل حاجة عشان أعجبك وأرضيك

أستدار يعطيها ظهره بأختنا وقال ببرود سافر:-

-ولحد ميتى هفضل أقولك أن الحب مش عافية يا بنت عمى، وأنا مشايفكيش غير بنت عمى وبس زى خيتى تمامًا ريحى حالك وبطلى تتعبي قلبك وتجيب له العذاب

أشتاطت غيظًا من حديثه وهو يرفض مرة جديدة كالسابقة ودومًا لتصرخ به قائلة:-

-ما هو لو في واحدة في حياتك كنت جولت أنك عاشج لكن أنت بطولك أكدة ولا تكون ناوى تتجوز رجاصة كيف أخوك

عقد حاجبيه بضيق وأشتاط غضبًا من حديثها ليستدير وهو يمسكها من يدها بقوة ويقول بحدة صارمة:-

-غورى من وشي يا أسماء جبل ما صبري يخلص عليكِ

طردها من الباب ليرى “عطية” صديقه يدخل الباب فنظر إلى “أسماء” الغاضبة وهى تغادر بوجه غليظة وشاحب فقال بمرح:-

-وبعدهالك يا ولد الصياد

تمتم “نوح” بضيق وهو يقول:-

-تعال يا عطيه

دلف “عطيه” معه إلى داخل المكتب وهو يقول:-

-طب والله عندها حج، ما تجوزها يا نوح البنت بتحبك وعاوزك وأنت مش عاشق غيرها يعنى

رفع “نوح” نظره إلى صديقه بإختناق وضجر من حديثه ثم قال:-

-جواز أيه ونادر مفاتش على جتله شهر مش قبل ما أجيب اللى جتل أخويا

أقترب “عطيه” منه بخبث ثم سأل بهمس:-

-وبعدها هتتجوز أسماء

تنحنح “نوح” بإحراج ثم قال وهو يقف لكى يغادر:-

-ربك يسهل يا عطية

____________________

جمعت “عهد” حقائبها ووقفت أمام أختها ببسمة حزينة لفراقها ثم قالت:-

-حاولى تهربي من هنا يا عليا أنتِ اللى كان بيربطك بالناس دى مات، أنتِ دلوقتى حرة

عانقتها “عليا” بضعف وحب وهى تمسح بيدها على مؤخرة رأس أختها ثم قالت:-

-خلى بالك من نفسك يا عهد وأنتِ بتسافرى من الإسكندرية للقاهرة وركزي في إمتحاناتك دى

تبسمت “عهد” بلطف في وجه أختها وهى تسلل من عنقها لتتقابل أعينهما ثم قبلت “يونس” من يده وقبل أن تخرج من الغرفة، دق باب الغرفة ودلفت “حُسنة” لهما تقول:-

-الفطار جاهز

أخذت “عليا” أختها من يدها وتركت “يونس” في الفراش نائمًا ونزلا معًا، كان “على” جالسًا بمقدمة السفرة وجواره زوجته “سلمى” و”نوح” بجانبها في الجهة الأخرى كا يجلس “حمدى” وزوجته “فاتن” ثم “خالد” وجواره “أسماء” ، تنهدت “عليا” بخفة ثم جلست هي وأختها جوار “نوح” وكانت “عهد” مقابل “خالد” وجوار “نوح”..

تناول الجميع فطارهما في صمت وكانت “عهد” تنظر في هاتفها بيدها الأخرى مُحاولة البحث عن سيارة أوبر تنقلها إلى القاهرة فهتفت “عليا” بلطف قائلة:-

-كُلى يا عهد، أنا هديكى عربية نادر تسافرى بيها

صاحت “سلمي” بانفعال شديد وهى تترك الملعقة من يدها قائلة:-

-واا ومين جالك أنى هوافج أن عربية ولدى تطلع من أهنا

تحدثت “عليا” بغضب سافر فهذه العربية ملك لها بعد وفأة زوجها هي وابنها الوريثين الوحيدان له قائلة:-

-أنا حرة في أملاكى ودى بتاعتى دلوقت حتى لو هولع فيها

تحدث “على” بنبرة هادئة وهو يتناول طعامه :-

-خلاص يا حجة همليها تعمل اللى عاوزاه

صاحت “سلمى” بانفعال قائلة:-

-جولت لا يعنى لا

كاد “عليا” اأن تصرخ لتمسك “عهد” يدها بلطف تمنعها من الحديث ثم قالت بخفة:-

-خلاص يا جماعة، خلاص يا عليا أنا مبعرفش أسوق أصلًا هطلب عربية وخلاص

تحدث “خالد” بنبرة ناعمة يغازلها قائلًا:-

-متتخانجوش يا جماعة، أنا هوصلها للقاهرة بنفسى

كان يتحدث وقدمه تلمس قدمها من أسفل السفرة لتفزع “عهد” من مقعدها بهلع من لمسه لها ليسقط كوب الشاي الساخن على “نوح” وهى تقف، نظرت لـ “نوح” بقلق وقالت بخجل:-

-أنا أسفة

قالتها وركضت بهلع إلى الأعلى لكى تغادر بأسرع وقت ممكن، لم تنتظر صعود أختها لتأخذ حقيبتها وتضع حقيبة ظهرها على كتفها وغادرت المنزل قبل أن يأتي “خالد” لها مرة أخرى، ركبت توكتوك من أمام المنزل ليأخذها إلى الموقف العام وهى لم تنتظر السيارة الخاص، سارت وسط الزحمة تبحث عن ميكروباص ذاهب إلى القاهرة أو الإسكندرية، أقترب بعض الشباب يتغازلوا بها وهى تحاول الفرار بعيدًا، توقفت سيارة رباعية الدفع سوداء أمامها ثم فتح الباب وترجل “نوح” منها ليقترب نحوه وفور أقتربه رحل الشباب بعيدًا يتحدث أحدهم بخفوت:-

-تعال يا عم إحنا مش جد نوح الصياد

سمعتهم “عهد” فنظرت إلى “نوح” بصمت وتعجب لظهوره الآن في هذا المكان ففتح باب السيارة الأخر وقال:-

-أطلعى

نظرت له بخجل ثم إلى الموقف بحيرة لكن ركوبها سيارته أفضل بكثير لسيارة الميكروباص، ثم صعدت ليضع “نوح” حقيبة سفرها في المقعد الخلفى وركب إلى مقعد السائق لتقول:-

-مش عاوزة أتعبك

أجابها “نوح” بنبرة هادئة ليقول:-

-مفيش تعب أنا كدة أو كدة مسافر إسكندرية هنزلك أقرب مكان ليكي

تبسمت “عهد” بعفوية وهى تلتف بجسدها له وتتكأ بظهرها على الباب وقالت بحماس:-

-ينفع أتعبك طيب وتوصلنى إسكندرية

نظر لها بتعجب ثم نظر إلى الطريق وهو يقول:-

-إسكندرية مش القاهرة؟!

أومأت له بنعم وهى تقول:-

-أه عندى شغل هناك ضرورى

أومأ لها بنعم وركز في قيادته وهاتفها لا يتوقف عن الرنين وأستقبالها للاتصالات المتتالية، رن هاتفها باسم موظفة الدار لتنهدت بضيق قبل ان تجيب عليه ثم أستقبلت الاتصال لتسمع صراخ ووصل صوت الموظفة إلى أذن “نوح” فقالت”عهد”:-

-قولتلك هكون عندك الساعة 2 مفيش داعى لكل الغضب دا

-أعذرينى في الكلمة بس حضرتك مستهترة

أغمضت “عهد” عينيها باختناق تكبح غضبها ثم قالت:-

-أنا ممكن مجيش على فكرة وكل واحد وواحدة أشتروا تيكت للحفلة يثور عليكم بس أنا مش حابة أعمل أذية لحد ومتتصليش تاني

أغلقت الهاتف تمامًا ثم نظرت للنافذة ودمعت عينيها بحزن من إهانة هذه الموظفة لها، أنتبه “نوح” على حزنها وغضبها المكبوح بداخلها الذي تحول لدموع واضحة رأها في المرآة الجانبية للسيارة فضغط على زر النافذة يفتح لها الزجاج لتنفث عن غضبها في الهواء الطليق دون ان يتفوه بكلمة واحدة، نظرت “عهد”إلى زجاج النافذة وهو يُفتح لتنظر إلى “نوح” وهو ينظر إلى الطريق، لم يُفضل النظر لها في موقف كهذا ويرى ضعفها، أوصلها إلى المكان المحدد لإقامة الحفل ثم ترجلت وهى تقول:-

-متشكرة جدًا تعبتك معايا

هز رأسه لها ثم غادر، دلفت إلى الغرفة المُحددة وكانت صديقتها “ليلى” في أنتظارها بملابس جديدة لأجلهاوفور رؤيتها هرعت إليها تقول:-

-أخيرًا يا عهد، يلا معندناش وقت لازم تغيرى هدومك بسرعة

تذكرت “عهد” حقيبتها التي تركتها بسيارته لتصرخ بهلع:-

-شنطتى؟

قصت “عهد” لها ما حدث لتقول “ليلى:-

انت في الصفحة 3 من 17 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
140

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل