
دخلت لبست هدومي بسرعة وأنا بترعش من الخوف، وجريت علشان أنزل، بس افتكرت الحلة اللي كانت على النار!
دخلت طفيت النار، وخطر في بالي افتح الحلة واشوف فيها ايه؟ مهو مستحيل ماما تنزل وتسيب أكل على البوتجاز وأنا نايمة أكيد.
فتحت ويارتني ما فتحتها.
اللي شوفته كان أكبر من درجة تحملي، لأني للأسف لقيت راس ماما في الحلة.
معرفش أنا وقعت من طولي ازاي وأمته، لكني متأكدة إني لما وقعت كنت في المطبخ ومخرجتش منه.
في حين اني فوقت على سريري وماما بتصحيني وبتقولي “قومي يا عزيزة، انتي هتفضلي طول اليوم في سريرك كده، قومي يابنتي علشان تفطري”.
اللي أكدلي إني مَكنتش بحلم ولا بخرف، اني مازلت بهدوم الخروج اللي لبستها قبل ما أقع، يعني كل اللي حصل ده حقيقي لكن حد حطني على السرير من تاني وغطاني.
بصيت في تليفوني كانت الساعة تلاتة العصر، قومت دماغي تقيلة وهمدانة ورغم كل تعبي ده إلا إني صممت أنزل لبابا المحل ومسيبش نفسي للوهم.
نزلت المحل أول ما بابا شافني جري عليا حضني وسألني “عزيزة.. طمنيني عليكي يا حببتي بقيتي أحسن بعد المسكن؟”.
بابا بيحبني بشكل جنوني وملوش غيري في الدنيا من بعد ربنا، مقدرتش أقوله بنتك تعبانة ومأذية، وكتمت جوايا وقولتله “اطمن يا حبيبي انا بخير اهو، وهشتغل معاك النهاردة كمان “.
ولاني مش في قدرتي البدنية الكاملة، قررت اشوف حاجة خفيفة اعملها على قد مجهودي، وقعدت جنب المحل كده قدامي ترابيزة صغيرة اعمل عليه البرجر وأغلفه.
طبعًا أنا شغالة وبالي كله شارد في اللي حصلي من امبارح لـ النهاردة، ومفيش غير الملعونة اللي أكيد عملت فيا كل ده انتقام.
“بتشتمي واحدة قد ستك ليه، مش عيب كده بردو”
بصيت ورايا لقيتها…
يتبع**********
الصفحة بقالها شوية واقعة ومبتظهرش للمتابعين، تفاعلوا فضلًا ووصلوا القصة لأكبر عدد وبإذن الله نكمل حكاية #بنت_الجزار بكرا في نفس الميعاد☠️🖤
گ/شهيرة عبد الحميد.
“بتشتمي واحدة قد ستك ليه، مش عيب كده بردو”
بصيت ورايا لقيتها…
أنا مش فاهمة هي قدرت تسمع أفكاري ازاي! مسكت أعصابي بصعوبة وحاولت أبان قدامها قوية واداري خوفي وقولتلها “أي خدمة؟ حضرتك عايزة لحمة ولا برجر.. خدي برجر حلو وطري على سنانك”.
مدت أيدها مسكت قطعة برجر من قدامي وبدأت تاكل وتشد فيها نية!، وقالتلي “امممم طعمها مش بطال، زي راس الست الوالدة بالظبط”.
رجع الألم يشتغل في معدتي من تاني، وظهر على ملامحي إني موجوعة ومش قادرة أقاوم، كنت عايزة أقوم استنجد بـ والدي، لكن جسمي مشلول وهي بتحط أيديها على كتفي وبتلف حواليا ببطء وبتقولي “لا لا، لسه بدري على الاستسلام ده كله، ده انتي لسه في بداية مشوارك معايا”.
انفاسي مكتومة، وايديها بتمر على جسمي زي ماية النار بتكويني، حاولت أصرخ بكل طاقتي، لكني زي الغريق اللي ملوش صوت ومستحيل حد يسمعه من تحت البحر.
وفي أقل من ثانية لقيت بابا واقف جنبي وعمال يهزني ويقولي “عزيزة ردي عليا، مالك يابنتي متنحة كده ليه، يا عزيزة انتي تعبانة طيب، في حاجة وقعت عليكي يابنتي خبطتك”.
بابا كان فاكرني مخبوطة على دماغي لأن الدور الاخير من العمارة بيركبوا سيراميك وبيوضبوا شقة عريس جديد، وياريت الموضوع مجرد خبطة وارتحت.
رجع الأوكسجين يدخل جسمي من تاني واتردت فيا الروح، واختفت الملعونة ولا كأنها كانت بتعذبني من شوية.
قومت من مكاني أتلفت حواليا وقولت لبابا “معلش يا بابا.. أناــــ أنا فعلاً شكلي تعبانة وعندي دور برد شديد ماكنش ينفع انزل من البيت النهاردة، أنا هروح أرتاح وانام شوية”.
كان لازم اهرب من المكان كله، وموضحتش لـ بابا اللي بيجرالي، لأني عارفة كويس أنه هيقلق عليا وجايز يمنعني من النزول نهائي.
وأول حد كان في بالي أروح استنجد بيه هو “مسلم”، جاري واخويا اللي كبرنا سوا طول عمرنا، وصندوق أسراري اللي هيفهمني ويقف جنبي في محنتي.
“مسلم أنا في كارثة، أنت في البيت ولا في المستشفى”
اتصلت عليه، ومن حُسن حظي كان في البيت بدري وقالي “تعالي على البيت امي وامك قاعدين برا بيتفقوا على مصيبة جديدة شكلهم”.
رجعت على البيت، كانت فعلًا والدتي كالعادة قاعدة مع والدته، دخلتله البلكونة وده مكانا المفضل اللي معتادين نتقابل فيه، وبدون ما اتكلم كان ملاحظ من رعشة أيدي إني مش طبيعية، و ورايا كارثة كبيرة وقالي “مالك يا عزيزة، بتترعشي ليه كده! ما طول عمرك بتقعي في مصايب وبتجيلي بيها مبشوفش فيكي الخوف ده كله”.
مسكت كوباية الماية من قدامي على الترابيزة وحاولت اهدا علشان اقدر احكيله كويس التفاصيل اللي بتحصل معايا.
قولتله “مسلم أنا من امبارح مش تمام، حتى الألم اللي جالي بليل ده مش اعراض مرضية، أناــــ أنا اتسحرت”.
مسلم انتبه لكلامي بأهتمام، وابتديت احكيله الحكاية كلها من بداية ما جتلي الملعونة المحل، لـ أخر حدث حصل من شوية، رجلي كانت بتترعش بشكل ملحوظ، وكل خوفي أنه ميصدقنيش لأننا متعلمين وعمرنا ما صدقنا الكلام ده أبدًا.
لكن مسلم رد وقالي “أنا قلبي كان حاسس، من أول ما شوفتك ليلة امبارح وكنت متأكد أن دي مش أعراض مرضية طبيعية، لكن كدبت نفسي وقولت يمكن حساسية أو غيرها”.
قعدنا نتناقش شوية وقالي أنه هيكلم شيخ صاحبه يجي يرقيني ويشوفني، وأحاول الفترة دي على قد ما اقدر مقعدش لوحدي حتى وقت النوم، لحد ما نشوف حل.
سمعت كلامه ولما بابا خلص شغله جالنا ورجعنا شقتنا، واتفاجئت بـ والدي بيفتح موضوع الست الكبيرة وبيقولي “اسكتي يا عزيزة، مش الحجة الكبيرة بعتتلي حفيدتها النهاردة ؟! بنت شابة كده ما شاء الله عليها جمال الدنيا فيها، بس سلوكها كان غريب جدًا”.
لفت انتباهي باللي بيقوله، وقولتله باهتمام “غريبة ازاي يا بابا، احكيلي حصل إيه “.
حسيت أن بابا خجلان مني وبيتكلم بتوتر وقالي “يعني يبنتي الله يسترها عليها، بس يعني.. مايعة حبتين في أسلوبها، وطلبت مني نفس العضمة ولما قولتلها مش موجودة حاولت يعني استغفر الله تقربلي وتقولي “طب امتهه، أنا هجيلك في أي وقت تطلبني”، مرتحتلهاش الحقيقة”.
دلوقتي اتاكدت أن الست مش هتكتفي بس بأذيتي، دي كمان بتحاول تتلاعب على بابا علشان توقعه وتسيطر عليه، ومن خوفي قولتله “بابا اوعى تكون اديتها وش.. الست دي غرضها غير شريف هي وحفيدتها”، وكملت باقي كلامي في سري وقولت “ده لو كانت حفيدتها أصلا ومش شيطانة”.