روايات

تزوجته فقيرا بقلم نسمه مالك

“شوفته يا ابن ابويا..”
نظر لزوجته بعيون نادمة مليئة بالعبرات، وأسرع بإعطاء الهاتف لوالدته، وركض لخارج المنزل بخطوات سريعة يود لو تبتلعه الأرض،
بلهفه تحدثت زينب..
“قوم يا احمد ورا اخوك متسبهوش لوحده يا ابنى..”
أسرع أحمد خلف شقيقه،
رفعت زينب الهاتف على أذنها، وببكاء وفخر تابعت..
“الو يا حضره الدكتور الظابط..”
بكت وضحكت..
“واحشتنى يا قلب امك..”
ابتسم ايوب ودموعه تهبط على وجنتيه ببطء، فأسرعت زوجته الجالسة داخل حضنه، وتجفف دمعه بشفتيها،
أغمض أيوب عيناه مستمتع بلمستها، التى تذيب قلبه، وبتنهيده تحدث..
“واحشتينى اوى يا امه..كل سنه وانتى طيبه وبألف خير وصحه يا ام ايوب..”
اللهفة والاشتياق كانت تعتصرها وهي تقول..
وانت طيب يا قلب امك..اطمن يا حبيبى انا هجيلك قريب..بس مش هاجى لوحدى..”
بفرح غامر قال أيوب..
“اخواتى هيرجعو معاكى يا أمه؟؟..”

يمتلك هو قلب من الماس، برغم كل ما فعله شقيقاه به، إلا انه يشتاق لهما حد الجنون، يتمنى يعودا لحضنه مرة أخرى،
تنهدت زينب براحة، ونظرت لليان الباكية، وبفرحة تحدثت..
“هجيلك انا ومرات اخوك، وبناته وكمان..”
أجهشت بالبكاء قائلة
“أيوب الصغير يا أيوب”..
شحبت ملامح أيوب، وانتفض جالسا, متمسكاً بخصر زوجته بأحكام، وبعدم فهم تحدث..
“مين أيوب الصغير؟؟!!..”
علمت زينب سعادة أيوب بهذا الخبر فأكملت..
“ابن ايمن اخوك توأمك..”
نظرت لليان برجاء تخبرها، أنها تود أصلاح الأمور بين أبنائها، فحركت ليان رأسها بتفهم، فتابعت زينب..
“سمى ابنه على أسمك يا أيوب..”
اختلطت المشاعر بين دهشة وسعادة، صدمة من نوع آخر، ونظر لزوجته بعيون متسعه.،
بلهفة أسرعت حبيبة رفع يدها على وجنتيه، وبهمس تحدثت..
“فى ايه يا ايوب؟؟..ماما زينب كويسه؟؟..”
أغمض ايوب عينيه يحاول التحكم بدموعه، وبفرحه وبعدم تصديق تحدث..
“امه انتى بتقولى ايه؟؟!!..”
أحست زينب بفرحته فبكت لفرحته أكثر وأعادت عليه
“بقولك اخوك سمى ابنه على اسمك يا حبيبى..
وبأذن الله هجبهم واجيلك فى اقرب وقت..”
عبست بملامحها، وتابعت بغضب مصطنع..
“وفين البت حبيبه واحشتنى..”
أعطى أيوب الهاتف لزوجته، والتف بذراعيه حول خصرها، دافناً وجهه داخل حضنها، يبكى بصوت مكتوم..
ببكاء لبكائه أمسكت حبيبه الهاتف بيد..ويدها الأخرى تربت على ظهره، وشعره بحنان بالغ وببكاء تحدثت..
“ماما زينب..عامله ايه يا حبيبتى..كل سنه وانتى طيبه”..
غمر زينب السعادة لسماع صوت حبيبة “وانتى طيبه يا ضنايا..طمنينى على طيورى يا بت يا حبيبه..”
قالت حبيبة بابتسامة عذبة.. “اطمنى يا حبيبتى..انا واخده بالى منهم وعملت زى ما قولتيلى بالظبط..بخرج جزء من البيض لوجه الله والباقى ببيعه وبيفيض منه كمان يا ست الكل”..
شعرت زينب بالرضا “الحمد لله يا حبيبتى..”
تابعت بمزاح..
“عقبال ما تبيضى انتى كمان بقى..”
ضحكت حبيبة برقة، وبخجل تحدثت..
“ادعلنا يا ماما
“دعيالكم يا ضنايا..”
أشارت لها ليان أنها تريد أن تحدثها..
ابتسمت زينب وبفرحة تابعت..
“حبيبه سلفتك عايزه تكلمك..”
دهشت حبيبة لوقع الكلمة عليها..
“سلفتى؟؟”
رفع أيوب رأسه من حضنها، ونظر لها وبلهفة همس..
“قوليلها تصور البنات..”
ابتسم بفرحة تغمر كل مشاعره مكملاً..
“وايوب الصغير وتبعتلنا الصور..”
أخذت ليان الهاتف، ورفعته على أذنها وبود تحدثت..
“ازيك يا حبيبة أيوب..انا ليان مرات ايمن..”
أطلقت زفرة قوية يضيق بها صدرها..
“توأم جوزك..”

انتهت هبة من محاضرتها اخيراً، فكلية الهندسة ليست بالسهلة،
بخطوات متعبةاتجهت لخارج الجامعة،
لم تأكل شيئاً منذ الصباح الباكر،والساعة قاربت على الثالثة عصرا..
بخطى مجهدة اتجهت نحو عربة المأكولات، ووقفت بطابور ليس بصغير تنتظر دورها بشرود،
طال انتظارها قليلاً، فأخرجت هاتفها وبدأت تعبث به قليلاً،
تشاهد بعض الصور والفيديوهات لها برفقة صغيرها،
غافلة عن عيون بدر، التى تنظر لها بترقب،
بدأت هى تتفحص بعض مواقع التواصل الأجتماعي، لتتسع عينيها بدهشة، حينما رأت فيديو أيوب، يتصدر اعلى المشاهدات على عدد من المواقع الشهيرة،
باهتمام استمعت للفيديو كاملاً، وبعيون امتلأت بدموع الفرحة، لشقيقتها همست محدثة نفسها
“ربنا نصفك يا حبيبه..ورضاكى يا حبيبتى..”
انتبهت على صوت بدر الهادئ يتحدث بتساؤل..
“ساندوتش مربى بالقشطه برضو؟؟..”
رفعت هبة وجهها، ونظرت له لأول مرة بابتسامة، وبرقتها المعهودة تحدثت..
“ايوه يا عم احمد من فضلك..اكملت بفرحة..
“بس خليهم اتنين المرادى..”
انتبه والده لحديثها، وانها تناديه بأسمه هو..
فاقترب منهما، وتحدث مستفسراً..
“عم احمد مين؟؟؟!!..”
أسرع بدر، ونظر له بتحذير، وبمزاح تحدث..
“قولها يا ابا بلاش عم احمد دى..”
نظر لها بابتسامة..
“انا مش عجوز اوى كده..”
تنقل احمد بنظره بينهما، بحاجبين مرفوعين، وابتسم باصطناع وبعبث تحدث..
“قوليلو يا ميدو..”
توردت وجنتا هبة بحمرة الخجل، ونظرت لبدر بتركيز، وضيقت عينيها، وبذهول تحدثت..
“سبحان الله يخلق من الشبه 40 فعلا..”
أشارت على بدر..
“حضرتك شبه دكتور عندنا فى الكليه..”
قال بدر مدعياً الجدية..
“قصدك بدر الزينى مش كده..”
حركت هبه رأسها بالايجاب..فمد هو يده لها، وأعطها شطيرتيها، وتابع بثقة..
“كتير قالو انى شبه فعلا..”
اعطته هبة النقود، وبابتسامة تحدثت..
“شكرا جدا يا..”
نظر لها بدر بتحذير فتابعت بخجل..
“يا احمد..”
أنهت حديثها، وابتعدت من أمامه بخطوات مسرعة،
نظر بدر لأثارها بابتسامه شاردة،
لينتبه لصوت والده العابث..
“احححم..”
نظر لوالده ليتفاجئ به ينظر له بشفاه وحاجب مرفوعين وبعدم فهم تحدث..
“واد يا بدر فهمنى ايه اللى بيحصل دا؟؟..”
عاد بدر للعمل بمهارة، وحرفية وبالألغاز بدأ يتحدث..
“اتاكدت بمعرفتى أنها منفصلة، وتايهة..ومش مركزه نهائى..
علشان كده شايفانى شخصين..فخلينا نشوف هتفضل مين على مين..”
تنهد..”الدكتور بدر..”
رافعاً يده ببعض الخبز،
“ولا احمد بتاع السندوتشات..”
ربت والده على كتفه، وبتعقل تحدث..
“الكلام دا لو انت فى دماغها أصلا..لكن واحده شيفاك شخصين تبقى مش مركزه معاك ولا شاغلها..
صك بدر على أسنانه وبغضب همس لنفسه
“ودا اللى غيظنى..ايييه اللى شاغل بالها لدرجه انها شيفانى شخصين؟؟..”
“”””””””””””””””

سيف كان
يجلس برفقة محمد، ونجوى بمنزلهما، وبرجاء وتوسل يتحدث..
“ارجوك يا عمى ساعدنى ارجع لهبه..”
بغضب وضيق رد محمد
“يا ابنى اساعدك ازاى وانت جاى تقولها انك مسافر بابنها؟؟!!..”
نظر له بشرار..
“وبعدين ايه البنت اللى كنت جيبها معاك شايله الولد دى..”
أجابه سيف قائلاً..
“دى مربيه أطفال..انا اتعاقدت مع مكتب للمربيات، وبعتولى أكفأ مربية عندهم علشان تراعى سفيان..”
علا صوت محمد “وامه راحت فييييين؟؟؟..انت عارف لو هبه كانت هنا وشافتك وانت داخل علينا بالمربيه دى شايله ابنها كانت هتعمل ايه؟؟..”
تنفست نجوى بارتياح قائلة
“الحمد لله انك مشيتها قبل ما هبه تيجى..”
قالت محمد بأسف..
“يارتها مشيت لوحدها..دى خدت الواد معها..”
نظر لسيف وقال باستياء..
“ازاى تأمن واحده غريبه على ابنك؟؟..”
رد سيف بملل..
“يا عمى السواق بتاعى معاهم..وامى فى الشقه عندى وكمان انا ركبت كاميرات مراقبه فى الشقه كلها..”
مطت محمد شفتيه، وقال بسخرية..
” يا فرحتى بالكاميرات..وقاعد بقى دلوقتى مستنى هبه علشان تقولها انك هتاخد ابنها والمربيه وتسافر؟؟..”
أجابه سيف..
“انا هقولها كده علشان تدينى فرصه وترجعلى..”
بتعجب ساخر قال محمد..
“فرصه ايه؟؟..انت كده بتلوى دراعها بابنها علشان ترجعلك..”
نظر له بأسف..
“تقدر تقولى انت عملتلها ايه علشان توصلها انها تفضل الموت ولا انها تفضل على زمتك؟؟..”
أخفض سيف رأسه بخزى، وبرجاء تحدث..
“اعفينى من الرد على سؤال حضرتك يا عمى..اللى حصل حاجه خاصه بينى وبين هبه وهى اكدت عليا مقولش لمخلوق..”
فهمت نجوى ان المشكله بينهم تخص علاقتهما الحميمة،
فنظرت لزوجها، وتحدثت برجاء..
“ابو هبه انت اول واحد عايز بنتك ترجع لجوزها وابنها صح ولا لاء يا اخويا؟؟..”
نفث محمد الهواء من صدره الذى ضاع لوجود سيف..
“عايزها ترجع بس برضاها..مش مجبوره..”
أكدت نجوى بثقة..
“هبة عاقلة، وهترجع برضاها علشان دا الصح..
كلنا ممكن نغلط..وسيف غلط ومعترف بغلطه..وهبه عاقبته واطلقت منه كام شهر اهو..كفايه بقى وترجع لأبنها..
الواحده ملهاش غير بيتها وجوزها..”
نفذ صبر محمد من هذه المدولات السخيفة..
” الرأى رأى هبه..وانا اللى هيريح بنتى هعمله..”
انتبهوا لصوت باب الشقة، لتهب نجوى واقفة وتتحدث بصوت منخفض وبسرعة..
“اهى هبه جت..”
اتجهت نحو الخارج واقتربت منها، وتحدثت بفرحة
“انتى جيتى يا حبيبتى..”
ركضت هبه نحو والدتها، وتحدثت بسعادة تبدو على محياها..
“تعالى اوريكى حاجه يا ماما..”
أسرعت بفتح هاتفها وقامت بتشغيل فيديو أيوب، وأعطت الهاتف لوالدتها،
أمسكت نجوى الهاتف وبدأت تشاهد الفيديو بعيون ذاهلة، وبعدم تصديق تحدثت..
“دا ايوب جوز اختك؟!..”

انت في الصفحة 8 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
96

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل