روايات

بقلم مصطفى جابر الثانى

“ما فيش حل تاني. لو رجعنا ورا، ممكن يقفلوا علينا من كل الجهات.”

فجأة، سمعو صوت طلقات نار .. كانت عربية چيب جايه بسرعه من وراهم بدأت تضرب عليهم

عمر : أربطو الأحزمة وأمسكوا كويس .. هنلعب جاتا عالحقيقه …

عمر بدأ يلف بين الشوارع بسرعات جنونية، رحمة ماسكة المسدس وشباك العربية مفتوح:

“طارق، غطي عليا! أنا هحاول أعطلهم.”

طارق رد بسرعة:

“طب خلي بالك أنا خايف عليكي … مش عايزك تخاطري!”

رحمة وهيا بتطلع رأسها من الشباك : طب أسكت عشان خاطري ..رحمه مسكت مسداسها وضربت على إزاز العربية اللي وراهم، لكن اللي سايق فضل قريب:

رحمه : عمر، الكلب ده مش بيتهز! عندك خطة؟”

عمر بابتسامة ساخرة:

“زي ما قلتلك، أنا حافظ الشوارع دي أكتر من أهلها. استعدوا!”

لف فجأة لشارع ضيق، والعربية اللي وراهم حاولت تلف بس خبطت في الحيطة. طارق بص ورا:

“كويس إننا خلصنا من واحد، بس أكيد في غيره.”

عمر: “ده مؤكد. لازم نفضل نتحرك بسرعة.”

بعد حوالي عشر دقايق، وصلوا لمكان شبه مهجور. عمر ركن العربية وقال:

“وصلنا .. ندى مستنيانا جوه لازم ندخل بسرعة.”

طارق بص حواليه:

“طب خلو بالكم ليكون في كمين معمول لينا ..

عمر : لا ما تقلقش، المكان ده آمن جدا .”

طارق بصله ووقف : ما تقولش الجملة دي تاني ماشي ! كل ما بتقولها بيحصل مص…يبه وبيطلعولنا ؟”

___

دخلوا المبنى، وكان عبارة عن شقة صغيرة مجهزة بشكل بسيط وجميل .. ندى، صحفية شابة، كانت قاعدة قدام لاب توب، ولما شافتهم قالت:

“إنتوا تأخرتوا ليه .. انا كنت خايفة إنهم يكونو وصلو ليكم.”

عمر سلم عليها:

“مش بسهولة كده.. الملفات اهي زي ما وعدتك.”

طارق بدأ يحكي لندى عن اللي حصل معاهم، وهي بتسجل الملاحظات. رحمة قطعت الكلام وقالت:

“طيب وإنتِ متأكدة إنك هتعرفي تنشري كل ده؟ العصابة دي مش سهلة وممكن تورطي نفسك”

ندى بابتسامة:

“أنا متعودة عالمتاعب وده نوعي المفضل .. بس هحتاج وقت أرتب الملفات دي بشكل يضمن إنها توصل وتنتشر بسرعه للناس قبل ما حد يوقفني.”

عمر: “ما تقلقيش .. الوقت في صالحنا ، بس اتأكدي إنك ما تتحركيش من هنا. الجو برا مش أمان خالص .”

فجأة سمعو صوت انفجار في الخارج هز المكان. طارق جري وصرخ: “العصابة لقتنا! ندى، جهزي نفسك! إحنا هنغطي خروجك.”

ندي شاورت على باب خلفي:

“في مخرج من هنا يالله نخرج بسرعه ..

عمر : خدي انتي الملفات واهربي..وإحنا هنتصرف معاهم.”

ندى بصتلهم: طب وإنتوا؟”

رحمة: “إحنا متعودين على المواجهة وده نوعنا المفضل .. اهربي انتي يالله. امشي بسرعة!”

عمر، طارق، ورحمة اتجهوا لباب المخزن، وطارق شاور عليهم:

“خلي بالكوا، ممكن يكونوا مستخبيين في أي زاوية.”

وفي اللحظه دي ظهر واحد من رجال العصابة ضرب نار على عمر، والطلقة جت في كتفه.

رحمة سحبته جمبها :”عمر! إنت كويس؟”

عمر بابتسامة رغم الألم:

“ما تقلقيش… دي مجرد خدش.”

وطارق بيضرب نار عليه : “ما فيش وقت يالله لازم نكمل ونخرج من هنا. العصابة لو وصلت كلها مش هترحمنا.”

طارق بيكمل ضرب ورحمه وعمر خدو بعضهم وخرجو من الباب الخلفي وطارق وراهم .. عمر كان ساند على الحيطة وهو بيضغط على كتفه المصاب، ورحمة بتلف حواليهم تتأكد إن ما فيش حد بيتبعهم.

طارق بص لعمر وقال:

“إنت محتاج علاج حالاً، الجرح بينزف كتير.”

عمر بابتسامة ضعيفة:

“أنا كويس، ما تقلقش. أولويتنا ندى، لازم نتأكد إنها وصلت بأمان.”

رحمة قربت منه وقالت بحدة:

“بلاش تكون عنيد يا عمر. أسمع الكلام .. لو ما وقفناش النزيف، مش هتعرف تكمل وهتقع مننا.”

طارق شاور على مخزن قديم :

“تعالو ندخل هناك. أظن إنه مهجور. ناخد نفسنا ونفكر هنهرب ازاي من المكان ده.”

___

دخلوا المخزن، كان مظلم وريحته مليانة تراب. رحمة بدأت تدور في شنطة الإسعافات الأولية الصغيرة اللي كانوا شايلينها معاهم، وبدأت تعالج جرح عمر، وطارق كان واقف عند الباب بيراقب المكان .

عمر بص لرحمة وقال بابتسامة:

“إيدك خفيفة على الجروح، لكن لسانك حاد في المواجهات.”

رحمة ضحكت :

“انت فيك حيل تهزر .. خليك ساكت عشان ما أفقدش صبري وأسيبك.”

طارق قاطعهم:

“هدوء، وطو صوتكم .. في صوت برا.”

الجميع وقف في حالة ترقب. صوت خطوات جايه من قرب المخزن. طارق سحب مسدسه بهدوء ووقف جنب الباب، ورحمة عملت نفس الشيء. عمر، رغم إصابته، جهز سلاحه.

الصوت كان بيقرب أكتر وأكتر، لحد ما ظهر ظل شخص قرب الباب. فجأة، طارق فتح الباب بسرعة وصوب مسدسه، لكن الصوت اللي جه كان مفاجئ:

“اهدو أهدو! أنا مش عدو.”

الراجل اللي ظهر كان شاب لابس لبس عامل بسيط. بص عليهم وقال:

“أنا مش جاي أذيكم والله .. أنا شغال هنا. سمعت صوت حركه في المخزن قولت أجي أتأكد في إيه.”

عمر رد بحذر:

“إحنا مش عايزين مشاكل. لو عايز تمشي امشي دلوقتي ولو نطقت بكلمه وقولت لحد انك شوفتنا مش هيحصل كويس.”

الشاب بص حواليه وشاف جرح عمر : واضح إنكم متورطين في حاجة كبيرة. العصابة اللي هربانين منها دي مش هتسيبكم في حالكم. عندي مكان كويس تقدروا تستخبوا فيه لحد ما الوضع يهدي”

طارق قال بتردد: أنت عرفت منين إننا هربانين من عصابه ؟ وتساعدنا ليه وإنت حتى ما تعرفناش … أنا مش مرتاحلك ؟؟.”

الشاب رد:

“في جرح في ايد صاحبك والاكيد أنه أخد طلقه في أيده ..ده غير إن كان لسه في ان…فج…..ارات عالشارع برا والبوليس قالب الدنيا ده غير اصوات ط….لق ال…نار … فنا خمنت إن في ع…صابه بتجري وراكم

عمر بهدوء : كلامه منطقي يا طارق سيبه .. اما نشوف هيساعدنا ازاي

رحمة بصت لعمر وطارق وقالت:

“أنا شايفة فعلا إنه صادق. لو فضلنا هنا أكتر من كده، ممكن يلاقونا.”

عمر هز رأسه:

“طيب، هنمشي معاك، بس لو طلعت بتلعب علينا، مش هنرحمك.”

الشاب ابتسم وقال:

“هتتأكدوا إن كلامي صح قريب جداً.”

طارق واقف مصدوم أنهم صدقوه بسهوله ومشيو معاه

بعد حوالي ساعة من المشي بين الأزقة والشوارع الخلفية، وصلوا لمخزن تاني، لكن المرة دي كان مجهز بشكل واضح. فيه معدات، كاميرات مراقبة .

الشاب قال:

“اي رأيكم في المكان ده .. المكان ده متأمن بي كاميرات مراقبه وكل حاجة هنا هتساعدكم .”

في نفس الوقت، محمود كان قاعد في مكتب فاخر مع واحد من رجال العصابة الكبار، بيخططوا لضربة جديدة. محمود قال وهو بيشرب فنجان قهوة:

“ما تقلقش، هم فاكرين إنهم أذكى مني. أنا لسه ماسك كل خيوط اللعبة في إيدي.”

الراجل الكبير رد ببرود:

“لو الملفات دي وصلت للصحافة وأنتشرت ما حدش هيقدر يحميك، لا أنا ولا غيري ووقتها هتكون كارت محروق .”

محمود ابتسم بخبث:

“متقلقش .. سيبني أتعامل. كل خطوة بيعملوها، أنا عارفها.”

عمر كان بيقلب في الخرائط والمعلومات اللي عندهم، وطارق قال:

“لازم نتحرك قبل ما يلاقونا. عندنا خطوة واحدة بس، لو غلطنا فيها، كل حاجة هتضيع.”

رحمة ردت بثقة:

“مش هنغلط. المرة دي إحنا اللي هنهاجم، ومش هنستناهم يضربونا الأول.”

عمر: عندي فكرة . العصابة كان عندها مخزن رئيسي، مليان بالأدلة اللي ممكن نستخدموها ضدهم.”

طارق رد:

“يعني عايزنا نقتحم مكانهم؟”

عمر هز رأسه:

“بالضبط. لو قدرنا نخترق المكان ده، هنضربهم الضربه القاضيه .. وننهي الموضوع ده خالص.”

طارق قال بحذر:

“الخطة خطيرة، لكن لو نجحت، هنقلب اللعبة عليهم.”

عمر:

“يبقى نستعد، الليلة دي هتكون نقطة التحول.”

—في الليل

الظلام كان مالي المكان . عمر وقف قدام الطاولة اللي مليانة خرائط وبص لرحمة وطارق وقال:

“الخطة بسيطة، بس محتاجة تركيز. المكان اللي هنتحرك عليه عبارة عن مخزن رئيسي، فيه كل اللي إحنا محتاجينه علشان نوقع العصابة . لكن الدخول مش هيكون سهل.”

طارق رد وهو بيمسك سلاحه:

“وهو في حاجه من اللي حصلتلنا دي كلها كانت سهله ؟. إحنا اتعودنا ”

رحمة، وهي بتراجع الخريطة:

“فيه باب خلفي للمخزن وأكيد هيكون عليه حراسه وكاميرات مراقبه علشان كده الأفضل نخترق المكان من السطح، ومن هناك ننزل علطوا على غرفة التحكم ونفصل كل الكاميرات دي .”

الشاب اللي كان معاهم قال:

أنا معايا أكواد تقدروا تعطلوا بيها النظام بتاعهم لمدة 10 دقايق بس.”

عمر بحسم:

“10 دقايق كفاية. إحنا محتاجين السرعة، ومحتاجين نكون منظمين.”

في الليل ركبوا العربية وخرجو ..

طارق هو باصص من الشباك قال:

“حاسس إن الجو هادي بشكل مريب. العصابة دي مش بتسيب حاجة للصدفة.”

عمر: “عشان كده لازم نبقى مستعدين لأي مفاجأة. لو خطتنا انكشفت، نتراجع فورًا.”

رحمة: “مش هنرجع. دي فرصتنا الوحيدة. لو ضاعت، يبقى كل حاجة انتهت.”

وصلوا للمخزن بعد نص ساعة. المكان كان كبير، ومظلم، ومليان حراس. رحمة أشارت للسقف وقالت:

“هو ده المدخل بتاعنا. لكن محتاجين نتحرك بحذر.”

عمر طلع الأول، وهو بيحمل كابل عشان يساعد الباقي. طلعت وراه رحمة، وبعديهم طارق اللي كان بيغطي عليهم بسلاحه.

الدقيقة الأولى مرت بسلام، لكن فجأة سمعوا صوت خطوات قريبة. عمر قال بصوت واطي:

“خفو اصوات رجليكم من عالارض .. غرفة التحكم على الشمال. خلونا نتحرك .”

وصلوا للباب، لكن رحمة لاحظت كاميرا شغالة في الزاوية. باستخدام الكود اللي مع الشاب، عطلت الكاميرا بسرعة، وقالت:

“ده هيأخرهم شوية، لكن مش كتير.”

عمر فتح الباب، ولقوا قدامهم غرفة مليانة شاشات، وأجهزة تخزين بيانات. بدأوا يسحبوا كل الملفات المهمة اللي كانت محفوظة.

طارق قال:

“دي تسجيلات اجتماعات، صور لعمليات غير قانونية، حتى صف…قات سل…اح. كل حاجة هنا تدينهم.”

لكن فجأة، صوت إنذار عالي ملأ المكان. عمر قال بسرعة:

“كاميرات المراقبة رجعت تشتغل! لازم نخرج حالًا!”

قبل ما يتحركوا، الباب اتفتح بقوة، وظهر محمود ومعاه مجموعة مسلحة. بص عليهم بابتسامة وقال:

“أغبيه .. فاكرين إنكم أذكى مني؟ أنا كنت عارف إنكم هتيجوا هنا وقاعد مستنيكم .”

رحمة صوبت سلاحها وقالت: “لو قربت خطوة واحده هق….تلك .”

محمود ضحك وقال:

“إنتي فاكرة إنك بتخوفيني؟ إنتو دلوقتي متحاصرين، واللعبة خلصت.”

عمر قال بهدوء:

“لو اللعبة خلصت، يبقي اق…ت….لنا مستني اي ؟ ولا خايف من اللي معانا؟”

محمود قرب منهم وشاور لرجالته وقال:

“جيبوا كل اللي معاهم. الملفات، الأسلحة، وكل حاجة. أنا هخلص عليهم بنفسي.”

لكن قبل ما الرجاله يتحركوا، طارق ضرب طلقة في الجو وشد محمود ومسكه من رقبته وقال : لو حد فيكم قرب يتحرك هخلص عليه .. قول لرجالتك يرمو السلاح

محمود بخوف : ارمو السلاح ارموه .

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل