منوعات

روايه حافيه على اشواك من ذهب بقلم هدير خليل الثالث

❤12👇

جلست شمس على مقعد بجوار النافذه.. دموعها تسيل بصمت وهي تسترجع بألم كل ما حدث معها في السابق تنتابها مشاعر مضطربه..
مابين عشقها الشديد لجاد ومقتها وكراهيتها الشديده لبيجاد.. لا تستطيع لتصديق او الايستيعاب ان جاد بحبه وعشقه اللامتناهي لها وخوفه ورقته الشديده معها.. هو نفسه بيجاد.. القاسي المخادع الذي اهانها جسديآ ونفسيآ حتى كادت ان تتخلص من حياتها من شدة قسوته معها..
ثم تنهدت بحراره وهي تفكر بحيره.. كيف ستتصرف بعد ان عادت ذاكرتها .. هل تواجهه بكذبه وغشه لها..هل تكشف له انها قد كشفت لعبته القذره باللعب بمشاعرها وجعلها تقع في حبه كالحمقاء وهو ينوي الغدر بها مجددآ..والا لماذا يصر حتى الان على لعب شخصية جاد السائق الفقير معها.. الا لو كان ينوي الغدر بها مجددا
فإنسالت دموعها وهي تقول بألم..

=عاوز تعمل فيا إيه تاني عشان ترتاح وتحس انك خدت انتقامك مني.. مش كفايه شرفي الي ضيعته.. وفضيحتي الي ملت البلد عندنا وابويا الي كان هيق    تلني بسببك..

ثم مررت يدها في شعرها بتعب وهي تنظر الى صورته بلوم وغضب..
= ولسه بتكدب تاني وبتعيشني في وهم حبك ليا من تاني للدرجادي انت معندكش قلب ولاضمير..

ثم انتفضت واقفه بتوعد وهي تتجاهل مشاعرها المجنونه والغارقه حتى النخاع في حبه وترفض سماع صوت قلبها الذي يحاول ايجاد مبررات لما يفعله ..
ولكنها لن تستسلم له مجددا وستريه شمس جديده وستقتص لنفسها منه

فأسرعت فجأه الى الهاتف الارضي وقامت بالاتصال به على رقمه الخاص الذي أعطاه لها للاتصال به في حالة الطوارئ وهي تنوي ابلاغه بعودة ذاكرتها لها وبرغبتهافي الانفصال عنه..

في نفس التوقيت..

جلس بيجاد في غرفة الاجتماعات مع بعض مدرائه التنفيذيين وبعض المسئولين الايطاليين يتناقشون حول بنود عقود شراكه بينهم وقد إرتفعت حدة المناقشات الدائره بينهم..

بيجاد بجديه وهو ينظر بتمعن في الاوراق التي امامه ..

=احنا كده إتفقنا تقريبآ على كل الشروط بس لسه أهم شرط وهو ….

ليقاطعه ارتفاع صوت هاتفه الخاص بالطوارئ..
فتناوله بلهفه وهو يهب واقفآ ويتجه للخارج فورآ دون ان يتحدث تحت نظرات الدهشه من الجميع وهو يقول بتوتر بعد ان رأى رقم المنزل الخاص به وبشمس..

=ألو.. ألو.. ايوه يا شمس في حاجه يا حبيبتي..
صمتت شمس ولم تتحدث وهي تستمع الى نبرة صوته الرجوليه المحببه وقد جبنت وشعرت بالتردد ..
فأسرعت بغلق الهاتف بسرعه ودموعها تسيل بالرغم عنها وهي تنظر حولها بضياع وتشعر بالاختناق ..فأسرعت بالخروج خارج الشقه وهي تتجاهل صوت رنين الهاتف الذي تصاعد بإلحاح..

في نفس التوقيت

شعر بيجاد بالجنون وهو يعاود الاتصال بها دون ان يحصل على اجابه ..
فأندفع خارجآ بسرعه شديده وهو يتوقع حدوث شئ سئ لها .. فركض وهو يتجاهل نظرات التعجب والدهشه من موظفيه وهو يحاول الاتصال بها مره أخرى بيد وباليد الاخرى يتصل على الحرس الخاص بمنزله وهو يكاد يجن لانها لا تجيب عليه..

فصرخ بحرسه وهو يندفع الى سيارته يقودها بجنون..
=حد يروح على شقتي الخاصه يشوف شمس هانم كويسه والا في حاجه حصلت لها..

ثم صرخ بغضب مجنون..
=بسرعه ومتقفلش خليني معاك ع التليفون…
لم ينتظر الحرس حتى ينهي بيجاد حديثه واندفعوا الى الشقه الخاصه بشمس ..
في حين تابع بيجاد الاتصال بها مرارآ على امل ان تجيب عليه ولكنه لم يحصل على إجابه منها فزاد أكثر من سرعته المجنونه في القياده..
وهو يستمع على الناحيه الاخرى الى حرسه الذين قاموا بالطرق بعنف عدة مرات على باب الشقه ولكنها لم تجب ايضآ..
الحارس وهو يحدث بيجاد في الهاتف بتوتر..
=شمس هانم مبتردش ..احنا هنقتحم الشقه يا بيجاد باشا

ثم اشار لرجاله باقتحام الشقه

صمت بيجاد دون ان يستطيع التحدث وقلبه ينبض بجنون يكاد ان ينخلع من شدة خوفه عليها وعقله يعمل بطاقته القصوى وهو يحاول ان يتخيل ماحدث لها والاسئله تدور في عقله بجنون ..
هل استطاعوا ان يصلوا اليها وهي في منزله ..هل قاموا بإيذائها.. ام انها قد شعرت بالتعب فحاولت الاتصال والاستنجاد به فتعرضت لاغمائه اخرى..
ثم همس بغضب من نفسه وهو يضرب مقود السياره بعنف..

=غبي.. مكنش لازم اسيبها لوحدها ابدا وهي لسه تعبانه..

ثم زاد من سرعة سيارته بجنون
وهو يستمع لصوت تحطم زجاج النافذه..
وإندفاع حرسه الى داخل الشقه لتمر عدة دقائق عصيبه عليه ويستمع اخيرا الى صوت الحارس يقول بتوتر..
=شمس هانم مش موجوده في الشقه..
اندفع بيجاد بسيارته الى داخل القصر..وهو يقول بتوتر غاضب..

=راجعوا الكاميرات واقلبوا عليها القصر مستنيين ايه..

ثم توقف بسيارته بجانب بوابة القصر واندفع يركض بتوتر الى الغرفه المخصصه للمراقبه وفتح بلهفه الكاميرات الموزعه بكل ركن بالقصر وعينيه تجول بلهفه عليهم وهو يشعر بقلبه يكاد ان يتوقف من شدة توتره ..
ليتنفس فجأه براحه وهو يراها تقف بجوار المسئول عن الحديقه تتحدث معه وهي تقوم بزرع شتله صغيره من الورود..
ليقول بغضب شديد بعد ان اطمئن عليها وهو يلاحظ ارتدائها فستان ضيق قصير اصفر اللون ذو اكمام قصيره ..
=دا انتي سنتك سوده.. واقفه تتكلمي وتضحكي ولا على بالك

ثم تابع بغضب اشد..
=وايه الزفت الي انتي لابساه ده..
ثم اشار للحرس الذين اندفعوا فجأه للغرفه..
=خلاص يا رجاله اهدوا وارجعوا لاماكنكم انا خلاص لقيتها..

ثم اندفع بغضب الى الخارج واتجه الى الحديقه الخلفيه وهو يتوعدها بعقاب قاسي..
بيجاد بغضب وهو يراها تركع على ركبتيها وتقوم بزرع شتله صغيره..

=شمس..

تنفست شمس عدة مرات وهي تستعد لمواجهته وهي ترسم ابتسامه كاذبه مرتعشه على شفتيها..
ثم رفعت وجهها اليه وهي تقول بمرح مفتعل..

=جاد.. ايه الي جابك بدري اوي كده با حبيبي..

بيجاد بغضب..
= سيبي الي في ايدك ده وتعالي

ابتلعت شمس ريقها بتوتر .. واقتربت منه بتردد.. فسحبها بغضب وجرها من يدها خلفه وهي تكاد ان تركض وهي تحاول مجاراة سرعته..
ففتح باب الشقه ثم اغلقه خلفه فشهقت بصدمه وهي ترى النافذه المحطمه والزجاج المتناثر في كل مكان..

شمس بغضب وذهول..
=ايه الي عمل في الشقه كده

بيجاد بغضب شديد..
=يا برودك يا شيخه..بقى مش عارفه ايه الي عمل في الشقه كده..
ثم جذبها من زراعها بغضب وقد ارتفع صوته من شدة توتره الذي مايزال يسيطر عليه..
=ممكن اعرف ايه الي خلاكي تتصلي بيا على الرقم الي مأكد عليكي مليون مره متتصليش بيه الا لما يكون في مصيبه سوده حصلتلك..

شمس بتبجح وهي تحاول الا تظهر خوفها منه..
=انا كنت.. كنت بتصل برقمك التاني بس غصب عني غلط واتصلت برقمك للطوارئ واول
ما أخدت بالي قفلت علطول..

بيجاد بغضب..
=ولما انتي اتصلتي غلط ماردتيش عليا ليه وعرفتيني انك اتصلتي غلط..

ثم تابع بغضب مجنون واحساسه انه كاد ان يفقدها مازال يسيطر عليه..

= وليه ماردتيش على مكالماتي دا انا رنيت عليكي ولا مية مره

سحبت زراعها منه وهي تضع يديها في خصرها بتحدي..

=مخدتش بالي.. قفلت السكه وخرجت بره علطول ومسمعتش صوت التليفون وهو بيرن..

ثم تابعت بغضب..
=وبعدين على فكره بقى انت الغلطان مش انا

بيجاد بدهشه..
=انا الي غلطان.. وغلطان في ايه بقى يا مدام شمس..

شمس بختناق وقد بدئت دموعها بالنزول ..
= غلطان علشان… علشان لو انت جايبلي تليفون محمول مكنش ده كله حصل ..كنت هتتصل عليا وهارد عليك والموضوع هيخلص..

صمت بيجاد قليلا ثم قال فجأه =انتي عندك حق.. موضوع التليفون ده تاه عن دماغي خالص..
ثم مرر يده في شعره بتوتر..
= النهارده هجيبلك وانا راجع من الشغل واحد جديد..

شمس بتبجح.
=مش عاوزه منك حاجه انا بس بعرفك انك انت الي غلطان مش انا

ضغط بيجاد على شفتيه بغيظ وهو يحاول السيطره على غضبه ثم استدار مغادرآ فجأه لكنه توقف وشمس تقول بتردد..

=طيب وانت رايح فين دلوقتي..

بيجاد بغضب يحاول السيطره عليه..
=راجع الشغل الي اتنيل وباظ بسببك.. عندك مانع..

ابتسمت شمس ببرود..
=لا ياحبيبي اتفضل..

فاستدار مغادرآ وهو يكتم غيظه الا انه توقف وإلتفت اليها فجأه..
=مقولتليش كنتي بتتصلي بيا عاوزه إيه..

ابتسمت شمس بإستفزاز..
=ابدا كنت عاوزه اخد إذنك عشان اخرج اتمشى بره شويه..

بيجاد بغضب..
=نعم تت.. تتمشي.. ولوحدك وفي مكان مقطوع زي إلي احنا فيه ده..

ثم جذبها من زراعها بغضب..
=ايه محرمتيش من المره الي فاتت ..والا لازم تحصل مصيبه عشان تفهمي ان خروجك لوحدك مينفعش..
جذبت شمس زراعها منه وهي تقول بغضب..
=وهو يعني انا الي كنت خرجت بمزاجي والا خطيبة سي بيجاد بتاعك هي الي طردتني..

بيجاد وقد انفلت عقال غضبه..
=هي فعلا طردتك.. بس ربنا ادانا عقل نفكر بيه.. اقل حاجه كان ممكن تعمليها انك تتصلي بيا وتسيبيني وانا اتصرف.. مش تسمعي كلامها زي المغيبه وتخرجي معاها بهدوم بيت قصيره ومكشوفه..

ارتفع صوت شمس وقد اختنقت بالبكاء..
=يعني انا دلوقتي الي غلطانه مش كده..
بيجاد بغضب وغيره عمياء..
=غلطانه وغبيه وزي الزفت كمان.. واخر مره اشوفك بلبسك الي زي الزفت ده بره البيت والا ورحمة ابويا يا شمس لهتشوفي مني وش مش هيعجبك..

ثم تابع بغضب وغيره..
=واتفضلي ادخلي غيري الزفت الي انتي لابساه ده والبسي حاجه محترمه عشان في عمال جايين يصلحوا الحاجات الي اتكسرت وميصحش يشفوكي كده..

صمتت شمس دون ان ترد عليه..
ليقول بغضب..
=سمعتي انا بقول ايه..

شمس بإختناق وهي تتوجه لغرفة النوم..
=ايوه سمعت وهدخل حالا اغير هدومي.. تأمر بحاجه تانيه..

بيجاد بجديه..
= شمس..

إلتفتت شمس وهي تقول باختناق..
=نعم..

بيجاد بصرامه اخافتها..
=رقم الطوارئ الي اديتهولك تحفظيه كويس جدا وتستعمليه في حالة الطوارئ وبس ومتتردديش ولو للحظه في انك تتصلي بيه لو حسيتي بأي خطر.. والدلع البايخ الي حصل منك النهارده ميتكررش تاني..

ليتابع بتأكيد صارم أخافها..
=رقم الطوارئ.. للطوارئ وبس ومش لأي حاجه تانيه مفهوم..

شمس باختناق..
=مفهوم.. في أوامر تانيه..

بيجاد وهو يشير لغرفة النوم بصرامه
=لا مفيش واتفضلي ادخلي غيري هدومك بسرعه ..

ثم تركها وغادر وهو يكاد يشتعل من شدة الغضب.. وانهارت هي في البكاء وهي تشعر بالحيره لاتستطيع أخذ قرار هل تتركه وتفر بعيدا عنه.. وان فعلت فإلى اين ستذهب وهي تعلم ان والدها قد يق      تلها فعليآ ان عادت له هاربه وان استطاعت الهروب وتدبير مكان يئويها هل ستتحمل ان تبتعد عنه وهي تشعر ان روحها معلقه به ..وان تركته تعلم انها ستنهار ولن تستطيع ان تتحمل..
خيارها الوحيد هي ان تعيش معه كذبته حتى يقرر هو إكتفائه منها.. وان تحاول هي ان تجمع اكبر قدر من الذكريات الجميله معه تختزنها حتى تحيا عليها في ايامها القاحله القادمه من دونه..وستحاول في نفس الوقت تدبير مكان تعيش فيه وعمل يسمح لها بالانفاق على نفسها بعد انفصالها عن بيجاد..
ثم مسحت دموعها بتصميم وهي تتوجه لغرفة النوم لتغيير ثيابها

في المساء..

دخل بيجاد بهدوء الى شقتهم ليجدها غارقه في الظلام..
ففتح انوار المنزل وعينيه تبحث عن شمس ..وهو ينادي ..
شمس.. انتي فين يا حبيبي
ثم توجه الى غرفة نومهم فوجدها فارغه…
فأسرع الى غرفة المعيشه
ليجدها اخيرا مستغرقه في النوم على الاريكه .. فرفعهاعلى ساقيه وهو يمرر يده على وجهها الشاحب يقبله بلهفه..
=شمس.. مالك يا حبيبتي ايه الي منيمك هنا..

فتحت شمس عينيها وهي تقول بتعب..
=جاد..

احتضنها جاد وهو يقول بلهفه شديده..
=قلب جاد وروحه ودنيته..

ثم مرر يده في شعرها بحنان..

=ايه الي منيمك في الضلمه يا حبيبي..

نظرت شمس حولها بدهشه..

انت في الصفحة 5 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
14

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل