
**ريان يتحدث في الهاتف:** ألو، مايكل، أحضر طبيبًا في الحال.
قاطعه سليم، مضطربًا: دكتورة مش دكتور.
**ريان بانفعال:** طبيبة، وليس طبيب، مايكل، أسرع!
(مايكل هو الحارس الشخصي لحور وريان وصديق لهما.)
جلست منال بجانب حور على السرير، بينما كانت ملاك على حافة السرير تبكي. رغم أنها لم ترَ حور إلا يوم أمس، إلا أنها تعلقت بها بسرعة.
نظر ريان إلى ملاك، التي كانت تبكي بصمت، فتذكر جمال عينيها البريئتين. لكنه نهر نفسه قائلاً: “ما هذا يا ريان، كيف تنجذب للجمال بينما لديك سيلين؟” وضحك بسخرية.
دخلت الطبيبة، طالبة من الجميع الخروج لتفحص حور. خرج الجميع ما عدا سليم، الذي كانت حور تمسك بيده بشدة.
بدأت الطبيبة بفحص حور بدقة واهتمام.
**سليم بلهفة وخوف:** ماذا بها؟ هل هي بخير؟
**الطبيبة بحزم:** يبدو أنها تعرضت لصدمة عصبية شديدة، وهذا يؤثر عليها. حاولوا تخفيف الضغط عنها وابعادها عن أي توتر. هي الآن نائمة وستستيقظ بعد ساعة.
أومأ سليم برأسه، ونظر إلى حور بينما كانت كلمات الطبيبة تتردد في أذنه.
في الخارج، كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر.
**ريان:** ماذا بها حور؟
همست الطبيبة لنفسها “أحب لبنان” ثم قالت باهتمام: “لا شيء مقلق، هي فقط تعرضت لانهيار نتيجة صدمة عصبية.”
أغمض ريان عينيه بألم على رفيقته، وسأل: **كم ستستغرق من الوقت لتستفيق؟**
**الطبيبة:** ساعة.
**ملاك بغضب:** لو سمحتِ، تكلمي بوضوح، نريد أن نطمئن على أختي.
**الطبيبة محرجة:** أعتذر، هي ستستفيق بعد ساعة، وأفضل أن تبعدوها عن أي توتر.
غادرت الطبيبة، وعاد الجميع إلى الحديث.
**عدي:** ما الذي يحدث، ملاك؟ لقد أحرجتِ الطبيبة.
**ملاك:** لم أحرجها، أنا فقط أريد أن أعرف كيف حال أختي.
**عدي ضاحكًا:** لا تكني بهذه الطريقة يا ملاك.
**روحية بحدة:** يكفي، ماذا سنفعل بينما الفتاة المريضة هنا؟
توجهت روحية إلى ريان وسألته: **ماذا عنك، من أنت؟**
**ريان مبتسمًا:** أنا ريان، صديق حور.
**عدي:** لا يبدو أنك متحدث بلغة معينة، تتحدث في عدة لهجات.
**ريان ضاحكًا:** أنا لبناني الأصل، عشت في فرنسا 24 عامًا، وحور علمتني المصرية، لذلك تتنوع لغتي.
**عدي:** جيد، علميني بعض اللغات لأستطيع التقرب من الفتيات في الجامعة.
**ريان:** حاضر.
**منال:** سأذهب للاطمئنان على حور، يمكنك أن ترتاح في غرفة الضيوف حتى تستفيق.
**روحية:** من فضلك لا تنسى هنية.
**ملاك:** هنية ليست هنا، هل نسيت أنها في إجازة؟
دخلت ملاك إلى الغرفة، وواجهت ريان.
**ملاك:** افتح شباكك، أريدك أن تعيش حياتك.
**ريان باستغراب:** هل تتحدثين إليّ؟
**ملاك:** بالطبع، ولكن عليك أن تفهم أنني لن أخدمك.
خرجت ملاك، وتركت ريان في حيرة من أمره.
—
**عند سليم وحور**
ظل سليم يتأمل حور، كم هي جميلة. وجهها الطفولي وغمازتها الواضحة جعلته يشعر بالحنان. قبّل الغمازة، مسترجعًا ذكريات جميلة.
**سليم:** مالك، يا حوريتي، لماذا تبكين؟
**حور بين دموعها:** بابا… سليم، أنا تأذيت.
**سليم بلهفة:** أين؟ من فعل بك شيئًا؟
**حور تبكي:** هنا، تشير إلى الغمازة على خدها.
ضحك سليم على براءتها.
**حور:** لماذا تضحك، يا بابي؟ أنا أحبك.
**سليم:** يا حبيبة قلبي، هذه ليست إصابة، إنها علامة جميلة.
**حور بطفولة:** أيعني أنا جميلة، يا بابي؟
**سليم:** نعم، أنتِ قمر، لست جميلة فقط.
**حور:** ثم قبلته على وجنته وقالت:** أنا أحبك كثيرًا، يا بابي.
شعر سليم بالحنين إلى ذكرياته، حتى قاطعته منال.
**منال:** سليم، هل أنت بخير؟