
“من أنتِ؟”، سألها سليم باستغراب.
“أنا حور كمال الهواري”، أجابت بتحدٍ.
“ألا تعلمي أنه يجب عليك ارتداء ملابسك قبل مغادرة الغرفة؟”، رد سليم بالفرنسية.
“أوووه، بداية مبشرة! أنا حور الهواري، سأفعل ما أشاء، ولا أحد سيخبرني ماذا أفعل!”، أجابت وهي تبتسم.
قطعت هنية حديثهما قائلة: “حور، الست روحية تقول لك أن تنزلي لتتغدي، ثم ترتاحي”.
“مرسي، هنية، كنت نازلة، لكن تلك الدبابة التي تقف هنا كانت مزعجة!”، ردت حور بمرح.
نزلت حور إلى أسفل، وفي تلك الأثناء كان سليم يراقبها بغيظ، بينما كانت سارة، ابنة خالته، تشعر بالغيرة من جمالها.
“هاي، على العجوز القمر”، نادت حور والدها عمار.
“معقول جمر وأنا في هذا السن؟”، رد عمار ضاحكًا.
عندما كان الجميع يتناولون الطعام، طُرحت أسئلة حول حياتها في فرنسا. أخبرت حور الجميع بأنها كانت تأكل طعامًا مختلفًا، وأنها حريصة على الاستمتاع بكل ما هو مصري.
بعد انتهاء الوجبة، رن هاتفها، كان ريان، شريكها في العمل.
“ريان! كنت أنتظرك”، قالت حور بحماس.
“آسف، كنت مشغولاً”، قال ريان.
“ماذا هناك؟”، سألت بحذر.
“مروان الحديدي داخل الصفقة أمامنا يا حور”، رد ريان.
شعرت حور بضغط في صدرها. “اتركه، ريان. لا تتدخل في هذا الأمر”.
“لكنها صفقة مهمة!”، قال ريان.
“لا أريدها، وأنت تعرف ذلك”، ردت بعصبية.
“يجب أن تكوني أقوى من هذا، حوري”، قال ريان.
“أعدك بذلك. سأحسم الأمر في يومين”، أجابت.
أنهت المكالمة وهي تشعر بالتوتر. كان سليم يستمع لكل شيء، وداخل قلبه اشتعلت نار الغيرة.
“مَن هو هذا؟”، سأل سليم بغضب.
“ليس شأنك، كما أخبرتك من قبل”، ردت حور بنبرة حادة.
استمر يوم الجمعة، يوم تجمع العائلة، حيث كانت الأجواء مليئة بالمرح. لكن، فجأة، دخلت شخصيات جديدة إلى القصة.
“أمي هنا!”، صاحت حور عندما رأت كرستين، والدتها، تدخل برفقة مروان.
“مروان، ما الذي تفعله هنا؟”، سألت بحذر.
“جئت لأخذ ابنتي، حور”، قال مروان ببرود.
“لن أذهب معك!”، صاحت حور.
لكن الأمور بدأت تتصاعد، وبدأت المشاعر تتفاقم. أتى ريان ليدافع عن حور، بينما حاول سليم السيطرة على مشاعره المتضاربة.
“اخرجوا من هنا!”، صرخ ريان، وهو يحاول حمايتها.
في تلك اللحظة، سقطت حور على الأرض، وقد أغشي عليها من شدة التوتر.
تجمع الجميع حولها، وكانت الصدمة تعلو وجوههم.
“حور!”، صرخ سليم، محاولًا الاقتراب.
“لن أسمح لأحد بإيذائك”، وعدها من داخله.
—
**يتبع…**
—
**الفصل الثالث بقلم أمنية الحبشي**
انحنى جسد حور بين ذراعي ريان، الذي كان يمسك بها بحذر وقلق.
**ريان بقلق:** حور، حور!
مد ريان يده ليحملها تحت ركبتيها، لكنه تفاجأ بيد قوية تشد يده.
**سليم:** اتركها، سأحملها أنا.
تنهد ريان وسحب يده، مفسحًا المجال لسليم ليحمل حور، إذ أن الموقف لا يحتمل النقاش.
حمل سليم حور برفق، وقلبه يتألم من كلماتها الأخيرة التي تتردد في أذنه: “بحبك أوي يا ريان.”
توجه سليم إلى غرفة حور ووضعها برفق على سريرها، لكن حور باغتته بقبضتها القوية على يده، وكأنها تستمد منه القوة. حاول سليم سحب يده، لكن ريان قاطعه.
**ريان:** لا تحاول، هي الآن تبحث عن الأمان، وأظن أنه لا يوجد أحد أفضل منك ليشعرها به.
نظر سليم إليه بتعجب لكنه لم يتكلم.