
الفصل السابع :
____________________
اتصلت سارة بأحد الارقام وبعد ثوان تمتمت بجدية :
– سيادة اللواء انا عايزاك فخدمة….. هتلاقيني عندك بعد نص ساعة …. تمام.
انتصبت واقفة و اخذت تاكسي لتذهب بعد مدة قصيرة كانت تدلف لمركز الداخلية بهدوء متجهة لمكتب اللواء….. فجأة اصطدمت في جسد شخص ما و كان زياد رفعت رأسها اليه هامسة :
– اسفة مخدتش بالي.
زياد بتعجب وهو يطالعها :
– ديه انتي ؟
اجابته ب استنكار :
– انت بتعرفني ولا حاجة ؟
ابتسم هو بهدوء :
– مش انتي صاحبة أسيل حبيبة جاسر ؟ انا صاحب جاسر و التقينا قبل كده في مطعم لو فاكرة.
قلبت عيناها بجفاء :
– مش فاكرة ومش عايزة افتكر عن اذنك.
تحركت لتذهب لكنه اوقفها قائلا بلهجة جادة :
– انتي رايحة على فين انتي بتعملي ايه هنا اصلا !!!
– ملكش دعوة.
قالتها بحدة و اكملت طريقها فاندهش عندما وجدها تدخل مكتب اللواء و لم يمنعها احد !!
حدث زياد نفسه :
– هو ايه ده اللي بيحصل هنا ؟ البنت ديه ازاي تخش كده انا مش فاهم حاجة !….. نادى على العسكري و عندما اقترب منه سأله بجدية :
– مين البنت اللي دخلت على مكتب اللواء ؟
رد عليه الاخر :
– ديه الانسة سارة بنت سيادة اللواء يا حضرة الضابط.
زياد بابتسامة شاردة :
– اها بنت اللواء ، وانا بقول هي جايبة العصبية ديه منين.
** من ناحية اخرى.
طرقت سارة الباب و دلفت ضـ,ـربت تحية سلام قائلة برسمية :
– احترامي سيادة اللواء.
ضحك هو و هتف ب :
– انتي هتفضلي واخدة دور العساكر كده اهمدي شويا.
ضحكت سارة و اقتربت منه احتضنته بقوة مرددة :
– وحشتني يا بابا انت مرجعتش ع البيت من لما طلعت امبارح الصبح و مكلفتش نفسك ترن عليا و تكلمني.
ابتسم بحنان و بادلها الاحضان :
– علشان كده جيتي على مكان شغلي لأول مرة لا و بتكلميني بمنتهى الجدية كمان.
ضحكت سارة و ابتعدت عنه متشدقة بعتاب خفيف :
– اعمل ايه يعني انت بتحب شغلك اكتر مني انا و ماما فقلت اخد دورهم يمكن تهتم فيا شويا و اعرف اكلمك دقيقتين ع بعضهم…. ثم تابعت بمزاح :
– اذا كان عندك مامع اني اشرف مكان شغلك فقولي عشان ااا….
قاطعها بضحكة بسيطة :
– لالا انا مصدقت تجيلي هنا عشان تشوفي الضباط اللي معايا يمكن يعجبك واحد منهم انتي عارفة ان نفسي اجوزك لضابط صح.
قهقهت سارة على والدها فهو دائما ما يقول لها أن حلمه هو ان يزوجها لضابط لكنها الان لا تريد ضابطا بل حددت من هو الشخص الذي تريده لذلك اردفت بمزاح :
– يعني لو اتقدملي واحد ميكونش ضابط انت هترفضه ؟
ابتسم و وضع يده على رأسها متمتما بصدق :
– مش المهم انا عايز ايه المهم انتي راحتك فين سارة انا طول عمري بنفذلك طلباتك ومديكي حريتك لانك بنتي الوحيدة وكمان انا بثق فيكي ثقة عميا عشان كده اي حاجة تعوزيها انا هعمل المستحيل عشان تحصلي عليها.
خطرت في بال سارة فكرة فتمتمت بخفوت :
– اي حاجة ؟
هز رأسه بنعم ف ابتسمت بإتساع و احتضنته…… فكرت ان تخبره عن ليث لكنها تراجعت فهي عليها اولا ان تعرف مشاعره اتجاهها لذلك يجب على ليث المبادرة بالطبع سارة لن تذهب اليه و تخبره بأنها تحبه فهذا لا يجوز اطلاقا هي رأت فيه الزوج و الحبيب و السند و من الممكن ان يكون هو كذلك معجبا بها من يعلم ؟
افافت من شرودها على صوت طرقات الباب ابتعدت عن والدها و ادارت رأسها لتجد زياد يضـ,ـرب تحية سلام لوالدها.
اللواء بجدية :
– ايوة يا زياد ؟
زياد باعتذار مزيف :
– اسف حضرتك انا كنت جاي عشان القضية اياها و مكنتش اعرف ان في حد موجود معاك…. الانسة بنت حضرتك ؟
ابتسم مجيبا :
– ايوة ديه سارة بنتي….. سارة ده الضابط زياد.
سارة بابتسامة تهكم فهو رآها عندما دخلت بل و تشاجرت معه ايضا :
– اهلا بحضرتك.
زياد بابتسامة مماثلة :
– اشرفت بمعرفتك يا آنسة.
اللواء بنبرة جادة :
– سارة انا مشغول دلوقتي روحي انتي و انا مش متأخر على البيت….. انخفض لها و همس :
– و قولي لمامتك تعمللنا كشري اصله وحشني اقصد مامتك اللي وحشتني.
ضحكت بخفوت و اجابت برأسها ثم استأذنت منه و تحركت لتذهب ، عندما كادت تتجاوز زياد غمز لها بتلاعب فاتسعت عيناها بحدة و همست :
– وقح !!
غادرت بسرعة تاركة زياد مع اللواء عاد لجديته و غمغم ب :
– حضرتك انا و بقية الضباط كنا بنجمع معلومات على المنظمة و لقينا شبكة ظهرت جديد بس اختراقها صعب جدا و مقدرناش نهكرها للاسف… احنا محتاجين العميل حضرتك.
اللواء بصوت قاتم :
– لي…. احم الذئب هيجي بعد شويا.
**
توقف ليث بسيارته و قبل ان يترجل منها نظر في المرآة يتأكد من شكله ثم ابتسم هامسا :
– اذا انا نفسي معرفتكش من الماسك التانيين هيعرفوك ازاي يا ليث اقصد يا ذئب ؟!
تنهد و دلف بهدوء ليتفاجأ بوجود سارة قضب حاجباه باستغراب محدثا نفسه :
– مش ديه سارة بتعمل ايه هنا ؟
بينما سارة كانت ستخرج رأت شخصا مألوفا نظرت اليه بتمعن وهو نظر اليها ايضا ثم اشاح وجهه و تجاوزها….. تتبعته سارة بعينيها حتى اختفى ثم قالت بدهشة :
– انا ليه حاسة اني شفت ليث ؟! معقول يكون هو !!
ابتسمت وضـ,ـربت رأسها بخفة :
– لالا طبعا الدكتور ليث عنده بشرة خمرية انما ده اسمر ليث عيونه زرق وده عيونه سود و…… تأفأفت و نهرت نفسها على ما تفكر فيه ثم استغفرت سريعا و ذهبت غير منتبهة لسيارته التي باتت تعرفها جيدا.
__________________
في غرفة مليئة بالحواسيب و اجهزة ال GPS دخل ليث و ادى التحية فقال له الضابط عبد الرحيم :
– كويس انك جيت احنا كنا مستنيينك.
ليث بخشونة وهو ينحني قليلا ليعبث بالابتوب ب خفة :
– الشبكة ديه اتعملت امتى ؟
اجابه زياد :
– تقريبا من شهر يعني اتعملت جديد بس من الحواجز الامنية اللي عاملينها عليها ده بيأكد ان فيها حاجات خطيرة…. احنا حاولنا كتير بس مش عارفين نهكرها ولا نعرف فيها ايه.
هز رأسه ببطئ ثم جلس على الكرسي مغمغما بصلابة :
– خلاص انا هتصرف وانتو حددو المواقع المطلوبة.
الضابط طارق بجدية :
– احنا حددناها و بنخطط ل مداهمة حاليا المهم الشبكة ديه تتهكر ، انت هتاخد وقت قد ايه عشان تخترقها ؟
ليث مهمهما ببرود :
– الشبكة ديه الواضح انها صعبة بس هتصرف فيها هاخد وقت طويل شويا.
طارق موجها كلامه لزياد :
– الضابط جاسر فين ؟
زفر زياد بيأس :
– معرفش انا بتصل بيه بس مش بيرد.
كاد طارق يتكلم لكنه سبقه ليث وهو يتمتم بسخرية :
– ياريت تعرفه بجدية القضية ديه و لزوم وجوده مع باقي الضباط احنا مش بنلعب ولا بنضيع وقت و بعدين مش غريب انه بيختفي كلما احنا نتجمع ؟
عبد الرحيم بحدة :
– زياد ياريت تقول لصاحبك يلتزم شويا مش لأن ابوه شغال فمنصب كبير يعني يهمل شغله ياريت تفهمه والا هضطر اعرف اللواء باللي بيحصل هنا.
– ماشي.
____________________
في الكافية.
دخلت أسيل و دارت بيعينها لتجد جاسر يحلس على احدى الطاولات و يبدو على وجهه الضيق و الضجر ذهبت اليه وجلست امامه.
أسيل بإعتذار :
– اسفة يا جاسر كان في زحمة و معرفتش اوصل أسرع.
نظر لها ولم يتكلم فضحكت بطفولة :
– خلاص بقى قولتلك اسفة تأخرت غصب عني هو انا هشحت عشان تسامحني.
جاسر بضيق مصطنع وهو يحمد ربه لان الفتاة التي كانت معه غادرت قبل ان تصل أسيل :
– انا قعدت استناكي هنا ساعة كاملة و الناس كلها طلعت و جم غيرها الا انا فضلت قاعد لوحدي زي الاهبل ده حتى الجرصون زهق مني ياشيخة.
ضحكت أسيل و تشدقت ب :
– كنت تعزم اي بنت تقعد معاك على ما اجي هههههه.
ضحك جاسر و قال بداخله :
– طبعا عملت كده هو انا هستناكي يعني….. امسك يدها و تمتم :
– انا مستحيل اشوف بنت غيرك او اكلم غيرك ياحبيبتي.
ابتسمت و سحبت يديها هاتفة بمراوغة :
– يعني عايز تقنعني ان عمرك ما هتبص لغيري حتى لو بصة بريئة…. لا يا شيخ !!
جاسر بمكر :
– لو عايزاني اعمل كده ف انا معنديش مانع الصراحة.