
قامت بالاتصال عليه
ريان: انا خرجت ومش راجع دلوقتي، لو عايزة حاجة لما ارجع تمام، ثم اغلق الهاتف دون رد
جلست امام المنزل على النيل ودموعها متحجرة
وبدات تحدث حالها _من اولها كدا، دا وعدك ليا
على الجانب الاخر
جلس ريان امام النيل ينظر امامه بشرود، تذكر كلماتها عن يوسف…
ريان: مين يوسف دا…
نظرت نغم اليه مرتبكة، ثم توجهت بنظرها للجهة الاخرى مرة ثم الى الارض وبدأت تفرك بيديها
رفع ذقنها متحسس بشرتها:
مين يوسف دا!! قال ذلك عندما نظر الى داخل مقليتيها…
_يوسف دا ابن عمي، كنت بعتبره حاجة اكبر من كدا، بس دا كان طفولي يعني
قاطعها يعني ايه!! اكتر من كدا ممكن افهم!!
وضعت يديه على وجهه _عايزاك تفهم حاجة واحدة وتتأكد منها، انا محبتش غيرك.. انت اول واحد قلبي يدقله بجد
يوسف كان حب طفولي، هو مش حب هو كان عالمي، بعني مكنتش بكلم اي ولد، مكنش عندي صحبات، مكنش عندي اخوات صبيان، مكنتش بتكلم غير معه هو وبس، شفت فيه الصاحب والاخ والاب
كنت طفلة ياريان، يعني مكنتش احكم على مشاعري
لم يتحدث ولكنه نظر الى الفراغ كأن صدمته بحديثها، شل لسانه وجعله غير مستوعب
أحقا حبيبته كانت تحب غيره
ريان! همست بها نغم
دقق النظر اليها ثم اردف: هو فين دلوقتي، مش كان عامل مجنون وحامي ليه سابك
_علمت نغم ان ريان وصل الى مرحلة الغضب
حاولت ان تهدأ حتى لا تغضبه بالحديث اكثر
امسكت يديه بين يديها ورفعت نظرها اليها _
معرفش هو فين، هو سافر قبل موت بابا، وبعدها معرفش عنه حاجة، ومهتمش اني اعرف، عارف ليه
استمع اليها باهتمام
عشان اتاكدت انه كان في حياتي وهم
يعني كان واهمني بانه هيحميني من الدنيا كلها، وهيكون السند اللي هلاقيه وقت الحاجة، والقوة وقت الضعف، ثم ضحكت ضحكة خفيفة، بس طلع سراب واول وقعة ليا تسرب وتبخر…
من وقتها وانا مسحته من حياتي، لانه اصلا طلع سراب، يعني حتى مش حبر لاوثقه
انتظرت منه اي حديث، ولكنه كان غامض، لم يبدي اي ردة فعل
بعد لحظات نظر اليها مدقق النظر في عيونها التي تأسره دائما….
يعني لو شفتيه دلوقتي ، ممكن تعملي ايه
ولا حاجة! قالتها بكل قوة، ثم اكملت حديثها..
يوسف مجرد ابن عم لا اكتر ولا اقل.. حتى لوظهر وقالي انتي القمر وانتي الشمس والهوا، هقوله وانت طلعت الخيال للاسف
نظرت الى عيونه ثم اردفت:_وحياة ريان عندي انا مكنتش فكراه اصلا
ريان: نغم! عايز افهمك حاجه، انتي بقيتي مراتي، فاهمة يعني ايه، يعني حياتي كلها، مش عايز افوق على وهم
استغربت حديثه ولكنها علقت متحفزة…
انا معرفش بتقول كدا ليه، بس عايزاك تتاكد ان صفحة الماضي حرقتها مش قطعتها، واتمنى انت كمان تكون حرقتها ياريان، عشان فيه فرق بيني وبينك
انا ويوسف كنا مجرد اطفال، اه يوسف كان كبير بس انا كنت طفلة، فاهم يعني ايه طفلة، يوسف سافر وانا عندي خمستاشر سنه وطبعا انت عارف معنى الكلام دا ايه، ثم نظرت اليه بضعف مستكملة حديثها
انما انت ايه، كنت من شهر كنت انت وحبيبتك في بيت لوحدكم مع بعض، انت عارف احساسي كان ايه، طيب انت عارف انا كنت بموت كل مرة وانا بتخيلها قاعدة معاك، طيب انت حسيت بايه وانا مش قادرة أقنع نفسي انك بتحبني
حضنها ريان من اكتافها: سها للاسف حكايتي معها زي يوسف كدا، بس الاختلاف اني مكنتش عارف اوصف مشاعري بيها غير مشاعر اخوية ودا عرفته متاخر
طيب وهي ياريان! مشاعرها ايه، انا بحس انها بتحبك، انا مقدرش اتواجه معها وهي بتبوصلي، اني خطفت حبيبها منها
اخرج تنهيدة عميقة من صدره هو يعرف ان سها مستحيل ان تتركه او تتركها خاصة بعد حديثها الاخير منذ يومين معها….
دخلت سها إلى مكتب ريان كالح.ريق، ،تريد التهام كل شئ ،،كان ريان يجلس يراجع على بعض مشاريعه….
سها :ممكن اعرف ايه اللي سمعته دا!! انت تعمل فيا كدا!!
ريان :فيه ايه ياسها ،مالك داخلة شايطة ليه!!
سها :ياسلام انت بتستعبط ولا بتغظني
ريان :سها لو سمحتي، انا دماغي على الآخر، ممكن تقولي فيه ايه ،انا تقريبا بقالي شهر ،
ماشفتكيش ،غير انا مش فاكر اني عملت حاجة تزعلك
نظرت اليه ثم بدأت بالبكاء ،
لا بجد انت مش عارف انت عملت ايه لدرجاتي مش فارقة معاك ،انت خطبت ياريان ،خطبت وسبتني
وانت عارف انا بحبك بجنون ،
وكنت مستنياك بقالي سنين ،وفي الاخر اصحى على كابوس عمري ،واسمع بخبر خطوبتك زي ،زي الغريب
فين حبك ووعدك ،دا كل ماكان اي حد يتقدملي، ،أرفض بسببك ،ودلوقتي تروح تخطب ،وياريت تخطب واحدة من مستواك ،لا واحدة بيئة لا ليها فصل ولا اصل ،وغير كدا مش لايقة خالص عليك ،
قولي ليه ،انت عملت فيا كل دا ليه ،فين وعودك ليا
ريان :سها لو سمحتي ممكن تبطلي عياط وخلينا نتكلم زي اي اتنين متحضرين
قاطعته سها _والله متحضرين! صدقني انت متعرفنيش انا ممكن اعمل ايه في الجربوعة بتاعتك دي ،وحياتك اقت.لها ،وأنت عارف لما احط حاجة في دماغي اقدر اعملها ولا لا
ريان :ايه الهبل اللي بتقوليه دا ،انتي اتجننتي! عايزة تكوني مجرمة! اخرتك كدا
سها _طيب قولي انت اعمل ايه ،وانا شايفة حب حياتي بيتسرق مني، اقعد واتفرج ،رد
ريان :سها انتي اكيد مش كدا ،،مستحيل تعمليها ،،انا عارف بنت خالي كويس ،،قاطعته سها..
يبقى عمرك ماعرفتني يابن عمتي، بس قولي ان دا كله تمثيلية ،انت عملتها علشان تبعدها عن ابوك ،اه انت كنت شايف تعلق عمي بها علشان كدا ،عملت كدا مش كدا ياريان ،انت خطبتها علشان تبعدها عن باباك ،قول وانا والله مستحيل أذيها…
بس قولي ان دي تمثيلية منك هتعملها عليها ،علشان تبعدها عن باباك ،ساكت ليه!!!
ريان :اه خطبتها علشان ابعدها عن بابا ،حستها عايزة تخطف ابويا من امي ،وتهد مكانته في المجتمع ،عرفتي انا عملت كدا ليه ارتحتي!!!
اخرجه من شروده عندما وجد نغم بجانبه، تحتضن ذراعيه وتضع راسها على كتفه، ثم اردفت دون النظر اليه _مرام وصلتني ورجعت هي وعمر، كانوا عارفين انك هنا…
_قولي اول ماتزعل مني هتسبني وتمشي، مش هتحاول تاخدني في حضنك وتحسسني ان زعلي هيفرق معاك…
فرد ذراعيه يحتويها باحضانه _آسف متزعليش، انا بنسحب عشان مزعلش اللي قدامي….
كنت عايز افسحك والف بيكي اسوان كلها بس اهو
قاطعته بعد ان خللت اصابعها باصابعه…
خدني معاك لاخر الدنيا….
_يعني عايزة تتخطفي….
أمأت براسها دون كلمة، طيب تعالي، ثم اخدها وغادر…
عند عمر ومرام
وقف عمر امام مرام _هتفضلي مخصماني كدا
مرام _مين قال اني مخصماك، لا انا قطعتي علاقتي بيك، واياك تحرجني قدام بابا وماما تاني، سامعني
ثم تركته وغادرت….
في المنصورة
دخلت شادية الى يوسف المكتب _
هتفضل قافل على نفسك كدا، نفسي اعرف انت عامل كدا ليه، انت هنا مانع نفسك على كل حاجة، وهي عايشة حياتها بالطول والعرض
نظر يوسف الى والدته دون حديث للحظات ثم اردف _انتي السبب ياماما، قولتلك انزل اشوفهم بعد موت عمي، بس انتي اللي قومتي الدنيا، واهو دلوقتى مش عارف اوصلها، وياعالم هي عايشة ازاي…
_اردفت شادية وليه ماتقولش انها اتجوزت، هي هتستناك ليه..
قاطع حديثها صوت رنين هاتفها
اخذته وخرجت: ايوة عرفتي حاجة…
خلاص، انا عارفة احمد مش هيسكت، اياكي تامر يقول حاجة، وانا هعرف ازاي اوقف احمد باي حاجة، لو اضطريت انه يسافر مرة تانية
اردفت ابتسام مشككة في حديثها
المشكلة في يوسف، هو مش ساكت بقاله شهر قالب الدنيا عليها، وكلف شركة أمن كبيرة بالبحث عنها
وخلال ايام هيلاقيها، ولو عرف اللي حصل، هيقلب الدنيا على الكل، دا اللي سمعته من نبيل
لازم تعملي حاجة توقفيه عن التدوير
شادية: خلاص هشوف هعمل ايه
في المكتب تعالى رنين هاتف يوسف
يوسف _ايوة معاك فين