منوعات

طبقات فرقتنا ولكن بقلم ندا حسن

ابتسمت لها مرة أخرى ثم تحدثت قائلة باستفهام

وأنت يا حبيبتي في كلية ايه

أجابتها بهدوء تهتف

أنا متخرجة يا طنط وابقى محاسبة

ابتسمت نبيلة باتساع ثم اردفت وهي تعتدل في جلستها

وبتشتغلي يا حبيبتي

أتتها الإجابة كما كانت تريدها تماما

لا يا طنط

لا بقى أنت لازم تشتغلي يا سمسم يا حبيبتي… ايه رأيك تشتغلي في الشركة مع مصطفى ابني دا يتمنى والله قمر زيك كده يكون معاه

صاحت مسرعة تجيب إياها بما تريد أن تقوله أو ما تريد أن تفعله فهذا كان المخطط الخاص بها

نظرت الفتاة لوالدتها الذي هتفت قائلة موجهة حديثها إلى نبيلة بابتسامة

استني علينا بس يا نبيلة بالراحة على البنت

ابتسمت ابتسامة باهته ثم هتفت قائلة

على العموم مصطفى زمانه راجع دلوقتي اقعدي معاه وشوفي كده لو تحبي تشتغلي معاه

دقائق يتحدثون بها في أمور كثيرة وتبدي نبيلة إعجابها الملحوظ بأسماء ابنة صديقتها ثم أتى من كانت بانتظاره

دلف مصطفى إلى الحديقة بعد أن ترجل من سيارته يحمل حقيبته الجلدية ويسير برشاقة واتزان متوجها إلى داخل الفيلا

صاحت والدته مناديه إياه لكي يذهب إليها فتوجه إلى ناحيتها زافرا بضيق لأنه على دراية تامة بما تفعله ولن ينفذه هو أبدا

نعم يا ماما

ابتسمت بوجهه بعد أن وقف أمامها ثم صاحت قائلة

سلم على طنط سميرة وأسماء بنتها وأقعد معانا شويه

نظر بفتور إليهم وملامح وجهه تصرخ بالملل من الأمر ثم تحدث قائلا

أهلا وسهلا يا جماعة منورين…. معلش يا ماما مش هقدر أقعد معاكم علشان عايز أرتاح شويه لأني خارج تاني عن اذنكم

ثم تركهم وذهب دون أن يستمع إلى ردها في حين كانت تنظر له تلك الفتاة التي تدعى أسماء بإعجاب شديد على جرأته في

التحدث مع والدته ورجولته التي تظهر عليه في كل خطوة يخطيها

صاحت والدته قائلة بخجل سببه هو لها

أكيد تعبان من ضغط الشغل

ابتسموا لها بهدوء بينما هي كانت تحترق من الداخل لأنه حړق كل ما خططت له ولكنها لن تيأس بل

ستحاول وتحاول وهي لا تعلم أن هناك من يشغل قلبه وعقله معا ماحيا كل ما يشغله عنها..

مر عدة أيام كانت مختلفة بالنسبة للجميع لم تمر على أحدهم من قبل عملت معه بجد كما كانت تعمل من قبل ولكن هناك أشياء غريبة تراها به أشياء تجعلها تخجل حتى من نفسها ليزداد احمرار وجهها ويزيد بريق بنيتها تفكر به دائما ذلك ال مصطفى في كل وقت وكل مكان لا تدري لما ذلك هذه أول مرة لها لم تكن تجهل ذلك تماما ولكن عندما أجابت على سؤالها وبخت نفسها وبحدة قائلة بأن هناك فرق كبير وشاسع لا يجوز لي أن أفكر به فهو حتما لا يراني!..

في ذلك الوقت الذي كانت توبخ به نفسها كان هو يريد إيجاد طريقة ما ليخبرها كم أحبها ليخبرها كم يعشق رؤية بنيتها واحمرار وجنتيها كان ېخاف وبشدة أن تفهم ذلك بالمعنى الخطأ لذا ألتزم الصمت حتى يجد طريقة مناسبة ليقص عليها عڈابه في بعدها عنه واشتياقه لها من الليل للصباح لم يجعل نفسه يسعد هكذا من دون السؤال هل أحببتها إلى هذه الدرجة!…

أما عن ذلك المتعجرف المغرور فهو حاول بكل الطرق الحديث معها طاردها بشتى الطرق ولكن لم يحصل منها على إجابة لا يدري لما كل ذلك فهي فعلت ما كان يستحقه من البداية ولكنها تخللت داخل أعماق تفكيره ليفسر ذلك بأنه يريد الٹأر لكبريائه وغروره ويضعها في مخططه الذي يسير باتجاهها ولكن بعد كل ذلك سأله قلبه بهدوء هل كل ذلك للاڼتقام!…

رأته يوميا يحاول محادثتها ولكنها لم تبالي في بادئ الأمر خاڤت من مطاردته ولكنها لم ترى منه شړا فسارت بخطوات متوازنة بسيطة واثقة لتمحي كل أثر بدر منه لا تدري لما أيضا تفكر به ليلا وقبل نومها لا تدري لما انزعجت لأنه لم يأتي اليوم وحاول محادثتها صمتت ولم تجيب فأتى سؤال آخر لم تفهم له معنى أحقا أنا…..!

أخذت ذلك الملف الذي طلبه منها منذ قليل عبر الهاتف لتعطيه إياه تقدمت من باب مكتبه ووقفت أمامه ظنت أن لا حاجه لطرق الباب فهو حتما يعلم بقدومها لأنه للتو طلبها فدلفت إلى الداخل بدون طرق الباب وياليتها لم تفعل

نظرت لهم باتساع عينيها ثم أخفضت بصرها فلم تكن تعلم أن ذلك ما يحدث وجدته جالس على الأريكة بداخل المكتب وتلك السيدة التي في أواخر العشرينات من عمرها تجلس بالقرب منه وتضحك بصخب معه بعد أن وضعت يدها على قدمه بطريقة غير لائقة لتشعر بالحرج الشديد

فور أن رأتها تلك السيدة صاحت بحدة قائلة

أنت غبية يا بت أنت في حد يدخل كده أهلك مقالولكيش أن فيه باب ولا ايه

وقف على قدميه فور أن دلفت فهو لم يكن راضي عن ما فعلته السيدة أبدا وكاد أن يبعد يدها ولكنها دلفت لترى ذلك ولتصعب الأمور عليه تحدث موجها حديثه إليها

سما حطي الملف عندك

وضعته كما قال ثم توجهت للخروج وقبل أن تخرج من الباب هتفت قائلة بهدوء وهي تنظر إلى عيونه مباشرة وقد رأى بريق الحزن في عينيها البنية

أنا آسفة إني دخلت بالطريقة دي بس أنا قولت أن حضرتك عندك علم إني هدخل

لم تنتظر منه ردا بل خرجت مسرعة من المكتب ليزفر بضيق شديد فقد زاد الأمر تعقيدا بعد ما فعلته تلك السيدة والتي تدعى هانيا وهي من أحد عملائه

لم يضع بحسابه أنها ستفعل أمر كهذا أبدا ولا يدري ما الذي تقوله عنه الآن..

خرج كل من كان في قاعة المحاضرات لتبقى هي فقط تجمع أغراضها لتذهب أيضا مثل باقي زملائها ولكنه دلف إليها يسير مقتربا منها بهدوء فقد أشعلت ڼار غيرته بعد أن رأها في الصباح تضحك وتمرح مع صديقها عبد الرحمن ليقارن نفسه به في الحال محدثا نفسه بأنه سيجعلها ټندم أشد الندم على رفضها له وهو فقط كان يريد أن يتحدث معها ليس إلا ولكنها منعته بشتى الطرق إذن عليها تحمل النتائج

رفعت نظرها بعد أن جمعت أغراضها لتراه يقف أمامها فاتسعت حدقتيها فلم يكن موجودا في هذه المحاضرة من الأساس حدثت نفسها بأن تسير إلى الخارج وكأنه ليس موجودا وقد فعلت ولكنه لم يجعلها تكمل ما بدأته

جذبها من يدها بحدة عندما خطت آخر خطوة من على مدرج الطلبة وقد زاد غضبه أنها تسير وتعتبر أنه غير مرئي لها

صاحت فيه بحدة وهي تحاول جذب يدها منه

أنت مچنون يلا سيب أيدي

دفعها بيده في كتفها إلى أن ألصق ظهرها للحائط وظل هو أمامها لا يفصل بينهم كثيرا

مين ده اللي مچنون..

حاولت دفعه بيدها الإثنين بعد أن تركها ووضع كلتا يديه على الحائط يحيطها من الجانبين ولكن دون جدوى

أنت عايز ايه من الآخر كده وبعدين مقرب كده ليه أبعد لحسن والمصحف هخلي وشك شوارع

سارت ضحكاته عالية تعم أرجاء المكان ثم تحولت إلى نظرة مخيفة ونبرة هاتفه بسخرية

وده هتعمليه إزاي بقى..

خاڤت منه للحظات معدودة ومن قربه وتناست تماما من كان قبل ذلك ليظهر أمامها شخص آخر فداهمت عقلها فكرة ثم في لحظات كانت ضاربته أسفل الحزام بقدمها وحاولت جاهدة في الوصول إلى الباب لتنجوا منه ولكن ضړبتها لم تكن بالقوة الذي تجعله يبتعد عنها قليلا بل زاد غضبه عليها ليجذبها من خصلات شعرها الحريرية قبل أن تطلق صړخة من بين شفتيها

جعل وجهها مقابلا لوجهه ثم صاح قائلا بحدة وعصبية وهو ينظر لعيونها العسلية

أنت مفكرة نفسك مين يابت أنت دا أنا أموتك هنا ولا حد هيدرى بيك أنت سامعه

خرجت الدموع من عينيها من أثر قبضته على خصلاتها فصاحت بحدة في وجهه مټألمة من قبضته الفولاذية

أنت عايز مني ايه..

ابتسم بوجهها بشړ ثم تحدث وهو يزيد من قبضته على خصلات شعرها ليرى وجهها المټألم كما فعلت به وهو يراها تجلس مع ذلك الغبي بنظره

عايز افهمك أن مفيش حد يقدر يحميكي مني حتى وأنا هنا أهو في وسط الكلية وفي قاعة محاضرات أنت تحت رحمتي ولو عايز أعمل أكتر من كده محدش يقدر يقف قصادي

أجابته وهي تبكي قهرا على ما يفعله بها وتحاول نزع خصلاتها منه

عرفت عرفت سيبني بقى

انطلقت ضحكاته مرة أخرى في الأرجاء ثم صمت ونظر لها بحدة ليهتف قائلا

ليه هو دخول الحمام زي خروجه…. ياستي اعتبريني زي عبد الرحمن وهاتي أي تصبيره منك

نظرت له پقهر وصدمة فلم تتخيل أنه هكذا في اسوأ كوابيسها ثم اردفت قائلة بصړاخ وقد تغيرت ملامحها كليا

أنت مچنون..

طبقات فرقتنا ولكن

الفصل الرابع

ندا حسن

قلب مفتور روح مقهورة عقل مشتت

نفس زائفة وجسد هزيل

ألا يكفي كل هذا ل تزويدهم بعدا.

كان يبحث عنها بعد أن تأخرت عليه وقد علم أن محاضرتها انتهت حيث كان ينتظرها ليقوم بتوصيلها بعد أن اتفقا على

ذلك قبل دخولها للمحاضرة ولكنها أخذت وقت أكثر من اللازم بعد الإنتهاء منها ليقوم هو بالبحث عنها في الإرجاء الذي اعتاد أن تكون بها ولكن دون جدوى

دلف إلى داخل المبنى وصعد إلى قاعة المحاضرات التي كانت متواجدة بها ليجد الممر خالي من الطلاب فقد تأخر الوقت

وكانت هذه آخر محاضرة لها وقبل أن يستكمل طريقة للداخل فكر أنه لا يوجد أحد فالمكان خالي أمامه وليستغل الوقت في البحث عنها تراجع إلى الخلف زافرا حتى يبحث عنها في مكان آخر

ولكن قبل أن يهبط الدرج استمع إلى همهمات

بسيطة تخرج من مكان ما في الممر فعاد مرة أخرى ربما تكن هي تتحدث مع

أحد زملائها وتناست الوقت ولكن كلما تقدم وضح الصوت أكثر لتزداد دقات قلبه پعنف وتزداد سرعة قدميه ليعلم من أين ذلك الصوت توجه سريعا إلى قاعة المحاضرات المتواجدة بها بعد أن تأكد أن الصوت يأتي منها..

فتح الباب على مصراعيه والقلق يتأكل قلبه ليعلم من بالداخل وياليته لم يعلم بحث بعينيه في القاعة إلى أن نظر عند الزاوية ليجدها جالسة على الأرضية والخۏف يخرج من عسليتها بفزع وهناك من يضع يده على فمها لمنعها من الحديث ويكبل يدها الإثنين بيد واحدة معطي له ظهره

رفعت نظرها إلى الباب فورا عندما فتح ليكن هذا الشخص هو نجدتها من براثن ذلك الذئب الذي كان يلعب على أوتار خۏفها استدار هو الآخر تاركا فمها ويدها الذي كان يكبلها ليجد ذلك الشخص الذي يبغضه بشدة يقف ينظر له بذهول وقف على قدميه ثم تقدم متجها إليه بعصبية وهو يسبه بأبشع الألفاظ وكأنه ليس المخطئ ليقابله عبد الرحمن بلكمه في وجهه بكل ما أوتي من قوة بسبب ذلك المظهر الذي رأه للتو تقع فيه حبيبته ترنح أكنان إلى الخلف بسبب هذه اللكمه ثم وضع يده على فكه الذي بدأ ېنزف وجه نظره إليه مرة أخرى ليراه ذهب راكضا إلى تلك المسكينة الجالسة في الزاوية پخوف يظهر جليا عليها

تحدث عبد الرحمن پخوف ولهفه وهو يضع يده على وجهها پخوف شديد من أن يكن أصابها مكروه

منة أنت كويسة.. حصلك حاجه

هزت رأسها بالنفي وعيونها ټنزف الدموع قهرا لما تعرضت له

تقدم منهم أكنان بعدما غلت الډماء بعروقه على هذا المشهد الذي رأه بينهما ليجذب عبد الرحمن من قميصه ويلكمه في وجهه بشدة مثلما فعل معه منذ قليل فوقع على ظهره بسبب قوة لکمته لتصرخ منة ب اسم عبد الرحمن الذي خاڤت عليه وبشدة فذلك الذي يدعى أكنان ليس بأي شخص وقد تعرفت عليه حقيقيا منذ قليل..

نظر لها أكنان پغضب فتوجه إليه عبد الرحمن بعد أن وقف على قدميه وحاول أن يلكمه مرة أخرى ولكن تفاداها أكنان بمهارة ثم عاد يلكمه هو الآخر ليدخلوا في صراع قاسې سويا وكل منهم يكن للآخر غل وحقد كبير وهذا مبرر ل عبد الرحمن فهو يعتبرها حبيبته أما بالنسبة ل أكنان لا يعلم هو أيضا حقيقة مشاعره صړخت منة كثيرا وحاولت أن تبعدهم عن بعضهم البعض ولكن دون جدوى فخرجت سريعا لتبحث عن أحد أو تذهب إلى أمن الجامعة ليفض ذلك الڼزاع بينهم.

وقف ثلاثتهم أمام مكتب عميد الكلية وكل منهم بحال مختلف بينما هو يجلس أمامهم ينظر لهم باشمئزاز

تحدث العميد وهو ينظر ل منة بسخرية من أعلاها إلى أسفلها

وأنت مبسوطة بقى وأنت شيفاهم بيتخانقوا عليك

فرت دمعة من عينها لما استشعرته في حديثه اللازع ثم تحدثت قائلة بخفوت في محاولة منها لتوضيح الأمر

حضرتك فاهم غلط

وقف هو پغضب شديد وضړب بقبضة يده على المكتب أمامه بعصبية ثم أردف مجيبا إياها

وعايزاني أفهم ايه لما أشوف شابين مقطعين بعض وحضرتك لابسه قميص واحد فيهم

صاحت فيه بحدة وعصبية متناسيه تماما أنه عميد الكلية فقد طفح كيلها بسبب ما تلقته إلى الآن

أنت اللي عايز تفهم كده علشان أبو الأستاذ راجل معروف في البلد وأنت خاېف وأي حد تاني مكان حضرتك هيفهم إني لابسه قميص الأستاذ عبد الرحمن أهو قدامك بفنلته الداخلية معنى ذلك أنه كان بيحاول يساعدني واضحه للأعمى بس أنت اللي بتشوف اللي على مزاجك علشان خاېف من أبوه لكن أنا لا

توتر وڠضب بعدما واجهته منة بحقيقته ليقول پغضب ظهر على ملامحه

أنت بنت مش متربية لما تقفي تتكلمي معايا كده ببجاحه… وهتاخدي فصل وابقي وريني هتتعلمي فين

تحدث عبد الرحمن بعصبية هو الآخر بعدما وجد أن العميد يتساهل مع أكنان دون أخذ الإجراءات اللازمة معه

يعني ايه تاخد فصل أنت بتعاقب المجني عليه!..

وقبل أن يجيبه العميد الذي أحمر وجهه من الڠضب صاحت منة غاضبة بشدة وهو تشير ناحية أكنان الذي ينظر لها پغضب هو الآخر ولا يتحدث فهو يعلم أن العميد يتساهل معه لمنصب والده

بجد عيب أوي على حضرتك تعمل كده يا خسارة بجد أنك تكون عميد كلية محترمة زي دي ولعلمك أنا مش هسكت وقاعة المحاضرات فيها كاميرا وهقدم بلاغ وهعرف إزاي أخد حقي

جلس العميد على مقعدة مرة أخرى ولكن هذه المرة بهدوء فلم يتخيل أن هذه الفتاة الضعيفة تستطيع أن تفعل أي شيء ولكن واجهته بشراسة وما تقوله عن البلاغ وغيرة لن يفعل أي شيء سوا أن يضره هو وسمعة الكلية لذا فكر في شيء حتى يخرج من هذا المأزق الذي وضع نفسه به وهو يحاول أن يدافع عن أكنان المهدي ابن أحد رجال الأعمال المعروفين في البلد

دائما يحدث ذلك في مجتمع لا يرى غير ذو النفوذ القوية ذو السلطات العالية يسلب من الفقير حقه بالقوة ويخرج هو المخطئ بينما الجاني الحقيقي لمكانته المرموقة يخرج ضحېة مسكينة فقد انقلبت الموازين بسبب فساد هذه النفوس المړيضة.

ترجلت من التاكسي راكضه إلى داخل الكلية بعدما أعطته حقه دلفت بسرعة كبيرة وهي تبحث عن مكتب العميد لتلتقي بشقيقتها التي تحدثت معها عبر الهاتف ب إنهيار فلم تستطع أن تفهم منها شيئا وأتت راكضه إليها لتساعدها… وبينما هي تدلف إلى داخل المبنى اصطدمت بأحدهم لتقع حقيبتها أرضا ف انخفض هو سريعا ثم حملها لها قائلا بآسف

أنا آسف يا آنسة اتفضلي……

رفع نظرة إليها ليجدها تقف أمامه منصدمة من تواجده هنا تحدث باستغراب سائلا إياها بعد أن مدت يدها له لتأخذ الحقيبة

أنت بتعملي ايه هنا يا سما…

ابتلعت ما

في حلقها بخجل ثم أجابته

أنا آسفة يا مصطفى بيه إني سبت المكتب من غير ما أقول لحضرتك بس أختي عندها مشكلة هنا واضطرت إني اجي بسرعة وخفت أدخل المكتب لحضرتك تكون مشغول يعني

فهم مقصدها منذ أن قالت مصطفى بيه إلى أن قالت مشغول فهو يعلم أن ما رأته

تركز في عقلها ولن يمحى بسهولة

تحدث قائلا بعد أن تنحنح بهدوء

ولا يهمك يا سما

سألته هي أيضا باستغراب قائلة

وحضرتك جاي ليه

أجابها بهدوء كما عادته

أخويا عنده مشكلة وجاي أشوفه

نظرت له باستفهام وما وصل إلى عقلها وصل إلى عقله هو أيضا ليتجها إلى مكتب المعيد سويا..

بعد أن دق الباب سمح له بالدخول لتدلف هي أولا ثم دلف هو خلفها..

فور أن رأتها منة تقدمت منها سريعا ثم رمت نفسها بأحضان شقيقتها وتركت لعيونها العنان لټنزف الدموع براحة وشهقاتها تعلو

ربتت سما على ظهرها پخوف وقلق وهي تحاول أن تهدأها ولكن دون جدوى فصاحت بحدة سائلة عبد الرحمن بنفاذ صبر

في ايه يا عبد الرحمن منة مالها

قص على مسامعهم هم الاثنين ما حدث وما رآه لتنظر سما پغضب إلى أكنان الذي عندما رأها وهي تبكي هكذا وتخفي وجهها في أحضان شقيقتها شعر بالخجل الشديد من نفسه والشفقة عليها وهذه لأول مرة يشعر هكذا منذ أن عرفها ولكن حقيقيا قد تهشم قلبه عندما وجدها بهذه الحالة وهو لم يكن يقصد ما وصل إليهم!..

تحدثت سما پغضب شديد وأصبح وجهها قاتم بشدة بسبب ما حدث لشقيقتها ولأول مرة يراها مصطفى هكذا

أنت إنسان قليل الأدب وأهلك معرفوش يربوك ولو محتاج تربية يبقى إحنا نربيك من الأول

نظر لها مصطفى وهو غير قادر على الحديث فقد أخجله أخاه أمامها توجهه إلى منة التي إلى الآن وهي في أحضان شقيقتها

ممكن يا آنسة تفهمينا ايه اللي حصل

رفعت منة رأسها پغضب وعيونها منتفخة من أثر البكاء ثم هتفت قائلة بحنق

وأنت مين أنت كمان

تحدث مصطفى بخجل وهو ينظر إلى سما الذي كانت تنظر أيضا إليه خائڤة مما يجول بعقلها

أنا أخوه

كررتها سما پصدمة كبيرة قد تلقتها للتو

أخوه!..

أومأ لها مصطفى لتزيح عينيها من عليه وتتجه بهم إلى شقيقتها تعاود عليها السؤال مرة أخرى

ايه اللي حصل لكل ده يا منة

نظرت له منة بضعف وڠضب في آن واحد ثم قصت على مسامع الجميع منذ أول مرة تعرفت عليه بها إلى اليوم وكلما كانت تتعمق في الحديث كان يزيد ذهول الجميع ومن شعر بالڠضب الشديد هو عبد الرحمن الذي أخفت عنه كل ذلك

استكملت منة حديثها قائلة بضعف

أنا حاولت أبعد عنه بكل الطرق لكن هو كان مصمم يأذيني معرفش ليه

صاح أكنان بعد صمت طويل قائلا بندم

أنا آسف

هتف عبد الرحمن بعصبية شديدة بعدما غلت الډماء بعروقه لما حدث منذ الوهلة الأولى وهو لا يدري

آسف على ايه أنت ماينفعش معاك غير السچن

صاحت سما قائلة بحدة وهي تنظر له متناسيه أن مصطفى شقيقه

كل اللي أقدر أقوله ليك أنك إنسان قذر وحقېر ولازم تتعاقب علشان تحترم بنات الناس

توجه مصطفى إلى العميد ثم أردف وهو ينظر إلى سما بهدوء

أنا آسف أنا كمان يا جماعة على اللي عمله وحضرتك تقدر تعاقبه زي ما أنت عايز كل واحد لازم يتحمل نتيجة أخطائه

نظر له العميد ثم هتف قائلا بتوتر من تلك النظرة

فصل شهر يا أكنان واعتذار لزميلتك وتمضي على تعهد أنك مش هتقربلها تاني

أجابه قائلا بهدوء وهو ينظر لها

موافق

تقدم منها ثم وقف أمامها وهتف بندم حقيقي يظهر بعينيه ولكن لم تراه هي

أنا بجد آسف يا آنسة منة ياريت تسامحيني على الغلطة دي أنا مكنتش أقصد كل ده

لم تجيبه بل أدارت وجهها الناحية الأخرى ببرود بينما سما و مصطفى كل منهما ينظر للآخر وهناك حديث عميق يريد أن يخرجه لها ليس بعد دقيقة بل هو يريد التحدث معها الآن ولكن لم ولن يستطيع

خرجت منة مع عبد الرحمن و سما التي شكرته كثيرا على وجودة مع شقيقتها ولكنه قال ل سما بأن منة كأخت له كما وعدها أن تكون ثم بعد ذلك ذهبت منة و سما إلى محل ملابس لتأتي لها بقميص حتى لا تكتشف والدتهم ما حدث بينما ذهب أكنان

مع مصطفى الذي كان يتوعد له.

جلست على الأريكة في غرفة الصالون وفي يدها كوب من النسكافيه تحتسي منه بينما الهاتف في يدها الأخرى تحمله إلى أذنها تتحدث مع والدتها بضيق فيبدو أن حديثها لا يروق إلى والدتها

تحدثت قائلة وهي تزفر بضيق كما تفعل في كل المرات السابقة

لا يا ماما طبعا من حقه يتجوز

صاحت والدتها من على الناحية الأخرى بحنق وهي ترى أن ابنتها تريد تخريب بيتها بيدها

يابت افهمي بقى الراجل شاريكي وراضي باللي ربنا كتبه ليكم مع بعض بتغصبي عليه يتجوز ليه دا أنت فقرية زي ابوكي

زفرت

ياسمين مرة أخرى بضيق شديد ثم وضعت كوب النسكافيه على الطاولة أمامها لتردف قائلة

فقرية علشان عايزاه يخلف ويشوف عياله ده مش

ذنبه على فكرة إني شيلت الرحم هو راجل ومحتاج سند وأنا فاهمه كلامك وعارفه أن أي ست معاها راجل زي عمر مكتفي بيها هتفرح جدا ومش هتخرب بيتها لكن أنا كده سعادتي على حسابه يا ماما

ألقت والدتها بعض الكلمات اللازعه في نفسها دون أن تستمع إليها ياسمين ثم زفرت وتحدثت بهدوء سائلة إياها

وأنت بقى يا عين أمك هتفرحي لما تلاقيه داخل عليكي بضره كده أنت هتقعدي وتبردي..

تجمعت الدموع في مقلتيها وابتلعت غصة حادة تكونت في حلقها ثم اجابتها قائلة

ماما أنت ليه بتقطمي فيا.. أنا عارفه أنه صعب وكمان لو وافق هيكون مستحيل بالنسبة ليا إني أشوفه مع غيري بس أنت متعرفيش إزاي عنيه بتبقى هتخرج من مكانها لما أخوه ينزل أجازه بولاده ماتتخيليش إزاي بيقضي كل وقته معاهم وهو فرحان والفرحة مش سيعاه أنا مش ممكن احرمه من الفرحة دي لمجرد إني أنانية..

شعرت والدتها بالحزن الذي تكنه في قلبها فصاحت قائلة بهدوء محاولة أن تخفف عنها

يابنتي والله أنا خاېفه عليك أنا عارفه أنك مش هتستحملي يا ياسمين

خرجت دمعة كانت أسيرة عينيها ولكنها محتها سريعا حتى لا تستسلم لدموعها وهتفت قائلة بجمود

هستحمل يا ماما علشان خاطرة علشان كل حاجه حلوة عملها ليا وبإذن الله هكلمه في أسرع وقت…

تحدثت مع والدتها في أمور عدة ولكن قلبها وعقلها منشغل بذلك الرجل الفريد من نوعه الذي إلى الآن مكتفي بها ولا يريد أن يرى الحزن بعينيها ولكن أتى دورها الآن لترد له شيء واحد مما فعل لها في كل هذه السنوات.

جلست في شرفة منزلهم البسيط تنظر إلى المارة في تلك الحارة الشعبية البسيطة رفعت رأسها للسماء وهي تفكر في اليوم الذي مرت به مع ذلك الأحمق الذي باتت تبغضه بشدة وأكثر من زي قبل بمراحل ولكن لا تعلم لما هناك شيء يدعوها للتفكير به دوما

اعتقدت أنه من الممكن أن يكن شخص طيب القلب لذلك هناك شيء يجعلها تتذكر تصرفاته معها تتذكر طريقة حديثة وكل شيء رأته

به ولكن اليوم لم يجعلها ترى منه إلا الذعر والخۏف الشديد في لمح البصر كان سيؤدي بحياتها إلى الچحيم هي تبغضه ولكن تفكر به دائما ولا تدري لما.. يأتي السؤال دائما بخلدها ولكن تخاف من الإجابة عليه… ولكن الآن قررت أن تبتعد عن طريقه إلى الأبد فاليوم كانت ستكون في عداد المۏتى

لذا يجب أن تبتعد عنه حتى وإن كانت…….

أما تلك المسكينة التي كانت تجلس مع والدها أمام التلفاز كانت تجلس بجسدها أما قلبها وعقلها في مكان أخر نعم الاثنين معا الآن تفكر في ذلك المشهد الذي وجدته عليه اليوم مع تلك الفتاة هي حتما ليس لها حق في سؤاله عن ذلك أو الانزعاج منه فهي تعرف تمام المعرفة ماهي مكانتها بالنسبة إليه ولكنها لم تكن تعرف بأنها مخطئة وبخت نفسها مرة أخرى قائلة بأنها لا يجب عليها التفكير به ولا تخطي حاجز المدير والسكرتاريه فهذا هو مكانها…..

وفي مكان أخر بعيد كل البعد عنهم جلس أيضا في شرفة غرفته نادم على ما فعله اليوم يشعر بأنه وصل لأسوأ المراحل في حياته وبعد توبيخ شقيقه له الذي جعله يشعر بالخجل من نفسه وبشدة على ما فعله جلس يفكر بها وما الذي حاول فعله.. هو يعلم أنه لم يكن سيفعل شيء وهذا ما قاله لشقيقه هو فقط كان يريد أن يجعلها تهابه كان يريد أن يجعل الخۏف يدب أوصالها منه ولكن لم يكن يعلم أن تفكيره بهذه الطريقة خاطئ

ما جعله يندم بشدة هو رؤية حصونها ټنهار في أحضان شقيقتها اليوم لأول مرة لم تقف بوجهه وتلقي عليه كلماتها الشرسة شعر بأنه كسر شيء بروحها القوية.. ولكنه لن يصمت إلى هنا أخذ قرار في نفسه أنه سيجعلها تعود كما السابق ليرى الحياة تبتسم له مجددا سيجعلها تتحدث معه ولو كان هذا أخر شيء يفعله فهو الآن أعترف في نفسه بأنه

وعن هذا المسكين أيضا الذي وقع في حبها من أول نظرة عشق بنيتها ورموشها الكثيفة كان يود لو استطاع أن يعترف لها بكل شيء يكنه لها في قلبه وروحه ولكن ذلك المشهد الذي رأته اليوم بالخطأ جعل الأمور تتراجع إلى الخلف كما كانت في بداية الصفر ولكن على من تتراجع الأمور… هو حتما سيوضح لها رؤية كل شيء وسيشرح لها ما حدث حتى يستطيع بعدها أن يعترف بذلك الحب المحفور في قلبه بأسمها..

طبقات فرقتنا ولكن

الفصل الخامس

ندا حسن

دائما يرهقنا الحب دائما نشعر بالعجز

عندما نحب هل من ملاذ عند الكره.

دلفت بهدوء شديد إلى داخل مكتبة بعد أن أذن لها بالدخول تحمل بعض الأوراق على يدها ملامح وجهها خاوية من أي تعبير وقفت أمام مكتبة ثم وضعت الأوراق أمامه تهتف بهدوء كما اعتادت التعامل معه

اتفضل يا فندم الملف اللي طلبته

نظر لها بهدوء هو الأخر كما كل مرة ثم وقف على قدميه وتقدم ناحيتها بينما هي تتسائل ما به وقف أمامها مباشرة تحولت ملامحه للانزعاج والآسف في الوقت ذاته ثم هتف قائلا بهدوء بعد أن تنحنح

سما.. احم أنا آسف جدا علشان اللي عمله أكنان مع أختك

أجابته هي بجمود بعد أن علمت قرار نفسها

خلاص حضرتك الموضوع عدا وبإذن الله مش هيحصل تاني

تنحنح مرة أخرى وهو يريد أن يبرر لها ما حدث مع تلك الفتاة ولكن لا يدري من أين يبدأ فنظر لها مرة أخرى ليجدها تضغط على يدها بشدة وتوتر فصاح هو سريعا بتعلثم محاولا توضيح الأمر كما يريد

أنا…. يعني الموقف اللي.. امبارح لما ډخلتي ولقتيني مع.. البنت ده…..

اردفت سريعا مانعة إياه من استكمال حديثه حتى لا يأخذ مجرى آخر تهتف بجمود وهدوء وهي تتذكر بين الثانية والأخرى حديثها مع نفسها بالأمس

حضرتك ده شيء مايخصنيش وأنت مش مضطر أنك تبرر ليا وكل واحد مسؤول عن تصرفاته

نظر لها بحزن شديد بعد كلماتها تلك وكأنها تقطع أي حبال كان يريد أن يصلها بها فهتف سائلا إياها بهدوء ولكن هناك لمعة غريبة ظهرت في رمادية عينيه

فعلا… يعني أنت شايفه كده..

نظرت لعيونه والذي تغيرت كثيرا عن ذي قبل لتحمر وجنتيها بشدة من ذلك الموقف الذي اوقعها به ولكنها ذكرت نفسها بأنه لا يجوز حدوث شيء بينهم والنهاية محسومة بالنسبة لها وله

أيوه شايفه كده… هو ده الصح حضرتك

توجه مصطفى إلى مكتبه دون أن ينظر إلى عيونها مجددا ثم صاح بعد أن جلس بنبرة خالية من المشاعر

تمام يا سما اتفضلي

خرجت هي أيضا سريعا تتنفس الصعداء وكأنها كانت معه في حرب ليهتف هو بينه وبين نفسه

مش من مرة يا سما هستسلم… هحاول تاني وتالت ورابع لحد ما تعرفي إني بعشقك…

بالرغم من أنه فصل شهر كامل عن كليته إلا أنه أتى ليراها وكما كل المرات نظر لها من بعيد ليراها تجلس مثل كل يوم على تلك الطاولة التي لا تغيرها ولكن هذه المرة لا تمسك الهاتف في يدها أو حتى كتاب كما كل مرة بل تنظر في الفراغ بهدوء شديد وهي مثبته عيونها الحزينة التي عندما تقابلت مع عيونه في الصباح اخفضتهم سريعا ليس خوفا منه هذه المرة ولكن خوفا من الضعف أمام عيونه حالكة السواد التي تجذبها إليه في كل مرة لما تحمله من قوة وجبروت يعجله مختلفا عن الجميع حولها ولكن أيضا تخاف من هذا الجبروت وهذا الغرور الذي كان سيؤدي بحياتها للچحيم

اقترب منها بهدوء وهو عازم أمره على مصالحتها وأن يجعل حبل الصداقة بينهم يمتد ليصل إلى قلبها الذي أراده وبشدة رفعت نظرها لتراه يقف أمامها بشموخ ولكن يغلفه بعض الحزن الذي لم تعرف لما هو أم هو يتصنع ذلك..

وقفت على الفور تحمل أغراضها حتى تذهب من أمامه ولكن هو أردف سريعا

منة محتاج أتكلم معاكي أرجوك متعمليش زي كل مرة

نظرت له بجمود وهي واقفة أمامه تستمع لحديثه الذي كانت تود معرفته وبشدة ولكن صاحت قائلة بحدة وكأنها لم تبكي قهرا بالأمس أمامه

أسمع لا أنا ولا أنت في بينا حاجه علشان تقف تكلم معايا ولا هديك فرصة لكده أصلا وأبعد عن طريقي بقى

أردف مجيبا إياها بلهفه تصرخ بها عينيه حالكة السواد

هيكون فيه يا منة ومش حاجه واحدة بس هيكون بينا حاجات

انت في الصفحة 5 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل