
خرج سمير من حجرته بعد عدة ساعات وقالت له زوجته إنت نازل تانى ولا إيه فقال لها بضيق أيوه يا هناء عاوزه حاجه منى فقالت عاوزاك تبلغ عن إختفاء همس يا سمير ضرورى فقال لها بضيق انتى ماوركيش غيرها فقالت له باستعطاف دى أختى يا سمير وملياش غيرها وانت عارف ظروفها فقال لها بعصبيه خلاص إن عدى عليها يومين ومظهرتش نبقى نبلغ عنها إهدى بقى واصبرى وتركها وانصرف بسرعه دون أن يعطيها فرصه للرد عليه ونزلت دموع هناء وكانت مشتاقه إليها ودعت ربها أن تكون بخير أينما كانت .
وفى الليل متأخر بعض الشىء عاد آدم من عمله وركن سيارته أمام المنزل ونزل من سيارته وصعد السلالم ولم يطرق الباب بل فتح بالمفتاح على طول لأنه فى هذا التوقيت المتأخر تكون والدته نائمه وعند دخوله الجو كان معتم والتفت ناحية المطبخ عندما رأى النور منبعث منه فقال آدم فى نفسه بدهشه معقول تكون ماما لسه صاحيه جوه لدلوقتى واتجه ناحية المطبخ ببطىء وقبل أن يدخل قال ماما إنتى لسه صاحيه لدلوقتى إيه اللى مخليكى سهرانه عندما أنهى جملته كان قد رآها هى واقفه وليست والدته ولم تكن رآته فالتفتت فجأة فرأته فانصدمت همس بوجوده معها فى المطبخ فهى لم تراه عندما كانت واقفه لكى تشرب ولما فوجئت بوجوده شعرت بالصدمه تعصف بقلبها ووقعت منها الكوبايه بتلقائيه التى كانت فى يدها وتهشمت ولم تنتبه لها إلا عندما تلاقت عيناهما من صدمتهم هما الأثنين وصرخ بها بغضب وقال إيه مش تحاسبى للدرجادى بخوفك فلمعت عينيها بالدموع والخوف زاد بقلبها منه ومن نظراته إليها وعرفت وفهمت حركات شفتيه وددت لو تعتذر لكنها لاتستطيع أن تعبر عما بداخلها ونزلت دموعها الغزيره أكثر ومالت بتلقائيه على الكوب الذى تهشم زجاجه لتلمه من على الأرض فلما رآها تفعل ذلك وبيدها مال ناحيتها هو ولكنها كانت أسرع منه وأمسكت بالزجاج بيدها فتعصب عليها وقال انتى ما بتفهميش إنتى كده ممكن تعورى نفسك بسهوله وبالفعل كأن همس لم ترى أمامها غير غضبه عليها وانفعاله فى وجهها ولم تلاحظ من دموعها التى تملىء عينيها أن يدها قد جرحت بسبب الزجاج المكسور ولكنه لاحظ وأمسك بيدها فجأه وقال مش تحسبى إيدك إتجرحت من الزجاج وانتى لسه مستمره وبتمسكيه فتنبهت لوجود الدم بيدها وفتحت عينيها بذهول عندما أمسك آدم بيدها وقال لها تعالى معايه بسرعه وأدخلها غرفتها وذهب وأتى بعلبه الأسعافات الأوليه التى تخصه هوه وأمسك بيدها وهو يطهر لها الجرح وساعدها على إيقاف الدم من الجرح وربط يدها كل هذا وهى تتأمله وقلبها يرتجف من الذهول وتسائلت فى نفسها معقول يكون واحد زيه كده ممكن يبقى عنده قلب وحنين ولا ده شىء عادى بالنسبه له وكان يجلس على ركبتيه وهو يتأمل يدها بعد ما ربطها لها وقال لها بغضب بعد كده تبقى تخلى بالك من حاجه زى دى وقام من مكانه وبكره لازم تحكيلى كل حاجه عن حياتك لأن لازم أعرف ولأنى مش هقعد حد عندى فى البيت بدون ما أعرف عنه حاجه قال ذلك وانصرف وهو يشعر بالضيق من نفسه ومنها .
استلقت همس على السرير وهى تفكر ماذا ستفعل فى ما يطلبه آدم من معرفة كل شىء عنها ومعلومات تود أن تنساها وكيف تقول له وهى أيضاً لاتعلم عنه شيئاً حتى وجهه لا تعرفه فكيف ستحكى له وكيف ستقول له كل شىء عنها وهى لاتعلم عنه ماذا يعمل وما رأته فى ذلك اليوم أنه تابع لعصابه أو أى شىء شبيه بذلك دليل على ذلك العربيه التى كانت تجرى خلفه ومسدسه وضرب النار كل هذا يؤكد ظنونها هل بالفعل يكون مجرم مثلاًوهارب من العداله ومستخبى فى هذا المكان المنعزل عن الناس طب ووالدته من الواضح عليها أنها إنسانه محترمه لاتقبل المال الحرام وتأكل منه فماذا خلف هذا القناع وتنهدت بضيق وهى تتذكر نظرات عينيه التى شعرت أنها تخترق قلبها وعقلها معاً وحاولت أن تهدىء من تفكيرها لعلها تجد حل لهذه المشكله التى تواجهها الآن .