
كانت هناء تجلس بجوارابنتها الصغيره ساره عندما دخل عليها زوجها سمير الباب فاستقبلته بلهفه وهى تقول ها يا سمير لقيت أختى مفيش أخبارعنها فال لها بضيق هوه مفيش إلا أختك فى دماغك كل شويه فقال بس يا سميردى مختفيه من إمبارح ولازم تبلغ عنها علشان الشرطه تدور عليها فقال لها بالامبالاه أرجوكى بطلى كلام واصبرى لبكره لغاية ما أشوف الموضوع ده عن إذنك عايز أنام وتسائلت هناء فى نفسها وقالت ياترى يا همس روحتى فين أنا إن مبلغشى سمير بكره عن إختفائك أروح أنا أبلغ عنها وخصوصاًإنى بدأت أقلق أوى على أختى الصغيره همس فقالت ساره لها وأيقظتها من شرودها وقالت ماما هيه خالتو راحت فين فقالت مش عارفه ان شاء الله هترجع قادر ربنا يطمنا عليها .
جلست همس تبكى الوحده التى تعيش فيها فهى تشعر بالوحده منذ الصغر ورغم وجودها مع أختها إلا أنها كانت تشعر بالوحده فأختها على الرغم من حبهم الشديد لبعض لم يكن ليغنيها عن حنان أمها وعطف أبيها كانت تريد همس أن تستنجد بأى مخلوق ولكن لايعرف أحد بوجودها فى هذا المكان المغلق عليها بالمفتاح فقالت فى نفسها تناجى ربها يارب نجينى من العذاب اللى أنا فيه هروبى حطنى فى طريق راجل قلبه انتزعت منه الرحمه ويعاقبنى بهذه القسوه على هروبى من بيته وكأنى سرقت من عنده أى شىء من بيته عند قيامى بالهروب من عنده .
وفى المساء وجدت من يقوم بوضع المفتاح فى الباب وتمكن من فتحه فانتبهت همس وكانت تجلس على السرير وتستند على ركبتيها فى خوف وذعر فتراجعت بتلقائيه فى مكانها على السرير وهى ترى الباب يفتح ويدخل الشخص الذى تخاف منه عندما تراه فتقدم ناحيتها وهو يقدم لها صينيه مملؤه بالطعام ووضعها أمامها على السرير واقترب منها وقال بجمود يلا كلى أنا جبتلك الأكل علشان تاكلى إنتى أكيد جعانه نظرت إليه وهى تود أن تقول له إنها ليست جائعه إنها لاتريد أن تأكل كل ما تريده هو الخروج من هذا المكان ولما وجدها لم تمد يدها على الطعام فغضب وهو يمسك بيدها بقسوه لكى تأكل ويضعها على الطعام فدمعت عينيها وحاولت أن تبعد يدها عن يده فتمسك بيدها أكثر وقال بغضب قلتلك يلا كلى بدل ما هتاكلى بالعافيه يالاكلى ولا تحبى أأكلك بأيدى زيك زى الأطفال فهزت رأسها فى خوف وفهم أنها ستأكل فترك يدها بقسوه ووقف أمامها ينظر إليها إذاكانت ستأكل أم لا ووقف يحدق بها بعينيه المتفحصه وبدأت تأكل بتردد وببطىء وقال لها بصرامه قبل أن يتركها كلى براحتك وشويه كده أكون غيرت لبسى وهاجيلك تانى وأغلق وراؤه الباب بعنف وأغلقه بالمفتاح مرة أخرى .
دخل آدم البيت وهو يشعر بالضيق والغضب من نفسه وسألته والدته ها يا آدم لقيت همس أنا اتصلت عليك كذا مره النهارده وكان تليفونك مقفول فقال وهو يتنهد غصب عنى يا ماما أنا كنت فى الشغل وقافل التليفون زى ما إنتى عارفه فقالت طب مفيش أى خبر عنها فهز رأسه بشرود لأ ياماما مالأتهاش ولما ألاقيها هبلغك فقالت أمه بحزن يا ترى يا بنتى رحتى فين دى باين عليها مسكينه أوى ياترى راحت فين إنت لازم تدورعليها تانى فاهم فهز رأسه بضيق وقال حاضر ياماما هدورلك عليها تانى أنا مش عارف إشمعنى هيه مهتميه بيها كلل الأهتمام ده فقالت بحنان لأنها تستاهل باين عليها البراءه فقال بضيق مرة أخرى ياريت يا ماما ما تنخدعيش فى أى حد تشوفيه وخلاص واحنا لسه منعرفش عنها أى حاجه فقالت أمه بس أنا عرفت منها إنها يتيمه وملهاش حد فقال بغضب خلاص ياماما متجبيش سيرتها بقى لغاية ما أشوف وأعرف إنى هلاقيها ولا لأ فقالت بغضب آدم هوه ينفع حد يكلم أمه بالطريقه دى فزفر بضيق وقال خلاص ياماما أنا آسف سامحينى عن إذنك ودخل غرفته فتنهدت والدته وقالت ربنا يهديك يا آدم يابنى .
انتهت همس من طعامها وحمدت ربها وجلست وهى على أعصابها من الخوف من صاحب هذا الوجه المقنع وعينيها على الباب وتشعر أنه سيفتحه عليها فى أى وقت وبالفعل بعد قليل وجدت من يفتح الباب ويدخل عليها وقال لها بصرامه ها خلصتى فهزت رأسها بارتباك فنظر إلى الأكل وقال بلهجه صارمه ممكن تفهمينى إنتى ما أكلتيش حلو ليه فأشارت له بيدها أنها أكلت وفجأه قامت من مكانها واتجهت ناحية الباب وأشارت له بأن يتركها تمشى من هنا فابتسم بسخريه وقال إنتى عبيطه أكيد علشان تصدقى إن أنا هسيبك كده بسهوله تطلعى من هنا وتمشى فهزت رأسها برجاء وتتوسله فى الخروج فقال بغضب وهو يمسك معصمها بقسوه قلتلك مفيش خروج من هنا إلا بمزاجى فاهمه يعنى إيه بمزاجى فترجته بدموعها أن يتركها فقال لها بقسوه مهما تبكى خلاص ما بقاش فى قلبى مكان للرحمه لأى حد فاهمه .
حاولت همس الأبتعاد عنه ولكنه قربها منه أكثروهو يمسك بمعصمها بقسوه فارتمت على صدره الصلب وقال بغضب بعد أن تلاقت عيناهما فى تساؤلات كثيره إوعى تطلبى منى تانى إنى أطلعك من هنا إلا لما أعرف اللى أنا عايزه فاهمه فهزت رأسها فى ضعف وأغمضت عينيها كى لا يقرأ ما بها من حزن وألم وحتى تتفادى إنفعاله وتأمل هو عينيها المغمضه وأحس أنه يسمع دقات قلبها المتسارعه من الخوف وتركها فجأه بقسوه فاهتزت وكانت ستقع على الأرض لولا أنها وجدت نفسها تمسك بيده بتلقائيه كى لاتقع ونظر إليها بصمت وتأمل وجهها المعذب وأبعد يدها عن يده وتركها وانصرف دون أن يتكلم وأغلق وراؤه الباب بالمفتاح .
كان سمير يتكلم مع أحد رجاله فى الهاتف وقال لها ها مفيش أى أخبار عن البنت فقال له الرجل لسه مش عارفين عمالين ندور عليها فى كل مكان ومش لقيينها الله أعلم راحت فين فقال سمير بغضب مفيش حاجه اسمها مش عارفين مكانها لازم تلاقوها تيجبوها من تحت الأرض لازم والتفت إلى شخص ما جالس أمامه إن شاء الله رجالتى هتلاقيها قريب فقال الشخص بغضب وهتلاقوها إمتى إن شاء الله فارتبك سمير من غضب الشخص الذى أمامه وقال إن شاء الله فى أقرب وقت هيه بس كلها مسألة وقت فقام الرجل من مكانه فجأه بغضب وقال أول ما تلاقيها إدينى خبر فاهم فهز سمير رأسه بالموافقه وقال هبلغك إن شاء الله فى أقرب وقت تركه الشخص وانصرف .
زفر سمير بضيق وقال في نفسه بس لما ألائيكى بقى أنا تدوخينى كده وتسببى فى وقف حالى بالشكل ده بس لما أشوفك لخيكى تتمنى الموت وقام من مكانه وخرج خارج مكتبه وانصرف وركب سيارته واتجه ناحية مكان آخر .
أمسكت هناء تليفونها لتسأل أى أحد يكون على صله بأختها وتسأل عنها فكانت كلما كلمت أى أحد يقول لها لا مشفنهاش من زمان فنزلت دموع هناء فى حزن شديد وقالت ياترى إنتى فين يا همس ربنا يحفظك محتاره أعمل إيه ياربى حتى سمير مش راضى يسمع كلامى ويبلغ عن إختفائها وتنهدت بضيق وجائتها ابنتها ساره تقول ماما لقيتى خالتو همس فقالت لها ودموعها تنزل لسه ياحبيبتى إن شاء الله هنلاقيها قريب يا حبيبتى .