منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

لحظات من الصمت دامت بينهم ، وهو يتأملها بتنهد ويفرك بشده بين اصابعه ، ليقول بصوت جامد : الصور ديه وقعت في ايد الصحافه ازاي

لتتطلع اليه بأعين باكيه : مش عارفه صدقني يازيزو ، لتبدء في البكاء ثانية لتقول : انت مش مصدقني صح

عزت بضيق : يعني اشوف صور ليكي انتي وابني ، وفي الاخر اطلع مغفل ما بينكم

نانسي : والله يازيزو انا عمري ما ستغفلتك ، انا محبتش حد غيرك وسيبت كل الناس وبقيت معاك انت وبس …

عزت بحده وهو ينهض من جانبهاا : المهزله ديه لازم تتحل ، احنا مش ناقصين فضايح

ليتركهاا وهي تمسح دموعهاا التي صنعتهاا بمهاره لكي تتقن الدور ، ليتحقق لهاا ما تريد

………………………………………….. …………………

بدأت تفتح عيناهاا برفق ، لتغمضهاا ثانية وكأنهاا تريد أن تظل بين ظلام الذكريات، لتعود بفتحهاا من جديد لتتلاقي أعينهم سوياا ، لتشيح بوجهها بعيدا عنه وهي تقول بصوت باكي : انا عايزه امشي من هنا ، مش عايزه أعيش معاك ، مش عايزه حاجه تفكرني بيك …. لتظل تصرخ في وجهها

لتنهض بثقل ، لتظل تدور بأعينها في أرجاء الغرفه وهي تقول : مش هعيش تاني معاك ، مش هعيش في سجنك من تاني ….

ليقف امامها بوجه صارم : ممكن تسكتي شويه ، اديني فرصه افهمك

مريم بحده : مش عايزه افهم حاجه ولا عايزه اسمع صوتك .. لتضع بأيديهاا الاثنان علي أذنيهاا وكأنها تريد أن تمنعهما من سماع صوته أدهم : مريم اسمعيني بقي ، حياتنا مش هتفضل بالطريقه ديه ، انا اتخنقت

لتبكي أمامه وهي تقول : وانا مش عايزه الحياه ديه معاك ، مش عايزه أكمل عمري مع شخص كان أكبر كدبه في حياتي ، سيبني بقي حرام عليك أنا مش أسيره عندك ، ولا لعبه أمتلكتهاا

لتجلس علي الفراش بتعب وهي تقول : مش قادره أستحمل خلاص… لتتنهد بشرود لتقول : اوعي تفتكر انه فارق معايا موضوع الصور لان ديه حياتك وانت حر فيها ، بس حياتي انا بقي سيبهاا واخرج منهاا ، انت اكتر حد أذني وجرحني … لتبكي بدموع لتقول: كنت فاكره ان الوحده الي كانت محوطاني في بيت اهلي بعد ما سبوني قاسيه عليا ، كنت فاكره ظلم عمي ليه وانه يرميني ليك قهر ، بس دلوقتي عرفت يعني ايه قهر بجد … عارف يعني ايه .. يعني تكتشف فجأه ان اقرب حد ليك هو أكتر حد خدعك ، وعرفك يعني أيه ألم ……. انا عايزه أرجع لوحدتي تاني مش عايزه الحياه ديه … لتصرخ في وجهه لتقول : انتوا ليه فاكرين أن حياتكم ديه نعمه وخايفين عليهاا مننا لنسرقهاا ، ونستولي عليهاا ، ليه فاكرين انكم لوحدكم عايشين واحنا بالنسبالكم هامش بس ، ليه فاكر بفلوسك قدرت تشتريني وتقنع عمي انه يبعني ليك عشان خاطر الفلوس الي قدمتهاله علي السلعه الي اشترتهاا منه، لتتنهد بتعب : خفت علي اخوك مني ، فحبيت انك تبعدني عنه … لتضحك بدموع وهي تقول : اتجوزتني ، ورمتني زي اي حاجه ممكن ترميهاا مادام لسا مجتش علي هواك ، خلتني اسأل نفسي مية سؤال ليه أنا ….. بس دلوقتي عرفت السبب ….. لتتنهد قليلاا وبصوت باكي : وبعدين اكتشفت اني بنت الراجل الي كنت عايز تنتقم منه …

لتقف امام اعينه لتقول بصراخ : حياتي لعبه في ايدك !!

لتضع يدهاا علي بطنهاا بتعب لتقول : ياريت ماكان في رابط بينا ، ياريت حياتي كانت انتهت مع اهلي .. انا دلوقتي عرفت يعني ايه يتم بجد ……

ليتتطلع اليهاا بأعين دامعه ليقول : سامحيني يامريم ، لو كنت اعرف ان حياتك جنبي هتعذبك كده مكنتش فكرت للحظه اني اقربك مني …. الي انتي عايزاه انا موافق اني اعملهولك

وبعد نظرات طويله دامت بينهم : انا عايزه أطلق يا أدهم !!

ليقف يتأملها للحظات .. وبعد صمتا طويلا : حاضر يامريم!

لتتساقط دموعهااا اكثر لتقول : دلوقتي

ادهم بتنهد : هطلقك بس بعد ما اطمن عليكي وتولدي

مريم بدموع : عايز تاخده مني ، حتي الحاجه الحلوه الوحيده ليا عايزها

ادهم بألم : لاء يامريم محدش هيربي ابننا غيرك ، مش عايز اظلمه وادمرله حياته هو كمان ….

ليقف القلب للحظات وهو ضائع بين ألام واوجاع اصحابه ، ليصرخ بالجسد وكأنه يريد ان يساعدهه احد بالأنعاش حتي لا يموت

لتتلاقي الاعين وتهرب الانفاس بعيدا … ليعود النبض ثانية ولكن بعد ان هرب احدهماا مُعلناا عن قرب لحظة الفراق

ليخرج هو هائما بين قواهه وضعفه ، بين دموع لا يشعر بها وبين روح اصبحت تفارق جسدهه …….

خرج ليجد من تحتويه دائما واقفه امامه بأعين دامعه لا تعرف ماذا ستقول هل تعاتبه ام تقف مساندة له اما تبعث له احد نصائحهاا

ليخرجهاا هو من افكارها ليقول : خليكي جنبهاا عشان شكلهاا تعبان ، خلي بالك منهاا …

ليهرب بعيدا بخطي لا يشعر بهاا ، وكأن كل جسدهه قد فارق الحياه ليبقي سرابه ليحركه

………………………………………….. ……………………

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل