منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

جلست امامه بقهقهتهاا المعتاده ، وهي تضع ساقا علي ساق ، لتظل تنفث بدخان سيجارتهاا وهي تقول : ميرسي خالص يا فهمي بجد انت ،عرفت تظبط الصور جداا ولعبت اللعبه صح
ليبتسم فهمي برغبه : انتي تؤمري يانانسي وانا عليا انفذ ، والمجله ورئيسها تحت امرك
لتنهض هي من مكانها وتقترب من احد اذنيه لتقول : ده العشم برضوه يافهمي .. وتبتعد عنه سريعاا وهي تقول : انا همشي بقي
فهمي برغبه : ايه ده هتمشي علطول كده ، ده انا حتي عاملك سهره تجنن ياحياتي في البيت عندي ، ولا انتي عايزه تكثفيني
نانسي : معلش بقي يافهمي ، الايام ديه لازم افضل في البيت ومتأخرش عشان عزت ، ممكن يشك بس اوعدك قريب اوي هنكون مع بعض
ليقترب منهاا فهمي : وانا هستني اليوم ده بفارغ الصبر
نانسي بدلع : مش اكتر مني ياحياتي
لتذهب هي تحت اعين فهمي التي تتفحصهاا ،
ليقف شادي امام مديرهه ليقول : هي مدام نانسي ، كانت هنا
فهمي بحده : وانت مالك يا استاذ انت ، يلا اتفضل علي شغلك .. وياريت تنتبه لشغلك عشان مش عجبني اليومين دول ، وغلطه بسيطه منك هتسيب المجله فورا مفهوم
نظر اليه شادي بحنق ، وهو لا يدري لماذا قد تغير معه فهمي هكذا ، وكيف لا يتغير والافعه قد دخلت هنا ايضا
………………………………………….. …….
لحظات من القلق قضاها ، وهو ينتظر امام غرفة العمليات ، وهو ينتظر ان يطمئن عليهاا ، ظلت الساعات تمر ولكن بدون جدوي
لتقف الهام بجورهه وهي تقول : متخافش يا ادهم ان شاء الله خير
ليخرج الطبيب بأسي ليقول : ربنا يعوض عليكم .. ليذهب ويتركهم تحت مسمع تلك الكلمه
لتتأمل الهام وجهه بحزن وهي تربط علي احد كتفيه لتقول : ربنا يعوضك عليك ياحبيبي ، لسا العمر قدامكم طويل
لينظر لها ادهم بألم ليقول : الرابط الوحيد الي كان بيربطنا ببعض ، خلاص راح ، الطفل ده هو الامل الوحيد الي كان ممكن حياتنا تستمر عشانه
لينكس برأسه ارضا : ان لله وان اليه راجعون
………………………………………….. ……….
وكأن لحظات قربهم ثانية .. لم تأتي لمجرد احياء الماضي فقط ، بل لصنع حاضر ومستقبل ليجمعهم معا بعد ان فرقهم الزمن في ظل ماضي قد سحق بقلوبهم
جلس امامها يتأملهاا ، ليشيح بوجهه بعيدا علي الطفلان وهم يمرحان معاا
لتتطلع صافي الي نظرة اعينه بحب لتقول : اتعودوا علي بعض اووي
ليضحك مازن : مبقاش في حد علي لسانها غير مازن ، كل ما اقولها ما انا معاكي اه يارهف .. تقولي انا مش عايزاك انت انا عايزه مازن التاني .. شكلهاا باعتني خلاص
لتبتسم صافي بحب : ومازن برضوه بقي كده ، مبيقدرش يعدي يوم لغير مايفضل يقولي انا عايز العب مع رهف
لينظر مازن الي عينيهاا ليقول : طب وانتي ياصافي ، مازن مبقاش يوحشك
لتصمت صافي قليلاا وهي تعلم ما يرمي اليه ، ولكن : مازن ده كل حياتي ، لو بعد عني ثانيه ممكن اموت
ليبتسم مازن اليها : مش قصدي مازن الصغير ، قصدي مازن الكبير ياصافي ، وبلاش تهربي بعينك بعيد عني …. ليتنهد قليلا ليقول بعد لحظات من الصمت : انتي لسا بتحبيني ياصافي
لتتطع هي الي اعينه ، وتظل تتأملهماا .. وكأنها تترك لعيناها المهمه لتقول له كل شئ .. لا يستطيع لسانهاا ان ينطق به
ليقطع هو صمتها : انا عمري ما نسيتك ياصافي !!
………………………………………….. …………..
لم تكن تظن انهاا قد احبته هكذا ، وكيف لا تحبه وهو كان جزء منهاا جزء من نبضهاا وجسدهاا ، وجزء منه هو ايضاا ، ظلت تتطلع الي الفراغ الذي امام اعيناها وهي تتحسس مكانه السابق ، لتذرف دموعاا قد ارهقتهاا كثيراا ، ليدخل هو عليهااا ولاول مره تراهه ضعيفاا ، حائراا هكذا
ليقف امامها بألم ليقول : الدكتور طمني عليكي ، وقال ممكن تخرجي علي بليل ان شاء الله
مريم بتعب : عايزه اطلب منك طلب واحد يا ادهم ، ممكن تنفذهولي
ليتأملها بحب ليقول : اطلبي يا مريم ، وتأكدي اني هنفذهولك
مريم بألم : انا عايزه ارجع لحياتي القديمه ، ممكن
أدهم بوجع : حاضر يامريم
مريم بهدوء : هو ينفع اخرج دلوقتي
أدهم بعتاب : لدرجادي مش طايقه وجودي جنبك
ليقول كلمته الاخيره ، ويذهب تاركا ايها بمفردهاا
لتسقط دموعهاا بغزارهه بدون ان تشعر بهاا …
………………………………………….. ……

انت في الصفحة 15 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل