
جلس امامه بأرتياب ، ليقول بصوت حاد : اه نانسي مشيت وسبتنا ، اتفضل اتكلم يا احمد
احمد : مش معقول يا خالي ، عايز تصفي كل الشراكه الي بينا ، وتنفصل عنا ، طب ليه
عزت بضيق : عشان اسيب الاستاذ يتمتع براحته ، واريحه مني .. ومادام هينفصل عن البنت ديه فمبقاش خلاص حاجه تخصه تهمني ، وكويس اوي ان الطفل الي كانت ربطانا بيه مات ..
احمد بأسي : لدرجادي ياخالي ، هان عليك ادهم
عزت : انا الي خليت ادهم يبقي اقوي مين ، بس دلوقتي خلاص لازم اعلمه الادب ….
احمد بعتاب : قبل ما همشي ياخالي احب اوريك صوره ، واحب افهمك حاجه كويس .. ليخرج احد الصور ليقول : بص الصور الي في المجله وبص علي الصور ديه وقولي….في اختلاف بينهم ، مش هتلاقي لان الصوره الحقيقه هي الي معاياا … ديه صوري انا وندي ، للاسف نانسي عرفت تستغل الموضوع ده كويس كانت فاكره ان محدش هيقدر يكشفهاا ونسيت ان الصور كانت معايا نسخه منها وزي ما ندي ادتهالها ، كان معايا انا النسخه التانيه ،اوعي تقولي يا خالي انك نسيت ندي …. ليصمت قليلاا ليقول : بس ندي بالنسبه لنانسي ولا حاجه …انا هسيبلك الصور وانت اتأكد بنفسك … وتقريباا الحقيقه بقيت واضحه قدامك .. عشان تعرف انت متجوز مين كويس …
………………………………………….. ……………
لحظات طويله من الصمت دامت بينهم ، لتقف تائها بأعينهاا وهي تعيد ذكرياتهاا في بيتهاا القديم ، لتظل تتذكر كل شئ ، قد مرت بيه هنا ، حتي أتي بها المطاف .. الي الحب الذي نبت في قلبها هنا ، هنا كانت تعود الي بيتها لتظل تتذكر اللحظات البسيطه التي تراهه فيهاا ، لتجلس علي فراشهاا وهي شارده في حلما ، لعنت نفسهاا انهاا تمنت يوما ان يتحقق ..
ليضع حقيبتهاا جانبا ليقول : هابعتلك حد من الخدم يفضل معاكي
مريم : ياريت يا استاذ ادهم ، تخرج من حياتي ، زي ما انا خرجت منهاا ، واظن ان الي مكنتش عايزهه من الاول خلاص راح ، والرابط الي بينا انقطع .. ومتشغلش نفسك بيا انا هبقي كويسه طول ما انت بعيد عن حياتي
لينظر لهاا بألم شديد .. ويتركهاا مودعاا بقلبه قبل عيناهه .. ليلتف اليهاا قبل ان يغلق اخر باب بينهم ليقول : لو احتاجتي حاجه هفضل ديماا جنبك ومعاكي ، وهبقي اطمن عليكي من بعيد عشان مضيقكيش
لتسقط دمعه من عيناهه ، ويذهب ليتركها بين ماضي قاسي وحاضر اليم ومستقبل غامض .. لتجلس علي الارض بأنهيار وهي تبكي بين جدران بيتها القديم .. الذي عادت اليه ثانية .. لتظل وحيده فيهاا
………………………………………….. …………
لحظات من الصمت دامت بينهم ،وهي تسمع صوت انفاسه.. ليتنهد قليلاا ويقول : انتي معايا ياهبه
هبه بحزن : ليه هنأجل الفرح يا احمد
احمد بشرود : غصب عني صدقيني ، اوعدك اني هعملك اجمل فرح لاحلي عروسه
هبه بأبتسامه حزينه : الي تشوفوا يا احمد ، المهم اننا نفضل مع بعض
احمد بحنان : اوعي تزعلي مني ياحببتي ، صدقيني انا نفسي النهارده قبل بكره يكون بيجمعنا بيت واحد
هبه بحب : انا مش زعلانه يا احمد صدقني
احمد بدعابه : طب فكري تزعلي كده ، عارفه هعمل فيكي ايه
هبه : هتعمل ايه !
احمد بهيام : هاجي احضنك واخبيكي بين ايدياا ، ليضحك قليلاا ليقول : بس في الاخر هشدك من ودنك عشان بتزعلي مني
لتضحك هي قليلاا ، وقد نست كل شئ ، لتبقي الابتسامه علي وجهها بعد ان بدء الحزن يسيطر عليهاا ، لتتنهد قليلا لتقول : ربنا يخليك ليا !
ليغلق معهاا الهاتف … لتظل انفاس صدرهه تتصارع وهو يمسك ذلك الخطاب القديم .. ليظل يتطلع اليه وهو يتذكر!!
بتقولي ايه يا نيره ..
نيره : صندوق ماما الله يرحمهاا افتحه ، هتلاقي في المجوهرات بتاعتهاا ، عشان تديها هديه لهبه هي كانت موصيه بكده يا احمد
احمد : يااا انتي لسا فاكره الموضوع ده ، ده انا نسيته حتي نسيت مكان الصندوق
نيره بضحك :شكل هبه نسيتك كل حاجه ، كان نفسي اجي قبل الفرح بمده عشان ابقي جنبك بس غصب عني ، ان شاء الله هنوصل انا وحازم والأولاد قبل الفرح بيومين
لينهي حديثه مع اخته …ويظل يتذكر مكان الصندوق ، ليدخل الي غرفة والدته التي كانت دائما مغلقه ، تحمل بين جدرانها كل ذكرياتها … ليبحث عن الصندوق .. وبعد وقتا طويلا كان يجلس علي سرير امه وهو يتفحص الصندوق ، ليظل يتتطلع بأعينه داخل الصندوق .. ليمسك بعد الاوراق والصور … لتقع عيناهه علي خطاب قديم …واسم المرسل .. ليظل يتفحص كل كلمه قد سطرت فيه ..
اخت زوجي الغاليه مها ، لقد اصبحت اشتاق اليكي كثيراا ، انتي والاولاد ، انتظر قدومك بفارغ الصبر بعد تلك الغربه الطويله عائده الي الوطن بسلام …
ليلي : انا عارفه انك الوحيده الي ممكن تجاوبيني علي أسئلتي ، وتريحيني من الضياع الي بقيت عايشه فيه ، وطول حياتي مع عزت حاسه انه مخبي عني حاجه ، حتي عمي من ساعة جوازي انا وعزت وبقي مقطعنا ، مش هنكر انه حنين معايا اووي انا وولادي ، وديما بيسأل علينا ، بس النهارده اكتشفت حقيقه مش قادره اصدقها .. عبدالله فعلااا اخوي عزت .. انا مش قادره اصدق ، وفكرت كتير ان اوجه عزت بالحقيقه ديه ، بس انا واثقه انه هينكرهاا ومش هعرف حاجه وهفضل مش فاهمه حاجه ، ارجوكي يامهاا فهميني بجد .. انا عارفه انك مش زي عزت ومش ههون عليكي اني افضل مخدوعه ، اكيد انتي حاسه بيا عشان ست زي … وعارفه قد ايه صعب تبقي عايشه حياه مخدوعه فيهاا ، انا مش قادره اصدق ازاي عبدالله اخوه عزت وهو خبي ليه علياا ، وليه بيكرهه كده وبيحاول يكرهني فيه لحد ما فعلا بقيت اكرهه بعد الي حصل .. اكيد عزت حكالك وانتي عارفه كل حاجه حصلت …..
لتترك توقيعهاا في النهايه ….ليلي
ليظل يبحث بعيناهه عن شئ اخر ، يثبت صحة تلك الكلام
ولكن بالتأكيد لا يوجد وحتي لو وجد شئ اخر ، بالتأكيد قد وقع بين ايدي خاله لتظل الحقيقه مخفية عنهم جميعاا ، فهو يعلم ان خاله وامه اخوات من الاب فقط ولكن الام مختلفه … فأم والدته قد توفت بعد ولادة امه سريعا ، ليتزوج والدها بأم خالهاا لتتوفي هي ايضا بعد انا كان عمر خاله20 عاما
نظر الي الخطاب قليلاا ، وكأنه يبحث عن شئا بعيد جداا ، ولكن كيف ولماذا كل هذه الاسرار ….
………………………………………….. …………….