منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

الـــفــــصـــل الــثـــامــن والـــعــشـــرون

لحظات أستكان بها الزمن ، بعد أن بدء بتصفية حسابته ليعلن بداخل كل صفحات الماضي حياه قد حيت في قلوبنا بعدما أصبح القلب يبحث عن نفسه من جديد ، ليتأمل حاله بعد زمناً طويلاا قد طال ….ليجد أنه قد كان ضائع وسط سراب اهوائه .. ليفيق علي ذكريات الشوق والحنين ليصبح نادما علي لحظات قد أهدرهاا بين طيات الزمن وسط الأمال الزائفه
لحظات من الشرود قضاها وهو يطيل النظر الي الفراغ الذي امامه وكأنه يبحث وسط الظلام علي شعاع نور يضوي بداخله ، ليتنهد طويلاا وهو يستنشق بعض نسمات الهواء العليله .. وهو سارحاا في عالمه هو فقط
أحمد بألم : اول مره اشوفك ضعيف كده يا أدهم !
ليلتف اليه بأعين هاربه وهو يقول : ومين فينا مش ضعيف من جواهه ، عارف يا أحمد انا دلوقتي أكتشفت أني عامل زي القشايه او الريشه الي الهواا ممكن يطيرهاا فأي مكان .. من غير أي مقاومه ، قوتي كانت أطار بداري بيه ضعفي ..
أحمد بتنهد : بس أنت عمرك ماهتبقي ضعيف يا أدهم ، عشان أنت لو ضعفت مش هتبقي أدهم الي كلنا عارفينه
ليضحك أدهم بسخريه : ماهو عشان كلكم عارفيني بأدهم القوي والصارم ، عمر ماحد تخيل ان جوه أدهم ده حد ضعيف اووي ، عامل زي الطفل ممكن يفرح بأي حاجه حتي لو لمسة أيد .. ليبتسم بأسي : مريم الوحيده الي قدرت تخرجه ببرائتهاا وطيبتها وضعفهاا قصادي
احمد بحنان :طيب مادام أنت محتاج لمريم دلوقتي ، ليه متروحش ليهاا وترمي نفسك في حضنهااا ، ولا أدهم الضعيف مش عايز يظهر دلوقتي ، ويظهر أحتياجه
ليظل يجول بنظرهه في كل أرجاء المكان وهو شارد بخفقان قلبه
………………………………………….. …………
لم يكن خفقان قلبهاا بكاذب ، ولا حنينها الذي اصبح يسيطر عليهاا مجرد فقط لشئ مضي لا اكثر ، حتي ذلك الصوت الذي أصبح يتردد في أذنيهاا لم تستطع يوماا أخمادهه
فكلما تردد لم تجد شئ تجادله به حتي لا تصبح حجتهاا مجرد حنين وشوق لا أكثر … ليتردد ذلك الصوت في أذنيهاا ليقول : لماذا مازلتي تحبيه ، وتخشي عليه حتي من حزنه .. لما كل هذا
ليخمدهه قلبهاا ليقول : لا أعلم وكفي ، وجعاا بي ، فأتركني وشأني
لتخمد هي كل شئ بداخلهاا ، وهي تسمع صوت طرقات الباب ، وتنهض من مكانهاا لتري من الطارق
لتقف ألهام أمامها مبتسمه لتقول : جيت أطمن عليكي ياحببتي، واجيبلك حاجه تلبسيهاا بدل ما انتي قاعده بهدومك كده
لتنظر لهاا مريم بحب : تعبتي نفسك ليه ، انا كنت هروح الصبح بيتي
ألهام بحب : وده يعني مش بيتك يامريم ، ده بيتك وبيت جوزك ، ولازم تقفي جنبه وتفضلي معاه في الفتره ديه
لتقترب منهاا الهام وتربط علي أحد كتفايها وهي تقول : ادهم بقي محتاجلك أووي يامريم ، محتاجلك أنتي أكتر واحده ، عارفه انه ظلمك وعذبك بس صدقيني كان بيعذب نفسه الاول ، لتجلس الهام علي أحد المقاعد وتقربهاا منها وهي تقول :ادهم عمرهه مكان كده ، كان زي اي شاب في عمرهه ليه طموح وبيتمني يلاقي انسانه يحبهاا وتحبه ويعملوا أسره صغيره وجميله ، كان نفسه يأسس حياته زي ما كان بيتمني يلاقيهاا هو ويعيشهاا ، يمكن أنا الوحيده الي كنت ديماا بحسسه بالدفئ والحنان الي محتاجه عشان كده فضلت انا الوحيده الي بيقدر يشكيلهاا حتي من ضعفه ، ادهم أتغير اوي ، لتصمت ألهام قليلاا لتقول : من ساعة لما عزت الله يرحمه كشفله الحقيقه المخادعه الي كانت السبب في جواز امه وعيشه في وهم ظلم أبوكي لأمه ، طبعا كان صعب عليه اووي أنه يستحمل كده وأترسخت جواه فكرة الانتقام من باباكي الي فضل يدور عليه ، وبالصدفه أكتشف ان الي حبهاا وأتجوزها هي بنته ، وكأن القدر كان عايز يزرع الحب بفكرة الانتقام ،انتوا الاتنين يامريم عيشتوا لعبه الكرهه والانتقام الي زرعها عزت بسبب كرهه لأبوكي
لتصمت ألهام ، وتظل نظرات مريم مسلطه عليهاا ، لتضمها اليها الهام بحب وهي تقول : هو محتاجلك دلوقتي خليكي جنبه ، وبعدين وقت العتاب هيجي ، بس هو دلوقتي محتاج مراته مش مريم الي بقيت عنيده
لتضحك مريم بدون أن تشعر لتقول : هو الي خلاني ابقي عنيده ، انا عمري ماكنت كده
ألهام بحب : ربنا يهديكم ياولادي !
………………………………………….. ………..
لحظات من الشرود قد قضاهاا ، ليظل يفكر في كل شئ لم يستطع عقله أن يصدقه ، وكيف يصدقه وكل شئ قد قص إليه لا يعتبر سواا حكايا من قصص الاساطير
ليمسك بهاتفه وبعد ثواني معدوده : أنت فين ياأحمد !
وما من لحظات ظلت فيها نظرات أعينهم تجول بينهم ، ليظل كل منهما شارد في عالمه
ليتحدث اياد وهو يقول بصوت مضطرب : يعني مريم تبقي بنت عمي ، يعني بعد السنين ديه كلهاا يبقالي عم اول مره اسمع عنه .. ليتابع بنظراته وهو يتطلع الي وجه ادهم الشارد وهو يقول : انا دلوقتي عرفت ليه كان جوايا حاجه بتشدني ناحيتهاا ، ليصمت قليلا ليقول : فعلاا الدم بيحن
ليقترب اياد من اخاهه : اكيد مريم لسا معرفتش الحقيقه صح
احمد بأسف : للاسف كلنا كنا اخر من يعلم بحقيقه عمرهاا ما كانت تخطر علي بالنا ، بس الحقيقه لسا فاضل واحد بس معرفهاش
لتتابعهم نظرات أدهم بشرود ، ليتركهم ويرحل وتظل نظراتهم مصوبه عليه
أياد بأسي : اول مره اشوف ادهم كده يا أحمد ، أنا خايف عليه اووي
احمد :متخافش علي ادهم ، الصدمات ديماا بتقوي فيه وبتخليه اقوي
أياد بحزن : وتفتكر هيفضل طول عمره كده ،يقدر يتحمل ويواجه اي حاجه لوحدهه ، ده لو جبل كان زمانه اتهد من زمان .. ليصمت بشرود وهو يقول : حتي الانسانه الوحيده الي كنت فاكر هتكون مصدر لسعادته طلعت للاسف الحاجه الي ديما بتعذبوه بسبب حبه ليه
ليربط احمد علي كتفه وهو يقول : متظلمش مريم يا أياد ، حتي مريم كانت لعبه دخلها القدر وسطكم عشان تنكشف كل حاجه ، بس للأسف هي اكتر واحده اتظلمت من غير ماتعرف ليه وعشان ايه … مريم كانت بتحب ادهم ولحد دلوقتي بتحبه بس للاسف الماضي لساا سايب وهيسيب وجع فيهم .. بس أنا واثق ان حبهم أقوي … وحاسس ان زي ما كل حاجه انكشفت مره واحده .. كل حاجه برضوه هتتغير مره واحده
لينظرله أياد بشرود: ياريت يا أحمد ياريت !
………………………………………….. ………..

انت في الصفحة 24 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل