منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

لحظات من الصمت قضوها وهم يجلسون سويا علي مائده الافطار ، ليظل كلا منهم يتابع تناول طعامه بصمت
لتقترب منهم تلك السيده الطيبه ، فاطمه لتقول بصوت حاني : يااا من زمان وانا نفسي اشوفكم متجمعين كده ، مكنش نفسي لما تتحقق أمنيتي ديه يكون في وقت الحزن
ألهام بحب : الحمدلله علي كل حال ، تعالي يلا أفطري معانا عشان نكمل اللمه سوا
فاطمه : لا ياست ألهام ، ميصحش برضوه
ألهام بطيبه : انا هسيب اياد هو الي يتكلم بقي عشان عارفه انتي بتحبيه قد ايه .. لتنظر الي شاهي بحب وهي تقول : علي فكره فاطمه هي الي مربيه جوزك
شاهي بطيبه : أياد حكالي عنك ياداده كتيير، وحكالي عن كل المقالب الي كان بيعملهاا فيكي ، انا خايفه أدهم يطلع زيه
ليبتسم أياد بشرود : يلاا بقي يابطوط اقعدي أفطري ولا أنا موحشتكيش
فاطمه بحب : ده انت وحشتني اووي ياحبيبي ، وكان نفسي اشوف أبنك والحمدلله رجعتوا لينا بالسلامه وهربيه زي ماربيتك
ايادبحب : ربنا يخليكي لينا ياداده ، ليتابع بالحديث ليقول : أدهم ومريم مش هينزلوا يفطروا معانا
ألهام : ادهم راح مع مريم عشان تجيب كل حاجتها من بيتها القديم
لتنظر لهم شاهي وهي تحمل طفلهاا : مريم شكلهاا طيبه اووي ، انا مبسوطه اوي ان هيكون ليا اخت زيهاا وانتي برضوه ياطنط الهام حضرتك طيبه كمان
لتتابعها نظرات زوجهاا والهام بحب وهم يسمعوا حديثهاا
………………………………………….. ………….
ظلت تجول بأعينها في كل أرجاء البيت ،حتي وقفت بأعينهاا علي أحد الصور وهي تتأملهاا ، ليتابعها هو بأعينه ويقترب منها وبصوت هادئ: ده باباكي يامريم !
مريم بألم : اه ، ده بابا والي جنبه ماما،لتضحك بألم لتقول : وانا الي في النص
أدهم بحب : انتي شبه مامتك اووي… ليصمت قليلاا ويلتف اليهاا بعد ان امسكها برفق من أحد كتفيها ليقول :سامحيني يامريم عشان للحظه فكرت أظلمك فيهاا ، بس الي لازم تتأكدي منه أني عمري ماخدعتك في مشاعري صدقيني ، ليتنهد قليلاا وهو يعاود النظر الي تلك الصوره التي امامه : ياريت ياعمي عبدالله تسامحني ، عشان مقدرتش احافظ علي بنتك ولا احميهاا من نفسي ، ليلتف بأعينه الي مريم ليقول بأسي : النهارده لازم تعرفي الحقيقه كلهاا ، عشان اللعبه خلاص انتهت وخلصت وانتي مبقتيش دلوقتي لعبه يامريم بين عالم انا الي دخلت فيه بأيدي .. بس للاسف كان لازم تدخليه عشان الحقيقه كلهاا تبان
ليصمت أدهم بشرود ليظل يدور بنظرهه في كل شئ امامه ، ليبدء يقص لهاا كل شئ … حتي انتهي علي اخر جمله وهي تتابعه بأعين شارده لتنطق بكلمه واحده بعد أن جلست علي احد الارائك وهي تقول : انا مش فاهمه حاجه !!
ليظل هو يسير يمينا ويساراا … حتي جلس بجانبهاا بتعب : للاسف هي ديه الحقيقه يامريم ، الي كانت غايبه عني سنين وانا جوايا بس فكره واحده اني انتقم من عمي الي مكنتش اعرف بوجوده غير انه شخص غريب ، اذي اقرب انسانه ليا
لتنظر له مريم بألم :طب فضل يكره بابا ليه ،حتي لما عرف انه مات ليه فضل يكرهه ، وكرهني انا كمان عشان انا بنته طب ليه .. لتصمت قليلاا لتقول: عشان كده بابا عمرهه ماحكي عنه عشان عارف انه بيكرهه ، واكتر حد مبيتمناش وجوده في حياته
ليقترب منها أدهم بحب : الكره كان مسيطر اوي علي بابا يامريم ، سامحيه أرجوكي .. كان نفسي عمي يكون موجود عشان يسامحه وعشان اعتذر منه كمان عشان محفظتش عليكي
مريم بشرود: ادهم احنا حبنا بقي مليان وجع وكرهه وحاجات كتير اووي ، مش هي ديه الحياه الي حلمت اعيشهاا مع الانسان الي اتمنته ، عارف يا ادهم كان كل حلمي بيت صغير وجميل وولد وبنت ، شبهي انا وبابهم ، نربيهم صح ونحفظهم القرأن ونعلمهم دينهم كويس واول حاجه نعلمهلهم التسامح والحب والخير ، حاجات كتير كنت بحلم بيها في دنيا بقيت متحكمه فينا .. ونستنا انها في وقت هتنتهي بعد ما احنا هنكون خلاص انتهينا !
عارف يا ادهم ، احيانا كنت بلوم نفسي علي طيبتي الزياده عشان هي سبب غبائي .. بس دلوقتي عرفت ان الغباء ساعات بيكون راحه ، عن حياه انت مش شايف فيهاا حاجه وسط حاجات كتيير بتحاول تهدم وتكسر فيك .. لتضحك بأسي : انا كنت ضاحيه زي والدتك .. للاسف انت كمان عاملت نسخه تانيه من أمك .. بسبب الكرهه والانتقام الي للأسف ملهوش مبرر ولا عذر حتي قدام نفسك
ليقترب منهاا وهو يمد يديه ليمسح دموعهاا التي بدأت تنساب .. ليكون رد فعلهاا بأن تشيح بوجهها سريعاا وهي تنهض من جانبه لتقول بصوت هادئ : انا هروح اجهز حاجتي
ليبتسم هو.. ويظل شاردا في كل شئ امامه ، حتي يقف امام صورة لوالدها ويظل يتأمل ملامح ذلك الرجل الذي احبته امه ولم يفرقهم سوا اباهه
لتقف هي خلفه وهي تتأمله ، وبعد لحظات من الصمت قضتها وهي تتابعه بأعينها : انا خلاص خلصت ، ممكن نمشي دلوقتي
ادهم بشرود: تفتكري ليه محكاش ليكي انتي ووالدتك عن الحقيقه
مريم : مشكله بابا الله يرحمه كان شخص مسالم جدا وممكن يتخلي عن اي حاجه مادام هيلاقي الي حوليه سعدا واقدر يحققلهم الي بيتمنه حتي لو هيتخلي عن سنين حبه وفرحته ويفضل طول عمرهه وحيد ، كان اهم حاجه عنده انه يعيش حياه ديما كان بيصورهالي بقلبه قبل عقله ، حياه تقدر تشوف فيهاا العين كل حاجه ممكن تتمني وجودهاا في عالم مزيف ، عالم تقريبا مش بنلاقيه غير في الاحلام ، وللأسف من كتر ما عشت معاه العالم ده نسيت الحقيقه الي احنا عايشين فيهاا ..
لتصمت قليلاا ..حتي تبتسم بعفويه لتقول :بس بابا قدر يلاقي الانسانه الي هي شبهه ويكمل معاها باقي عمره ويعمل الاسره الي بيتمناها صحيح حلمه الاولاني مات ، بس قدر يعمل حلم تاني ليه ويعيشه ومهما كانت بتقبله من صعوبات كان ديماا بيبقي راضي بأي حاجه … لتشرد قليلاا لتقول بصوت شارد وهي تتأمل ملامح والدهاا في تلك الصوره :كنت طفله صغيره نفسها في لعب ولبس كتير وجديد ، مكنتش فاهمه حاجه
وفي يوم فضلت اعيط عشان يجبلي فستان جديد وجذمه جديده، ولما قالي هجيبلك ياحببتي ان شاء الله وعد بس لما بابا يبقي معاه فلوس
فضلت اطنطت واعيط واقوله ، لاء انا عايزه دلوقتي هو انت ليه مش هتجبلي هو عشان احنا فقره
ضحكلي وخدني في حضني وقالي : الفقر يابنتي مش في الفلوس ، الفقر فقر النفوس ..
لتتنهد قليلا لتقول : مكنتش عارفه يعني ايه فقر النفوس ، بس لما كبرت فهمت
لتضحك بحزن وهي تتذكر احد لحظاتها مع والديهاا لتقول :وماما عملتي الفستان الي كان نفسي فيه لانها كانت خياطه شاطره ، وهو اشترالي الجذمه الي نفسي فيها .. بس انا الي في الاخر مرضتش البسهم عشان محستش بفرحتهم .. عشان نفسي مكنتش فرحانه وحسيتها انها فعلاا بقيت فقيره ، بس عشان بابا يفرحني ويخليني البسه خدني يفسحني وقالي مش هفسحك لغير بشرط يامريم ، انك تلبسي الفستان الجديد
حياتي كانت بسيطه وجميله ،عمر بساطتها ماحرمتني من جمالهاا .. ولو سألوني تتمني ايه دلوقتي!!
هتمني لحظه واحده بس ارجع فيها وسطهم واشوف نظرة عينيهم الي كانت بتمثلي ديما دنيا جميله ، وناس أجمل
ليقترب منهاا ادهم بحب، وبدون ان يشعر وجد نفسه يضمهاا إليه بشده ليهمس في احد اذنيهاا ليقول : انا اسف يامريم علي كل لحظه حرمتك فيها انك تعيش الحياه الي اتمنتيهاا
لتبتعد هي من حضنه لتقول : عايز ترتاح يا ادهم وتحس انك فرحان وراضي عن حياتك ، اعمل صدقه لوالدك بجد هي الي تقدر تنفعه وصدقني هتنسيك حزنك عليه حتي لو بمقدار بسيط ، وعلي فكره هو كان بيحبك اوووي انا صح مشفتهوش غير مرتين بس .. بس حسيت انه ديما بيشوفك انت الاب وهو الابن …. لتتنهد قليلا لتقول : عمو عزت كان طيب بس للاسف الطيبه اختفت ورا الكرهه لان الكرهه كان خلاص انتصر عليها .. وبقي ضايع وسط دنيا هو رسمها لنفسه ،وللاسف تاهه وسطها حتي والدتك الي كانت ممكن تغيرهه هي كانت سبب ان يفضل شايف ان كرهه وانتقامه ده صح ، لانها فضلت تحب بابا حتي لما صورلها انه انسان وحش فضلت برضوه مش قادره تصدق …فشاف ان حتي الكرهه الي فضل يزرعه في قلبها مأثرش علي حبها ليه ، وبقي الكرهه والحب بالنسباله شئ واحد
أدهم بتنهد: للأسف حاجات كتير ظهرت متأخر

انت في الصفحة 26 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل