منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

وقفت أمامه ، وهي لا تعلم كيف ستبدء بالحديث معه ، لتُنهي أملاً قد وضعته القلوب بسبب ضعف أصحابهاا، فأحيانا كثيرا يخطئ القلب حتي ينتبه له العقل ويقف أمامه ليواجه بحقيقه قد نسيها تماماً ، نسيهاا مع قلبه التائه في عالم أصبح يضع نفسه فيه ، كما صنعه بنفسه
مريم : ديه أستقالتي يا أستاذ جلال ، واتمني انك تقبلهاا
ليتتطلع اليها جلال بحده وبصوت حاد: أستقالت ايه ، اتفضلي يا أستاذه علي شغلك أستقلتك مرفوضه ، ولو علي موضوع الصور أظن ان انا كذبت ده كله ، فبلاش الحساسيه الي بقيتي فرضاهاا ما بينا الايام ديه
لتتنهد مريم قليلاا حتي تقول : بس أنا كنت مقرره اني اسيب الشغل من بدري، وموضوع الصور ملهوش دخل بحاجه ، لاني مش هخاف من حاجه ملهاش وجود
ليتطلع لها جلال بحيره : ومادام مافيش حاجه ، ليه عايزه تستقيلي يامريم ممكن تفهميني … حتي يصمت قليلا ليقول : أدهم ضغط عليكي في الموضوع
لتبتسم مريم بألم قائله : بالعكس أدهم بقي سايبني اعمل كل حاجه بمزاجي ، وحتي اعتراضه علي اي حاجه مبقاش موجود
ليقف امامها جلال بحب : مريم انا .. حتي يعجز اللسان عن نطقهاا
لتتطلع اليه بفهم قائله : بتحبني يا أستاذ جلال ، هو ده سر أهتمامك بيا ، اليِ للأسف أكتشافته متأخر … بس أنا عايزه اقولك حاجه ، انت مابتحبنيش أنت ممكن تكون لاقي معايا الراحه ، لاقي معايا الاسره الي نفسك تكونها ، بس مش حب صدقني
ليتطلع اليها جلال بشرود : لاء يامريم انا بحبك ، بس انتي اليِ بتحبي أدهم ، وكل ما الامل بيتولد قدامي انك ممكن تكوني ليا ، فجأه بلاقيكي بتبعدي وتروحيله هو ، عارف انه جوزك بس الحياه ما بينكم بقيت مش موجوده
لتبتسم مريم وهي تتطلع الي معالم وجهه وبصوت هادئ : للاسف انت بتقنع قلبك مش نفسك يا أستاذ جلال ، انت لو فكرت بجد هتلاقي ان مش انا الحب الي انت عايزه ، في حب تاني انت مدورتش عليه وهو قدامك بس للأسف ديما القلب بيدور علي المستحيل عشان يصور لنفسه الحب دايما بعيد عننا ، مع انه بيكون قدام عنينا بس احنا الي مبندورش عليه ، احنا بس بندور علي رغباتنا … ودايما رغباتنا تايه وسط العقل والقلب
ليجلس جلال امامها بشرود : مريم انتي بتقولي ايه ، مريم انت الست الوحيده الي فكرت تشاركني حياتي بعد ماكنت مقرر ان حياتي هوقفها علي ابني وبس
لتبتسم له قائله :انا يمكن تكون لقيت فيا حاجات كنت بدور عليهاا وسط الحياه ، ولما لقيت ده اديت لقلبك فرصه انه يفتكر ان ده حب مع انه شئ عادي
جلال بألم : عمري مافكرت أحب ، جوازي من مراتي كان مجرد صفقه وبس لان هي بنت الحسب والنسب وبينا مصالح انا واهلها ، وبعد سنه جواز كنا خلفنا مروان .. ليتنهد جلال بوجع : اكتشفت انها علي العلاقه بأعز اصدقائي لياا ، حتي تفر دمعه من عينيه قائلا : تخيلي لما أشوف مراتي في حضن راجل غيري ، كان نفسي انتقم منهم هما الاتنين بس للاسف .. القدر انتقملي منهم في اليوم الي عرفت فيه أني كنت مغفل … كانت اكبرصدمه ممكن أي حد يتحملها بالبند العريض في المجلات (رجل الاعمال يري زوجته وهي في حضن اخر وقد توفوا بعد جُرعات كبيره من المخدرات ليلاقي كل منهما مصرعه )..
ليبتسم جلال بمراره قائلا : وسافرت وسيبت البلد كلها ، ولما رجعت شوفت فيكي الصوره الي خلتني احس ان مش كل البشر كده ، في ناس لساا بتدي للحياه حياه بوجودها فيها
لتتنهد مريم بألم وبصوت هادئ : شوفت ، اه انت لوحدك قولت ، اني كنت النور الي بدور عليه لِنفسك عشان تخرج من السراب الي كنت عايش فيه ، فعلا لسا في الحياه حياه ممكن نعيشها واكيد هنعيشها بحلوها ومرها ، بالحب والكرهه ، بالخير والشر ، بالناس الطيبين والناس الي نسيت قلوبهم الرحمه
ليتطلع اليها جلال مبتسما : انتي انسانه جميله يامريم ، ومش هكون اناني واحرمك من حياتك ، ادهم بيحبك وبيحبك اوي كمان ، علي فكره ادهم لغي الصفقه الي بينا بسببك انتي ، عشان هددني لو مبعدتش عنك هيلغي كل الاتفاقات الي بينا الي أضطرته يدفع الشرط الجزائي من غير ما يتردد ، بصراحه انا مكنتش متخيل انه ممكن يعمل كده ، بس الي بيحب دايما بيخاف علي الي بيحبه حتي من نظرة حد ليه ، بيكون عايز يخبيه من عيون العالم كله ، هو أسلوب أناني .. ليصمت جلال قليلا وبصوت هادئ : بس ديه طبيعة الرجل الشرقي ، هتفضل حاجه بتتورث ، وعمرنا ما هنفهم ولا هنلغي أنانيتا، استقلتك مقبوله يامريم .. بس هفضل ليكي طول عمري اخ ، ولو احتاجتيني هتلاقيني ديما جانبك يامريم
لتتطلع اليه هي مبتسمه لتقول : دور كويس حواليك هتلاقي الي انت عايزه ، من غير ماتتعب كمان
حتي تخرج من امامه لتتابعها نظرات أعينه ، حتي تصطدم هي بشخصا لتبتسم له وترحل وهي تاركه لعينه هو شخصا رغم معرفتها القليله به ولكن تعلم بأنه يحمل له اسرار حبه التي لا تصبح سرا امام نظرات العين
لتدخل اليه ايمان مبتسمه : كانت فسحه حلوه اوي ياجلال ومروان اتبسط اووي
ليتطلع اليها جلال ولاول مره لا ينظر لها بأيمان التي دائما يراهاا أبنه عمه وفقط .. ولكن اليوم اكتشف شيئا اخر سيعلنه الزمن ولكن فلنتمهل ونترك الدور له

………………………………………….. …………….

حلما جميلا قد بات حقيقه ، لتأتي اليهم الحياه محمله معاها نسمات رياحها الهادئه ، لتتطلع عليهاا عيناهه بحب وهو يراهاا في أبهي صوره بفستانهاا الابيض ،لتتلاقي قلوبهم قبل عيناهم ، ليقترب منهاا بحب لكي يقبل جبينها وبصوت حنون : ماشاء الله ، الحمدلله أن ربنا رزقني بيكي ياهبه في النهايه ، وبقيتي فرحة قلبي وحياتي كلها !!
لتتطلع اليه هبه بحب شديد وبصوت هامس : انا بحبك اووي يا أحمد ، انت الحلم الي اتمنيته انه يتحقق وفعلا أتحقق
ليمسك هو يدها بحب ليقبلهاا ، وتتشبث هي بين ذراعه بحب ، لتنزل معه بخطوات بطيئه علي درجات السُلم ، امام نظرات المدعوين … لتبدء حفل زفافهم ورحلة دربهم سوياا لسيروا معا في حياه تبقي القلوب فيهاا واحده

………………………………………….. …………….

تتلاقي الأعين ، والقلوب ايضا ومع تلك النظرات التي تجمعت علي العروسين ، التف ينظر الي نظراتها بألم فقد حرمها من حبه دائما حتي يوم ان اعلن عن حبه هذا ، كانت الصاعقه الكبري ، اخبرها بأن كل هذا من باب الانتقام ومن شروط لعبته .. فكان الجرح اعظم واكبر وكيف تداوي القلوب جرحهاا ومازال الألم موجود .. وهل مع الألم حياه اخري
أقترب منها ادهم بحب وبصوت هامس : الفستان حلو ، بس ضيق شويه يامريم ، وبلاش تضحكي تاني سامعه
لتنظر اليه مريم بعناد طفله : انا كنت بتكلم مع شاهي والهام ، وكمان احنا في فرح
ادهم بغيظ : عارف اننا في فرح ياحببتي ، عشان كده بقول نقول حاضر وبس
لتلتف بوجهها بعيدا عنه وهي تنظر لأحمد وهبه بحب قائلا : حلوين اووي صح
ليقترب هو منها بحب و يضمها اليه بشوق: تحبي اعملك فرح ونبقي عريس وعروسه من تاني
لتلتف الي عيناهه بألم قائله :عريس وعروسه !!
حتي تتذكر بعض اللحظات التي قضوها سويا في الغردقه ، لتأتي ذكري حملها وهي تتذكر يوم انا دمرهاا بدون رحمه ، لتبتلع ريقها بصعوبه قائله : ايه رئيك لو عملنا زي احمد وهبه ، احمد هياخد هبه وهيعملوا عمره الاول وبعدين ، هيقضوا شهر العسل
أدهم بحب : بحبك يا اجمل حاجه في حياتي ، ياطفلتي ويا ملاكي وياابنه عمي
لتنظر له مريم بحده قائله : بنت عمك !!
ادهم ضاحكاا: ومراتي كمان ، بس كنت عايز اوريكي ازاي كنتي بتعملي فياا ايه ، وانتي ناسيه انك مراتي
لتتلاقي اعينهم بحب ، ويظل اياد يتطلع اليهم باسما حتي تقترب منه شاهي وبصوت مداعب : المكان ده مش بيفكر بحاجه يا أياد
ليتطلع اليها أياد ضاحكا : انتي لسا فاكره ، ده انتي قلبك اسود ، ليقترب منهاا بحب ويضمها اليه وهو ينظر الي طفله الذي تحمله الهام ليقول : وعشان اصلحك ياستي هاخد اجازه ونقضي احلي يومين سوا ، وكفايه يومين عشان ادهم ميموتنيش انا واحمد !!
لتتأمله شاهي بحب وبصوت حاني : انا بحبك اوي يا أياد
ليضمها اليه ثانيه : وانا اسعد راجل عشان اتجوزت أحن واجمل وأرق ست في الدنيا ، وجبتلي احلي طفل في الوجود
لتبقي القلوب بين حنين وذكريات وأشواق أصاحبهاا …

انت في الصفحة 32 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل