منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

الـــفـــصـــل الـــثـــلاثـــون

تمر الايام ببطئها المعتاد ليصبح الغد مثل اليوم لا يفرقه شئ ، كما أعتادنا وبين هذا وذاك يبقي لكل منا حياه مع ايامه ، فمنَ منَ يُحي الحياه ومنَ من تحيه الحياه .. ليصبح كل شئ بين أيدينا وما علينا سوا الاختيار،فهل نريد ان نحيا وكأن لا وجود لنا ، اما نحيا حياه تسعدنا .. لتستمر تلك الدوامه بنا وتصبح للحياه كما يقولون يوماً لك ويوماًعليك
حاله من الهدوء أصبحت بينهم ، بعد أخر شئ قد حدث ليظل القلب يُعاتب ويبقي العقل كدفاع
جلس كما أعتاد يقرء في احد المجلات التي اصبحت لاتتفرغ لشئ سواه ، وكأن المجتمع لا يوجد به أحداً غيره ، ليظل يتطلع الي ذلك الخبر حتي يفقد صوابه ويقذف بالمجله بعيداا ،ليتنهد بضيق وهويهاتف سكيرتيرته لكي تردف اليه
أدهم بعصبيه : ازاي لحد دلوقتي ياهنا ، معرفتيش مين صاحب المجله ديه ، عايز اعرف اسم صاحب المجله ديه حالا سامعه
لتتطلع اليه هي بأرتباك لتتحدث بصوت منخفض : حاضر يافندم ، اتفضل اوراق الصفقه الجديده
ليتنهد هو بضيق وبصوت جامد : اطلبيلي البشمهندس احمد
لتخرج سكيرتيرته وهي تتمتم ببعض الكلمات ، حتي تقف فجأه امام نظرات احمد الثاقبه : مالك يا هنا ، شكل أدهم رجع لعصبيته تاني
هنا بأرتباك: اظاهر كده يا بشمهندس ، انا قولت خلاص هترحم من العصبيه والشخط ، بس للاسف رجعتلي تاني
احمد بضحك : المفروض تكوني اتعودتي خلاص علي كده ياهنا ، انا داخل لأدهم
هنا : اتفضل يا بشمهندس ، هو اصلا كان طالب حضرتك واكيد في أنتظارك
ليدخل عليه أحمد بقلق وهو يقول : مالك يا أدهم مش طايق حد كده ليه
أدهم بتنهد وهو ينفث دخان سيجارته الذي اصبح اعتاد عليهاا يومياا بل وكل دقيقه : هتجنن يا أدهم ، مين الي مصمم انه يشوه صورتنا في السوق ، حتي اسرار حياتنا بقيت معروفه ، وكأن مافيش حد في البلد غيرنا
أحمد بهدوء : وانت لسا معرفتش مين الي ورا كل ده ، ده انت طول عمرك ذكي حتي .. ليتنهد احمد قليلا وبصوت هادئ : انا لما لقيت الموضوع زاد عن حده ، ملقتش حل غير ان اروح لرئيس الجريده ، بس للأسف طلع مجرد صوره والشريك الاساسي فيهاا طلع للأسف .. هي نانسي!!
ليتطلع اليه أدهم بجمود : مافيش حاجه بعيده عنهاا ، فعلا عمرهاا ما هتتغير ، الي زي ديه مبيتغيرش لانها مريضه بالكرهه
ليظل احمد صامتاا وبصوت هادئ : متشغلش بالك ، طول ما احنا ماشين صح فمافيش حاجه هضرنا ، اما بالنسبه للأمور العائليه مافيش حد مش معرض لكده
ليتتطلع اليه أدهم بضيق : بس ديه وصلت لمراتي كمان ، انت نسيت الصور الي كان ليهاا مع جلال ، كانت مجرد صور عاديه وطلع عليهاا اقذر كلام ممكن حد يتخيله
احمد بتنهد : انتوا لسا زعلانين بسبب كده ، ماجلال جيه ووضحلك كل حاجه ، ونفي صحة الصور ديه
أدهم بجمود :مش عارف هتفضل لحد امتا شوكه في ضهري ، نانسي ديه وباء من ساعة مادخلت حياتنا وهي مصممه انها تدمرها ، وبالاخص انا
ليتنهد احمد قليلاا وهو يقول : المهم اننا بقين عارفين الضربه جايلنا منين ومن مين ؟؟

………………………………………….. …………..

بعد وقتا طويلا قضوهه في البحث عما يريدون ، جلسوا ثلاثتهم بتعب حتي يستطيعوا اكمال جولتهم
لتتنهد مريم بتعب : انا خلاص مبقتش قادره يا هبه ، حرام عليكي
لتبتسم شاهي بتعب : أنا هقوم اتصل بطنط ألهام عشان أطمن علي ادهم
لتقترب هبه من مريم وبصوت هادئ: لسا برضوه موضوع الصور مضايقك ، وزعلانين من بعض
مريم بألم : ده كان فاكر ان بيني وبين جلال حاجه ، مع ان والله ياهبه كنا في أجتماع بره الشركه ، بس ربنا يسامح الي صورنا وكأن انا الوحيده الي في البلد ديه
هبه بحب : أي حد مكان أدهم كان هيضايق يامريم ، يعني لما يلاقي مراته ساندهاا راجل غيرهه وقريبين اوي من بعض تفتكري هيفكر أزاي
مريم بشرود وهي تتذكر ذلك اليوم !!
مقولتليش ايه رئيك في الاجتماع يامريم
لتسير هي بجانبه وبصوت هادئ: بس الشرط الجزائي مش كبير يعني علي مده العقد
جلال مبتسما : لاء مش كبير ولا حاجه ، ومادام هنفضل ملتزمين بالعقود يبقي مافيش حاجه هضرنا ولا هتضرهم ،وبالمناسبه ديه ياستي انا عازمك علي الغدا وياريت متقبليش طلبي بالرفض ممكن
لتصمت هي قليلاا حتي تقول : ماينفعش لان ادهم هيرفض
لتتحول ملامح جلال الي الجمود وبصوت جامد : الي يريحك ، يلا عشان اوصلك وبرضوه هتصممي تروحي في تاكسي ، زي ما جيتي برضوه في تاكسي
لتظل هي شارده في معالم وجهه التي تغيرت فجأه وصوته الذي أصبح صارم ، لتتطلع اليه قليلا وبصوت هادئ :لاء هروح زي ماجيت عن اذنك … وماهي لحظات حتي كادت ان تسقط امامه ، ليلحق بهاا سريعا وبصوت خائق : انتي كويسه يامريم
مريم بألم : رجلي بس مش قادره احركهاا
جلال بخوف وهو يمسك بهاا : تعالي اوديكي للدكتور
لتتطلع اليه بألم وهي تقول : لاء انا كويسه صدقني
جلال بغضب : يعني تعبانه ومش عارفه تمشي ، وبرضوه عانيده ، يلا عشان اوصلك .. ليفتح لها باب سيارته وهو ممسك بهاا .. يلا اركبي
مريم بأرتباك : لو سامحت يامستر جلال ، وقفلي تاكسي ارجوك ،ومتقلقش صدقني انا كويسه
ليظل يتطلع اليهاا بغضب ،وقبل ان تزداد عصبيته ، تنهد بألم وهو يقول :حاضر يامريم !!
لتتطلع اليهاا هبه وهي تقول : مش عارفه ليه حاسه ان جلال ده بيحبك
مريم بضحك : هو يعني عشان حد بيعملك بلطف يبقي بيحبك
هبه : صدقيني يامريم جلال بيحبك او يعني ممكن نقول معجب بيكي ، وإلا مكنش ادهم غار لدرجادي منه وهو عارف ان مافيش حاجه بينكم غير انه مديرك بس في الشركه ، الراجل بيفهم نظرات الراجل الي زيه
مريم بشرود : تفتكري ياهبه ، بس ده عارف اني بحب ادهم واني لسا علي ذمته
هبه :بس لسا حياتكم مرجعتش طبيعيه من تاني ، وده في حد ذاته يديله امل ، خلي بالك يامريم ، لان ساعة الامل بيعيشنا في اوهام بنكون فاكرينها حقيقه
لتظل هي شارده من حقيقه ، قد كذبتهاا حتي لا تظن ان كل مايفعله من أجلهاا ليس سوا مجرد أهتمام لا غير

………………………………………….. ………

عالم لا تري فيه سوا النفوس المريضه ، نفوس لا تبحث سوا عن الانتقام ، تبحث عن المتعه وهي تري غيرهاا يسقط أمام أعينها حتي تتمتع في ذلك المشاهد ، وكأن العين قد شغفت بهذا ليصبح كل ما تحب أن تبصر به لا تجدهه سوا في ذلك المرض البغيض
جلست بجانبه وهي تتمايل من كثرة السكر ، لتضحك بشده وهي تري ذلك الخبر الذي نشترته ، ليقترب هو منهاا برغبه ليقول : مش قولتلك هتتمتعي وانتي كل يوم بتشوفيه ، مش وراه حاجه لغير الاعلام والصحافه ، والاسهم بتاعته بتهتز في السوق ، عشان تعرفي بس ان فهمي الوحيد الي بيعرف يلعبها صح
نانسي بسكر : تعجبني دماغك يافهمي بجد ، طلعت جامد اووي
ليضحك هو بشده علي طريقتهاا ويقول بصوت هامس : هنفضل طول الليل كده ، مش ورانا غير أدهم ..
نانسي بتمايل : لا يافهمي ، احنا اصدقاء وبس ياحبيبي واحنا خلاص خلصنا حفلتنا علي أدهم واحتفلنا في بيتك زي ما طلبت ، انا همشي بقي
لتقف هي بسكر وبصوت ضعيف : تصبح علي خير يافهمي
ليقف فهمي بجانبهاا وهو يتلذذ في معالم جسدهاا ، ليقترب منهاا بخبث ، حتي تبتعد هي عنه قليلاا ، لتسبقها لمسات يديه حتي يجذبهاا اليه برغبه ، فتقع بين نظرات اعينه ليتلذذ بها كما كان يرغب منذ البدايه

………………………………………….. ………..

لم يصبح القرب سوا ألماً يتلذذ في تعذيبهم ،وكيف لا يكون عذابا والحنين لا يُعرف سوا بالموت البطئ، فنعدما تتلاقي الاعين يعلن القلب عن هزيمته وتصبح العين مرسال بكل الاشواق حتي يفتضح القلب سرهه ويصبح السر سراباً
جلسوا جميعهم يتناولون وجبة العشا فقد اصبح الشعاء والافطار هما وجبة التلاقي بينهم
ليبتسم أياد ضاحكا وهويقول : فاكره نفسك العروسه ياشاهي ، شهر عسل مين ، انتي هتغيري من احمد وهبه
لتضحك شاهي بحب :كده يا اياد ، طيب مش هديك البدله الي انا اشترتهالك
ليصمت اياد قليلاا وبصوت طفولي : شوفت يااستاذ ادهم ، اه ديه اخرة الجواز ، ليت الشباب يعود يوما
ليضحك ادهم بحب علي تصرفات اخيه: واحشتك السرمحه ولا ايه يا اياد ، ده انت بالذات استمعت بالشباب وأخدت حقك كمان
ليتذكر اياد نفسه منذ عاما ليبتسم : ياااا ايام ، بس انا كده الحمدلله ، لينظر الي وجه زوجته وهو يمسك يدها ليقبلهاا :ولا ايه ياحببتي
لتتلاقي اعينهم وتنظر اليه شاهي بحب وهي صامته
لتضحك الهام قائله :بتحبوا في بعض قدامنا ، وبالنسبه لادهم الصغير خلاص مريم شكلهاا الي هتتبناه وناسينه
لترفع مريم وجهه بعيدا عن ادهم الصغير ، لتري نظرات زوجهاا اليهاا ، حتي تبتعد بأعينها هاربه من حنينهاا وحبها قائله : لاء انا مبسوطه كده ، وكمان ادهم هادي ومش متعب خالص
ليضحك اياد :بلاش يامريم تقولي كده ، شاهي هتستغلك وهتفضل سيبهولك انا بقولك اه
شاهي بطفوله : انا يا اياد ، طب مش هتاكل وهات الطبق الي عماله من الصبح احطلك فيه اكلك
ليتطلع اليهم ادهم مبتسماا حتي ينهض بعد ان انهي طعامه الذي اصبح لا يزيدهه سوا وجعاا من وجودهاا امامه ، فهي مثل البعيد والقريب في ذلك الوقت … بعيده عنه بأعينهاا التي تمنعها من النظر اليه وقريبة من اعينه التي لا تسقط علي شئ سواهاا
لتتطلع اليهم الهام بحزن ، حتي تلتف الي المريم الجالسه بجانبه ، وتتطلع الي وجهها وهي تري عيناهاا مازالت عليه ، لتربط الهام علي احد ايديهاا وبصوت هامس : بضيعوا احلي ايام عمركم في العِند انتوا الاتنين
لتشرد هي اخر شئ حدث بينهم وتبتسم بمراره عندما تتذكر نظرة اعينه لها عندما ظن للحظه بأن يوجد شئ بينهاا وبين جلال

………………………………………….. ……………..

لم يستطع ان يخفي عليهاا اكثر من ذلك ، لتبقي الليله التي تسبق موعد زفافهم ، هي ليلة الاعتراف بكل شئ .. ليظل هو شاردا في ماضيه وهو يتذكرهه معاها حتي يقول بصوت هادئ : وديه حكايتي مع ندي ياستي ، وصدقيني الماضي كله انتهي من اول يوم وعدتك اني هفضل احبك طول حياتي وعمري ماهخلي ست تشاركك فيا ، وزي ما انتي وهبتيلي قلبك ، قلبي عمرهه ماهيكون غير ليكي ياهبه
لتبتسم له بحب قائله : ربنا يقدرني واقدر أسعدك يا أحمد ، عشان انت بجد تستاهل السعاده
ليضحك أحمد بحب : ياسيدي ياسيدي علي الكلام ، مبقيناش نتكثف خلاص
لتصمت هبه قليلاا وبصوت مرتبك : سلملي علي نيره، وقولهاا الفستان جميل اووي بجد عجبني
أحمد بخبث : والعروسه برضوه عجباها اوي ، ونفسها بكره يجي بسرعه عشان تاخدهاا في حضنهاا وتقولها كلام كتير اووي
لترتبك هبه أكثر قائله : هي مين ديه
أحمد بضحك : نيره ياحببتي ، بتمووت فيكي …ليقول بصوت هامس : شكلك هتتعبيني اووي معاكي
هبه بأرتباك : مش هتروح تنام ، وتسيبني انا كمان انام
احمد ضاحكا : زهقتي مني ، علي فكره ديه اخر مكالمه هتكون بينا أه بنودع العزوبيه ، وبعد كده كله هيكون وجها لوجه
لينهوا الاثنان حديثهم ، وهم يحلمون بليلة عمرهم التي ستجمعهم سويا ليبث كل منهما شوقه وحبه للأخر

………………………………………….. ……………

سنون تمضي ، وأحلاما ترحل وتبقي القلوب تائه بين طيات الماضي ونسمات الحنين ، ليعصف بنا الزمن بعهدا أخر يحيِ بيه قلوبنا … لتعود الاحلام ثانيه وكأن للأحلام عهدا ، فيالها حقا من أحلام تتحقق ، نعم قد تحققت بعد زمنا ، ولكن في النهايه قد شاء الله لهاا بأن تتحقق ، لتصبح الامنيات حقيقه نحيا بهاا من جديد
جلست بجانبه ، ليضمهاا هو طويلاا حتي يقول : انا مش مصدق نفسي ياصافي ، انا حلمنا اتحقق بعد سنين طويله ، انا كنت هبقي غبي لو كنت ضيعتك من أيدي تاني
لتبتسم صافي بحب قائله :مش انت قولت هننسي الماضي خلاص ، خلينا دلوقتي في الحاضر الي هنعيشه سوا مع ولادنا
ليبتسم لها مازن ليقول بصوت هامس : مازن ورهف ناموا
لتتطلع اليه بخجل ، حتي تشيح بوجهها سريعاا عنه ، ليقترب منهاا ويضمهاا ثانيه وبصوت حاني : بحبك
لتسقط الكلمه علي القلب فيتراقص فرحا ، ويعلن العقل بأن للحياه أسرار كثيره لا نعلم متي واين سيأتي اليوم الذي كنا نتمني ان نحياهه، ولكن تبقي القلوب تنتظرحياه واحده قد حلمت بها ، ليفاجأها القدر بحياة قد رغبت بها ولكن لم يكن الوقت قد حان لتتحقق فيه أمنيتها، ليتركنا الزمن نحيا حياه اخري حتي يعود ثانية بما تمنينا ، ولكل منا حياه سوف يعيشها

………………………………………….. …………

انت في الصفحة 31 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل