منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

لتنظر له بدموع : بعد الشر عليك ، متقولش كده .. انا مش عايزه حاجه انا عايزاك .. لتقف اخر كلمه في حلقهاا
ليبتسم هو علي حبها له الذي مازالت تحمله .. :لسا بتخافي عليا يامريم ..
مريم بطيبه : متزعلش منه يا ادهم ، ده مهما كان باباك ، صدقني باباك طيب بس للاسف ساعات من ضعف نفسنا الشيطان بيسطر علينا ويلعب بينا زي ماهو عايز ، لحد ما بنعيش ونموت واحنا في دنيا غافله
ليجلس علي احد الارائك بتعب : انا تعبان اووي يامريم ، بقيت تايه مش شايف اي حاجه قدامي غير سراب
لتقترب منه بطئ وهي تتطلع الي ملامح وجهه المتعبه.. : انت كويس يا أدهم
ادهم بشرود : أنا بقيت محتاجك اووي يامريم ، اوعي في يوم تفكري تسيبي ايدي ، خلينا نعاتب بعض نزعل ، نثور نغضب ، بس اوعي في يوم تبعدي وتسبيني سامعه .. ليبتسم بألم :انا عارف اني ظلمتك ، وجيت عليكي كتير ، وهدمت حبك ليا بأيدي ، ومهما بتعملي وتثوري عليا مش بزعل بحسك انك بنتي الي لازم احتويهاا
لتبكي امامه بصمت .. ليقف امامهاا ويحتضنهاا : اخبار حبيبي او حبيبة بابا ايه
لتتأمل ملامح وجهه بحب : احنا كويسين طول ما انت معانا وجنبنا
لم يتمالك نفسه ، سوا ان يقربهاا منه ثانية ويحتضنهاا بشده ، لتبكي هي علي كتفيه ، فالاول مره تراهه بهذا الضعف ، الضعف الذي جعلها تعصف بكل شئ ، حتي لا تبقي هي ايضا جلاد ينصب عليه .. ليرفع وجهها قليلاا : بتعيطي ليه دلوقتي ، مش كنتي بطلتي عياط وبقيتي مريم القويه
مريم بدموع : اوعي تضعف يا ادهم ، وتكرهه بابا ، والله مكنش راجل وحش ، لو كان عايش لحد دلوقتي كنت فعلا هتصدق كلامي
ادهم بشرود : ماهو ده الي مخليني تايه ، مش قادر اصدق ان الراجل الي عرف يربي بنته كويس ، ويربيها احسن تربيه وبرغم كل حاجه قبلته ، حافظ عليها وعلمهاا ، مش قادر اصدق ان البنت الي رضيت تشتغل اي حاجه عشان تصرف علي والدتهاا وترعاها ، ولا قادر اصدق ان الي بتدعيلي حتي لو ظالمهاا ….ليصمت قليلا ليقول : شوفتي انا تايه ازاي
………………………………………….. …………
كانت اعينه مازالت تتفحصهاا ، وهو يتتطلع الي جسدهاا برغبه شديده ، ليبتسم لهاا : انتي تؤمري يا مدام نانسي
لتتطلع اليه بشمئزاز ، تحاول ان تداريه تحت ابتسامتها المزيفه : عايزاك تنشرلي الصور ديه ، ولازم تنشرهالي في اسرع وقت ، وياريت يكون في العدد الي جاي
فهمي : صور ايه ديه يامدام نانسي
لتعتدل هي من جلسته : هيبقي سبق صحفي لمجلتكم هايل ..
ليتطلع هو الي الصور … لتبدء شفتاهه في التبسم : تحبي تشربي ايه يا مدام .. لمون صح
نانسي بضحك : طبعاا محدش هيعرف ان انا الي ورا الصور ديه مفهوم
فهمي ، بتأمل للصور : طبعا يا هانم !
………………………………………….. …………….
كان يحتضنهاا بين ذراعيه ، لتصبح انفاسه تحاوطهاا ، لتغمض عينيهاا قليلاا ، وهي خائفه لا تعلم لماذا اصبحت تخاف من حياتها ، وكأن كل شئ معه اصبح مهدد ، ليشعر هو بهدؤئهاا ويقول بدعابه : بطنك بدأت تظهر ياحببتي ، قربتي تبقي شبه الكوره
لتضحك وهي تبتعد عن حضنه .. ليجذبها له ثانية ليهمس بصوت حاني : بس عجباني برضوه في كل الحالات ياطفلتي
لتبتسم هي ، وتمسك بأحد أيديه وتضعهاا علي بطنهاا التي بدأت بالفعل في الظهور : سامع بابا بيقول ايه ، ماما هتبقي شبه الكوره
ليضمهاااليه بشده .. ليشرد قليلاا في يوم قد فكر للحظه ان يتخلص منه ويحرم نفسه من اجمل شعور يتمناهه المرء .. : كنت خايف مكنش اب كويس ، كنت خايف اكون زيه ، وابني يكرهني
لتتطلع الي وجهه الذي اشاحه بعيدا عن أعينها : كتير كنت بحتاجه يبقي جنبي ، عارفه كنت بعوض نقص احتياجي ليه في اياد ، كنت كل ما احس اني محتاج حضنه ، وايدهه تطبطب علياا وتوجهني ، كنت الاقي نفسي مع اياد ، افضل ازعقله واعقبه ، كنت عايش معاه تقريبا دور الاب قبل الاخ
ليتأمل وجهها بحب : خفت اووي يامريم ، اكون اب ولا حاجه بالنسبه لولادي ، وكأن وجودي زي عدمه
ليقول بشرود : نظرتهاا عمري ماهنساها، وهي بتبصلي انا واياد ، كان اياد لسا طفل بيتعلم المشي ، قالتهاا اخر جمله في حياتها
ياتري مين فيكم ياولادي هيكون زيه ، فضلت تبصلنا احنا الاتنين وكأنها كانت بتدور علي عزت تاني ، مكنتش عارف ليه نظرتهاا كانت فيها ألم كده ، بس بعدين فهمت هي كانت خايفه ليه ……. تصدقي لو قولتلك اني مش بكرهه ، عمري ماكرهته
لتتطلع الي نظرات اعينه قليلاا .. : انت مش زي باباك ولا هو زيك ، احنا الي بنقرر هنعيش بأي دور وبأي وش ، في الي بيكون عايز يعيش زي الصنم مبيسمعش غير شيطانه ، وفي الي بيكون عايز يعيش انسان زي ما ربنا خالقه … وكلنا بنحدد دورنا وكل واحد هو الي بيحكم علي نفسه الدور الي هيعيشه ، وفي الاخر الرساله بتنتهي .. وقلوبنا التايه بترجع مطمئنه من تاني … وعقلنا بيقف عن البحث في عالم فاني …. وبكده كل واحد بيوصل لرسالته …
ليتأملهاا بحب شديد ، ويلمس وجهها بحنان .. : انتي احلي حاجه ربنا بعتهالي بجد يامريم ، ده انا حتي ساعات بستغرب ان ربنا بعتك لياا ، ليبعد بوجهه قليلا ليقول بندم : مع اني كنت بعصيه احيانا ليصمت قليلا وكتير كمان ، وبنسي انه مطلع عليا وشايفني
لتتطلع هي الي الفراغ الذي امامهاا بشرود : ساعات ربنا بيمد ايدهه ليناا ، عشان يساعدنا والشاطر هو الي يقدر يجري علي فرصته قبل ما تضيع ، لان الفرصه ما بتجيش غير مره واحده … وكل واحد حسب فرصته في الي ممكن ربنا يبتليه بمرض عشان يختبر صبرهه ورضاهه وديه بتكون فرصته في الدنيا ، وفي الي بتمر عليه الدنيا بمواقف للعبره ، عشان تنبهه ويفوق ، وفي الي ربنا بيقابله بالناس الي روحهم شبه عشان يقدروا يمدوا ايديهم لبعض ويكملوا مع بعض …. وفي الي بتتوفر ليه كل الفرص ديه ، وللاسف بيكون الاوان فات … والفرص بتكون خلاص راحت .. والحياه انتهت
ليظل يتأملهاا طويلااااا … ليقول بحب(يوم جوازنا مصلناش مع بعض تيجي نقوم نصلي واكون انا أمامك)

انت في الصفحة 9 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل