منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

الــــفـــصــل الــــرابـــع والــــعـــشـــرون

وكأن الزمن يصارعنا ،لنصبح بين طيات ماضيه وحاضره ، ليقف لحظه بنا في عالم لا نري فيه سواا نسمات ارواحنا .. لنسير معه بخطي بطيئه وكأننا لا نريد أن نترك عالم أصبحت اهوائنا بين عصافات رياحهه ، لنلتف خلفنا فأذا بنا نرجع للسراب ثانية ، ونخرج من عالم قد رسمته قلوبنا ورفضه العقل بأحلامه الوهميه ، لتقف أقدأمنا بين ذاك وذاك ، لتبحث عن مكان … ما يقال عنه عالمنا الحقيقي .. لتهرب القلوب التائه منه لعلها تجد ما تبحث عنه ، وتظل القلوب الضائعه في ظالمهاا القاتم … لتبصر العين كما اراد القلب … وتصبح الارواح في الملكوت سابحه …. بين ذكريات وماضي وقلوب اشبه ما يقال عنهاا قد فقدهاا اصحابهااا منذ زمن في رحلة قد كان العقل هو سيدهاا ….
لم يكن لغفران شئ سهل ان تقدمه له ، فالجرح لا يطيب الا بعد وقتا يمهله الزمن لنا ، لا نعلم هل سيطيل اما سنطيب سريعاا ، ولكن قد نسينا ان الاهتمام قد يجعله يشفي سريعاا ليطيب … ولنقل هذا ما جعل الغفران سمة لقلوبنا التائه
فكم كان صوته جميلااا ، وهو يؤمهاا في الصلاه ، لم تتمالك أعينهاا من أن لا تفيض دمعا ، وهي تسمع صوت بكائه وهو مازال يردد قول الله تعالي ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنعا)

لينهوا صلاتهم سوياا ، ويزال هو شاردا في عالم بعيدا وكأن الزمن قد أطال بينهم فأصبحت المسافات لا تحسب من طيلة بعدهاا ، لتقترب هي منه .. وبعد لحظات طويله قد قضاهه بمفردهه هائما في عالمه .. التف اليهاا ليقول بصوت تائه : ساعات من غبائنا بنفتكر ، اننا ماشين صح في الدنيا ، ونكمل طريقنا عادي ، وكأن التايه بيكون عارف ان طريقه صح وانه خلاص قرب يوصل ، لحد ما بيلاقي نفسه في نهاية مطاف مسدود ، بين الضياع والسراب .. ليبتسم بمراره : كنت طول عمري بفتكر اني ماشي في طريقي الي رسمته صح ،بس للاسف اكتشفت ان اكبر غلط انك تظن لحظه انك فعلاا صح … في العالم الي خلقت نفسك فيه ، ونسيت في الاخر انك انت الوحيد الي ضايع في دنيا محدش عارف فيهاا اذا كان كسبان ولا خسران ، اذا كان تايه ولاا عارف طريقه كويس ، اذا كان ماشي صح ولا ماشي غلط ولسا بيكابر مع نفسه لحد ميكتشف انه كان ضايع

لتمد يدهاا بحنان وتضعه علي أحد أيديه وكأنهاا تريد أن تشعرهه ، بأنها مازالت معه .. وسيسيروا معاا في طريق واحد …

ليلتف اليهاا بأعينه الحانيه ليحتضنهاا بهم .. وكأن للعين حضناا خاص لا يفهمه احد سوا المحبين ….

………………………………………….. …………………..

وكم كانت لحظه لا تنسي من العمر ، لحظه ستظل ذكري خالده في ذهنه يتذكرهااا كلما رئ طفله يكبر امام أعينه ، كلما رأهه يخطوا اول خطوه له ، ليصبح رجلا يافعاا يتكئ عليه في كبرهه بعد ان يحسن تربيته في صباهه ، ليقف به الزمن لحظات وهو يدرك سعادته وهو يحمل طفله بين يديه ، لتتأملهم هي بأعينهاا ، وهي تري صورة لأسرتهاا الجميله ، فها هو زوجهاا ، وطفلهاا امامهاا ، لترسم العين صورة اخري من صور الحب ، ليلتف هو اليهاا وبصوت حاني :

حمدلله علي سلامتك ياشاهي ، قصدي يا ام أدهم

لتبتسم هي بتعب : الله يسلمك ياحبيبي ، طالع حلو

اياد بفرحة الاب : وهيكون وحش لمين ، باباه ومامته حلوين

لتبتسم له لتقول : طب هاتوا اشوفه بقي ، عشان نفسي المسه

ليقترب منهاا ، وهو مازال يتأمله .. لتمد يدها بحنان لتقول بصوت باكي : مكنتش فاكره لما هتيجي هتلاقينا في السعاده ديه وهتلاقينا منتظرينك بفارغ الصبر ، كنت خايفه عليك تعيش حياه في اب وام مجبرين علي بعض ، فكرت كتير ان اتخلص منك وارمي كل حاجه ورايا واضعف لشيطاني .. لتبتسم من بين دموعهاا لتقول : كنت أظن ، ولكن قد خاب الظن ، وبقي الظن بربنا أعظم واكبر من كل شئ …

ليتسم هو من بين دموع فرحته المخطلته بدموع ندمه : الحمدلله ان ربنا انعم علنا بيه وجعله سبب في رجعونا لبعض

لتقرب أيديهاا بحنان ، الي أنامله الصغيره وتظل تتحسسهاا بحب وهي تشعر بمشاعر اخري قد بدأت تزرع في قلبهاا ، مشاعر لا يمثلهاا شئ سواا الحب الابدي …

لتقف الاعين لحظات … وتتلاقي اعينهم علي فرد واحد فقط وهو الضيف الجديد

………………………………………….. ……………………..

انت في الصفحة 10 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل