
#
#سولييه_نصار
الفصل العاشر (الماضي )
-نعم يا أختي سامحتيه وكمان قبلتي تتجوزيه
صرخت منال وهي تركض خلفها بعصا المكنسة… بينما تركض دعاء وتصرخ بخوف:
-يا منال بس افهميني… أنا بحبه
-حبك برص يا بعيدة…. انتي ايه يا بت معندكيش كرامة كده خالص…. خلاص لقيتي كرامتك في كيس شيبسي…. ده أنا دلوقتي هضر,ب فيكي لحد ما يبانلك صاحب يا مهزقة
استطاعت منال امساك دعاء وشدتها من شعرها وقالت:
-انطقي يا بت ازاي توافقي عليه بعد ده كله…. راحت فين النصايح اللي ادتهالك…. يا بت أنا لو كنت بنصح حمار كان فهم…الله يخربيتك الحب لغي عقلك خالص كده وخلاكي مبتفهميش ..
-اه يا منال اسمعيني بس …
قالتها دعاء بوجع لتدفعها منال وتقول :
-ها ارغي
-هنعمل خطوبة
-يا فرحتي بيكي يا اختي
-وقالي هيحكيلي عن الماضي بتاعه
ضر,بت منال كف علي كف وقالت:
-انتِ ناوية تجننيني يا بت أنتِ …يعني عشان هيحكيلك عن ماضيه تروحي تتجوزيه …ما احنا عارفين أن مراته اتنيلت خانته و# …
هزت منال رأسها بخوف وقالت:
-يا دعاء ده واحد اكيد عنيف …ده #مراته وأنتِ هتتجوزيه …معرفش ازاي أنا وافقتك علي المسخرة دي
أمسكت دعاء كف منال وقالت:
-صدقيني يا منال رائد كويس هو بس عايز فرصة أن حد يصلح حياته ..
-وانتِ مش مصلحة اجتماعية يا دعاء …مينفعش عشان تصلحي.حياته تدمري حياتك أنتِ
نظرت إليها دعاء بحزن لتتأفف منال وتقول:
-اعملي اللي أنتِ عايزاه بس اياكي تشتكي
ابتسمت دعاء وضمت منال إليها وقالت:
-بحبك
-وانا كمان يا مجنونة بحبك
قالتها منال بإبتسامة ظاهرية ولكن داخلها كانت خائفة علي صديقتها …هذا الرجل خطير للغاية له تأثير قوي علي صديقتها…تشعر أن دعاء تساق الي فخ …بل جحيم لا تدركه …تعلم أن دعاء ستتعذب مع شخص بارد مثله وقلبها الصغير لن يتحمل اهاناته المتتالية
…………….
بعد اسبوع
انعقدت خطبة رائد ودعاء في حفل بسيط …كانت ترقص دعاء مع رائد علي الموسيقي الناعمة …كانت تشعر أنها تطير…دقات قلبها تمتزج مع دقات قلبه…تشعر بفراشات تداعب معدتها
-مبسوطة يا دعاء
قالها رائد وهو ينظر لوجهها المشع بسعادة لا يمكن انكارها…
هزت رأسها بحماس وضحكت مما جعلها تبدو أكثر سحرا…. ابتسم رائد وهو يتأملها بقلب خافق… كانت تبدو جميلة للغاية…. شعرها القصير يعانق وجهها وفستانها الأحمر المحتشم يحتضن جسدها الضئيل بنعومة… كانت مبهرة… جمالها صحيح ليس مبهر ولكن تلك الروح التي تمتلكها والتي يراها بوضوح من خلال عينيها الشفافتين …لديها براءة غريبة …تلك البراءة لم يشعرها لدي أحد حتي عند نيرمين …تجهم وجهه عندما تذكرها …وكأن الذكريات السيئة مصرة أن تهاجمه حتي في اسعد أوقاته…ذكريات خيانتها وخداعه ما زالت تنهش في جسده كالمرض ولكنه لن يدع تلك الذكريات تسيطر عليه …لن يدعها تعكر مزاجه ..
هو علي يقين أن دعاء مختلفة تماما عن نيرمين …هي من ستصونه وتطيب جراحه …هي ستقضي علي شياطين الماضي التي تلاحقه بضراوة …هي فقط …
ابتسم ابتسامة ساحرة ثم اقترب منها وقال:
-بحبك
……..
-ايه خطب!! أختي مكملتش تمن شهور ميتة وهو خطب…
لمعت دموع الغضب بعينيها وقالت :
-بعد ما #أختي ودمر حياتنا… ببرود راح يتجوز واحدة تانية..
هزت رأسها وهي تمسح دموعها… هذا الرجل #شقيقتها وبدلا من أن يدفع الثمن هو سعيد الان …بينما هي تتلوي من القهر …شياطين انتقامها لا تحل عنها …أمسكت شعرها بقوة حتي كادت أن تق,تلعه…لا لن تسمح بهذا ابدا ….رائد غنيم يجب أن يدفع ثمن ما فعله بشقيقتها …تنهدت وحاولت أن تحافظ علي هدوئها وهي تقول بنبرة آمرة ..:
-طيب تعالي دلوقتي البيت عندي عشان نشوف الخطة التانية….
ثم أغلقت الهاتف وهي تجلس مكانها ….تشعر بنير,ان تنف,جر في روحها …ثأرها لا يهدأ …هي لن تهدأ حتي تري رائد يدفع الثمن ….لن تهدأ حتي تراه راكعا أمامها نادما علي ما فعله …حينها …تنفست بعنف …حينها سوف تق,تلع رأسه من مكانها …
-سميرة بنتي مالك صوتك كان عالي
قالتها والدتها بتوجس لتنظر اليها سميرة وتقول بعنف :
-البيه خطب
-مين ده ؟!
-رائد خطب …دم اختي لسه منشفش وهو خطب …انا بمو,ت من القهر وهو سعيد
-انسي يا بنتي …انتِ حاولتِ ومقدرتيش ..خافي علي حياتك يا سميرة ده واحد جبار
-مستحيل …
صرخت سميرة وعينيها استحالت حمراء بسبب الدموع ثم أكملت:
-مش هنسي تاري….رائد لازم يمو,ت زي نيرمين …
أمسكت والدتها كفها بخوف وقال:
-يا بنتي اسمعيني …أنا خايفة عليكي …انسي الانتقام وخلينا نبعد …خلينا نسافر …رائد مش هيسيبك ..
ابتعدت سميرة عنها وقالت:
-لا يا ماما مش هبعد …رائد هيدفع التمن …مش هرتاح الا لما تشوفه تعيس …هاخد حق اختي منه …ساعتها ممكن ابعد …ساعتها اوعدك هنسي كل حاجة وامشي …
ثم أمسكت صورتها وهي ونيرمين وقالت بينما الدموع تحتشد في عينيها :
-هاخد حقك يا نيرمين قريب …رائد غنيم هينتهي قريب وعد مني !!!
……..
بعد أن انتهت حفل الخطبة اصر رائد أن يخرج مع دعاء ….
كانا يسيران معا متشابكي الأيدي علي النيل …كانت دعاء مستمتعة كثيرا بصحبته …تحب مزاجه الرائق هذا …نظر إليها رائد وابتسم وقال :
-شكلك تعبتي ياريتني جبت عربيتي معايا
-لا ابدا بالعكس بحب اتمشي علي الكورنيش ..بحس بالسلام …
نظر رائد الي أحد الباعة وقال:
::اجبلك حمص شام
-ماشي …
بعد قليل كانت تتناول منه دعاء الكوب الساخن والملعقة ليجلس هو بجوارها وهو صامت …
نظرت إليه بتردد وقد خفق قلبها توترا وقالت:
-رائد
-نعم يا حبيبتي
-انت وعدتني انك هتحكيلي عن اللي خلاك …
صمتت وترددت …خافت أن تفسد تلك اللحظات ولكن رائد نظر إليها دون اي تعبير لتتشجع وتقول:
-حابب تحكي عن الماضي ؟!
تنهد وهو ينظر إليها وقال :
-مستعدة تسمعيه
هزت رأسها ليبتسم بحزن بينما يبحث بإرادته في ذلك الجزء المظلم من عقله عن تلك الذكريات السيئة ….
-انا كنت متجوز قبل كده يا دعاء …اكيد عم منعم قالك …بس يا تري قالك أنها ماتت واني أنا اللي #…
ازدردت دعاء ريقها بصعوبة وقد ارتعش جسدها ….هي تعرف أنه #زوجته ولكن عندما اعترف لها بتلك البساطة خافت ….صمت رائد قليلا واكمل وقد بدا غارق في ذكرياته :
-كان اسمها نيرمين …كانت اجمل بنت اشوفها في حياتي واول واحدة قلبي يدق ليها بس مكنتش اعرف أن الست اللي حبيتها وحطيت قلبي تحت رجليها #بالشكل ده …اشتغلت في شركتي …خليتها سكرتيرتي …كنت دايما بحاول اقرب منها وهي بتصدني .. حبيتها …حبيتها اكتر من اي حاجة في حياتي وقررت اني مضيعهاش من أيدي واتقدمت واتجوزتها …حطيت العالم كله تحت رجليها …كنت بعمل المستحيل عشان اخليها مبسوطة …بس في يوم …
اختنق صوته واكمل …:
-في يوم بدأت اشك في تصرفاتها …بعدت عني وعلطول بتتكلم في التليفون فقررت اكدب عليها واقولها اني هسافر وبعدين رجعت البيت عشان اتأكد لقيتها …
احتشدت الدموع في عينيه واكمل :
-لقيتها هي واخويا في سريري …#الاتنين وبلغت عن نفسي …وبما أن الجر,يمة جر,يمة شرف طلعت منها …
مسحت دعاء دموعها وكل خوفها منه تبدد هو يعاني وهي بطبيعتها الساذجة ظنت أن علاجه لديها … ابتسمت بدموع ثم أمسكت كفه وقالت:
-انا معاك …أنا هنسيك كل اللي حصلك وعد …وموافقة علي أن يكون كتب الكتاب الاسبوع اللي جاي !
يتبع
#
#سولييه_نصار
الفصل الحادي عشر (زواج سعيد )
ابتسم رائد وضمها إليه بحب
-رائد الناس
قالتها دعاء بخجل ليبتعد عنها ويبتسم قائلا :
-انا النهاردة اسعد انسان في الكون …شكرا يا دعاء علي الحب اللي بتديهولي من غير مقابل …اوعدك اني هحافظ عليكي ومش هزعلك ابدا …
ابتسمت دعاء وهي تشعر أنها تطير من السعادة
…….
بعد اسبوع
وقفت دعاء أمام المراة وهي تنظر إلي فستانها الاحمر البسيط …كان الفستان طويل يلائم جسدها النحيف بأكمام طويلة وتل ناعم …وشعرها القصير مربوط في تسريحة بسيطة ولكن انيقة ….احمر شفاه ناعم وماسكارا سوداء هو كل ما يزين وجهها …ابتسمت وهي تتطلع الي نفسها برضا…اليوم هو كتب كتابها ….اليوم ستنسب للرجل الذي اختاره قلبها …وضعت كفها علي قلبها النابض وهي تشعر بالسعادة لا تصدق ان احلامها المامصلةوفي حرب واحد تحققت بتلك البساطة…تشعر وكأنها تطير من السعادة …
-يالا يا عروسة
قالتها منال بسعادة وهي تدخل الغرفة …فجأة صفرت منال وقالت :
-ايه الجمال ده بس يا بت طالعة قمر اللهم بارك …
ابتسمت دعاء بخجل وقالت :
-انا فرحانة اووي النهاردة يا منال حاسة ان احلامي بتتحقق …خايفة يكون ده كله حلم وافوق علي الواقع المر …
امسكت منال كفها وقالت بسعادة :
-لا يا دعاء انتِ مش بتحلمِ ده حقيقي …انتِ اتعذبتي كتير وجه الاوان أنك تفرحي ..افرحي وانسي …
هزت دعاء رأسها وهي تضم منال إليها …بينما في داخل منال بعض المخاوف ولكنها حاولت أن تمحيها حتي لا تزعج دعاء
…..
-قبلت زواجها
بكلمات بسيطة اصبحت زوجته …اصبحت ملك له للأبد..كان قلبها ينبض اثارة بينما يقترب منها مانحا اياها ابتسامة زلزلتها ثم طبع قبلة علي جبينها وقال:
-مبروك يا عروسة
ابتسمت دعاء بسعادة وقد شعرت أنها انفصلت علي العالم تماما …
…..
بعد قليل اخذها رائد في مركب خاص علي النيل ليحتفلا بكتب الكتاب …كان يحتضنها من الخلف ويقول :
-عمري ما تخيلت اني اكون فرحان بالشكل ده تاني …وكل ده بفضلك يا دعاء …
ابتسمت دعاء بخجل بينما ادارها هو إليه ….غرقت هي في سواد عينيه وارتبكت وهي نجده ينحني نحوها ….اغمضت عينيها بينما شفتيه تعانق شفتيها بلطف …تمسكت به وهي تشعر انها تطفو بسعادة …لعدة دقائق ظلا يتعانقان الي ان ابتعدت بخجل عنه وهي تتلمس شفتيها…. كانت تتنفس بقوة وقلبها يقفز داخل صدرها… وعقلها يعيد قبلتهما الاولي… كيف أتت فجأة دون أي تخطيط… كان هو وقتها غارق بذكريات أخري… أخري خانته…. أخري كسرت قلبه لتتعهد هي علي إصلاحه ولكن هل ستسطيع انتزاع من قلبه امرأة عشقها لذلك الحد… هي لا تثق بقدراتها.. الاحري لا تثق بنفسها فهي رأت مدي جمال الأخرى…
ابتلت عينيها بالدموع وامسكت كف رائد وقالت:
-رائد أنا بحبك اووي …اكتر من أي حد في حياتي انت واخويا ومنال وعم منعم عيلتي اللي مش عايزة غيرها …
ضمها إليه وهو يقول :
-وانا كمان بحبك
……..
مرت الايام سريعا كان البعض غارق في السعادة منتظر بترقب …والبعض الاخر كان غارق في براكين الغضب….كانت سميرة تلقي كل ما يقابلها في طريقها من اثاث …كان كان قد تلبسها جن غاضب لا تستطيع السيطرة عليه …الرجل الذي دمر حياتها سعيد …وهي لن تسمح له بهذا …ستدمر سعادته تلك ..لا باس لينعم مع زوجته الحمقاء قليلا قبل ان تحول حياته الي جحيم لا يطاق …جلست علي السرير وهي تتنهد بتعب …اخرجت سجائرها ثم اشعلت وشعرت انها تشتعل معها …نير,ان الثأر مؤلمة عندما تتمكن منك …وهي لن تهدأ نير,انها حتي تنال من رائد ….
……..
آتي يوم زفافها من رائد …مشاعرها كانت حينها مضطربة بين السعادة والتوتر والخوف …هي قبلت برجل ما زالت تلاحقه شياطين ماضيه ولانها تحبه وافقت ان تخاطر …تخاطر بقلبها …روحها وسعادتها…لعلها تنجح…هي تعرف ان رائد لا يحبها بنفس الطريقة التي تحبه بها…ولكن ما تمتلكه داخل قلبها من حب له يكفيهما سويا…
في قاعة الزفاف …
كانت دعاء ترقص مع رائد في منتصف القاعة السعادة تطغي علي الاجواء يفعل الموسيقي الساحرة…كان رائد ينظر إليها بسعادة وقد قرر ان ينسي كل ما حدث في حياته ويبدأ من جديد معها هي ولكن فجأة اتت عينه علي امرأة تنظر إليه من بعيد …توقف قليلا وهو يعيد النظر ليجدها قد رحلت …
-رائد فيه حاجة ؟!!
قالتها دعاء بقلق
ليبتسم رائد ويحذبها إليه قائلا مكملا الرقص :
-مفيش يا روحي …
ولكن في باله كان سؤال يتردد …من تلك المرأة التي تنظر إليه بكل ذلك الحقد؟!!!.
…….
-اتفضلي يا عروسة
قالها رائد بسعادة وهو يدخلها للمنزل الكبير…
ولجت دعاء بخجل وما كادت ان تتقدم حتي شهقت عندما رفعها هو وحملها بين ذراعيه …ضحكت بخجل وهي تلف ذراعيها حولهم وتسند رأسها عليه …صعد بها الي غرفتهما ثم انزلها…فغرت فاها وهي تنظر الي الفراش الكبير الذي مغطي بورود الياسمين التي تعشقها والشموع التي تتناثر حول السرير برقة بدأ شاعرية للغاية …ارتعش جسدها عندما احاطها رائد بذراعيه ثم قبل عنقها برقه ..
-يالا نصلي .
قالتها بتوتر وهي تنظر إليه لتصدم بعينيه التي تتطلع إليها برغبة …مرر يديه علي وجنتيها وقال؛
-انتِ جميلة …جميلة بشكل مش معقول يا دعاء أنا محظوظ بيكي …
ابتلعت دعاء ريقها بينما يمرر كفه علي عنقها لتتوتر هي أكثر وتقول :
-رائد لازم …
ولكن تقاطعت حروف كلماتها عندما طبع قبلة علي وجنتها …حاولت التركيز والكلام إلا أن شفتيه منعتها من الحديث تماما ثم حملها ووضعها علي الفراش جاعلا إياها ملكه بكل معني الكلمة ….
…..