منوعات

امل جديد بقلم سولييه نصار الثاني

في اليوم التالي …
كانت تنظر إليه بحب وهو نائم عقلها يعيد تفاصيل الامس فتشعر بالخجل أكثر وهي تتذكر كيف غرقت معه ونست كل شئ…تخجل بسبب عدد المرات التي صرخت فيها بحبها له …..علي الرغم من قصر معرفتهما إلا أنه أصبح الحياة بالنسبة إليها …النفس الذي تتنفسه …لا تريد حبيب الا هو …هو فقط لا تتخيل حياتها من دونه …مررت اصابعها علي وجهه وهي تبتسم بحب وتفكر بذهول أن هذا الرجل الرائع الوسيم الذي ظنت أنه لن ينظر إليها حتي قد أصبح زوجها …زوجها هي ….ضحكت بدهشة وسعادة ثم انحنت وهي تطبع قبلة قوية علي وجنته لتشهق عندما امسكها هو وقال وهو يضحك:
-مسكتك بتعملي ايه ؟!
ابتسمت بخجل وهي تدفن وجهها في صدره بخجل وتضمه بدورها ….لم يتكلم أكثر كي لا يحرجها يا ضمها بدوره وطبع قبلة رقيقة علي رأسها
………
بعد أيام قضت فيها دعاء اجمل ايام حياتها مع رائد قررت زيارة عم منعم لتأخذ شقيقها ويعيش معها …
-انزلي هنا يا دعاء أنا هركن العربية في مكان مناسب واجي وراكي
-ماشي يا حبيبي …
قالتها دعاء مبتسمة وهي تخرج من السيارة الفارهة التي لا تناسب بتاتا تواضع الحي … أمسكت دعاء حقيبتها بسعادة وسارت بإتجاه منزل منار ولكن صوت مألوف جعلها تتجمد مكانها
-مبروك يا عروسة ..
استدارت دعاء وهي ترمق علي ببرود شديد وقالت:
-الله يبارك فيك عقبالك ….
اقترب اكثر من الحد المسموح به وقال:
-لا عقبالي ايه …البنت اللي كان عيني عليها خلاص اخدها غيري…
وعلي غفلة امسك كفها وقال:
-انا عايزك أنتِ
-انت اتجننت …
وما كادت أن تكمل توبيخه حتي قاطعها صوته الغاضب
-دعاااء!
قالها رائد وهو يري هذا المنظر لرجل غريب يمسك كف زوجته !!؟!
يتبع

سولييه نصار

الفصل الثاني عشر (تصدع)
-مين ده يا دعاء؟
قالها بصوت خشن…. ني,ران باردة تلمع في عينيه جعلتها ترتبك كثيرا …عضلات وجهه تقلصت من الغضب ونظرات الشك في عينيه ارعبتها …. علت دقات قلبها وهي تنظر إلي تغيره الواضح…. ملامح وجهه التي أصبحت قاسية كالحجر… تراجعت قليلا وابعدت كفها والخوف يسكن عينيها فتلعثمت بشدة وهي تقول :
-ده على جاري و…. وبس …
كان علي ينظر إلي توترها بتسلية. خوفها الشديد من زوجها جعله ينتشي بقوة فهو هو يراها في موقف لا تحسد عليه بينما الفزع يرسم خطوطه علي وجهها الجميل عرف أنه هو حاليا مخرجها من تلك الورطة وان انكر كلامها ستقع في موقف لا يحسد عليه مع زوجها الثري …نظرت إليه دعاء بتوسل وخوف ليبتسم لها هو بشر …ارتعبت دعاء وظنت أنه قد انتهي أمرها تماما ….
نظر علي الي رائد الغاضب ومد كفه وقال:
-ازيك يا استاذ رائد أنا ابقي علي جار مدام دعاء وزي اخوها …اسف اني محضرتش فرحكم بس هعوضها إن شاء الله قريب
نظر رائد الي كف علي الممدودة ببرود ثم أمسك كف دعاء وسحبها خلفه الي منزل منال …
ابتسم علي وهو يري مع من وقعت دعاء ..
كانت دعاء تسير خلف رائد وهي تشعر بالرعب منه ….كان لا يبدو طبيعيا وذلك الشك الذي يسكن عينيه أخافها….هل سيراها نسخة من زوجته الخائنة هل سيتحطم عالمها الوردي الذي صنعته بتلك البساطة ….هل سيفرق بينهما الشك ؟!!اسئلة كثيرة مرت في عقلها وشعرت أنها تدور في متاهة لن تنتهي

……..
-لا لا يعني ايه تاخدوا بسام هو أنتِ يا دعاء مش مأمنة عليه هنا
قالها منعم بلوم لتبتسم دعاء بتوتر وتقول:
-والله لا يا عم منعم أنا بس
-من غير بس يا دعاء يا بنتي …بسام هيقعد معانا هنا علي الاقل اسبوعين عشان تاخدوا راحتكم انتوا عرسان وانا أبوه ومنال أخته ولا ايه يا رائد بيه
نظرت دعاء الي رائد الصامت بتوجس ….نظر رائد الي منعم وقال:
-اللي تشوفه يا منعم …دعاء معلش أنا تعبان يالا نمشي استناكي في العربية …يالا سلام
ووسط ذهول الجميع نهض …
أمسكت منال كف دعاء وجرتها بعيدا وقالت :
-مالك جوزك يا بت…قالب بوزه من اول ما جه ومنطقش ولا كلمة هو انتوا لحقتوا تتخانقوا….
نظرت إليها دعاء ييأس وقالت:
-لا حصل الأسوأ
-ايه اللي حصل يا فقر
قالتها منال بتوجس لتتنهد دعاء وهي تقص عليها كل شئ….حكت لها ما حصلت وتلك المخاوف التي تحتل قلبها
وبعد أن انتهت نظرت إليها منال بصدمة وقالت بصوت يغلي:

-ليه مقلتلهوش أنه كان خطيبك…
-خوفت منه
نظرت إليها منال بصدمة وقالت بعصبية :
ليه خايفة منه كده… هو عاملك ايه؟!
أخدت منال تصرخ بها يزعجها كثيرا ضعفها أمامه…
مسحت دعاء دموعها التي تسللت لوجنتها وقالت:
-انتي مشوفتيش شكله يا منال…. عينيه اتغيرت… أنا خوفت منه كأني عاملة عملة… متنسيش أن الماضي بتاعه …
-مالي بالزفت الماضي بتاعه …دعاء متجننيش …ليه الخوف ده منه …هو عاملك ايه بالضبط كأنك عامله غلطة …يا دعاء مينفعش كده …مينفعش تتعاملي معاه كده لانه كده هيتمادي معاكي وهتعاني معاه …
هزت دعاء رأسها وقالت بخفوت:
-طيب يا منال خلاص اهدي عم منعم بدأ يلاحظ …
ثم ضمتها سريعا وقالت :
-انا هروح دلوقتي …
ثم ضمت شقيقها الصغير وذهبت..
……..
ولجا الي المنزل …طول الطريق لم ينطق بكلمة من الأساس …كان يتجاهلها ببرود اوجع قلبها …صعد الي غرفته بهدوء لتصعد هي خلفه والخوف يتصاعد في قلبها مما قادم …وجدته قد خلع سترته وأمسك حاجز الفراش بغضب …وضعت كفها علي كتفه وكادت أن تتكلم إلا أنها شهقت بعنف عندما أزاح كفها ونظر إليها ونير,ان الغضب تتصاعد في عينيه …رجعت دعاء للخلف بخوف …وقد شعرت أن قلبها وقع في قدميها من شدة الخوف …ازدردت ريقها وحاولت الكلام اللي أن لسانها لم يطاوعها…
-رائد
قالتها برعب …ليبتسم بسخرية وهو يمسك ذراعها ويقول :
-قولي الحقيقة يا دعاء اللي كان معاكِ ده النهاردة يبقي مين …
اتسعت عينيها بذعر وأخذت تتنفس بعنف محاولة ترتيب أفكارها وكلماتها ليصرخ هو بعنف ويقول:
-انطقي يبقي مين وازاي يمسك ايدك بالطريقة ده … انطقي بدل ما # …
انسابت دموعها وأخذت تتنفس بخوف وقد عجزت تماما عن الكلام …ليقترب أكثر منها ثم يهزها بقوة ويقول :
-بقولك اتكلمي مين ده
-جاري بس والله جاري …
قالتها برعب وهي تبكي بعنف …أمسكت قميصه وهي تقول بصوت مرتعش باكِ :
-رائد انت بتشك فيا أنا …أنا يا رائد….
ازاحها رائد عنه بقرف وقال :
-كلكم نفس الصنف ..
ثم تركها وذهب لتنهار هي علي الأرض وتبكي وقد تحطمت أحلامها الصغيرة…. عالمها الوردي تحطم للابد وتسرب السواد إليه….
……
مرت ايام كالجحيم عليهما …ايام تجاهلها فيها كثيرا وكسر قلبها …كان لا ينظر إليها حتي ويعاملها ببرود كسر قلبها الصغير …نظراته الحارة لها تجمظت واصبحت جليد…لم تتحمل هذا كله …بكت وانهارت…العروس التي كانت تشع سعادة ذبلت علي يد حبيبها ….ولكن في يوم طفح الكيل بها وقررت ان تواجهه …لن تسمح له ان ياماها بتلك الطريقة …هي ليست رخيصة…انتظرت قدومه علي آحر من الجمر وعندما ولج لغؤفتهما نهضت وقالت:
-تحب احضرلك
ولكنه قاطعها قائلا :
-لا شكرا اتعشيت برة …وهناك دلوقتي تصبحي علي خير …
امسكت كفه وهي تقول بإنفعال:
-لا يا رائد هنتكلم كفاية تجاهل لحد دلوقتي أنا استحملت كتير حرام عليك ..
ابعد كفه وكاد ان يتكلم الا انها اقتربت منه وقالت:
-ليه بتعمل كده …ليه بتكسرني بالشكل ده …أنا بحبك حرام عليك …
لم تتغير نظراته الجليدية وقال:
-يظهر أننا اتسرعنا في الجوازة دي …
لم تتحمل اكثر وهوت علي صدره بكفيها وهي تصرخ بهيستريا :
-كفاية كده حرام عليك انت ايه …أنا عملت ايه لده كله …أنا حبيتك وده جزاتي …استحملت اهانتك وبرودك معايا …خلاص طلقني وسبني
ثم وقعت علي الأرض وهي تبكي بعنف …هلع رائد وهي يري انهيارها ..بدت دموعها صادقة …يعترف أنه قد تمادي معها ولكن ذكري رجل آخر يمسك كف زوجته أشعلت النير,ان داخله …تنهد وجلس بجانبها وهو يضمها قائلا :
-انا آسف آسف خلاص
ولكن بكاؤها ازداد وكأن تراكمات الايام الفائتة انفجرت أخيرا …
ظلت نصف ساعة تبكي وعندما هدأت قليلا ابعدها عنه رائد وهو يقبلها علي جبينها قاىلا:
-اسف ..عارف اني زودتها وباجي عليكي كتير بس أنا كمان بعاني …أنا خايف يا دعاء خايف افشل تاني …بحبك وخايف قلبي يتكسر
-انت مش واثق فيا
واجهته بحزن ودموعها تنساب بغزارة ليمسح دموعها برفق ويقول :
-انا مش واثق في نفسي وخايف …
انسلت دموعه بخلسه من سجن عينيه لتمسح هي دموعه برفق ثم تمسك كفه وتضعه علي قلبها قائلة :
-القلب ده لديك والله محبتش ولا هحب غيرك …بلاش تبعد يا رائد لاني بخاف …بلاش تأذيني بالشكل ده …
هو رأسه وهو يضمها بقوة إليه طاردا كل تلك الافكار البشعة…
……
بعد بضعة ساعات
نظر إليه بحب وهي نائمة…. كانت تبدو كالملاك..احتلت ملامحه الحزن للحظات وهو يفكر في الأيام الماضية كيف أساء إليها وشك بها… ولكن هو معذور… ماذا يفعل بأشباح ماضيه التي تطارده ولا تجعله يعيش بسلام …..خيانة زوجته ما زالت تلاحقه وهذا ما يعكر صفو علاقته مع دعاء …ولكنه قرر الا يجرحها مرة أخرى ….خرج من شروده علي صوت رسالة انت علي هاتف زوجته …عقد حاجبيه بشك ثم امسك الهاتف وفتحه ….اشتعلت النير,ان في جسده وهو يري رسالة من رقم غريب مكتوب فيها :
-وحشتيني …حبيبك علي !!!
يتبع

#سولييه_نصار

الفصل الثالث عشر(عقاب )
انتفضت بخوف وهي تراه يدور حول نفسه… عينيه مشتعلة بالغضب وجسده متوتر… أرادت أن تسأله عن سبب توتره ولكن حالته لم تشجعها بتاتا…
-رائد فيه ايه؟!
نظر إليها بغضب بالغ كانت براكين غضبه تثور داخله …ود لو حطم عظامها ….تراجعت دعاء بخوف وهي تري تلك الني,ران التي تنبعث من عينيه وعقلها بدأ في وضع أسوأ السيناريوهات . ابتسم ساخرا ثم اقترب منها وهو يقول بغضب :
-ازاي يبعت ليكي رسالة زي كده؟!
نظرت إليه بحيرة ولكن بقلق وخوف وقالت :
-رسالة ايه؟!
أخرج هاتفها من جيبه وفتحه وهو يريها رسالة اتتها بعد منتصف الليل من علي كتب فيها”وحشتيني ..
تدلي فك دعاء بينما أخذ قلبها يهدر بعنف داخل صدرها …رباه هذا الحق,ير ينوي تخريب حياتها ..
-انطقي يا دعاء ازاي جارك يبعتلك رسالة زي دي !!!
تراجعت بخوف… لسانها انعقد تماما لم تعرف ماذا تقول … هل تقول انها كذبت وأنه خطيبها السابق …لو أخبرته هذا سيعتقد أنها كاذبة ولن يصدقها أن أخبرته أنه يفعل هذا كي يدمر حياتها …التمعت الدموع بعينيها وقالت بخوف :
-رائد اسمعني
-قوليلي ازاي يبعتلك الرسالة دي؟! فيه ايه بينك وبينه انطقي!
-أنت بتشك فيا
سألته بصدمة بينما ترمش لتحرر تلك الدموع الثقيلة علي عينيها بيضحك هو ساخرا ويقول :
-لا العفو يا مدام يا شريفة ألقي واحد باعت لمراتي رسالة حب اخر الليل ومفروض أخدها بالحضن صح …
فجأة امسك ذراعها وضغط عليه بقسوة ثم قال:
-انطقي يا دعاء ازاي يبعتلك رسالة زي كده …بدل والله ادفنك هنا واخلص منك انتِ فاهمة ..
-رائد
قالتها بخوف ليصرخ هو بها بقوة ويقول :
-انطقي يا بت …
أغمضت عينيها وهي ترتجف بقوة وتقول :
-كان خطيبي
ابتعد عنها بصدمة لتمسك هي كفه وتقول :
-والله يا رائد مكنتش حابة اقولك عشان متتضايقش….ده واحد حيو,ان لما رفضت ارجعله دلوقتي عايز يخرب بيتي …والله مفيش حاجة بيننا يا رائد متخليهوش يخرب حياتنا ابوس ايديك ….
ابعد كفيه يتقزز وهو ينظر إليها نظرات #…نظرات الشك كانت تلمع بعينيه ..نظراته أخبرتها بوضوح كيف يفكر بها …
-كلكم واحد …أنتِ متفرقيش عنها
لفظها اخيرا بقرف لتشعر وكأنه غرز #صدأ في قلبها ….نزيف قلبها لا يتوقف ونا,ر روحها لا تنطفئ …ولكن هل تلومه هي من كذبت ولكنه فاقد الثقة بها مع اول رياح هاجمت ثقته الواهية تحطمت تماما …
نظر لدموعها ببرود وقال:
-حلوة اووي دموع التماسيح دي ….
امسك ذراعها وقال:
-بس الدموع دي مش هتخدعني…أنا هشوف حكاية الواد ده ايه وايه نظام علاقتكم بالضبط …لو طلع يا دعاء بتكدبي عليا وديني لأخليكي تحصلي نيرمين …
ثم دفعها لتسقط أرضا باكية …وذهب غاضبا …
ضمت دعاء نفسها وهي تنفجر بكاءا…كل شئ يتسرب من يديها بقسوة …سعادتها الواهية تحطمت تماما!!!….
خرج رائد وهو يشعر كأنه يغلي علي مراجل من الجحيم …الغضب لانه رغم ما رأه جزء في أعماق روحه يصدق أنها بريئة …حاول طرد تلك الفكرة تماما …فهي لا تختلف عن نيرمين ينتظر فقط الدليل لكي يزهق روحها …
…..
اتي المساء وحاولت الخروج إلا أن الحارس علي باب الفيلا منعها. هو يخبرها بأدب أن تلك رغبة رائد باشا ألا تخرج من المنزل تحت اي ظرف من الظروف …استشاطت غصبا من معاملته تلك وذهبت غاضبة إليه لكي تواجهه ….يكفي أن تبقي بهذا الضعف …يجب أن يثق بها قليلا والا يتركها وشأنها
……

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل