منوعات

فتاة القاضي للكاتبة رهف سيد

فاطمة. الحمد لله
ركضت تالا إلى حسن
تالا، بابا تالا كانت في المسشفى
امل، هي ديه بنتك ما شاء الله تعالي ي حبيبتي
تخبات تالا خلف اقدام حسن
تالا، بابا تالا خايفة منهم اووي
امل، ي صغن…
قاطعها اكرم بغضب، ممكن افهم جاية ليه وجايبة البت ديه هنا ليه تالا، انتا بتزعق ليه مش تخانق ماما
نظر اكرم إلى هذه الصغيرة فوجها ترفع اصبع السبابة في وجهه سرح في برائتها قليلا ولكنه نفض تلك الفكرة من راسه سريعا
روفيدة، ديه بنتك.

اقتربت روفيدة منها، تعالي ي حبيبتي متخافيش
تالا، لا عمو اللي هناك ده بيزعق وممكن ياكولني هم وهو بوقو كبير
ضحكت امل هي وروفيدة وعزيز والاطفال على كلامة هذه الصغيرة حسن، عايزين إيه
فاطمة، انا جاية اقولك شوف بنتك الله اعلم ديه يمكن تكون اخر مرة حسن، طيب شوفتها خلاص اتفضلو مع السلامة
فاطمة، انتا جبت القساوة ديه كلها منين انا بقولك شوف بنتك بنتك بعد ما مشيت فضلت تصوت وتعيط لغاية لما راحت المستشفى.

فتحت عيني حسن بدهشة وكاد ان يتكلم لكن قاطعه والده
اكرم، واحنا مالنا لو كنتي جاية تاخدي شوية فلوس
اخرح حزمة من جيبة والقاها في وجهها خدي وامشي من هنا
تالا، إيه ده عيب كده مش ينفع اترد ضيوف
فاطمة، يلا ي تالا انتي فضلتي تعيطي لغاية ما جبتك علشان تشوفي بابا واديكي شوفتية يلا علشان نمشي
تالا وقد عاودت البكاء مرة اخرى، لا مش عايزة تالا مش عايزة سيب حسن.

اقتربت فاطمة واخذتها بقوة وحملتها رغم تلويات الطفلة بين يديها
توجهت إلى باب القصر
تالا، لا لا سبيني انا عايزة بابا بابا تعالى خدني بابا مش تسبني سبيني لا بابا بابا انا عايزة اروح عند بابا
نجحت تالا في ان تنزل من فاطمة ركضت إلى حسن واختبات خلفة
تالا، حسن بيحب تالا حسن عايز تالا قولها مش تاخدني ي بابا انا بحبك وعيزاك جمبي.

لم يستطيع الجميع ان يمسك دموعه لقد بكت امل بقوة هي وروفيدة ولكن من الذي يتجرا ويعترض امر لاكرم القاضي اغمض حسن عينية بالم وتركها وذهب نحو الشباك
فاطمة، تالا تعالي هنا بابا خلاص مش عايزك
تالا، بابا
فاطمة، قولتلك تعالي
توجهت اليها تالا ودموعها تسبقها وعندما وصلت إلى الباب لفت الصغيرة وجهها واصبحت تنظر إلى الجميع وتنظر إلى هذا المكان الكبير ثم قالت بصوت مرتفع
تالا بصراخ، بكرهكم كلكم بكرهك ي بابا بكرهك.

وركضت إلى الخارج ركضت خلفها فاطمة لتمسكها ما ان خرج الاثنان حتى سقط حسن على الارض واصبح يبكي كثيرا ودموعة تنزل كطفل صغير تقدمت والدته نحوة واحتضنته
حسن، بنتي خلاص مبقتش تحبني ي ماما بنتي خلاص كرهتني مش هترضي تشوفني تاني
ثم نهض وقال بصراخ خلاص ارتحتو كلكم بنتي قالتلي قدامكم كلكم انها بتكرهني ولسة جاية من المستشفى ومش هترضى تشوفني تاني.

صعد إلى غرفته واصبح يبكي اغلق الباب عليه مانعا لاي شخص الدخول اما في الخارج ظلت تركض تالا حتى وقعت على الارص تقدمت فاطمة منها
فاطمة، ي حبيبتي على مهلك وريني رجلك
نظرت فاطمة إلى ركبتها وجدتها تنزف القليل من الدماء فتحت شنتطها تبحث عن منديل ولكنها لم تجد تقدم هشام اليها
هشام، خدي ي طنط فاطمة
نظرت فاطمة إلى الصغير اخذت منه المناديل واصبحت تمسح دماء الصغيرة جلس هشام بجانب الطفلة وحضنها بقوة.

هشام، بس متعيطيش ي تالا اسمك تالا صح
تالا، اسمي تالا
هشام، وانا هشام ودة يزيد ابن عمي
يزيد، ازيك ي تالا
تالا، تالا عايزة تمشي من هنا
هشام، طب رجلك وجعاكي ي حبيبتي مينفعش هتوجعك اكتر
تالا، تالا عايزة امشي من هنا ي ماما
هشام، طب خلاص متعيطيش
فاطمة، معلش ي هشام خليك معاها عقبال ما اجيب تاكسي واجي
هشام، حاضر ي طنط
وقف هشام وحمل الصغيرة بين يدية فكان الاثنان قصيران
يزيد، تاكلي شوكلاتة
تالا، انا بحب الشوكلاتة كتير.

هشام، طب خليكي هنا ي حبيبتي
انزلها هشام مرة اخرى واتجه إلى المطبخ من الباب الخلفي غاب مدة ثم عاد واحضر كيس به الكثير من الحلوى والشوكلاتة حملها مرة اخرى اليه
هشام، خدي ي حبيبتي
تالا، كتير كل ده يا شام
هشام، لا اسمي هشام
تالا، هشام
يزيد، برافو عليكي هشام عندو 9 سنين وانا 6 سنين
تالا، تالا عندها ورفعت اربعة اصابع
هشام، اربع سنين يعني
تالا، ايوة
فاطمة، يلا ي تالا التاكسي جة إيه الحاجات ديه.

هشام، ديه مني انا و يزيد يلا اتفضلي
فاطمة، شكرا ي حبيبي
قبلت الطفلان وحملت تالا وذهبت بها نحو التاكسي ثم ذهب الاثنان إلى الشقة جمعت فاطمة اشيائها التي كانت قادمة بها ولم تاخذ شئ من الاشياء الذي اشتراها لها حسن خلعت خاتم زواجها وتركته على السفرة وجمعت ملابس تالا
تالا، ماما احنا رايحين فين
فاطمة، دلوقتي هتعرفي.

ندهت فاطمة حارس العقار ليحمل الشنط ثم حملت تالا ونزلت بها ثم توجهو إلى مكان والدتها الاول الميتم.

7/8
رواية فتاة القاضي للكاتبة رهف سيد الفصل السابع

نزلت فاطمة هي وتالا من التاكسي ثم دخلت إلى الميتم تجمع الاطفال حول فاطمة مرحبين بها ثم اتت مديرة الدار
المديرة، ازيك ي فاطمة
فاطمة، الحمد لله ي فندم
المديرة، ديه بنتك
فاطمة، ايوة تالا
المديرة، ازيك ي تالا
تالا، كويسة
فاطمة، كنت عايزاكي شوية لو سمحتي
المديرة، اتفضلي
فاطمة، تالا حبيبتي خليكي هنا علشان خاطري
تالا، ي ماما ب
فاطمة. علشان خاطري
تالا، ماشي.

بقيت تالا تجلس مع الاطفال وذهبت فاطمة مع المديرة إلى المكتب
المديرة، مالك ي فاطمة
قصت فاطمة كل ما حدث معها في خلال 5 السنوات
المديرة، انتي غلطتي لما وافقتي تتجوزي من ورا اهلو
فاطمة، عارفة اني غلطانة واديني خدت التمن
المديرة، وانا وعدتك ان مكانك هيفضل موجود
فاطمة، لا انا مش هفضل هنا انا هسافر اسكندرية عند سندس
المديرة، طب اقدر اساعدك في حاجة
فاطمة، انا عايزة اشتغل هناك.

المديرة، خلاص انا عندي مديرة مدرسة انترناشونال هناك وممكن اخليها كمان تدخل تالا هناك
فاطمة، شكرا جدا ي فندم
جائت فاطمة لتخرج ولكنها وقعت على الارض مغشية عليها ركض الجميع اليها
الدكتورة، مبروك المدام حامل
فاطمة، اييية حامل في اد إيه
الدكتورة، حامل في شهرين الف مبروك
خرجت الطبيبة ودخلت تالا وهي تبكي وتحملها على يدها مي تمنعها من البكاء
تالا، ماما اعاااااا ماما تعالي.

اخذتها فاطمة واجلستها بجانبها ثم وجهت كلامها إلى المديرة
فاطمة، انا عايزة انزل البيبي
المديرة، ليه كده ي بنتي غيرك بيتمنى ضفر العيل
فاطمة، طب لما يكبر هقول إيه اقولو ابو…
صمتت ونظرت إلى تالا التي تتابع حوارهم باهتمام ولكنها لم تفهم
المديره، لازم تخليه ي حبيبتي ربنا هيحاسبك عليه
اومات لها فاطمة ونظرت إلى صغيرتها وطبعت قبلة على راسها.

مرت عليها ثلاث شهور على وجودها في الميتم ولكن كانت تنتبة كل يوم إلى تالا التي بدات قليلا قليلا تبتعد عن العالم وفي يوم دخلت الشرطة إلى الميتم
المديرة، ممنوع حضرتك تدخل الميتم كده
الضابط، احنا عايزين شخص وهنطلع بية برضاكم او غصب عنكم
المديرة، ممكن اعرف مين الشخص ده
الضابط، فاطمة خالد
المديرة بصدمة، ليه هي عملت حاجة
الضابط، معرفش هي مطلوبة وخلاص
المديرة، بس هي حامل
الضابط، متخافيش احنا مش هناذيها.

تقدمت فاطمة وهي تحمل تالا
فاطمة، انا جاية معاكم
تالا، وانا كمان
فاطمة، معلش ي حبيبتي خليكي هنا
تالا، لا انا جاية
فاطمة، قولت لا خليكي
نزلت تالا وذهبت إلى سيارة الشرطى وركبت بها
المديرة، خلاص خوديها معاكي وانا هاجي وراكم
ذهبت فاطمة وجلست بجانب تالا وذهبو إلى مركز الشرطة دخلت فاطمة معها مديرة الميتم وتركو الصغيرة في الخارج كانت تالا تنظر لكل ما يحدث حولها بنظرات غامضة تقدمت إلى الباب لتسمع.

المديرة، ممكن اعرف مين اللي عما كده
الضابط، حسن اكرم القاضي
فاطمة، ايييية حسن يعمل كده
لم تفهم الصغيرة سوى شئ واحد ان والدها هو المتسبب في وجود والدتها هنا تقدمت خطوتان وقفت في احد زوايا القسم تحفر هذا المشهد في راسها بادق تفاصيلة تنظر لهم ولم ينتبة احد لها تسمع كل ما يقال عادت وهي مازالت مصدومة إلى مكانها بعد مدة خرجت فاطمة ومعها المديرة
فاطمة، يلا ي تالا هنروح.

اومات لها تالا بصمت تام وما ان نهضت من مكانها حتى وقعت مغشية على الارض مرة اخرى
ركض الجميع حول الصغيرة حملوها سريعا وذهبو إلى المشفى خرج الطبيب بعد مدة
الدكتور، واضح ان عندها مرض في القلب وحصلت ليها صدمة عصبية فهي رافضة النطق
فاطمة، يعني مش هتتكلم
الدكتور، لا هتتكلم بس وقت ما هي تحب ويا ريت محدش يغصب عليها
المديرة، حاضر
الدكتور، انا هديكي كام نصيحة لازم تمشي عليها
فاطمة، اتفضل ي دكتور.

الدكتور، ممنوع الاجهاد الجامد متلعبش كتير متزعلش محدش يضغط عليها في حاجة ي ريت ده افضل لسالمتها النفسية
فاطمة، حاضر ي دكتور
الدكتور، ربنا يقومها بالسلامة
دخلت فاطمة إلى صغيرتة التي كانت تنظر إلى سقف الغرفة اقتربت وطبعت قبلاتها على وجهها
فاطمة، ي حبيبتي ي بنتي كل ده يحصل معاكي وانتي لسة صغيرة ي قلب امك ي بنتي
كانت تالا في عالمها الخاص فقط تسمع ولا تتكلم تنظر لهم بغموض عجز الجميع عن تفسيره.

اما في قصر القاضي كان حسن لا يفارق غرفتة يجلس بها طبع صورة لفاطمة وتالا بحجم كبير وعلقها على جدار غرفته كان الجميع يشفق على حالته وحاولو ان يغيرو راي اكرم ولكن لا محال في تغير القدر ذهب حسن إلى شقته دلف إلى حجرة ابنته تذكر كيف كانت تنط على الفراش وترمي الالعاب وتضحك وكيف تركض اليه عندما يدخل وكيف تبكي وتبتسم شعر بدموعة التي تنزل رغما عنة تمدد على الفراش واصبح يتذكر كيف تهرب من شرب الحليب وتستخدم ذكائها وحيلها لخداعهم تارة يبكي وتارة يضحك نهض وتوجة إلى غرفة فاطمة اصبح يتلمس كل شئ بها نظر إلى دبلتها التي اهداها لها في يوم زواجها كان يحفظها في جيبة امسك حقيبة وجمع بها القليل من العاب طفلتة وملابسها وملابس زوجتة واحضرها إلى الفلة.

اكرم، استني عندك ممكن اعرف هتفضل كده لحد امتى
حسن، لحد ما امو*ت
اكرم، مش ملاحظ انك بتزيد فيها
حسن، اسف
روفيدة، إيه الشنطة ديه ي حبيبي
نزل حسن على ركبتية وفتحها لتظهر العاب طفلتة.

حسن، العاب تالا اللي اتحرمت من اني اشوفها طول عمري ولا ديه كمان حرام عليا هدوم مراتي ولا هي كمان بقت متحرمة عليا زي ما الحياة بقت متحرمة عليا انا سبت كل حاجة خسرت بنتي ومراتي ومش عارف هما فين ولا عايشين ازاي ولا بياكلو ولا مياكلوش ولا بينامو ازاي
روفيدة، خلاص ي حسن اطلع فوق على اوضتك.

اخذ حسن اغراضة وصعد إلى غرفته دخلت عليه امل كالعادة محاولة ان تغير مزاجة ولكن هي لم تعرف ماذا تفعل فهو محق ودخل معها الطفلان هشام ويزيد
يزيد، خلاص ي عمو متزعلش
بابا
لف حسن وجهه ليجد هشام
هشام، ممكن اقولك بابا
اوما حسن والدموع في عينية
اقترب هشام وحضنة اما حسن فعانقة بقوة لدرجة انه شعر بعظمة الصغير تكسر بسبب عناقة الطويل
امل، خلاص بقى ي حسن معلش.

بدء حسن يخرج قليلا للحياة ولكنة مزال حزينا على فراق زوجتة وصغيرتة كان يوم حسن يذهب صباحا إلى العمل ينهي عملة ثم يعود إلى شقتة كما كان يفعل في الماضي ثم يعود مرة اخرى إلى شركتة ثم يذهب إلى الفلة يساعد الصغيرين ثم يذهب للنوم.

كانت تالا جالسة امام الغرفة تسمع صراخ والدتها في الداخل بسبب هذه الولادة كانت تالا تقف فقط لا تتحرك لم تنزل لها دموع منذ زمن بعيد ابتعدت عنهم وذهبت إلى الحديقة الخاصة بالميتم وجلست على الارض العشبية ونظرت إلى القمر والسماء بنظرات خاليه
تالا تالا
لفت تالا وجهها لتجد احد فتيات الميتم
نهضت تالا واقتربت منها
الفتاه، مامتك جابت بنت.

ذهبت تالا بخطوات تشبة الركض إلى غرفة والدتها لتجدها تجلس على الفراش والجميع حولها يهنئونها على الصغيرة
سندس، تعالي ي توتو شوفي ماما جابت بنت
تقدمت تالا وجلست بجانب الصغيرة ثم مسحت على راسها وقبلته
احد الفتيات، هتسمو البنوتة إيه
نطقت تالا بخفوت، تالين
فاطمة، قولتي حاجة ي حبيبتي
تالا، تالين اختي تالين
ابتسمت فاطمة برحب فهذه اول مرة تتحدث تالا من اشهر
فاطمة، خلاص تالين علشان تالا
اومات تالا بخفة وابتسامة.

سندس، اسلام هيفرح اووي لما يعرف ان تالا رجعت تتكلم تاني
فاطمة، اه صح احنا هنمشي من هنا امتى
المديرة، انتي لسة والده ي حبيبتي
فاطمة، الحمد لله يعني على اخر الاسبوع كده
المديرة، براحتك
تالا، هنروح فين
فاطمة، هنروح نعيش في شقة جمب خالتو سندس واسلام وعمو علي
اكتفت تالا بالايماء.

كان يستقبل هو واخوة عزاء والدهم المتوفي من اسبوع واحد انتهى العزاء ودخل الجميع إلى الداخل لتجتمع عائلة القاضي بنقص لاكبر افرادهم وهو اكرم القاضي نعم ي سادة لقد توفي قطعت الصمت روفيدة
روفيدة، حسن
حسن، نعم ي امي
روفيدة، تقلب الدنيا على مراتك وبنتك ويجي يعيشو معانا هنا
عزيز، إيه بس بابا.
روفيدة، الله يرحمو خلاص توفى وانا هنا المسوؤلة وانا هنا اللي هقرر
فاتن، بس عمي كان رافض.

روفيدة، دلوقتي عيلة القاضي هي اللي بتتكلم انتي إيه حشرك
يزيد، ايوة ي عمو حسن احنا عايزين طنط فاطمة
هشام، ايوة ي بابا وكمان تالا
روفيدة، تدور عليهك وتجبهم وتيجي
نهض حسن والابتسامة تكاد ان تصل لاذنية
حسن، حاضر ي ماما.

انت في الصفحة 6 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل