
خالد… اتفضل يا عمي واخذ فهد الشارد في عالم أخر من يده وخرجا سويا ً كل هذا تحت نظر تلك المستغربه من تصرف عمها وبكاء زوجته
رقيه وهي تمسح دموعها … ربنا يعديها على خير ويهديك يا عماد ثم وجهت حديثها لوتين تعالى يا حببتي كولي
فلم تجد منها استجابه
رقيه … مالك يا وتين في إيه
أخذت وتين تتنفس بسرعه كأنها في سباق وشريط هذا اليوم يمر أمام عينيها وهي تنهج والدموع تتساقط كازخات المطر على وجنتيها وضعت يدها علي أذنيها واغمضت عيونها بكل قوتها وأخذت تصرخ بكل ما أوتيت من قوه حتي فزعت رقيه وحاولت ضمها لها ولكنها أبت واخذت تردد تلك الكلمات التي كانت ترددها ذالك اليوم المشؤوم حرام عليك أبعد عني بالله عليك كفايه بالله متعمل كدا فيا هكرهك لااااااااااااااااء فهههههههههههد لااااااااااااااء ثم اغم عليها وهي بين يدي رقيه التي أخذت تصرخ باسم عماد الذي اقتحم الغرفة معه خالد وفهد والطبيب احمد والطبيب النفسي
عماد… بنتي جرلها إيه انطقي حصل لها إيه
ابعده الطبيب … واخذ خالد يهدأه … أهدي يا عمي خلي احمد يكشف عليها ويشوف شغله
زياد الطبيب النفسي لرفيه … ممكن أفهم حصل إيه بالظبط
قصت عليه رقيه ما حدث
كشف عليها احمد … بتنهيده إنهيار عصبي هديها حقنه تهديها وهتنام
رقيه بسرعه … دي مأكلتش حاجه
احمد … مش مهم هعلقلها محلول لازم تنام
زياد ايه إللي حصل
زياد … غالباً رجعتلها الذاكره وافتكرت أحداث يوم الفرح
عماد وهو متوجه نحو فهد الغائب عن العالم وعينيه متشبسه بمعشوقته
عماد هجم على فهد … وديني لقتلك يا جبان بنتي لو جرلها حاجه تاني هأتلك موتك هيكون على ايدي دمرتها منك لله
خالد يحجز بين فهد المستسلم وعماد الثائر … كفايا يا عمي إللي بتعمله دا غلط أهدي واخذ حقنه مهدء من يد احمد الذي ساعده في السيطرة علي عماد وحقنه بها حتي هدء واجلسه علي الاريكه وممده عليها ليهداء تماماً
رقيه … ببكاء عماد ماله يا خالد رد عليا متوجعش قلبي
خالد … متقلقيش هو بس متعصب ودا غلط عليه علشان القلب أنتي عرفه حالته هينام دلوقت لحد ما يهدي تكون وتين فاقت نشوف حالتها ايه تدخل زياد … لو رجعتلها الذاكرة يبقي لازم نبعد عنها أي حاجه تفكرها باللي حصل وأشار لفهد الذي مازال على حالته
نظر خالد لأخيه بحزن علي حالته وتوجه إليه يحدثه ليفيق من شروده ..
خالد … فهد .. فهد يلا نخرج مش لازم تفضل هنا فهد فوق بقي
فهد وهو يهز رأسه ويتحدث بهزيان … لأ لأ مش هسبها أنا .. أنا اسف والله اسف أنا غبي غبي بس خليها تسمحني أنا خايف هي .. هي قالت هتكرهني لو. ..لو .. واجهش في البكاء بصوت عالي وجسده يرتعش من شدة انفعاله ضمه خالد لحضنه واخذ يربت على كتفه كفايا كفايا يا فهد أهدي وأن شاء الله خير يا حبيبي وتين هتفوق وهتكون كويسه بإذن الله
فهد من بين شهقاته … كرهتني وتين كرهتني ياخالد وأنا السبب أنا استاهل أنا حقير وغبي مسمعتهاش مرحمتهاش وهي بتترجاني مش هتسمحني عارف أنها مش هاتسمحني بس أنا مش هسبها هعمل المستحيل علشان تغفرلي غبائي وتسامح أنا بحبها أوي يا خالد لأ أنا بعشقها أنا هموت لو بعدت عني قولها تسامحني واخذ ينظر لمن حوله قوللها تسامحني أنا بعشقها واخذ ينهار في البكاء فسحبه خالد بمساعدة زياد وأحمد لغرفته حتي يهدأ
مر وقت طويل وفهد على حالته كما أن وتين لم تفق بعد وكانت رقيه تجلس بجوارها طاره وطاره آخري بجوار زوجها والطبيب احمد يتنقل بينهم وفهد ليطمأن على وتين وعماد ليطمأن فهد عله يهدأ قليلاً أو ينام بعض الوقت فقد بدي عليه التعب والاجهاد ولكنه لم يستسلم للنوم ولم يغمض له جفن أو يرتاح قليلاً بل ظل يهزي ويتدرع لله طالبا ً منه المغفرة وأن يجعل قلب معشوقته يغفر له غبئه وذنبه بحقها وأن يحفظها وابنهم الذي تحمله بداخلها وكلما تصور رد فعلها عندما تذكرت يرتجف خوفاً من فقدانها ونظرة عماد له ترعبه فكرة أنه سوف يبعدها عنه ويرغمه على تطليقها وإلا يزج به في السجن لم يأبه بسجنه ولكن جُن من فكرة فقده لمعشوقتة
حضرة أمه عندما ابلغها خالد بما حدث تمزق قلبها لرؤيتها لولدها في هذه الحالة التي تمزق نياط قلب كل من يراه حتي أن الأطباء والممرضات بالمستشفى تمزق قلبهم حزناً عليه وعلى وتينه
عند رقيه بدأ عماد أن يفيق من تأثير المهدء فجلست رقيه بجواره
رقيه بتوجس … حمدالله على السلامه يا عماد
عماد وهو يحاول أن يفتح عينيه و بجنود … فين وتين
رقيه … نائمه لسه ما فقتش
عماد بحده … أول ما تفوق هنمشي من هنا
رقيه …بس حلتها لسه … اسكتها عماد بنظرته
عماد … كلامي يتسمع مش عايز نقاش وكفايا إللي عملتيه
رقيه بدموع … يا عماد اسمعني البنت حالتها صعبه ولازم تكمل علاجها مش هينف……
عماد بحده وعصبية … قولت ما فيش نقاش واه البيه إبنك نجح وسافر بره هرب بعد ما دمر البنت جبان وهيفضل طول عمره جبان هرب من عقابي بس هيروح مني فين مسيره يرجع
رقيه … وأنت عرفت منين
عماد … من شريف صحبه قبلته انهارده
رقيه بأستفسار … وسافر فين
عماد … كندا عند أخو شريف متخيل أنه بكدا هرب وبعد عن أيدي
رقيه وهي تبتلع ريقها فلأول مره تري عماد يتحدث بهذه الطريقه ويتوعد بهذا الشكل
عماد بخبث … أه صحيح هي مش شهد هتولد اليومين دول لازم تسفريلها وتكوني معاها
رقيه بأستغراب … ليه هي مش هتيجي تولد هنا زي ما ولدت زين
عماد … لأ أنتي هتسفريلها قبل ما تيجي وتقعدي معاها لحد ماتولد
رقيه … عماد أنت عايز تمشيني بالزوق وتبعدني عنكم طب ليه أنا عملت إيه وبعدين مين هيراعي وتين لما ترجع البيت لما أنا أسافر واسيبها
عماد وضيق عينيه … علي أساس أنك رعتيها هنا ثم أطلق تنهيده حاره متقلقيش عليها أنا هفضل جنبها مش هسيبها يلا جهزي حاجتها علشان لما تفوق هنمشي وأنتي أنا هحجزلك تسفري لبنتك بكره
رقيه … بس
عماد … مبسش خلص الكلام يا روكا هه خلص خلاص اجهزي يلا
فزعت رقيه من طريقة عماد ولم تجد أمامها حل سوي تنفيذ أوامره ولكن خطرت ببالها فكره وعزمت على تنفيذها ……..
يتبع
إيه رأيكم في تصرف رقيه مع وتين وفهد
وياتري وتين لما تفوق حالتها هتكون إزاي وهتغفر لفهد وتسمحه
وفهد هيقدر يشوفها ويحكلها اللي حصل معاه من ريم وحازم
وايه هي خطة عماد وليه الغموض إللي هو فيه وليه عايز يبعد رقيه ويسفرها بعيد
وايه هي الفكرة إللي رقيه هتنفذها وهتنجح فيها ولا لأ
هنشووووووووووف
الجزء السادس والعشرون
تتحدث بهمس الحق وتين عماد هيخدها من هنا أول ما تفوق ومش هتعرفو توصلولها تاني أبدا ً أنا كمان مش هكون معاها ومش هعرف مكانها عماد قرر يعاقبني زي ما هيعاقب فهد ويحرمني منها هو قطعلي تذكرة أسافر عند شهد لحد ماتولد بس أنا عارفة أنه مش هيرجعني تاني حياتي هتدمر من غيره وبعيد عنه وعن وتين أنا ممكن أموت أرجوك يا خالد أعمل حاجه متسيبوش يخدها من هنا
خالد … أنتي بتقولي إيه يا طنط رقيه دا فهد يموت فيها هو إزاي عايز يعمل كدا
رقيه… دا إللي هيحصل أنا بكلمك دلوقت من الحمام خايفه يسمعني ويبقي العقاب أشد تعالي بسرعه وامنعه .. أه متقولش لفهد
خالد… حاضر .. حاضر أنا جاي بسرعه
خرج خالد سريعاً بعد ما طلب من احمد وزياد أنهم يفضلو بجوار فهد حتي يعود واتجه لغرفة وتين التي فتحها بقوه ولكنه لم يجد بها أحد أخذ يلف بها قام بنداء على رقيه
خالد … طنط رقيه … وتين انتم فين
خرجت رقيه من الحمام
رقيه … خالد كويس أنك جيت بس فين وتين وعماد أنا سبتهم هنا ودخلت الحمام علشان أكلمك بعيد عن عماد
خالد بعصبيه… يعني إيه هما راحو فين
رقيه … مش عارفه واخذت تبحث في الغرفة
رقيه… كل حاجة وتين مكانها و… و… تذكرة سفري اهه سبهالي ونزلت الدموع من عينيها كجمرات تحرق خديها ..سبني عماد سبني ومشي
وجد خالد ورقة مطويه تحت مخدة وتين فتحها وقراء محتواها… لأ مش ممكن إزاي يعمل كدا حرااااااام حرام عليه كده بيموتهم كلهم كدا أزاها هي وفهد وابنهم ليه .. ليه يعمل كدا
رقيه بدموع … أنا السبب يارتني ما خبيت عليه أنها فاقت كان زماني معاهم حرمني منها ومنه لأ أنا اللي حرمت نفسي أنا استاهل
خالد … لازم القاه فهد هيموت وهي حالتها لسه تعبانه خرج بيها ازاي من هنا طيب هو ممكن يكون رجع بيها البيت
رقيه … أخذت تهز رأسها بمعني لأ
خرج خالد ونده علي الممرضه سألها عن وتين
خالد … المريضه إللي كانت هنا راحت فيييييين
الممرضه أنا لسه مستلمه الشفت يادكتور ومعرفش حاجه مشوفتهاش
خالد … والزفته إللي كانت هنا راحت فين
الممرضه… اكيد روحت
تركها خالد وذهب لحجرة المراقبه
وكما توقع عماد يعلم جيداً بأنه هناك كاميرات مراقبه فكان ينظر للكاميرات ويبتسم وهو يسير ويدفع وتين علي كرسي متحرك حتي خرج من القسم بل من المستشفى بالكامل وأخذها في سيارته واختفي
كان خالد يشاهد تسجيل الفيديو وهو يشد على شعره حتى كاد يقطلعه من رأسه
خالد … لازم ترجع قبل ما فهد يفوق وإلا حالته هتدمر أعمل إيه … أه
وفتح تليفون اتصل بصديق له ليتابع سيارة عماد ويعلم أين هم
(هل عماد بالسذاجه دي لأ طبعاً عماد محامي عقر ومش سهل يقع )
وعده صديقه بأنه سيتابع السياره بنفسه ويخبره بأي معلومات فوراً
ذهب خالد لرقيه التي مازالت علي حالتها تبكي في صمت واخذ يهدأها فهو يعلم مدي حبها لوتين وعشقها لزوجها ورفيق دربها ولكن ما بيده حيله سوي مواساتها واتصل على والدته لتحضر وتكون بجوار رقيه في هذا الوقت والتي هلعت مما سمعته من خالد وزاد خوفها علي ولدها وحفيدها وعلي تلك المسكينه التي أصبحت لعبه في يد عمها
فاقت رقيه من شرودها على حوار خالد مع أمه
رقيه برفض تام … متخليهاش تيجي أنا مشيا لازم انفز عقوبتي لأني استحقها بس هروح بيتي أودع ذكرياتي مع أحب الناس ليا عيلتي إللي دمرتها بغبائي
خالد بشفقه عليها … أنا هوصلك مش لازم تنزلي لوحدك ويمكن عمو يكون هناك اطمن علي وتين
رقيه … بلاش ممتك زمنها جايا
خالد … تقعد مع فهد على ماجي يلا بينا هستناكي تحت عند العربيه
جمعت رقيه اشيائها وأغراض وتين واختضنتها بحب امومي والدموع تنهمر من عينيها كشلال يفيض دمعاً خرجت من الغرفه وهي تجُر قدميها جرا ً حتي وصلت لسيارة خالد الذي قادها مسرعاً عله يجد مبتغاه ويكون عماد عاد بوتين للمنزل ولكن هذا حُلم سعب تحققه
وصل للمنزل المظلم إلا من اضائه خافته فتحته رقيه بوهن وحزن واضائة الأنوار دخل خالد يبحث في كل مكان ولكن دون جدوي
رقيه ما تتعبش نفسك هههه عماد خلاص خطط ونفذ أنا عرفاه كويس لما بغضب بيكون بركان غضبه محدش يقدر يقف قدامه متفتكرش علشان ساب فهد الفترة إللي فاتت يكون نسي عقابه لأ العقاب لسه جاي هو بس أجله لحد وتين ما تفوق ويقدر ينفذ عقابه مش فهد لوحد حتي حازم إبنه هيتعاقب كل إللي جي على وتين وظلمها هيتعاقب وتين عنده أحب ليه من شهد لأنها أمانة أخوه
خالد … ليه .. ليه بتقولي كدا
رقيه… أنا بس اللي شوفت وعرفت عماد لما بيغضب وبيعاقب لما أهل شادي جم علي شهد بنتي عمل إيه حرهم بنارهم ما وسخش أيده لكن دمرهم باعملهم لحد ما شفي غليله منهم هو مظلمش حد ومأذاش حد بس ظهر الحق وحتي لما حب يخلص بنته من اللي عايزه تخرب بيتها وتسرق جوزها ممدش أيده خلي أهلها هما إللي يعقبوها واهه لسه بتشرب من كاس عقابها
خالد بعدم فهم … مش فاهم تقصدي إيه معقول عمي عماد بالجبروت دا
رقيه وهي تهز اسها … لأ مش جبروت دي حكمه هو ماشي عليها أصعب عقاب للإنسان لما هو يعاقب نفسه أو أقرب الناس ليه عما يكونو عقابه
خالد… ياااااه بس دا عقاب صعب
رقيه…. ومش صعب إللي حصل في وتين ومش صعب إللي حصل في شهد ومش صعب خيانتي لزوجي ورفيق عمري هو مش بيعقبني أنا بس هو بيعاقب نفسه معايا بل عقابه أشد كمان أنا هيسبني مع بنتي واحفادي لكن هو لوحده مع وتين وهي روح مدمره هيعاني معاها لحد ما جروح روحها تطيب
خالد… طب وفهد
رقيه … حرمانه من عشقه وابنه اكبر عقاب أكبر من السجن نفسه
خالد بحزن علي أخيه فهو يعلم مدى حبه لوتين وشعوره بالندم لما اقترفته يداه في حقها
خالد … بس كدا فهد هيتدمر
رقيه…. ودا أصعب عقاب هيناله يعيش ميت من الندم والحزن
خالد … بس مش ذنبه لوحده حازم كما……
رقيه … متكملش حازم اتعاقب أشد عقاب الغربه اليتم الهروب من أقرب الناس ليك الخوف في كل لحظه تعيشها خايف يعرفو مكانك خايف من الموجهه والندم دول كلهم قدرين يدمروه فكرك هو سافر كدا بالساهل … لأ. .. عماد هو إللي خلاه يسافر هو إللي زرع في عقله فكرة الهروب
خالد باستغراب … إزاي