
تجمعوا على طاولة الطعام ويترأسهم كبيـر العائلة
«ثروت المُرشدي»…
تنحنح بـخشونة قائلًا بـصوته الحاد
– ياسين فين يا أماني.
وضعت بـطبقه قطعة جبن وهي تقول
– نازل الوقتي يا حَج.
ضرب على الطاولة بـعنف هادرًا
– يبقى محدش يحط لُقمة في بُقه قبل ما الكل يتجمع!
تحدثت «براعم» وهي الأخت الأصغر
– ايوه يا بابا بس انا عندي امتحان لازم آكل بسرعة.
لانت نبرته ورمقها بـحنان قائلًا
– لا إذا كان كده ابدأي انتي يا حبيبتي.
نظر له ناصر بـفاه فاغـر وهو يميل بـرأسه غير مُصدقًا، لاحظه ثروت فـ قال بـخشونة
– ايه متبصليش كده، البت جعانة!
هتف ناصر
– دا على اساس اننا فطرنا من ساعة مثلًا؟ ما كلنا جعانين يا حج.
انبعث صوت رجولي أجش ذو بحة خاصة مُميزة من على الدرج
– السلام عليكم.
ردد الجميع بهمسٍ
– وعليكم السلام.
علىٰ صوت ثروت وهو يجيب
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تعالى يا ياسين افطر.
وقف «ياسين» أمامهم بـ حِلتهُ السوداء المُثيرة وقـال بـإقتضاب
– لأ افطروا انتوا.
صـاح ناصر بـإنفعال
– نعم يا أخويا، احنا متحنطين هنا على ما تنزل عشان نفطر!
نهرته أماني بـعنف
– نـاصر.
ابتسـم ياسين بجمود وأجـاب
– لو كنت عايز تبدأ من غيري كنت بدأت.
تدّخل ثروت في الوسط وأردف
– كلام ايه دا يا ياسين، انت عارف اننا لازم نتجمع كل يوم على الأقل مرة!
زفـر ياسين بـحنق وهتف
– تمام تمام..اللي انتوا شايفينه، سلام.
ألقى كلماته المُلخصة وارتدى نظارته الشمسية خارجًا من المنزل، بينما ربتت أماني على ذراع ثروت تواسيه بـ :
-معلش يا حَج، لسه جرحه مخفش برده.
تنهد ثروت بـتعب وتحدث
– عارف يا أماني، عارف.
هبط الصغير ركضًا على الدرج وهو يصيح بـحماس
– ماما يا ماما.
استدارت له أماني وقـالت بتعجب
– في ايه يا آسر؟
تحدث آسر بـحماسه الطفولي
– وداد قالتلي إن فيه عيد ميلاد انهاردا.
أومـأت أماني وابتسمت بـحنان قائلة
– ايوه يا حبيبي…عيد ميلاد أخـوك ياسين.
انتقل نظر آسر بين الوجوه باحثًا عن شقيقه، تنهـد بإحباط عندما اخبـرتهُ وداد التي جاءت من خلفه تحتضنه
– اكيـد مشي يا آسر
ربتت على كتفه وتابعت
– بس متقلقش، جهزله هديته وهيجي بليل تديهاله.
عادت البسمة تحتل شفتيه من جديد مُبتسمًا بتفاؤل..