منوعات

حب تحت الرمال ( جارتى الصغيرة ) الاول

ابتسم يحيى لردها الصريح ، و ابتسم أكثر عنالفرحةا لاحظ احمرار وجنتيها خجلا مما قالته .
يحيى بعد تفكير : طب بلاش عيوب ، قوليلي انتي شايفاني ازاي ؟
فاتن بعفويه : أنا شايفاك حد كبير و بتعرف كل حاجه و بحسك بتفهم جدا ، عندك مبادىء و طموح و حاجات كتيييير ، و مش عارفه ازاي انت اصلا بتفكر ترتبط بيا ، حاسه إني حاجه هبله كده جنبك .
_
لم يتوقع يحيى أن تكون إجابتها بتلك الصراحه أو العفويه التي لامست قلبه ، فإن كانت لديه مخاوف بشأن تسرعه في الحكم على مشاعره تجاهها ، فكلامها الآن بدد كل تلك المخاوف .
خانته الكلمات ، بقى محدقا فيها ، لتقول بحرج : ايه كلامي دايقك !
أجابها يحيى : بالعكس ..
سألته : طب قولي انت ليه مش بتحب طريقة لبسي ..
يحيى بعد تفكير : بصي أنا شايف نأجل كلامنا دلوقتي عن لبسك ..
فاتن مداعبه : كلامنا عن لبسي ، الظاهر إن لبسي ده موضوع حساس جدا و خطير .
يحيى مبتسما : ما هو دلوقتي مش هينفع أطلب منك تغيريه الا لما نرتبط رسمي ..
فاتن مستفهمه : لا عادي ، و بعدين أنا تقريبا دلوقت فهمت ، انت تقصد يعني اتحجب ، صح !
يحيى بتردد : طب هو انتي مفكرتيش فالحجاب قبل كده .
رفعت فاتن كتفيها و أجابت : بصراحه لا ، بس لو انت مصر ، ممكن أجربه ..
_
يحيى بضيق : أولا انتي لو هتتحجبي لازم يكون عشان انتي مقتنعه بالحجاب ، مش تلبسيه يومين و لو معجبكيش تقلعيه ..
فاتن مبتسمه : امممم شكل الموضوع ده مهم اوي بالنسبالك ، طب خليك جدع و اقنعني بيه ..
يحيى بجديه : أرجوكي متهزريش فالموضوع ده ..
أومأت فاتن : آسفه ، بس أوعدك إني هافكر جديا فالموضوع ، ايه رأيك بقى .
ثم أضافت : يلا مش هتفك التكشيره دي بقى ..
ابتسم يحيى : و أنا هاساعدك و إن شاء الله هتلبسيه باقتناع .
ضحكت فاتن : عارف حتى لو اقتنعت ، هاعمل ساعتها ايه فماما ، دي طردت اعز داده عندي عشان مره نصحتني وكلمتني عن الحجاب و كانت عايزاني ادخل فجروب لتحفيظ القران..
أحس يحيى بالضيق الشديد ، لأنه و عن قصد أراد أن يتناسى حقيقة والدتها ، و لكنها ستبقى موجوده على الدوام شاء أم أبى .
يحيى محاولا تحفيزها : المهم انتي تقتنعي و لو اقتنعتي هيبقى سهل عليكي تقنعي والدتك باذن الله .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
أشرفت نوف على إعداد مائدة العشاء لضيوف والدها ، سالم عبدالعزيز و ابنه تركي ، أما زوجته جيداء ففضلت المكوث في بيت أهلها ، و احتارت نوف هل تجلس و تشاركهم العشاء ، أم الأفضل أن تمكث في غرفتها ، لم تطل حيرتها كثيرا فلقد أصر والدها على حضورها العشاء ..
التزمت نوف الصمت ، مفضله الاستماع إلى حديث والدها مع صديقه ، ليقول تركي : ايش فيك نوف ، ليش ما تحكين …
رفعت نوف كتفيها بلامبالاه : ابدا ، حابه اسمع و ما عندي شي قوله ..
تركي مبتسما : معقول في بنت ما عندها شي تقوله ، انا اخواتي ما يبطلون كلام ، يا ريت جبتهم معي يتعلمون منك شوي …
ضحكت نوف برقه : الله يخليهم الك …
تركي : طيب انتي شنو تدرسين ..
نوف : بيزنس ..
تركي باعجاب : و انا كمان درست بيزنس ، يعني حتى الحين بينا شغلتين مشتركتين .
نوف باستغراب : ما فهمت شنو الشغله الثانيه ..
تدخل والد تركي مداعبا : انكو الاتنين ما تحبون الكلام و الرغي الكتير ..
_
ابتسمت نوف ناظرة لتركي الذي بادلها الابتسامه ، ثم أشاح بوجهه بعيدا بطريقه أثارت استغرابها ..
لينتهي العشاء و هو على حاله تلك ، و كأن شيئا أقلقه أو عكر مزاجه ، انتقل والدها مع ضيوفه إلى الشرفه لتناول القهوه التي أعدتها خصيصا بناء على رغبة والدها ، كانت في المطبخ عنالفرحةا دق أحدهم الباب مستئذنا ..
التفتت لتجد تركي يقف على الباب واضعا يديه في جيبي بنطاله و ناظرا للأرض بشكل ملفت للانتباه..
سألت نوف بحرج : خير ، تبغي شي أحضرهولك ..؟
تركي و مازال ينظر للأرض : عم طلال ، تعرفينه صديق والدك ، جه الحين ، و والدك بعثني مشان اخبرك تعملي حسابه فالقهوه معنا ..
أومأت نوف ، ثم استدركت أنه لن يرى حركتها تلك بسبب نظره المصوب للأرض ، فقالت : تكرم ، دقايق و القهوه تكون جاهزه ..
تركي : طب انا هاستنى فالصاله مشان اخد القهوه ، اول ما تخلصي نادي علي ..
نوف : لالا ما تعذب حالك ، أنا راح جيبها لعندكم ..
حينها رفع عينيه عن الأرض لتلتقي نظرته الحرجه بنظرتها المتسائله ، ليقول : احم، ما اعرف كيف اقولك ، بس يا ريت تعدلين حجابك ..
فغرت نوف فاهها ، ثم قالت مدافعه بعد أن تحسست حجابها : حجابي زين و فمكانه ..
_
عقد تركي حاجبيه ، قائلا بضيق : من ورا ، شعرك كله نازل على ظهرك و من احنا نتغدى ، و من ثم خرج مسرعا.
بعد خروجه ، قامت نوف بتعديل حجابها بعد أن أعادت تجميع شعرها في شنيون بسيط كالذي صففته هذا الصباح و لكن باحكام هذه المره حتى لا يعود و ينسدل من جديد دون أن تشعر به ، فعلى ما يبدو أن ضيف والدها شديد الملاحظه و أيضا الضيق من رؤيته لانفلات شعرها دون قصد منها .
أعدت القهوه ، و اتجهت إلى الشرفه حيث يجلس والدها برفقة ضيوفه ، حيتهم و وضعت القهوه منصرفه بسرعه بعد أن وصلتها رساله من أنس يطلب منها أن تحادثه فورا …
و في غرفتها ، أضاءت حاسوبها و الكاميرا لتحادث أنس الذي بدا عليه الضيق ..
أنس باقتضاب : ازيك ..
نوف بقلق : الحمد لله ، انت اللي ازيك ، شكل في حاجه مدايقاك ..
أنس : أصل الناس عايزه فلوسها و زي ما انتي عارفه الحرامي خاد كل اللي حيلتي ..
شهقت نوف : يااه ده انا نسيت اطلب من بابا ، بس و لا يهمك الليله ان شاء الله هاطلب يحولي فلوس عحسابي فالبنك ، و بالكتير يومين و يكونوا عندك ..
ابتسم أنس : ربنا ما يحرمني منك يا أحلى و أجدع نوف فالدنيا ، أنا من غيرك مسواش حاجه ..
ابتسمت نوف ، ليقول أنس : ايه بقى مش هتشيلي البتاع ده عن شعرك ، عايز امتع نفسي بجمالك ..
_
لثوان تذكرت نوف انزعاج تركي من رؤيته لجزء من شعرها ، و لكنها سرعان ما نحت تلك الحادثه من رأسها ، و قالت : معلش أصل عندنا ضيوف ..
أنس : طب عظيم ، كده باباكي مشغول و انا و انت يا جميل نقدر ناخد راحتنا ..
نوف بضيق : بالعكس ، انا مضطره انهي الاتصال لان بابا هيحتجاني ، يعني عشان اشوف طلبات ضيوفه ، اصل الست حصه راحت عند اهلها و مش بتسمح للخدامه تعد هنا الا للمغرب طالما هي مش موجوده فالبيت
أنس متأففا : طب اول ما تفضي كلميني ، ضروري ..
أومأت نوف منهية الاتصال بعد أن سمعت نداء والدها .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
دقات قلوب تعشق للمره الأولى ، ، تتقلب ما بين الغبطه و الالفرحة ، الفرحة من أن يتحكم العجز من عالفرحة المقدره على تغيير الواقع ، و تغيير أفكار متأصله في قلوب أخرى تدق بالحب لنا و لكن حب من نوع آخر ، ربما في أحيان كثيره يتجاهل حقنا في الاختيار ….
ابتسمت ديما الجالسه بجوار ليلى تتبع ما تكتبه الأخيره على صفحة الفيس بوك ، ثم قالت بحزن : كلام جميل اوي يا ليلى ، بس ليه حاسه انك فقدتي الأمل ….
تنهدت ليلى بأسى : ما انتي شفتي بابا حبسني هنا ازاي ، ومصمم اتجوز الزفت اللي اسمه تميم..
أطرقت ديما مفكره : طب تحبي اكلم ماما و بابا يكلموا عمو عبدالرحمن…
_
قاطعتها ليلى : لا يا قمر متشغليش بالك انتي لسه صغيره عالهم ده ، و بعدين تعالي هنا انتي مش كنتي عايزه تسجلي رقم يحيى و لؤي عندك ، اجري هاتي الموب بتاعك عشان تسجليهم..
ابتسمت ديما و اسرعت لاحضار هاتفها لتسجيل الأرقام ، أو بالأحرى رقم لؤي ، فلقد أحرجت أن تطلب رقمه وحده لذا اضطرت أن تطلب رقمي ابني خالتها حتى لا تثير الاستغراب لدى ليلى .
أنهت ديما حفظ الأرقام في هاتفها ثم عادت للانخراط في الحديث مع ليلى و محاولة التخفيف عنها ، ليقطع استرسالهما صوت جرس الباب .
ليلى بذعر : بس ميكنش تميم يارب مش هتحمل اشوفه دلوقت.
ديما باندفاع : أنا هشوفلك مين و اجي اطمنك .
و بعد ثوان عادت ديما و الابتسامه تزين ثغرها ..
سألت ليلى بقلق : مين ؟
صفقت ديما بمرح و أجابت : كِيييييينااااااان .
ليلى بانزعاج : ايه ده وطي صوتك ، زمانه دخل اوضة لؤي هيقول علينا ايه ..
ديما بعفويه : طب انا هاروح الصاله عشان معاد المسلسل جه ، ما تيجي تفكي عن نفسك شويه .
_
ليلى : لا انا ورايا مذاكره كتير ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كِنان باستغراب : مين البنت اللي كانت واقفه بتبص علينا.
لؤي مستفهما : بت مين ؟!!!!
كِنان : لما فتحت الباب كان في بنوته كيوت بتبص من ورا باب الصاله .
لؤي بانزعاج : دي ديما بنت خالتي جايه تعد معانا شويه عشان باباها فالمستشفى .
صرح لؤي بذلك ثم نهض من مقعده قائلا : معلش خمسه و راجعلك ها..
أومأ كِنان و ما إن خرج لؤي و على ما يبدو في اتجاه الصاله ، استغل كِنان الفرصه و انطلق في الممر المؤدي إلى غرفة ليلى .
وجد الباب مغلقا ، لم يكلف نفسه عناء القرع ، دخل مباشره لتشهق ليلى : انت مجن.ون رسمي و بعدين ازاي تدخل كده من غير ما تخبط ..
كِنان بعصبيه : مفيش وقت ، هاتي الورق اللي طلبته منك ..
_
ليلى : بس..
كِنان هامسا بفروغ صبر : الورق يا ليلى …هاتيه ..
ليلى : حاضر ثانيه بس ..
عبثت ليلى بمحتويات الدرج العلوي لمكتبها ثم اخرجت مغلف بني اللون و قالت : اهو اتفضل ..
كِنان : انتي موبايلك مغلق على طول ليه ؟
ليلى : بابا منعني من الموبايل ..
نظر كِنان إلى مكتبها : طب ما عندك نت اهو ..
أومأت ليلى ، ليقول كِنان : خلاص نتكلم عشره بليل فيس.. اوك.
ليلى باضطراب : اوك بس اخرج ابوس ايدك ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
نهضت ديما من مقعدها على الأريكه مفزوعه : سيب ودني سيب ودني ..
قال لؤي الفرحة : مش هسيب ودانك الا اما اعرف انتي مهتمه بكِنان كده ليه ..!!!!!
أدارت ديما رأسها لتطبق بأسنانها على كف لؤي..
و كانت النتيجه مرضيه ، فلقد أفلت أذنها قائلا : يا بت ال…
قاطعته ديما ملوحه بسبابتها في وجهه : بت اما تبتك ، احترم نفسك و بطل شغل العيال ده ..
نفث لؤي : انا بعمل شغل عيال ، طب يا محترمه يا كبيره يصح تبصي على راجل غريب عنك من ورا البيبان ، ده بقى شغل عيال و لا قلة ادب و لا ايه بالظبط…!
ديما مدافعه : انا مكنتش ببص على سي بتاع صاحبك ده ، انا كنت بشوف مين عالباب عشان خاطر ليلى كانت عايزه تعرف تميم و لا مش تميم ..
لؤي بانزعاج : طب بصيتي و شفتي مين ، ليه بقى تعدي تبحلقى لغاية اما يشوفك و تخلي منظري وحش ادامه …
همت ديما بالمدافعه عن نفسها مره أخرى و لكن منعها دخول زوج خالتها عبدالرحمن الذي قال : ايه صوتوكو عالي كده ليه …
أخبرته ديما عن توبيخ لؤي لها ، ليقول عبدالرحمن بسخريه : سيبك منه ده واد فاشل..
_
صاح لؤي مستنكرا : بابا ..
ضحك عبدالرحمن قائلا : ايه هتتكسف من بنت خالتك ما كل العيله عارفه انك ساقط ثانويه مرتين و داخل كلية الارجوزات ربنا يهديك يا بني ، و انتي يا ديما انتي ست البنات و البيت بيتك اعملي اللي يريحك تبصي مورا الباب ..الشباك و لو اخينا ده دايقك تاني قولولي و انا هملصله ودانه ..
ضحكت ديما مشاركه زوج خالتها دعابته ، غير مدركه حجم الألم الذي تسببته تلك الكلمات في نفس لؤي .
غادر لؤي الصاله متجها إلى حجرته حيث ينتظره كِنان .
كِنان : ايه يا بني مال وشك قالب كده ليه ..
جلس لؤي على طرف سريره محاولا كبح الفرحةه و قال و هو ينفث : بابا مصر دايما يحرجني و دلوقتي كمان اودام المفعوصه ديما …
جلس كِنان على طرف الفرحة المقابل و قال : معلش يا لؤي ، باباك و لازم تلتسمه العذر ، انا بتمنى بابا يكون

انت في الصفحة 15 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل