موجود معايا و لو حتى يتريق كل دقيقه بس احس ان ليا ضهر ..
هز لؤي رأسه و قال بحسره : باباك الله يرحمه كان غير يا كِنان ،كان غير..
حاول كِنان تغيير مزاج صديقه فقال ممازحا : اممم اقطع دراعي ياض ان ما كنت عايز تظبط مع بت خالتك و جه بباك خرب الرسم اللي كنت هترسمه عليها ..
صاح لؤي : كِنان .. لو سمحت انا مقبلش تتكلم على قريبتي بالطريقه دي و ..
_
قاطعه كِنان : اسف اسف انا كنت بس بحاول اطلعك من مود الكآبه مش قصدي حاجه و انت عارف اخلاقي كويس .
صمت لؤي ، ليقول كِنان : ياض فكها بقى ..
ابتسم لؤي ، ليُسدد طعنه أخرى إلى ضمير كِنان و محدثا نفسه : ال عارف أخلاقي ، ده اتنرفز لما جبت سيره قريبته بهزار ، امال لو عرف اني…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
عادت فاتن إلى البيت و قد حققت انجازا صغيرا اليوم ، و تمنت أن يتكلل طلب التحاقها بكلية الألسن بالقبول ، خلعت حذائها الرياضي ، و من ثم بنطالها الجينز الذي أثار الضيق في نفس يحيى ، ارتدت بيجامتها و أمسكت بالبنطال لتقلى به في سلة المهملات ، محدثه نفسها و الابتسامه تزين ثغرها : كله عشان ننول الرضا يا بشمهندس يحيى .
التفتت لتلقى نظره على نفسها فالمرآه علها تفهم سبب اعجاب يحيى الواضح بها ، بقيت تحدق فالمرآه لدقائق ، لتدرك أنها ارتدت بيجامتها المفضله و لم تفعل كما أوصتها والدتها بارتداء ملابس النوم النسائيه .
تأففت فاتن ، و قامت باحضار الأكياس التي ابتاعتها لها والدتها ، أخرجت جميع محتوياتها لتنتقى شيئا مقبولا ترتديه الليله لتتجنب انزعاج الأخيره .
اختارت قميصا زهري اللون بحمالات رفيعه و فتحة أماميه تعطي تفصيلا دقيقا عن مفاتنها ، و بالكاد يصل إلى ركبتيها ، لم يعجبها تصميمه الجرىء و لكنه كان الأقل جرأه من بين الموجود كما أن لونه راقها كثيرا .
ارتدت القميص و بقيت دقائق تعبث في غرفتها ، حين سمعت باب الشقه يفتح و صوت والدتها يملأ المكان : هلوووووووو
كانت تلك تحية والدتها المعتاده حينما تعود محمله بالاخبار الساره ، ثوان و كانت في غرفة فاتن تهتف بمرح: هلووو هلوو هلووو عندي ليكي خبر بمليوووون جنيه.
_
ابتسمت فاتن : اكيد حاجه فالمسلسل بتاعك صح ؟
انجي : اها برافو عليكي …المسلسل بتاعي طالبين فيه وجوه جديده ، عايزين بنت قمرايه وواد مُز ..
صفقت انجي من شدة انفعالها…
لتقول فاتن باستغراب : اها كملي ايه بقى الخبر الحلو !
انجي بخيبه : ايه الخبر الحلو … ده سؤال … الخبر الحلو انك هتكوني معايا فالمسلسل ..
فاتن بانفعال : قلتلك يا ماما ميت مره انا مش بحب التمثيل و مش هانجح فيه زي حضرتك.
ألقت انجي حقيبتها على الفرحة بالفرحة و قالت : اسمعي يا حببتي انتي اللي ادك فالدول الاجنبيه يعني الناس اللي بتفهم عندهم بيسيبوا بيت اهاليهم و هما من نفسهم بيصرفوا على روحهم ، و انا مش قايلالك روحي و استقلي و شيلي مسئولية نفسك ، كل اللي طلباه منك مساعده ، انتي مش شايفه الشقه الحقيره اللي احنا عايشين فيها ، مش شايفه بهدلتنا فالمواصلات ، مش شايفه وشي بقى عامل ازاي …ها وشي ده اللي كان سبب العز اللي تربيتي فيه طول عمرك ، دلوقت جه دورك تردي الجميل و تساعدي امك ، فيها ايه لما تروحي تعملي دور فمسلسل ايه هيختل ميزان الكون ….
صمتت انجي لتجفف الفرحةوعها الزائفه ثم أضافت : حرام عليكي عايزاني اتبهدل يعد كل اللي عملته عشانك ، على الاقل مثلي لغاية اما نجمع فلوس و نشتري شقه عدله .
ربتت فاتن على يد والدتها قائله : خلاص يا مااما متزعليش نفسك ، انا هاروح معاكي بكره و لو اتقبلت هامثل ان شاء الله بس بطلي عياط عشان خاطري …
تنهدت انجي : اهو كده يا روح قلب ماما و دلوقت تعالي نتعشى و بعدين هاحفظك المشاهد بتاعة بكره..
_
فاتن : الله مش الاول المخرج لازم يشوفني و بعدين يقرر ..
قاطعتها انجي : هو مين اللي هيقرر ، انا كلمت المخرج و انتي معانا من بكره بس كان فاضل موافقتك يا جميل .
ابتسمت فاتن بدون حماسه و قالت : اوك يا ماا ما اوك ..
قالت انجي مستدركه : الا قوليلي الواد جارنا ده لؤي ، معاكي نمرته ؟
فاتن : و انا هتكون نمرته معاايا ليه !
انجي : امممم طب تقدري تجبيهالي ، اصل برده شايفه فيه وجه جديد هينفع معانا فالمسلسل ..
فاتن بتردد : بس دول يعني عيلتهم مختلفين عننا اوي ..
ابتسمت انجي بسخريه : مختلفين!
ثم أضافت : متشغليش بالك انتي بس هاتي نمرته من سي يحيى بتاعك و انا هاكلمه ..
فركت فاتن كفيها ثم أومأت : حاضر هجبهالك بكره ..
_
شهقت انجي : يا نهار اسوح بكره ليه ، اوعي اوعي تقوليلي انك مخدتيش رقم يحيى بتاعك ده ..
فاتن بانزعاج : ماما …
تأففت انجي : معاكي رقمه و لا لا ..
أومأت فاتن ، لتقول انجي : خلاص كلميه الليله و ضروري تاخدي رقم اخوه ، مفهوم….
فاتن : حاااااضر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
صعد يحيى الدرج المؤدي للشقه حيث مقر شركته المتواضعه ، و كالعاده وجد الباب مفتوحا على مصراعيه ، و لكن هذه المره فوجىء بسماع ضحكات و أصوات نسائيه ، قبض كفيه من شدة الالفرحة ظانا أن أنس عاد لفعلته و أحضر فتيات للشقه .
دلف و الالفرحة يتملكه ، و ما هي الا ثوان حتى تبخر الالفرحة لتحل مكانه المفاجأه.
بادرت شيرين الجالسه على مقعد بجوار مكتب مالك : مش ترد السلام يا حضرة البشمهندس …
صمت يحيى و قد أخرسته المفاجأه فخلال يومين متتاليين يعود ليلتقي بزميلتيه او بالاخص زميلته سلوى منصور ..
_
قالت سلوى بحرج : الظاهر وجودنا مش مرحب بيه ..
قاطعها مالك على الفور : ايه الكلام اللي بتقوليه ده ..يحيى بس مكنش..
ليقاطعه يحيى بدوره : لا ازاي انتو تشرفوا فاي وقت ، انا بس مكنتش متوقع حد ، بس انتو عرفتوا العنوان ازاي..
قال مالك بارتباك : انت مالك يا يحيى ، بقيت تنسى بسرعه كده …
ثم نهض من مقعده مكملا حديثه و مقتربا من يحيى : احنا مش قلنا هنشوف حد يتطوع و يساعدنا و سلوى و شيرين كتر خيرهم وافقوا و هييجوا ساعه او ساعتين كل يوم حسب ظروفهم ..
نظر يحيى لصديقه باستغراب ، ليربت مالك على كتفه هامسا : بعدين هافهمك ..و دلوقتي خليني اكمل شرح تفاصيل شغلنا للمهندسات
بقيت الفتاتان لبضع دقائق أخرى يتبادلن الحديث مع مالك ، ثم انصرفتا ، و فور خروجهما صاح يحيى بمالك : من امتى بقى بتاخد قرارات من غير ما ترجعلي …
مالك مدافعا : ما انت بقالك يومين غاطس و محدش بيشوفك و بعدين احنا فعلا محتاجين موظفين معانا ..و دول هيجوا تطوع يعني شغل بدون مقابل ، شوف انت هيفدنا ده ازاي
يحيى : بس كده احنا بنستغلهم و هما زيهم زينا لسه فبداية الطريق…
قاطعه مالك : نستغل مين ، انت ناسي دول اهلهم من اصحاب الملايين ، يعني هيجوا تسليه و تضييع وقت و بعدين سيبك من ده كله ، عندي ليك خبر بمليوووووون جنيه ..
_
يحيى و قد تذكر : الشركه الكوريه اختارونا …..صح ؟
ابتسم مالك : فعلا ختارتنا من ضمن شركات كتير عشان نكون تحت رعايتها و عجبتهم اوي فكرة الابليكشن بتاع الشرق الاوسط و حضر نفسك بقى للسفريه …
اضطرب يحيى و تدافعت بداخله مشاعر كثيره ، الفخر بان مساعيه تحققت لتنمو شركته بمقاييس عالميه ، و الخيبه لانه حتما لن يستطيع السفر الان و تكملة مسيرته بسبب تعنت والده و اصراره على الانقاص من اهمية طموحه ، و كعادته نفض عنه مشاعر الاحباط و نظر للجانب المشرق فلقد تكللت مساعيه بالنجاح و باستطاعة مالك ان يحل مكانه على الاقل في هذه السفريه التعريفيه ، و ربما مع الوقت سيستطيع اقناع والده و السفر شخصيا ..و حتما سيفعل المره القاالفرحةه و لكن الان ليدع والده يرى بأم عينه النتائج الملموسه و من ثم سيقتنع دون الحوجه للدخول في صدام معه و اغضابه ، فلقد نشأ يحيى على ان بر الوالدين يأتي دوما فالمقام الاول ، فرضا الله من رضا الوالدين ..
رن هاتفه ليخرجه من استغراقه فالتفكير ، نظر للشاشه و تبدد تكدره الناتج عن قراره بعالفرحة السفر ، عنالفرحةا راي اسمها يزين هاتفه ..و على الفور استاذن من صديقه و دلف إلى مكتبه و أجاب : فاتن ..
ووعلى الطرف الاخر ، اجابته بتلعثم : امم مساء الخير ،ازيك يا يحيى …
– الحمد لله ، ازيك انتي ؟
– كويسه بس ..بس ..
– بس ايه ، قولي من فضلك ..
– احم كنت عايزه يعني لو سمحت رقم اخوك لؤي
– اخويا لؤي ، و انتي تعرفيه منين و هتعوزيه فايه ان شاء الله !
_
– مش عشاني ، ماما كانت عايزه تديه للمخرج بتاع المسلسل عشان شايفه ان ممكن ينفع يمثل معانا .
– معاكو مييييين ؟
– اصل … انا جاني دور فمسلسل و قررت اجرب امثل …
– بزعيق : تمثلي … انا مش فاهم حاجه ، من امتى عايزه تمثلى
– اصل…معلش انا هابقى افهمك بعدين ، بس بليز تديني الرقم دلوقت
– مفيش حاجه هتحصل بعدين ، هو ايه الي هتمثلي و بعدين لؤي انسي بابا مش هيسمحله ..
– بس انت اديني نمرته
قاطعها بالفرحة : اسمعي انا لازم اشوفك و دلوقت حالا ..
– بس دلوقت متأخر اوي هنتقابل فين …
تأفف يحيى : طب كلميني اسكايب ما هو مش هينفع نتكلم فون بعد القنابل اللي عمّاله تقوليهالي ..
_
فاتن : اوك ، مليني ايميك و اضيفك عندي
و بعد دقائق ارسلت فاتن طلب محادثه ليحيى و الذي قبله على الفور ..
يحيى الفرحة : ايه بقى حوار التمثيل ده …
أراد أن يكمل حديثه و لكنه توقف حين رؤيته فاتن ، بقى ثوان يحدق في الشاشه غير مصدق جرأتها لارتدائها تلك الملابس دون خجل أمامه ، صحح نفسه أي ملابس ، فما ترتديه بالكاد أن نطلق عليه قطعه قماش صغيره تغطي القليل و تكشف الكثير .
لم يكن يحيى ليطيل التحديق فيها و لكنه في النهايه رجل …
فاتن ببراءه : انت بتبصلي كده ليه ؟؟ اسمع انا مش قصدي ادايقك بس ماما محتاجه فعلا رقم..
حين سماع صوتها ارتد إليه عقله و غض بصره فالحال و قاطعها قائلا بعصبيه : روحي البسي اسدال او اي حاجه و غطي نفسك…
فاتن بدهشه : اغطي نفسي ، ثم سمع شهقتها عبر السماعات ..
بعد دقيقتين عاد صوتها: و الله انا نسيت اني لابسه كده ، اصل اول مره البسه …
تطلع يحيى إلى الشاشه و قاطعها الفرحة : نسيتي .. في واحده تنسى انها لابسه .. توقف و ضحك باستهزاء قائلا : لابسه ايه اصلا .. في واحده تنسى انها قاعده عريانه اودام الكاميرا و لا ده بروفه لزوم الدور الجديد.
_
ردت فاتن بحرج : لاااا على فكره الدور محترم جدا …و بعدين ..
يحيى مقاطعا : محترم و لا غيره .. انتي حره انا مالي .. انا بجد غلطت غلطه كبيره ..
قال ذلك و أنهى المحادثه ، و في داخله أيضا عزم على إنهاء مشاعره تجاهها ، فليست هي بالفتاه التي ستصون بيته و لا التي ستساعده على المزيد من الالتزام ، ألم يقم للتو بالسماح لنظره بالتحديق بأريحيه في مفاتنها ، أليس ذلك يندرج تحت قول النبي و العين تزني .
نعم العين تزني ، فبدلا من أن يشكر الله على توفيقه مع الشركه الكوريه و تحقيقه أول سلمه في طريق النمو بشركته ، قام باقتراف كبيره من الكبائر ..
أراح رأسه على مكتبه علّ تلك الراحه تصل إلى قلبه الخائن ، الذي سمح له أن يتعلق بفتاه بعيده كل البعد عن مبادئه و قيمه و الأهم عن ما يحبه الله و يرضاه رسوله …
يتبع….
اترك تعليقاً