بعد أن قام بتوصيل ديما إلى وجهتها ، هاتف فاتن ، و التي ردت عليه فالحال ..
يحيى : ها كلمتي مامتك..؟
فاتن بتردد : اصل..لو حابب تكلمها يبقى دلوقتي ، لانها عندها تصوير كمان ساعه ..
يحيى : و مالك قلقانه كده ليه..؟
فاتن : اسمع ، تعال دلوقتي و بسرعه ، و سوري انا مقلتلهاش انك عايزها فموضوع ، مش عارفه بقى ، اتصرف انت بمعرفتك …
تأفف يحيى : حاضر ، انا طالع فالاسانسير ثوان واكون عندكو…
_
و بعد ثوان ، دق جرس الباب ، فتحت فاتن قائله : انا هاديها خبر دلوقتي ، اتفضل فالصاله عبال ما اقولها
أومأ يحيى تابعا فاتن حيث أشارت إليه بالجلوس …
دلفت فاتن إلى غرفة والدتها ، و التي كانت تتزين من أجل المغادره بعد دقائق ..
سألت انجي : مين ؟؟؟
قالت فاتن بتوتر : ده يحيى ، جاي مخصوص عشان يتكلم معاكي..
ضحكت انجي بسخريه : و ده عايز ايه ، مش انتو خلاص فركشتو..!
تململت فاتن ، لتصرخ انجي الفرحة : هو انتي رجعتيله يا حيلة امك !
فاتن : ماما ، وطي صوتك ، يحيى فالصاله..
انجي الفرحة : عايز ايه انطقي….
فاتن بذعر : معرفش … و ربنا ما اعرف
_
سددت انجي نظره حانقه باتجاهها و خرجت لملاقاة يحيى و تبعتها فاتن لتدلفا الصاله سويا…
انجي : اهلا و سهلا بجارنا الكريم ، فاتن قالتلي عايزني فموضوع ها ..خير..؟
نهض يحيى من مقعده قائلا : اتفضلي حضرتك عشان نقدر نتكلم ..
جلست انجي بتأفف ، و جلس يحيى قائلا : انا جاي اطلب ايد الانسه فاتن ..
قاطعته انجي : فاتن مخطوبه وفرحها بعد اسبوعين ، اسفه جيت متأخر اوووي
قال يحيى ببرود : لو تقصدي عالصفقه اللي عملتيها فانا مستعد اسددلك الديون و الشيكات اللي عليكي ، و كمان نقدر نوكل محامي شاطر و هو ينظملك الدفع بطريقه قانونيه و يتفاهم مع الديّانه ..
قالت فاتن بدهشه : منين يا يحيى ..؟
ضحكت انجي بسخريه : هو انت حيلتك اللضا ، قومي يا بني شوف اللي وراك و متعطلنيش اكتر من كده..
قال يحيى بحنق : يا ريت حضرتك تتكلمي باسلوب احسن من كده …
انجي : و كمان هتعلميني اتكلم ازاي يا جربوع انت..
_
نهض يحيى من مقعده قائلا : عموما انا هاعمل خاطر لفاتن ومش هارد عليكي..
انجي باستهزاء: لا والله كتر خيرك ..
فاتن : ماما ارجوكي ..ميصحش كده !
يحيى الفرحة : مفيش داعي يا فاتن ، انا ماشي و هاكلمك بعدين …
خرج يحيى ، لتقول فاتن : انتي ايه مشكلتك ، الفلوس ، ووعدك يحيى يدفعهالك ، ليه تعامليه بالطريقه دي..؟
صرخت انجي الفرحة : انتي اتهطلتي فنافوخك ، فلوس منين اللي هيدفعها دي ، هو اي حد يقولك بؤين حمضانين تقومي مصدقاه ، يا خيبتك التقيله يا انجي ، يا بت ادردحي شويه ..
قالت فاتن مختبره والدتها : طب افرضي افرضي كلامه صحيح ، يبقى مشكلتك اتحلت و انا كمان مش هاضطر اتجوز اللي اسمه خميس ده !
حتى و ان امتلك يحيى مالا وفيرا ، لم تكن فاتن لتوافق على تسديده ديون والدتها ، و لكن أرادت بنقاشها ذاك أن تضع النقاط على الحروف بالنسبه لبعض الشكوك التي اقلقتها تجاه والدتها ، فأثناء تصوير المسلسل وعدتها بأن يكون الأخير و بأنها ستسدد جميع ديونها حال حصولها على اجر فيلمها الحالي ، و لكن كل شيء تغير بعد انتهاء المسلسل ، لتبوح لها انجي بأخبار جديده عن ديونها المزعومه …
قالت انجي بحنق : هتتجوزيه و رجلك فوق رقبتك ، ده هو الوحيد اللي لسه مستعد ينتجلي..
قالت فاتن الفرحة : يعني مش حكايه ديون و فلوس و شيكات ، انتي بس خايفه لنجوميتك تنتهي و عايزاني انا ادفع التمن عشان تفضلي عايشه فالمجد والشهره بتوعك..
_
قالت انجي بازدراء : مش عاجباكي الشهره والمجد ، دول اللي دخلوكي احسن مدارس و لبسوكي احسن لبس ، ده انتي الوحيده فولادي اللي اتنازلت و قررت اربيكي ، عارفه يعني ايه صوري تتنشر و معايا بنت شحطه ادك ، عارفه يعني اسمع بوداني الناس بتتكلم اني عجزت و بقت عندي بنت عروسه ، و مع ذلك اتحملت و مرضتش ارميكي ، لان ابوكي لا يمكن كان يتحمل مسئوليتك و لقتني باجي على نفسي و اقول ما اربيها يمكن تنفعني بعدين ، و دلوقتي دي جزاتي ..جزات معروفي معاكي ، عايزاني ادفن بالحيا …
ثم أضافت انجي بتأفف : ده كل اللي يهمك نفسك و بس .. انا فين .. فين تقديرك لتضحياتي اللي عملتها عشانك …
قالت فاتن : انا اسفه مقدرش اضيع حياتي مع واحد زي خميس ، اطلبي اي حاجه تانيه لكن ده مستحيل ، مستحيل ارتبط بيه بس عشان المجد و الشهره بتوعك ، و صدقيني دوام الحال من المحال ، و قبلك فنانات كتير ملو الدنيا شهره و صيت و دلوقتي محدش بيسمع عنهم حاجه ، ارضي بنصيبك يا ماما ، ارضي باللي ربنا كتبهولنا ، و انا والله مستعده اديي عنيا ليكي بس جواز من الراجل ده مش هاقدر ..مش هاقدر
قالت انجي بحزم : اقسم بالله لو ما اتجوزتيه لكون طارداكي بره البيت و ابقى وريني هينفعك ازاي سي يحيى بتاعك..
قالت فاتن بانكسار : و انا قلتلك رايي و مصممه على قراري…
قالت انجي : يبقى خلاص ، لمي هلاهيلك و تفضلي بره بيتي ..
فاتن : ماما ارجوكي ..
قاطعتها انجي : انهارده ارجع ملاقيش اثر ليكي فالبيت ده انتي فاهمه ..!
خرجت انجي لمقصدها تاركه فاتن في حيره من أمرها ، بالتأكيد كانت تلك لحظة الفرحة من والدتها و حين عودتها سيتصالحان كما يفعلان دوما …
أمسكت فاتن بهاتفها لتحادث يحيى و تطيب خاطره بعد معاملة والدتها الجافه …
_
أجابها فور تلقيه المكالمه : كويس انك طلبتيني ، كنت لسه هاكلمك حالا..
فاتن : انا اسفه يا يحيى ، بس هي ماما كده ، مش بتفكر الا بالفلوس و الشهره و بتقيم عالناس على الاساس ده ، بس عايزك تعرف ان انا مش هي ، و لا يمكن كنت اقبل انك تسدد الديون اللي عليها ، لا يمكن استغلك بالشكل ده ..
قاطعها يحيى : انا عارف انك مش شبهها فاي حاجه ، يمكن بس ملامحكو شبه بعض، لكن اللي جوه غير يا فاتن …غير اوي ، و بعدين انا لسه عند كلمتي و مش هسيبك تضيعي نفسك..
قالت فاتن : مفيش داعي للكلام ده ، انا خلاص مش هاتجوز اللي اسمه خميس ده ، تصور ماما كدبت عليا و مكنش فيه ديون و لا حاجه و لا كنت مضطره امثل فالمسلسل كمان ، كل همها كان ازاي تقنعه يفضل ينتجلها عشان تحافظ على الشهره و النجوميه بتاعتها..
لعن يحيى الفرحة ، ثم قال : انا كان عندي احساس كده بردو
قاطعته فاتن : بس انت كنت هتجبلها فلوس منين يعني ؟؟
قال يحيى : الشركه الكوريه عملت منحه للشركه بتاعتنا كمساعده لينا في بداية الطريق..
هتفت فاتن غير مصدقه : يعني كنت هضيع شركتك و حلمك عشاني ، انا مش عارفه اقولك ايه يا يحيى ، بجد انا ربنا بيحبني اوي انه بعتلي حد زيك ..
قال يحيى : حلمي مش هيكون له معني وانتي مش معايا يا فاتن ، مفيش حاجه هيكون ليها طعم من غيرك ..
ابتسمت فاتن محرجه من افصاحه عن مشاعره و قالت بتلعثم : طب مش هاعطلك اكتر من كده كفايه امبارح
_
ابتسم يحيى قائلا و قد شعر بخجلها : طب خلي بالك من نفسك …لا اله الا الله
فاتن : محمد رسول الله…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أرادت فاتن السهر و انتظار والدتها لتتمكن من مصالحتها ، بعد النقاش الحاد بينهما هذا الصباح ، و لكن نظرا لارهاق فاتن ، فضلت النوم و تأجيل ذلك لصباح الغد…
كانت تغط في نوم عميق ، حين أستفاقت على صوت والدتها الغاضب : انتي لسه هنا ، قومي ، قومي يلا بره بيتي …شدت عنها الغطاء و أمسكتها من ذراعها : يلا قومي روحي لحبيب القلب اللي بعتي أمك عشانه..
بعد دقيقه من استيعاب فاتن لما يحدث حولها ، قالت : ماما ..اهدي الله يخليكي الساعه تيجي 2 الفجر..
جذبتها انجي بكل قوتها ، لتنهض فاتن من الفراش ، قالت انجي : يلا بره .. بره بيتي..
فاتن بتوسل : انا اسفه يا ماما ، بس ارجوكي تهدي …
انجي بتصميم : مش اهدى الا ما تخرجي بره البيت ، عشان تشوفي المرمطه و الذل على اصولهم ، و ساعتها تتمني ترجعي عندي و لو خدامه..
فاتن بضيق : هو انا عملت ايه لده كله ، حرام عليكي ، هو انا عدوتك
_
انجي : ايوه ، عدوتي ،عندك كل حاجه ..كل حاجه مش عندي ، الشباب و الجمال و الجسم و الرجاله اللي هتتهوس عليكي و ياريتك حاسه بالنعمه اللي انتي فيها و بتحاولي تستغليها و تستفيدي منها ، لا بس اعده فوشي تخليني اتحسر على نفسي ، اخرجي بره منيش طايقه اشوف خِلقتك …
جدبتها انجي ، ساحبة اياها حيث باب الشقه ، فتحت الباب ، و دفعتها للخارج قائله : ابقى خليه ينفعك..
أغلقت انجي الباب ، وسط ذهول فاتن من تصرف والدتها ، صحيح أنهن اختلفن كثيرا في السابق و لكن لم يصل الأمر لهذا الحد ابدا..
دقت فاتن الجرس ، لتفتح والدتها قائله : انت مبتفهميش ، خلاص رجلك عمرها ما هتعتب البيت ده ..انتي فاهمه..
قالت فاتن بتوسل : ماما ارجوكي ، احنا داخلين الفجر ، هاروح فين دلوقت..
انجي : في ستين داهيه…
فاتن : طب خليني اغير هدومي ، طيب…
أغلقت انجي الباب غير عابئه بتوسلات ابنتها…
أسندت فاتن رأسها على الباب مفجوعه و لا تدري كيف ستتصرف…
الفصل الرابع عشر
_
¤ و أُعلِنَت الحرب ¤
—————————————————–
جلست فاتن على الدرج آملة أن يرق قلب والدتها بعد أن تهدأ موجة الفرحةها ، حاولت البقاء قويه و عالفرحة الاستسلام لالفرحةوعها الموشكه على الانفجار ، نهضت و اتجهت لتدق الجرس مره اخرى ، انتظرت برهه ، ثم أعادت الكره ، و لكن دون جدوى ، حينها أنهارت فاتن بالبكاء و النحيب …
لم تستطع قالفرحةاها حملها فسقطت على الارض ، لتجلس مسندة راسها على باب الشقه ، و توقف عقلها عن العمل تماما ، فأين ستذهب في هذه الساعه و بملابسها تلك …
شاهدت المصعد يفتح ، لتهُب واقفه على قالفرحةيها ، خائفة من ان يراها احدهم بهذا الوضع المخزي ، همت بصعود الدرج و الاختباء من نظرات القاالفرحةين عبر المصعد ، لينادي احدهم : فاتن…
استدارت فاتن حين سماعها صوته ، لتقول بنبره غير مفهومه من شدة شهقاتها : يحيى ، ماما طردتني …
تقالفرحة يحيى بخطوات مسرعه باتجاهها و القلق يعتري قسماته المرهقه من العمل في شركته لهذه الساعه المتأخره ، قال بعد أن وصل حيث تقف : ارجوكي بطلي عياط عشان افهم …
أحاطت عنقها بكفيها محاولة السيطره على نوبة البكاء التي اعترتها ، تأجج القلق في نفس يحيى لدى رؤيتها منهاره تماما ، قال محاولا التخفيف عنها : كل شيء و له حل يا فاتن ، بس اهدي الله يخليكي و فهميني عشان اقدر اساعدك … ايه بس اللي موقفك هنا فساعه زي دي.. هي مامتك لا قدر الله جرالها حاجه !
هزت فاتن رأسها و قالت بعد أن سيطرت على شهقاتها : ماما ، ماما يا يحيى طردتني و مش راضيه تفتح الباب ، اصلنا شدينا مع بعض و بعدين لقيتها زقتني بره و طردتني ، تصور طردتني يا يحيى ..طردتني…
لعن يحيى بشكل فج ، ثم خلع سترته و وضعها على كتفيها بعد أن تنبه لما ترتديه ، حيث كانت ببجامتها المكونه من توب بحمالات رفيعه ، وشورت قصيرجدا…
اترك تعليقاً