منوعات

حب تحت الرمال ( جارتى الصغيرة ) الثانى

_
ادخلت فاتن ذراعيها في أكمام الستره محرجه ، ليقول يحيى : طب انا دلوقتي هاكلمها ، حافظه رقمها…؟
أومأت فاتن ، و ادخلت الرقم في هاتفه ، طلب يحيى الرقم ، لترد عليه انجي بصوت متثائب : خير…مين حضرتك؟
يحيى : انا يحيى ، و دلوقت واقف بره مع فاتن ، من فضلك تفتحيلها الباب ، عشان بجد ميصحش اللي بتعمليه ده
انجي الفرحة : و المصحف لو حاولت تكلمني تاني بخصوصها او لو رجعت تاني ترن الجرس ، لاكون مجرساها بفض.يحه ، قولها خلاص معدش في ماما ، انا اتبريت منها خلاص و مش عايزه اشوف خلقتها تاني ، انت فاهم …
اغلق يحيى الخط ، دون ان يرد على سموم والدتها مراعيا مشاعر فاتن و حالتها السيئه ..
قالت فاتن بيأس : مش راضيه .. صح..؟
أومأ يحيى و علامات الالفرحة تكسو وجهه من فعل تلك المراه المتجرده من كل مشاعر الامومه..
قالت فاتن بحرج : طب معلش لو تديني الموبايل اكلم اخويا يجي ياخدني عنده …
سأل يحيى بدهشه : هو انتي عندك اخوات ؟
أومأت فاتن بحرج : ايوه ، اخويا من ماما ، بس مش قريبين من بعض ، لكن اكيد لما يعرف مش هيتاخر عن مساعدتي..
_
قال يحيى : اتفضلي ..
طلبت فاتن الرقم ، اكثر من مره ، و لكن على ما يبدو ان الرقم خارج نطاق الخالفرحةه ..
قالت فاتن بيأس : مش بيرد ، بيقولي خارج الخالفرحةه….طب ممكن توصلني عنده البيت ، مش هاقدر انزل لوحدي الساعه دي و بهدوم البيت…
قال يحيى بحزم : الصبح له عنين ، دلوقتي اتفضلي معايا ، ارتاحي و بكره هاوصلك عنده..
فاتن بتردد : اتفضل فين ؟
يحيى : عندنا فالبيت ، انا هاصحي ماما و ليلى دلوقتي ..
قاطعته فاتن : لالا ميصحش …مش هاقدر…ارجوك ارجوك توصلني عنده …
جز يحيى على أسنانه من شدة الالفرحة الموجه لوالدتها ، و التي تجردت من الرحمه لتلقى بابنتها و في هذه الساعه المتأخره و بتلك الملابس خارج الشقه ، و تحامل على نفسه و رغبته في حمايتها ، فكلامها منطقي أكثر ..و سيكون مطمئنا عليها و هي بعيده عن تلك البغيضه ..و في كنف رجل ..
قال يحيى بهدوء لا يعكس نار الالفرحة المتقده في داخله : طيب ، بس الاول تغيري هدومك عشان ميصحش تنزلي كده ..حتى لو انا معاكي ، احنا لسه هنستنى مواصله تحت…
مسحت فاتن جانبيها بباطن كفيها محرجه من رؤيته لها في بيجامة النوم و قالت بتلعثم : بس ما انت شايف مش راضيه تفتحلي ، هاغيرهم ازاي..!
_
قال يحيى : عندنا طبعا ، انا هاصحي ليلى , اخليها تشوفلك حاجه مناسبه من عندها …
أومأت فاتن ، ليقول يحيى : طب يلا تعالي معايا جوه ، هاصحي ليلى بس متقلقيش اكيد كلهم نايمين…
تبعته فاتن ، و دلفت خلفه إلى شقتهم المتوشحه بالظلام ، أغلق يحيى الباب هامسا : خليكي هنا ، و هاصحي ليلي ، و افهمها الوضع ، اوك….
في داخل غرفة ليلى ، و بعد أن استفاقت و اخبرها يحيى بوضع فاتن الحالي، قالت بتردد : طيب طيب.. انا قايمه اهو اروحلها…
خرجت ليلى برفقه يحيى و اتجها حيث تنتظر فاتن على باب الشقه
قالت ليلى بعد أن تبادلاتا التحيه : مش لو تباتي انهارده فاوضتي هيكون احسن و بكره يحيى يوصلك
نظرت فاتن بحرج تجاه يحيى ، ليتدخل قائلا : معلش فاتن مصره ، ياريت تاخديها اوضتك عشان تغير هدومها…
أومأت ليلى ، شاعره بالحيره و الارتباك ، فكما تعلم جيدا أن كِنان الان في فلسطين ، و ستضطر فاتن للمبيت هنا الا اذا كان لديها اخا اخر …
في داخل غرفتها ، قالت ليلى مستفسره : اخوكي ده اللي من مامتك اسمه ايه ؟
أجابت فاتن : كِنان … لتقول ليلى : اسمعي بقى ، اخوكي مسافر و مش هينفع تنزلي انتي و يحيى دلوقت..
_
فاتن بدهشه : مسافر فين ، و انتي عرفتي ازاي !
قالت ليلى : مش اسمه الكامل كِنان محمد مرتجى، اومأت فاتن ..
لتكمل ليلى : ده يبقى صاحب أخويا لؤي الانتيم ، و من فتره قريبه سافر لفلسطين وبيشتغل مراسل هناك ، انتي ازاي متعرفيش الكلام ده..
قالت فاتن : اصل احنا مش قريبين من بعض و بقالي فتره مش بشوفه ، بس انتي عرفتي ازاي انه اخويا !
تململت ليلى مضطربه ، ثم قالت : احم… ما كلنا عارفين منه !
قالت فاتن مشككه : ازاي كلكم ، يحيى مكنش عارف ان ليا اخوات اصلا ، يمكن انتي تقصدي حد تاني و ده مجرد تشابه اسماء..
أرادت فاتن التعلق باخر قشه لايجاد مئوي لها الليله ، لتقول ليلى : و كمان صحفي زيه ، طب استني شويه
هرعت ليلى و اشغلت حاسوبها الخاص ، ثم فتحت صفحة الفيس و قالت : اهو مش دي صفحة اخوكي ، و ادي صوره في فلسطين ، بصي الصوره دي منزلها من يومين ادام المسجد الاقصى …
ارتبكت فاتن ، و شعرت بالعجز ، فأين ستبيت الليله وكيف ستتصرف إن لم يرق قلب والدتها غدا ، لقد املت أن يستقبلها كِنان للعيش معه كما عرض عليها سابقا ، و لكن يبدو أنه أخرجها من حساباته تماما ، و سافر دون أن يترك لها خبرا …
قالت ليلى بعد أن أحست بضيق فاتن : و لا يهمك يا حببتي ، انتي تباتي معايا انهارده و بكره يحلها الحلال
_
نهضت فاتن قائله : لا مقدرش ، ميصحش..
ليلى : هو ايه اللي ميصحش ، و اصلا هتروحي فين فساعه زي دي..ليكي قرايب يعني هتروحيلهم..
فاتن بحرج : لا ، بس ممكن اكلم الداده بتاعتي او اروحلها ..
قالت ليلى بتأنيب : ليه هو احنا مش اد المقام ، و لا انتي مش عايزه تعتبرينا صحاب ، ده انتي اخت كِنان .
بترت ليلى كلماتها ، لتقول فاتن : هو انتي و كِنان صحاب كمان..؟
ارتبكت ليلى و قالت : انا هاقول ليحيى ..
صمتت ثم قالت : اسمعي محدش يعرف انك اخته غيري ، و انا هافهم يحيى انك بالصدفه قولتيلي اسمه ها و بعدين مش مشكله كلنا عارفين انه سافر فلسطين من لؤي ..
أومأت فاتن و قد أدركت بأن هناك علاقه ما بين أخيها و ليلى ، و لكن على ما يبدو ليست معلنه للجميع..
خرجت ليلى من الغرفه و اتجهت إلى الصاله حيث ينتظر يحيى ، الذي سألها بقلق : فين فاتن ؟
ابتسمت ليلى للهفة أخيها التي تفضح مشاعره تجاه جارتهم ، و قالت : فاتن هتبات معايا انهارده ، اخوها مسافر و ملهاش قرايب هنا غيره..
_
سأل يحيى : و ازاي عرفت انه مسافر هي كلمته من موبايلك ؟
ليلى : لا بس بالصدفه بتقولي اسم اخوها كِنان ، فانا استغربت اصل الاسم ده مميز و جه فبالي كِنان صاحب لؤي مش عارفه ليه ، فسألتها اسمه ايه كامل ، طلع هو نفسه كِنان صاحب لؤي …و زي ما انت عارف ده مسافر فلسطين و بيشتغل هناك بقاله فتره..
تنهد يحيى قائلا : ياااه الدنيا دي صغيره اووي، بس غريبه كِنان عمره ما جاب سيره ان عنده اخت !
رفعت ليلى كتفيها و قالت : انا عارفه بقى ، اصبر لبكره و ابقى اسأل اخته..
ثم تنحنت و قالت : ممكن اسألك سؤال خاص شويه يا يحيى ؟
يحيى : مش وقت تحقيقاتك يا ليلى ، و بعدين المفروض دلوقتي تصحي ماما و تفهميها الوضع ، و بعدين فاتن تفضل فالاوضه عندك لغاية اما يعرفوا هنا فالبيت ..
قاطعته ليلى : ليه ، مش هي هتمشي الصبح ..!
فرك يحيى جبينه و قال بتوتر : هتمشي تروح فين ، مش بتقولي ملهاش حد ، هاسيبها تقعد فالشارع يعني..
عضت ليلى على شفتها السفلى ، ثم قالت منبهه : بس انت عارف بابا مش بيطيق امها و محرج علينا منحتكش بيهم ، ايشحال اما يعرف ان بنتها هتعد معانا ، ده مش حل ابدا ، انت تشوفلها حتة تانيه او تروح تقعد عند حد من صحابها لغاية اما تتصالح مع مامتها..
هز يحيى رأسه باستنكار ، ثم قال : انتي مش فاهمه ، انا لا يمكن اسمحلها ترجع تعيش مع مامتها بعد اللي عملته الليله ، دي ست لا تؤتمن على بنت ، و لما كلمتها الليله عشان تفتح الباب كان بس عشان اكون متأكد من قراري ، يعني كانت عارفه ان بنتها واقفه بالمنظر ده و مع راجل غريب عنها و برده مهمهاش ، يعني لا دين و لا اخلاق و لا حتى ذرة حب أو حنيه لبنتها اللي ملهاش فالدنيا حد غيرها…
_
نظرت ليلى له بعتاب قائله : طب بصفتك ايه بقى هتمنعها تعد مع مامتها ..؟
صوب يحيى نظرة تحد تجاه تشكيك اخته وقال : بصفتي جوزها ، انا خلاص قررت اني على الاقل نكتب الكتاب لغاية اما ربنا يفرجها و تتحسن الظروف و اقدر افتح بيت ..
قاطعته ليلى : و بابا .. انت معتقد انه هيوافق ترتبط ببنت انجي الشريف ، ده انت بتحلم !
تنهد يحيى و قال : في حاجات مينفعش الواحد يستنى ياخد الاذن عشان يعملها ، و انا هحاول اقنع بابا بأي طريقه ، بس فالنهايه دي حياتي و المفروض ارتبط بالانسانه اللي انا مقتنع فيها …
شردت ليلى بأفكارها ، و تمنت لو كان بامكانها أن تتحدى رغبة والدها ، وان تصمم على قرارها بالانفصال عن تميم ، و لكن كلها أمنيات …
قال يحيى قاطعا عليها استرسالها في بؤسها : مش هتروحي بقى تصحي ماما و تديها خبر..
قالت ليلى : حاضر حاضر و ربنا يستر.. ربنا يستر…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كانت خديجه تغط في نوم متقلب عنالفرحةا سمعت طرقات خفيفه على باب الغرفه ، تسللت من الفرحة بهدوء حتى لا توقظ زوجها ، نزلت من الفراش و فتحت الباب ، لتجد ليلى تفرك يديها بتوتر..
أغلقت خديجه الباب بهدوء ، ثم سألت بهمس : مالك ، ايه اللي مصحيكي دلوقت ..؟
_
قالت ليلى بصوت خفيض : اسفه يا ماما صحيتك ، بس في حاجه ضروري تعرفيها ..
خديجه بقلق : خير يارب اللهم اجعله خير..
ليلى : طب تعالي نتكلم فالمطبخ أحسن بابا يسمعنا ..
أومأت خديجه و تبعت ابنتها ، و في المطبخ قص عليها يحيى ما حدث مع فاتن وكيف لم يجد وسيله سوى احضارها هنا لتبيت ليلتها بعد أن طردتها والدتها ..
سألت خديجه بصوت مصدوم : فاتن دي بنت الوليه انجي الشريف..؟
يحيى : ايوه يا ماما ، بنتها ..
قاطعته خديجه : يا بني ليه بس كده ليه … و تمتمت في نفسها : هتقلب عليا المواجع تاني ليه ..!
قال يحيى : معلش يا امي ، تخيلي ليلى فموقف صعب مش هتحبي برده حد يساعدها..
قالت خديجه الفرحة : تف من بؤك ، بقى ليلي هتبقى زي السنكوحه بنت السنكوحه دي..
يحيى مصدوما : ماما ، انا اول مره اشوفك بتغلطي في حد كده ، و هي ملهاش ذنب فاللي والدتها بتعمله، فاتن غير ، مهياش ابدا زي امها.. بلاش تظلميها…
_
صمت يحيى عنالفرحةا لاحظ الظل المحاذي للباب ، لتدخل فاتن المطبخ قائله بانكسار : مفيش داعي يا يحيى ، انا هانزل دلوقتي و ابات فاي حته ، ان شاء الله عالرصيف ، بس المهم ميحصلكش مشاكل بسببي..
لوت خديجه شفتيها ، و تمتمت : زي امها ، هتتمسكن لغاية اما تتمكن..
قال يحيى الفرحة : رصيف ايه ، بطلي الكلام العبيط ده …
تدخلت خديجه بحزم : احنا نفهم فالاصول يا بنتي ، دلوقت روحي مع ليلى اوضتها، والصبح يبقالنا كلام تاني ، سامع يا يحيى ..
قالت فاتن : متشكره يا طنط ، بس انا مقبلش اكون ضيفه تقيله على حد ..
قال يحيى الفرحة : الليله كانت كحل ، مطينهاش بزياده ، اسمعي الكلام و فوتي جوه مع ليلى..
تقالفرحةت ليلى مسرعه تسحب فاتن من ذراعها هامسه : و حياة كِنان لتيجي معايا ، ده لو عرف انك مشيتي هيزعل مني جدا ، ارجوكي عشان خاطره يا فاتن..
تبعتها فاتن بعيون دامعه حين تذكيرها بكِنان ، لم أصر على قطع كل الاوصال بينهما ، لم كان قاسيا معها ، إما والدتها و إما هو ، و الان فقط فهمت السبب ، فانجي الشريف كالداء المعد ، من الافضل ان تبتعد عنه طالما امتلكت المقدره ، لم تنالفرحة على قرارها سابقا ، فلقد اتضحت لها حقيقة والدتها و التي حاولت انكارها منذ زمن بعيد ، فالنجمه انجي لا تهتم سوى بمصلحتها …
استلقت في الفراش بجوار ليلى التي قالت لها و كأنها أحست بما يختلج في صدرها : مش انتي بس اللي نفسك يكون هنا ، انا كمان يا فاتن ، انا كمان ، بحبه اووي…
سألت فاتن بدهشه : تقصدي مين ..كِنااااااااان!
_

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل