_
عدا عن شعورها بالخزي من نفسها ، سيطر التوتر على كل ثنايا جسدها ، ستترك لؤي محاطا بكل تلك الجميلات و اللاتي يشاركنه في ذلك المسلسل ، حتى و ان انتهى منه ، بالتأكيد ستلوح له فرصه أخرى و ربما دور أكبر ، فلقد أخبرها بحماس المخرج الشديد تجاه موهبته ووعده بدور أكبر قريبا ليدخل في مصاف النجوم الشباب ، عليها أن تتحرك سريعا من أجل تغيير صورتها المحفوره في جدران عقله ، فحتى الان لم يغير نظرته تجاهها ، بالنسبه له هي تلك الطفله السمينه محبة الاكل والتسالي…
خرجت من الغرفه و اتجهت إلى غرفة المعيشه حيث تجتمع العائله ، حيّت الجالسين و اتخذت مقعدا لتتفرج بدورها معهم على نشرة الأخبار …
راقبت لؤي و الذي ما انفك يعبث في هاتفه ، لتستحضر تلك الفكره و التي جَبُنت عن تنفيذها سابقا ..
لكن اليوم لا وقت للتردد.. عليها أن تثبت نفسها و جدارتها بحبه ، كما فعلت قدوتها في احد المسلسلات الاجنبيه..
أمسكت بهاتفها ، ليدلف يحيى إلى البيت محييا الجميع بابتسامه باهته ….
سألت خديجه : يحيى ، احضرلك الاكل يا ضنايا…؟
يحيى : متشكر يا ست الكل ، انا هاخد دش الاول و بعدين ابقى اشوف اي حاجه و اكلها متتعبيش نفسك..
اتجه يحيى إلى غرفته ، و عاودت ديما العبث في هاتفها ، باحثه عن تلك الصوره التي التقطتها حين ارتدت البيبي دول الخاص بليلى ، و الذي يظهر مفاتنها بشكل فاضح ..
بعد بحث استغرق ثوان ، وجدتها لتقوم على الفور و دون أي لحظة تفكير بارسالها إلى هاتف لؤي ..
و الان حان وقت الانتظار و التلذذ بردة فعل لؤي …
_
انتظرت دقيقه ، تلتها دقيقه أخرى ، و لم يصدر هاتف لؤي أي صوت يدل على وصول تلك الصوره إلى هاتفه ، والذي ما زال ممسكا به يتطلع ربما الى احد المواقع الاكترونيه…
التقطت هاتفها لتتأكد إن كانت قامت فعلا بارسال الصوره ، أظهر هاتفها بأن الصوره قد تم ارسالها فعلا ، و لكن …
شهقت ديما رعبا ، و اسرعت عاديه في اتجاه غرفة اولاد خالتها …
لم تطرق الباب ، فيحيى بالتأكيد ما زال في الفرحة ، و لحسن حظها وجدت سترته ملقاه على الفرحة ، أمسكت بها باحثة عن هاتفه …
ليقول لؤي الواقف بالباب : فيه ايه ، مالك قمتي مفزوعه كده .. و بعدين بتفتشي جاكت يحيى ليه…؟
وقفت ديما تبحلق فيه عاجزه عن النطق ، ليقول لؤي : الله مالك يا بنتي ما تنطقي …؟
ألقت الستره على الفرحة مره أخرى ، و قالت : مفيش…
لاحظ لؤي قبضتها الشديده على هاتفها ، دقق النظر ثم قال : الله .. مش ده موبايل يحيى ….؟
ارتبكت ديما و قالت : اصل ….
ابتسم لؤي : اصل ايه يا مفعوصه ، عايزه تكلمي مين ، و بعدين مش انا من يومين شحنتلك ، لحقتي تخلصي رصيدك ..عموما سيبك من يحيى ، خودي موبايلي اهو ..
_
تقالفرحة لؤي لاعطائها هاتفه ، لتتراجع ديما على الفور ، قائله : لا بس موبايل يحيى احسن…
صوب لؤي نحوها نظرة مشككه ، ثم قال : هي ايه الحكايه .؟
ليدلف يحيى إلى الغرفه بعد ان أنهى حمامه السريع و دون ان يلاحظ وجود ديما ، نظرا لانشغاله بتجفيف شعره
نهر اخيه قائلا : مالك..صوتك عالي ليه يا لؤي ، بتخانق الحيطان و لا ايه نظامك !
شعرت ديما بالحرج الشديد نظرا لحال يحيى ، فلقد خرج لتوه من الفرحة و لم يكن يرتدي سوى منشفه الفرحة على وسطه ، ألقت هاتف يحيى أرضا ، و ركضت بسرعه إلى خارج الغرفه…
تطلع الاثنان في اثرها ، ليسأل يحيى : عملتلها ايه المرادي ..؟
رفع لؤي كتفيه و قال : و الله و لا حاجه ، قامت مفزوعه و لحقتها لئتها بتفتش في جاكتتك و بعدين شكلها كانت عايزه الموبايل بتاعك قولتلها تقدر تتكلم من موبايلي مرضيتش…
صمت لؤي ثم استدرك شيئا ما قائلا : بس هي قامت مفزوعه ليه !
التقط هاتف يحيى من الارض ، و قال بعد أن رأى الشاشه تضيء معلنه وصول ملف جديد : حد بعتلك صوره يا كابتن !
فتح يحيى ملف الصوره ،و خلفه لؤي الذي اعتراه الفضول بعد موقف ديما الغير مفهوم ، ليشاهدا بأعين غير مصدقه صورة ديما في قميص للنوم فاضح جدا …
_
بقيا لثوان يحدقان في تلك الصوره محاولان أن يجدا تفسيرا ما ، ليقول يحيى بحرج : شكلها بعتتها غلط ..
قال لؤي الفرحة : انا هاروح اكسر الفرحةاغها العبيطه دي..
يحيى بهدوء : سيبك منها ، و انا هاكلم ليلى و توصيها تبقى تاخد بالها بعد كده…
أومأ لؤي موافقا أخيه في الظاهر فقط ، خرج من الغرفه و اتجه باحثا عنها .. وجدها جالسه على احد المقاعد في الشرفه ، حاول السيطره على الفرحةه والذي تداخلت به مشاعر أخرى ، لم يعتقد قط أنها موجوده تجاه ابنة خالته ، و لكنه انزعج و بشده من وقوع تلك الصوره تحت ناظري أخيه ، أهي الغيره على ديما ، نحى تلك الفكره من رأسه ، فلِمَ يغار عليها …؟
دلف إلى الشرفه ، محاولا تلقينها درسا دون الافصاح عن مشاعره ، فقال بسخريه محاولا اغاظتها : كمان طلعتي عبيطه و مش بتفهمي فالموبايلات ، صحيح انك عيله بجد…
فغرت ديما فاهها ، و شعرت بالخزي الشديد ، فبدلا من تحسين صورتها في نظره ، أضافت الغباء لتزيد الطين بله ، هذا عدا عن موقفها المحرج جدا مع يحيى ، قالت بعد أن استدركت غباءها : و يحيى شاف الصوره ؟
أومأ لؤي : اها ، ثم أضاف بلهجه غاضبه : اوعي تكوني قاصده تبعتيهاله ، ده انا كنت اموتك ….
صمتت ديما ، منذهله من تغير مزاجه ، عاد ليقول : انطقي كنتي بعتهاله مخصوص!
عضت ديما على شفتها السفلى ، لتضيف واحد إلى واحد ، لتحصل على بصيص أمل في طريقها المظلم نحو قلب لؤي ، ربما إن ظن أنها معجبه بيحيى ستتحرك بداخله مشاعر الغيره كما هو واضح أمامها ، و بالتأكيد سيدفعه ذلك الى الافصاح عن مشاعره تجاهها الفرحةا من ضياعها من يديه …
ابتسمت ببرود و قالت : و افرض ، انت مالك !
_
ركل لؤي المنضده القابعه أمامها ، شاعرا بالخيبه و أحاسيس أخرى لم يُعرها اهتماما الان ، فلقد خسر من ظنها نصيره الوحيد ضد يحيى ، فعلى ما يبدو أنها من أكبر معجبينه و تلك الصوره خير دليل..
قال لؤي محاولا اخفاء مشاعره الحقيقيه و رد القلم الذي صوبته إلى قلبه : ابدا ، بس انا قلبي عليكي ، شوفي الحاجات دي بتلبسها البنات المو..زز ، اللي جسمها مانيكان مش الدباديب اللي زيك..
شعرت ديما بالاهانه الشديده ، قالت مقاطعه اياه : عموما اللي يهمني رأي يحيى ، مش رأي حد فاشل زيك..
لقد علم كلاهما نقطة الضعف لدى الآخر ، و بكل سهوله و دون تردد استلا سكينتهما ووجها لبعضهما الطعنه القاتله ، و للحظات اشتبكت نظراتهما الجريحه في لقاء أبكم ، حرص فيه كلاهما على إخفاء مشاعره الحقيقه ، فديما قابلته بنظره متحديه ، فما عاد رأيه يهم بعد الآن ، أما لؤي أنزل ستارة اللامبالاه على عينيه ، محاولا إخفاء تأثير تلك الكلمه في نفسه…
أشاح كلاهما بنظره في نفس الوقت ، و كأنهما اعلنا و بصمت ان لحظة الفراق قد حانت …
ابتسم لؤي بمراره ، فلقد خسر مؤيدته الوحيده ، و لكن المضحك المحزن انها أيدته أيضا في اعلان لحظة الوداع…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
شعرت شيرين بمدى صدق المقوله بأن الحب كما يجلب السعاده فإنه يحمل في طياته ألما كبيرا ، لقد كان من الصعب عليها اليوم الجلوس و مشاهده مالك يتودد إلى سلوى بتلك الطريقه التي تفضح مشاعره القويه تجاهها ، لم تستطع المكوث دقيقه أخرى ، حملت حقيبتها و همت بالمغادره..
قال مالك بنبره متفاجئه : ايه يا شيري انتي مروحه ؟؟؟
ابتسمت شيرين و انتعش الامل بداخلها ، فقد لاحظها اخيرا ، قالت : ايوه ، الوقت اتأخر و مضطره اروح..
_
نظر مالك بضيق وقال : طب احنا فضلنا يدوب عشر دقايق و نخلص ، استني كمان شويه ، بلاش سلوى تروح لوحدها فالوقت المتأخر ده …
عادت لتجلس و قد انطفأ الأمل بداخلها ، قال أنس الملاحظ لتصرفاتها : ما قلتلك حلها عندي …
قالت شيرين و كأنها تبرر مجاراتها له فالحديث : عندك حق ، سلوى مش بتحبه ، يبقى حرام اوي يعلق نفسه بيها بالشكل ده ، بجد حرام ، ليه كلنا لازم نتعذب كده ، انا و سلوى و مالك ، ايه الحكمه فكده ، ليه اللي بنحبهم مش بيحسوا بينا ، ليه مش فاهمه ليه …!
قال أنس : شوفي انا عمالي بمخمخ في حاجه كده و لو قدرت اسبكها هنطلع كلنا بمصلحه جامده..
نظرت شيرين تجاهه بقلق و سألت : انت ناوي على ايه بالظبط ؟
أجاب انس : لما اسبك الحكايه ، هاكلمك و انتي حره لو حابه انفذ هانفذ بس طبعا كله بتمنه ، و انا هاضطر اجل حاجات ضروري اعملها ، بس عشان خاطرك تتأجل و بدال ما بقى انا المستفيد الوحيد ، كمان انتي تزيحي انتيمتك من طريق حبيبك و برده كمان هي الاوخرى نفضيلها الطريق لقلب يحيى ، وكله كله كسبان و ربنا ، بس انتي جمدي قلبك كده ، التكتيك ده محتاج قلب أسد مش قطه يا قطه…
لم يفصح أنس عن ما أطلق عليه ” تكتيك ” و لكن في قرارة نفسها أيقنت بأنه بالتأكيد سيتبع طريقا ملتويا ، و لكن عدا النقود التي سيحصل عليها منها ، ما هي مصلحته تحديدا…
همت بالسؤال و لكنه أوقفها بعد أن استطاع قراءة مقصدها دون كلمات : مستأليش حاجه دلوقتي ، فكري انتي مستعده تروحي للاخر عشان تنولي اللي عايزاه و لا مش اد المخاطره و هتنخي بسهوله ، فكري و كلميني و ياريت بسرعه ، اصل اخوكي مزنوق اوووي…
ابتلعت شيرين ريقها قلقه من نفسها التي بدأت تسول لها بالموافقه على خطته ايا كانت ، فكل شيء جائز في الحب و الحرب كما يقولون …أو هكذا بررت ضعفها
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
في صباح اليوم التالي حضّرت ديما حقيبتها ، و ودعت ليلى متنميه لها التوفيق في حياتها ، و سرا دعت لها بأن يزيح الله غمة تميم عنها و إلى الأبد ، سلمت على زوج خالتها و احتضنت خالتها التي أوصتها بنفسها خيرا .
حضر يحيى و الذي سيرافقها حيث الفندق الذي يقطن فيه حاليا والديها بعد خروج أبيها من المشفى ..
قال يحيى : مش يلا بينا …
ترددت ديما لثوان ، ظنا منها بأن لؤي سيخرج لوداعها ، و لكن يبدو أن ستارة النهايه على ما كان بينهما ، أيّا كان تعريفه ، قد أُسدلت و إلى الأبد …
ابتسمت نصف ابتسامه و قالت : اها انا جاهزه ، و اسفه هاتعبك معايا…
فرك يحيى جبينه و قال : تعب ايه بس ، ده احنا هنفقتدك جدا ..
ثم اقترب منها هامسا : خصوصا الواد لؤي ، بس يلا ربنا بيحبك و هتخلصي منه و من رخامته…
ابتسمت ديما اثر كلماته ، و نحت حرجها منه بسبب تلك الصوره و سألت بصوت خفيض : بجد ؟
أومأ يحيى برأسه ، غير مدرك لمدى تأثرها بكلماته ، ثم أضاف : ايوه ..ده سألني ميت مره امتى هاوصلك
حمل حقيبتها و فتح الباب ، لتسأل ديما بعد أن أصبحا خارج الشقه : احم.. طب ليه مصحيش يودعني…؟
_
نظر لها يحيى بحيره ، لتقول ديما بتوتر : اقصد يعني هو دايما اللي كان بيوصلني ، انت على طول مشغول ، ووراك حاجات مهمه ، ثم أضافت بمرح لتخفي حرجها : مش فاضي تشتغل الشوفير بتاعي زيه…
قطع عليها استرسالها في الحديث ، ظهور لؤي بالباب …
قال لؤي بقنط : طب كويس اني عرفت مقامي عندك..شوفير و فاشل و ايه كمان …
قالت ديما و قد تذكرت كلماته القا……اتله لها البارحه : مقصدش بس يحيى اكيد وراه مسئوليات اكبر منك بكتييييير
تدخل يحيى قائلا : صلوا عالنبي يا جماعه ، وانت يا لؤي ديما خلاص هتسافر بكره ، مفيش داعي لاي زعل بينكو ، أضاف يحيى مازحا بعد أن لاحظ مدى التوتر بينهما : يلا يا ولاد كل واحد يعتذر للتاني و يا دار مدخلك شر..
بقى الاثنان مسمران يحدق كل منهما للاخر بعناد واضح، ليقول يحيى : ها هنفضل عالحال ده كتير ..!
قال لؤي بحنق : لا ازاي ، حقك عليا يا ديما ، و ابقى خودي بالك من روحك ودراستك وعايزينك الزياره الجايه تظبطي نفسك كده عشان تقدري تبعتي صور عِدله لمعجبينك..
قال يحيى الفرحة : الظاهر مفيش فايده فيك ، يلا بينا يا ديما …
تبعته ديما بعيون دامعه و تبعتهما نظرات لؤي الحانقه عليها و على أخيه ….غير عابئا بصوت ضميره..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
استيقظت نوف شاعره بالارهاق الشديد من ليلة امس حيث تم زفافها على تركي ، و لكن تحاملت على نفسها و نهصت من الفراش لتستعد لسفرهم اليوم لقضاء شهر العسل في مصر كما وعدها زوجها المحب ..
ابتسمت و دلفت إلى الفرحة ، لتجد رساله على المرآه من تركي ، يخبرها فيها بأنه يحبها و سوف يعود قريبا بعد أن يقوم بدفع الحساب للفندق…
شعرت بالغبطه الشديده ، و تساءلت كيف يوما أحبت رجلا غيره ، وعند هذه الفكره شعرت بالقلق الشديد ، فالرساله الأخيره من أنس كانت توحي بتلميحات مقلقه ، ولكن ستتفاءل خيرا ، بالتأكيد رسائله كانت وسيله لينفث عن الفرحةه ليس الا ، و مع الوقت سينساها ، كما تناسته هي في خضم فرحتها بمعاملة تركي الحانيه معها ، أنهت حمامها و فتحت الخزانه لتختار ملابسا مريحه للسفر ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
اترك تعليقاً