في الاستقبال سأل عنها ، لتخبره الموظفه بأنه بالفعل تم استقبال حاله مجهولة الهويه و عليه اولا الذهاب لمكتب الطبيب ، فلقد مُنعت عنها الزياره نظرا لحالتها
في الطريق الى الطبيب ، رن هاتفه برقمها ، ليجيب : الو…
الرجل : حضرتك وصلت المستشفى عشان اسلمك حاجتها
يحيى و الذي يتاكله القلق على فاتن : سيبها فالاستقبال انا هابقى اخدها بعدين
اغلق الخط ، دون ان يشكر الرجل على نقل محبوبته الى المشفى و اسعافها ، فلقد شُل تفكيره عن اي شي اخر عدا الاطمئنان عليها و رؤيتها…
دلف الى غرفه الطبيب ، و ساله عنها ، ليقول الطبيب : اتفضل اقعد الاول
جلس يحيى ليقول بنفاذ صبر : هي فين ؟؟
الطبيب : هي كويسه و الحمد لله ، بس احنا قيمنا حالتها و عندها انهيار عصبي ، عشان كده خدت شويه مهدئات و احتمال تفوق كمان شويه
يحيى : اكيد بعد ما اعتدي عليها الكلب ..
_
قاطعه الطبيب : مفيش اي اثار اعتداء ، لكن كان واضح ان جسمها او هي واخده جرعه مخدر كبيره
يحيى : ازاي مفيش اعتداء ، ازاي مش فاهم ..
الطبيب : ايوه ، اخت حضرتك لسه بنت ، عذراء ، و مفيش اي اثار اعتداء من اي نوع جنسي او الفرحة جسدي..
يحيى برجاء : طب انا عايز اشوفها يا دكتور، لو سمحت انا مش هاقدر استنى اما تفوق
اومأ الطبيب ، ليقول : انا هاخلي الممرضه تاخدك عندها…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
دلف الى الغرفه ، و خرج قلبه من مكانه حرفيا ، و اخيرا اطمئن عليها ، بخير و على قيد الحياه ، لا شيء اخر مهم الان ، لا شيء..
اقترب منها مراقبا ، كانت متسلقيه على الفرحة ، مغمضه العينين ، لا يدري ، أنائمه ، أم من اثر المهدأ…
جلس بجوارها ، ليتأملها عن قرب ، فطوال خمس سنوات و اكثر ، لم تسنح لها الفرصه ليملي عينيه من وجهه الملائكي بهذا القرب …….
و دون أن يعي ، لامست انامله خصلات شعرها المبعثره على الوساده ، ليكرر حركته مره اخرى ، لطالما احب شعرها ، و تمنى يوما أن يكون له الحق فيما يفعله الان…
_
تململت قليلا ، ليترك شعرها و يقترب مقبلا اياها من جبينها ، ثم عينيها ، لينثر قبلاته على كل قسمات وجهها ، ثم أخذها بين ذراعيه، رافعا اياها عن وسادتها و ضاما اياها الى صدره ، راغبا في حمايتها ، لتتململ مره اخرى و هي حبيسه لذراعيه ..
و كأنها استفاقت ، رافضه هذا الوضع ، على الفور اعادها للاستلقاء مره اخرى ، مطمئنا : انا يحيى ، متخافيش ، معدتيش تخافي ابدا ..
فتحت فاتن عينيها ببطء ، لتهمس بعد ثوان : يحيى ، انت عرفت ، اكيد عرفت ، و هتسبني تاني
عاد يحيى ليرفعها عن وسادتها و يضمها الى صدره : هششش ، ارتاحي ، انا مش هسيبك ابدا ، ابدا
حاولت فاتن الافلات من بين ذراعيه ، قائله : لا هتسبني ، هتبعتلك الصور و تسبني
لعن يحيى بشكل فج ، و زاد من احتضانه لها ، قائلا : بعتتها الحقيره ال***** بعتتها ، بس عارفه شفت ايه
تجمدت فاتن بين ذراعيه ، ليمسح بيده على ظهرها مطمئنا : شفت اد ايه انجي حقيره و قذره ، شفت ازاي انها مفروض تتعالفرحة فميدان عام ، و شفت طيبه قلبك ، شفت قلبك بجد ، اللي رغم كل اللي عملته معاكي، برده مرضتيش تخذليها و فضلتي تمدي ايدك ليها ، شفت ده يا فاتن ، ده بس اللي شفته …
تنهدت فاتن ببكاء ، لتلف ذراعيها محـ,ـتضنه اياه بدورها : يعني مصدقتش اني ..
قاطعها يحيى دافنا وجهه في عنقها : مصدقتش ، و لا عمري هاصدق عنك حاجه وحشه تاني ، مصدقتش و عمري ما هاصدق
فاتن بهمس : بس انا هافهمك ، لازم افهمك…
_
روت عليه ما حدث معها حين ذهابها الى شقة والدتها ، ليقول يحيى بمرار : كان نفسي اخدلك حقك بايدي ، بس الواد الاهبل سبقني ، سبقني و عمل اللي كنت هموت و اعمله … بيقولوا الفرحةها
شهقت فاتن ، ليقول يحيى : اوعي تزعلي و لا تنزلي الفرحةعه عليها …
فاتن و مازالت تريح راسها على صدره : خدني البيت ، انا عايزه اروح ، زمانه يامن مخضوض و مش فاهم انا طولت ليه ، هيفتكر اني مش هارجع تاني
تنفس يحيى بعمق مستنشقا رائحتها ، ثم قال: بعد الشر عليكي..
ثم ابعدها عنه برفق ، و قال : الاول اكلم الدكتور…
هزت فاتن راسها نفيا : انا كويسه ، ارجوك ، عشان خاطر يامن..
اوما يحيى ثم قبل جبينها : حالا ..هنروح بيتنا
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
هرعت خديجه و يامن يسبقها الى الردهه ، فور رؤية سيارة يحيى تدلف الى الفيلا ، ليهتف يامن : عمتو رجعت تاني ، خالو يحيى بطل و رجعهالي ، انا بحب خالو اوي
شاهدت خديجه من خلال النافذه ، ابنها الاكبر يترجل من السياره ، ثم يسير باتجاه الباب الامامي ليفتحه و يُخرج فاتن… حاملا اياها بين ذراعيه..
_
ليقول يامن : هي عمتو نايمه !
قالت خديجه بقلق : ايوه يا حبيبي ، الظاهر نايمه …
فور دخوله الفيلا ، تقالفرحةت خديجه لتسأل بقلق : ايه اللي حصل ؟
يحيى باقتضاب : مش ادام يامن…
امسك يامن بساق يحيى قائلا : عمتو نايمه ، مش كده ، مش ماتت ، مش كده…
همست فاتن : نزلني يا يحيى ، عشان اطمنه …
قال يحيى : فوق
ثم قال موجها حديثه ليامن : عمتو كويسه ، يلا على اوضتنا ، عشان عمتو تنام في الفرحة
اوما يامن و تبعه للاعلى .. ليتركا خديجه في حيره من أمرها : استرها معاهم يا رب
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
في غرفتهما وضعها يحيى برفق على السـ,ـرير ، ليقول يامن : وحشتيني اوي يا عمتو..
فاتن مربته على حجرها : تعال هنا يا بطل
اسرع يامن ليجلس على ركبتيها ، لتقول فاتن مقبله اياه من وجنته : و انت اكتر يا بطل ، انا لولاك مكنتش قدرت اتحمل الدنيا دي…
يامن : دنيا حلوه ، حلوه اوي عشان انتي مش مُتي
احتضنته فاتن بحب ، ليقول يحيى : طب خلي عمتو ترتاح و تعال عشان الوقت اتاخر و لازم ننـ,ـام بقى..
اوما يامن ، ليساعده يحيى في الخلود للنوم .. ليجد فاتن قد استغرقت في نوم عميق بدورها…
جلس بهدوء على حافة السـ,ـرير ، محتارا هل يوقظها لتبدل ملابـ,ـسها ، ام يتركها لتنعم بالراحه …
طبع قبله على جبينها ثم نهض ، ليعود بعد دقائق يستلقي بجوارها بعد ان اخذ حماما سريعا…
بقي يحدق في السـ,ـقف عاجزا عن اغماض عينيه ، ليسمع صوتها هامسا : يحيى
ادار وجهه ناحيتها قائلا بقلق : فاتن
_
فاتن : انا اسفه اوي ، انا عارفه اني جرحتك بس مكنتش اقصد ، انا كنت الفرحةه الفرحةه اوي و عايزه اخلص مالوجـ,ـع و الحـ,ـزن اللي كنت فيه ، مش عارفه ازاي طلعت كل غلي فيك
يحيى بتنهيده : نامي دلوقتي و نتكلم بعدين ، انتي اللي حصلك كتير كتير اوي ، ارتاحي يا فاتن
هزت فاتن راسها ، ثم اعتدلت في الفراش ، و جلست مضيئة المصباح الجانبي : لازم اتكلم ، لازم اقولك اني كنت غلطانه ، انا عمري ما حسيت بالامان اد انهارده ، و انا مروحه معاك البيت ،و لما جتني المستشفى ، لما قولتلي انك مش مصدق من غير حتى ما اوضحلك حاجه …
قاطعها يحيى و الذي جلس بدوره : متتسرعيش يا فاتن ، انا كنت غلطان لما ضغطت عليكي بيامن و اتجوزنا بسرعه ، انتي من حقك زي اي بنت ، تفكري كويس ، تفكري فنفسك اولا، تفكري مين هو الراجل اللي تقدري تعتمدي عليه ، و انا فعلا مكنتش الراجل ده ، لا انهارده و لا قبل خمس سنين فاتوا ، كان لازم اعرف و اقدر ان انجي دي الفرحةه ، مكنش لازم اسمحلك تفضلي على علاقه بيها ، كان لازم اكون اوعى من كده ، لكن للاسف كان عندك حق في كل اللي قولتيه ، و لغاية ما اثبت اني جدير بيكي انا بعفيكي من اي وعود او اي حقوق ليا كزوج ، لاني فعلا مكنتش راجل في …
قاطعته فاتن : قولتلك مكنتش اقصد يا يحيى ، صدقني …
ثم امسكت بيده و التي ما زالت مضمده بالشاش و تابعت : و ايدك دي اكبر دليل على اني غلطانه ، كان ممكن جدا تطلع عصبيتك عليا و تالفرحةني و في نظر رجاله كتير كنت استاهل عالكلمه اللي قولتهالك ، بس انت قدرت تمسك نفسك لاخر لحظه و بدال ما تأذيني عـ,ـورت نفسك ، هو ده الراجل في نظري ، اللي مش ممكن يمد ايده على واحده ست ، خاصه لو كانت مراته ، حتى لو عصبـ,ـته لاقصى درجه ..
رفع يحيى يدها الممسكه بكفه ، ليقبلها قائلا : انتي تعبتي اوي و لازم ترتاحي ، نامي يا فاتن …
فاتن : لا مش هنام ، الا اما تقولي انك مسامحني ، و انك كنت غلطان و حبنا مش هيفضل تحت الرمله ..
قاطعها يحيى : عايزاني اسامحك ، يبقى تقومي زي الشاطره تغيري هدومك و تاخدي دش عشان تعرفي تنامي و الصبح نتكلم …
اترك تعليقاً