فاتن بتنهيده : حاضر
_
انزلت قالفرحةيها الى الارض ، لتحاول النهوض ، وقفت ثوان ، ثم عادت للجلوس متألمه ..: اه
يحيى : في حاجه بتوجعك
فاتن : رجليا ، اصل انا مشيت كتير كتير ، لحد مبقتش قادره امشي تاني
يحيى و قد جلس الى جوارها على حافة السـ,ـرير و قال محاولا كسر الحزن الذي لوّن صوتها : امري لله ، هساعدك
نهض ليحملها بين ذراعيه قائلا : يا مسهل يا رب
ابتسمت فاتن و دست راسها في عنقه ، ليقول مازحا : اوعي تعمليها تاني ، هيبقى شكلك وحش
ضحكت فاتن برقه ، ثم اطبـ,ـقت باسنانها بخفه على عنقه ، قائله : بس كنت تستاهل عشان تبطل تعاندني
يحيى و هو يدلف بها الى الفرحة : بقى انا اللي بعاند برده ..!
ثم سار حاملا اياها حتى اجلسها على حافة البانيو ، و تنهد قائلا: ما علينا ، تحبي احضرلك الحمـ,ـام..
تثاءبت فاتن ثم قالت و هي تفك ازرار بلوزتها : اممم فعلا انا نفسي تحضرلي الحمـ,ـام
_
فرك يحيى عنقه ثم قال و هو يتابع حركه اناملها : حاضر
توقفت فاتن عن حل الازرار و عقدت ذراعيها امام صدرها لتقول مشاكسه : حاضر ..و الله طالعه من بؤك زي السكر ، بس انت بتعرف بيحضروه ازاي ؟
يحيى بخيبه : انتي مش هتكملي .؟
فاتن بعد فهم : اكمل ايه ..؟
يحيى مستدركا : احم ااا….اقصد مين ده اللي بيحضروه !
فاتن بضحك : الفرحة ، انا نفسي افهم بيتحضر ازاي ؟
ضحك يحيى : اه صحيح ، هما بيحضروه ازاي ، انا على طول بسمع فالافلام الراجل يقول لمراته حضريلي الحـ,ـمام ، يعني بتعمل ايه مش فاهم…
ضحكت فاتن ثانيه : امال بتسالني ليه احضرلك الحـ,ـمام…
يحيى بابتسامه جانبيه : الحق عليا يعني كنت عايز اساعدك…
غضنت فاتن حاجبيها و قالت : ميرسي اوي ، انا هاكمل لوحدي بقى ، اتفضل …
_
يحيى : طيب لو احتجتي مساعده متتكسفيش
ابتسمت فاتن : متشكره ، ثم اشارت بيدها ناحية الباب : يلا … اتفضل …
خرج يحيى مغلقا الباب ، ثم وقف مسندا ظهره عليه ، و تنهد فالطريق امامه طويله لكي يكسب ثقتها ثانيه ، فلن يستطيع ان ينسى كلماتها ، و عليه ان يسيطر على مشاعره و رغباته .. حتى يتاكد من صدق احساسها تجاهه و ان اعتذارها قبل قليل لم يكن فقط بداعي الظروف و الصالفرحةه التي تعرضت لها في والدتها ، فهي الان في حالة هشه و لربما اختـ,ـلطت عليها مشاعرها ، ربما اردات فقط من يقف بجوارها و يخفف عنها و هذا لا يعني انها غيرت نظرتها اليه على الاقل لن يحصل الامر بين ليله و ضحاها …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في الصباح فوجئت فاتن بقبلات تدغدغ وجنتها ، فتحت عينيها لترى يامن منحنيا بجوارها ….
ضحكت و قالت برقه : ايه الصباح الجميل ده يا يمونتي…
يامن : ده خالو … بعتلك البوسات دي عشان بيحبك
فاتن : انت متاكد ؟
اوما يامن ثم قال بحماس طفولي : و يلا كفايه نوم ، و قومي عشان خالو محضرلنا فطار تحفه …
نهضت فاتن لتجلس على الفرحة و سالت : خالو محضرلنا فطار ….؟
_
يامن : ايوه ، و هنفطر فاوضتي كمان ، يلا بقى قومي…
امسك بذراعها ليشدها حتى تنزل عن الفراش قائلا : اعملي حمام بسرعه يلا …
ضحكت فاتن لحماسته و قالت : طب اسبقني انت عالسفره و انا هاحصلك بسرعه بسرعه …
بعد دقائق دلفت الى غرفة يامن ، قائله بمرح : صباح الخير على حبايبي الحلوين
يامن بابتسامه : صباح النور يا كسلانه
يحيى بابتسامه هو الاخر : صباح النور
اقتربت فاتن لتطبع قبله على وجنتي يامن ، ثم جلست بجواره ..
ليقول يامن ببراءه : دول لخالو…؟
فاتن : هما ايه دول ؟
يامن : البوسات
_
صمتت فاتن بحرج ، ليقول يحيى : لا الظاهر مليش بوسات
نظر يامن باتجاه فاتن قائلا بعد تفكير : كده حرام ، هو بعتلك بوسات ، و انتي لا، انتي مش بتحبيه ؟
يحيى ليغيظ فاتن : الظاهر كده يا يامن
فاتن بتكشيره طفوليه : لا ازاي ، انا بحبه جدا
يامن : خلاص يبقى تروحي تبوسيه
فاتن مغيره الموضوع : بس ايه الفطار الجميل ده …
يامن بتصميم : مش تاكلي قبل ما تبـ,ـوسي خالو
يحيى بمرح : شكلي هتباس يعني هتباس
ضحكت فاتن برقه ، ثم وضعت اناملها على شفتيها ، ثم رفعتهما لتنفخ في الهواء ، مرسله قبلتها ليحيى ، ثم قالت : اهو …
ليقوم يحيى بمد يده في الهواء ملتقطا قبلتها ، ثم وضعها على فمه قائلا : وجووووون
_
رن هاتف فاتن ليقول يحيى فورا : وده مين عالصبح كده…؟
تنهدت فاتن ثم قالت بحزن : حاسه انه تليفون يخص ..
ترددت قليلا ثم قالت : يخص انجي….
ليشهق يامن متذكرا : انجي انجي ، بابا قال مش تروحي عند انجي
يحيى : انا هارد اشوف ايه الحكايه ؟
نهض يحيى ليتجه الى غرفتهما ، و تبعته فاتن قائله ليامن : كمل اكلك وانا هارجع حالا..
في غرفتهما ، رفع يحيى هاتفها قائلا : دي نوف
غضنت فاتن حاجبيها بدهشه ، ثم تلقت المكالمه : الو
نوف بحزن : ازيك يا فاتن يا حببتي ، انا لسه شايفه الخبر عالفيس ، البقاء لله
تنهدت فاتن ثم قالت : لحقو ينشروا الخبر
_
نوف : مش بس الخبر ، صورتها كمان و هي ميته
فاتن : انتي بتتكلمي جد ؟
نوف : ايوه ، وصوره صعبه جدا ، و نهايه من ابشع ما يكون ، وشها كأنه مضـ,ـروب في خلاط ..
ترقرقت الالفرحةوع في عيني فاتن ، ليسرع يحيى باحتضـ,ـانها قائلا : متستهـ,ـلش الفرحةوعك
نوف : انا اسفه كنت فاكره انك تعرفي ، بيقولوا اللي اتهجم عليها اهبل ….
فاتن : ايوه ، ابن البواب ، كان بيطلعلها حاجات كانت طلبتها ، و حصل اللي حصل
لم تشأ فاتن أن تخبرها بمكيده و الدتها ، فلا يجوز الان عليها سوى الرحمه…
نوف : طب انا هاقفل دلوقتي ، و هارجع اكلمك تاني ، ها يا حببتي
فاتن : لا اله الا الله
نوف : محمد رسول الله
_
قالت فاتن بعد أن اغلقت الخط : انا لازم اروح اشوفها..
رات الدهشه على عيني يحيى ، لتقول : عشان الاجراءات و الدفن ، مين هيعملها
تنهد يحيى و قال : انتي مش هتروحي حته ، انا اللي هاروح ، متقلقيش انا هتكفل بكل حاجه ، مع انها متستاهلش
فاتن ببكاء : معلش يا يحيى هاتعـ,ـبك
يحيى بدهشه : انتي هتعـ,ـيطي عليها ، بعد كل الل عملته فيكي ..
فاتن من بين الفرحةوعها : مش بعيط عليها ، انا بس اعصابي الفرحةه من اللي حصل ، كان نفسي تتغير ، كان نفسي و لو مره احس انها امي بجد ، دي ماتت و مش قادره حتى اترحم عليها
اقترب يحيى ليمسح الفرحةوعها بانامله و قال : انا اسف
فاتن : و انت ذنبك ايه بس
يحيى : عشان خلفت وعدي ليكي من خمس سنين فاتوا ، عشان سبتك تعافري فالدنيا لوحدك ، عشان كنت سبب تاني فوجعك ، عشان عرفت اد ايه خسرت فالخمس سنين اللي فاتوا ، خسرت انك تكوني جنبي ، خمس سنين بحالهم ، و لما رجعت برده مش قادر اسعدك
قاطعته فاتن : متقولش كده يا يحيي ، انا صحيح متغلبطه جامد بس سعيده اوي انك جنبي ، و مبسوطه بينا و مش عايزاك ترجع تفتكر اللي فات ، احنا هنبدأ من جديد …
_
تنهد يحيى و قال بحزن : طب انا مضطر امشي ، عشان اشوف الاجراءات بتاع الدفن
شاهدته يغادر و في قلبها خيبة كبيره ، لقد جرحته و بشده ..و لن تستطيع ان تُنسيه كلماتها تلك بسهوله
الفصل الخامس و الثلاثون
و الاخير
¤ حب فوق الرمال ¤
الجزء الثاني
————————————————–
يقولون ان الزمن يشفي الجراح ، و لكن جرحها ليحيى لم يبرأ بعد ، فلقد مضت ثمانية اسابيع منذ وفاة انجي ، و منذ تلك الليله المشئومه حينما سمحت لنفسها بالانهيار و ترك العنان للبركان الغاضب بداخلها أن ينفجر ، نعم لقد استراحت ، و لكن في المقابل آذت مشاعره ، لقد جرحته بكل معنى الكلمه …
خرج يحيى من غرفة الملابس ، و توجه ناحية المرآه ليعقد ربطة عنقه ..
نهضت فاتن من على الفراش : استنى انا هاعملها
_
ابتسم يحيى مداعبا : تااااني
فلقد حاولت فاتن مرات عده ان تتقن عقد ربطة العنق و لكنها تفشل كل مره
مطت فاتن شفتيها و قالت : ما انت مش بتعلمني صح
يحيى بعد تفكير : طب اقولك ، انا هالبسهالك و بصى فالمرايه و احفظي الطريقه
اومأت فاتن ، ليقوم يحيى بوضع الكرافت حول عنقها ، ثم قال : الاول بتخلي حته اطول مالتانيه زي كده
ثم تابع : و بعدين بناخد الاطول و بنلفها و بنطلعها من الدايره هنا
ابتسم يحيى ، عنالفرحةا راى نظرات فاتن الشديده التركيز في المراه ، ليتابع : و بعدين يا ستي بندخلها في العقده هنا ….
ثم قال بجديه : بعدين مش مفروض يحصل كده
فاتن باهتمام : يحصل ايه ؟
يحيى مقبلا وجنتها بخفه : ان خدودي تحمر كده ، ده انا هابقى فرولايه اما اوصل المكتب
_
ابتسمت فاتن بخجل ثم تلاقت نظراتهما في المرآه ليكمل : و بعدين بنسحبها لتحت جامد…
سحب يحيى الربطه ، ثم ترك يده لثوان على صدرها قائلا : و كمان قلبنا مش مفروض يدق بسرعه كده
ابتسمت فاتن بارتباك ، ليسأل يحيى بشجن : بيدق عشان خايف…؟
وضعت يدها فوق كفه قائله بحرج : بيدق عشان بيحب
” مين بيدق.. انا مش سمعت جرس ”
استدار الاثنان ليجدا يامن خلفهما و علامات الاستفهام تملأ عينيه الفضوليتين
تمتم يحيى : فصيل اوي الواد ده
ضحكت فاتن و قالت : يلا يا بطل عشان ناخد حمام و ننزل نفطر مع تيته
سبقها يامن الى الفرحة ، لتقول متذكره : يحيى متتاخرش انهارده نوف جايه مع تركي و الولاد عشان هيتغدوا معانا
فلقد حضرت نوف الى مصر لتقضيه اجازه قصيره برفقة زوجها و ابنائهم الصغار
_
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
دخل لؤي الى المطبخ و هو يصفر : الله … ايه الريحه التحفه دي ؟
ديما : كبسه
لؤي : اوبا .. انا من زمان كان نفسي ادوقها
ديما : اه ، خالتو قالتلي اعمل اكله خليجي عشان العزومه بتاع اخت فاتن و جوزها ، دورت عالنت و لقيت الكبـ,ـسه طريقتها سهله اوي
لؤي: طيب هناكلها ازاي دي ؟؟؟
ديما : يا سلام صعبه اوي دي …
اغترفت ديما قليلا في الملعقه ، ثم وضعتها في فمها : كدهون ..مش افتكاسه يعني
لؤي بخبث : تؤتؤ ، كده غلط
ديما بعالفرحة فهم : هو ايه اللي غلط !
_
لؤي بابتسامه عريضه :مش بتتاكل كده
رفعت ديما حاجبيها و قالت : امال ازاي يا حيلتها
لؤي :اغرفيلي و انا هاعلمك بتتاكل ازاي يا اوزتي ….
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
انالفرحةج يامن باللعب مع اميره الابنه الكبرى لنوف ، و التي تقاربه في العمر ، اما ابنها الاصغر ، فوضعته نائما في غرفة فاتن ، لتجلسا سويا على حافة الفرحة …
قالت نوف : ها طمنيني عليكي ، ان شاء الله كل حاجه تمام دلوقتي ما بينكم..
اومات فاتن : الحمد لله ، بس حاسه ان يحيى لسه واخد على خاطره مني …
نوف : ازاي يعني …
تنهدت فاتن و فركت يديها بحرج ، لتقول نوف : الله ده الموضوع كبير بقى…
فاتن : مش عارفه ، هو احنا كويسين و مفيش مشاكل ، بس اصل يعني احنا زي ما احنا..
_
اترك تعليقاً