منوعات

حب تحت الرمال الخامس والاخير

انجي و هي تمد كوبا من العصير : اشربي ده و انا مستنياكي بره ، و هافهمك ايه اللي حصل
شاهدت انجي تغادر الغرفه باعين نصف مفتوحه ودوار شديد في راسها ، التقطت العصير و نهلته مره واحده عله يعيد اليها شيئا من توازنها
بعد دقيقتين خف الدوار نسبيا ، لتلحظ انها لم تعد ترتدي حجابها ، و ملابسها غير مهنالفرحةه بالمره ، لتُدق نواقيس الخطر ، التقطت حجابها الملقى على الارض وكذلك حقيبتها
و اسرعت الى الخارج تسأل بقلق : هو انا اغمى عليا …؟
انجي بابتسامه : تعال اقعدي الاول
جلست فاتن على المقعد المقابل ، لتقول انجي : امسكي شوفي الصور دي وانتي تفهمي ايه اللي حصل
التقطت فاتن الهاتف متيقنه بان هناك مصيبه ستحل بها ، نظرت الى الصور غير مصدقه ما اقترفت تلك الحقيره بحقها
فاتن بهستيريا : انتي ايه، انتي ايه ، شـ,ـيطانه ، شيـ,ـطانه مش ممكن تكون امي ،امي ايه ، انتي مش ممكن تكوني بني االفرحةه اصلا…
قاطعتها انجي بالفرحة : اسمعيني الاول قبل ما تاخدك الجلاله ، الواد ده اهبل و معملكيش حاجه اصلا ، مع ان الصور بتقول انه عمل ، انا مطاوعنيش قلبي استغلك بردك لازم يكون الموضوع برضاكي ،و الا كنت جبت اي حد مالشارع و خلاص ، لكن راعيت مشاعرك و جبت واحد اهبل مش فاهم حاجه فاي حاجه ، بس مش دي قصتنا …المهم دلوقتي انا عايزه ايه و تنفيذه بالحرف و الا الصور دي توصل لحبيب القلب..
نهضت فاتن من مقعدها ، و اقتربت لتبصق في وجه والدتها : انتي احقر انسانه قابلتها في حياتي ..
_
ثم اتجهت الى الباب ، لتغادر هذا المكان القميء ، لتجتذبها انجي من ذراعها : رايحه فين استني ، و الله لو ما سمعتي الكلام و جيتي راضيه لخميس لابعت صورك دي لحبيب القلب ، انتي فاكراني بهزر
ابعدت فاتن يدها بالفرحة ، ثم عاودت البصق في وجهها مره اخرى ، و غادرت مسرعه غير عابئه بمظهرها او انها نسيت ان تلبس حجابها ، ارادت الابتعاد عن تلك المراه ، ارادت ان تستنشق هواء نقيا لا تلوثه تلك البشعه بأنفاسها
ارادت أن تهرب ، تهرب بعيدا ، بعيدا عن الالم و المكائد و الخيبه و المؤامرات ، متسائله لِمَ انا ، ماذا صنعت لاستحق هذا العذاب ، لم تخف من انجي وصورها ، فواضح جدا انها فاقدة للوعي و لكن هل سيفهم يحيى ذلك ، هل سيفهم بأنها لم تكن متعبه بعد جوله من الحب الملتهب ، هل سيرى الحقيقه هذه المره ، بالتأكيد لا ، هكذا حدثها قلبها ، و لكن لا يهم الان ، فلقد انهي هذا الصباح ما كان بينهما ، لقد قال بلسانه بأنه حبهما مكتوب له أن يُدفن و يستوطن تحت الرمال ، وها هي مكيده انجي اتت لتثبت ذلك …
لتثبت انه لن يصحو ابدا ، وان حدث و افاق ، ستأتي عاصفه اخرى لتطمره بين الرمال ، خرجت من البنايه غير قادره حتى على البكاء ، فلقد شُلت جميع حواسها ، لم تدرِ هل بسبب ذلك المخدر الذي ما زالت اثاره في جسدها ام بسبب ذلك البركان الذي انفجر بداخلها الليله الماضيه ، و في الشارع سارت على غير هدي..
سارت حتى ادّمت قالفرحةيها مشيا ، سارت حتى هدأ نزيف قلبها و لم تعد قادره على المضي قُالفرحةا ، لتسقط ارضا غير قادره على التقالفرحة اكثر من ذلك ، فلقد هدأ و اخيرا … ذلك البركان…!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
“Faten .. Faten …Faten … Faten …Faten …Faten…Faten”
هذا ما طبعته أنامل يحيى على الملف المضيء على شاشة حاسوبه في مكتب الشركه ، فبدلا من كتابة بعض الحلول البرمجيه لاحدى المشاكل التي تواجه النظام في شركته ، ما انفك يكتب اسم مَن تحتل جميع مساحات عقله المستخالفرحةه وتلك غير المعترف بها من قِبل العلماء ، ناهيك عن قلبه وكيانه و روحه ، ” فاتن ” ، لقد انتهى كل ما بينهما ، لن يستطيع خداع نفسه أكثر من ذلك ، لن يستطيع أن يكون زوجا لامراه لا تراه رجلا في عينيها…
طُرق الباب ، ليأذن لسكرتيرته بالدخول ، دلفت وفي يدها مظروف قائله : في واحد جه وجاب الظرف ده و قال ضروري جدا تشوفه حضرتك بنفسك و قال انه خاص جدا..
يحيى : من مين ؟
_
السكرتيره : مشي بسرعه و مقلش اسمه و لا اي معلومات عن نفسه ، بس شكله راجل غلبان اوي
يحيى : طب حطيه هنا عالمكتب..
وضعته حيث اشار و خرجت مغلقه الباب خلفها….
تنهد يحيى ممسكا بالظرف ، ليفتحه متطلعا على محتوياته ، و التي على ما يبدو مجموعه من الصور..لِ..لزوجته ترقد في الفراش عاريه في الفرحة رجل اخر
لم تصدق عيناه تلك الصور ، بالتأكيد انها لعبه ، و لكن ممن ، دقق في الصور جيدا ، و من النظره الاولى تبدو صور حقيقيه وغير ملعوب بها ..تملكه الالفرحة…اراد العوده الى البيت و مواجهتها ولكنه فكر في يامن ، يكفي شجارهما الليله الماضيه فلا ذنب له في مشاكل الكبار يكفيه ما حل بأبيه وأمه…
هاتف زوجته على الفور ، و لكن لم يتلق ردا ، كاد أن يُجن ، بالتأكيد هناك خطأ ما ، و عليه ألا يتسرع ، نعم عليه ألا يتسرع ..
هاتف البيت ليسأل عنها ، لتخبره والدته بأنها خرجت منذ الصباح و لم تعد حتى الآن و لقد تجاوزت الساعه السابعه مساءا
حينها دُقت كل نواقيس الخطر في راسه …
تمعن في الصور ، فزوجته فاقده للوعي فيها ، و كذلك الرجل برفقتها ، لا لن يصدق أن فاتن بتلك الحقاره مره اخرى ، و لكن مَن الفاعل و كيف و لِمَ؟؟
عاود الاتصال بزوجته و لكنها لم ترد لا اول مره و لا في المره العاشره ، ليتملك الرعب الشديد منه ، بالتأكيد فاتن في خطر ، و لكن لِمَ قام الفاعل بارسال الصور ، ما الهدف ، لم يطلب نقودا …
_
ثم حلت المصيبه على قلبه ، بالتأكيد قام ذلك الرجل بالاعتداء على زوجته ، لقد كانت محقه الليله الماضيه ، فا هو لم يكفل لها الامان ، لم يكن رجلا حقيقا ويمنع عنها الاذى ..انه لا يستحق ان يكون زوجا لها ..و لكن عليه انقاذها و مساعدتها و لكن كيف ، اين يبدأ ؟
مَن وراء ذلك ، مَن قام بارسال الصور له …هل عادت اشباح الماضي ..لقد ظن أنها قد عولجت و الى الابد..
ولكن هناك شبحا ما زال قائما …. ما زال يُخيم عليهما …هتف قلبه و عقله معا : الحقيره امها..!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قال عكاشه لابنه الاصغر احمد : خود يا بني طلع الحاجه للست انجي و قولها ان الظرف وصل لصاحبه
قال حسن معترضا : لا انا هاطلع ، نفسي اشوف العروسه
عكاشه : لا ملكش صالح بيها
احمد متأففا : متخليه يابا ، انا ورايا مشوار مهم ، ثم غادر مسرعا
ليقول عكاشه : طب اطلع و خليك عاقل و الا .. انت عارف هتاكل علقه محترمه
امسك حسن بالاغراض: لا عاقل عاقل ، بس اشوف عروستي
_
الفرحة عكاشه كفا بكف متحسرا على ابنه الاكبر و الذي اتم عامه الخامس والعشرون دون اي تقالفرحة ملحوظ على عقله ، فقط من ينمو هو الجسد …
على الباب دق الجرس ، لتفتح له انجي و يسلمها الاغراض …
سألت انجي : و الظرف وصل ؟
اوما حسن ، لتتراجع انجي الى الخلف حتى تغلق الباب و لكن حسن اعاقها ، مانعا اياها من اغلاقه..
قال حسن : انا عايز اشوف عروستي…
انجي بتأفف : عروستك مشيت يا اهبل
حسن : متقوليش اهبل ، انا عايز عروستي
انجي : امشي انجر من هنا ، مكنش ناقصني الا الهُبل اللي زيك
حينها دفعها حسن بقبضته الى الداخل ، لتسقط انجي ارضا صارخه : اخرج بره ، يا الفرحة
اغلق حسن الباب ثم قال : انا عايز عروستي
_
و اندفع الى داخل الشقه باحثا عنها في غرفة النوم ، ليخرج قائلا : ودتيها فين ؟
نهضت انجي متألمه من وقوعها ، لتقول : قولتلك مشيت ، يلا اطلع بره ، اما صحيح اهـ,ـبل
قال حسن الفرحة : مش اهبل متقوليش اهبل ، انا عايز عروستي
صرخت انجي : اطلع بره ..اطلع بره .. وهمت بفتح الباب لتستدعي المساعده ، و لكن امسكها حسن من شعرها مانعا اياها من ذلك
ليقول : فين عروستي ، فين عروستي
انجي صارخه : سيبني يا حيوان
حسن : فين عروستي ، انا عايز اشوفها … عايز اشوفها
دفعته انجي بصعوبه عنها ، و حاولت مره اخرى ان تفتح باب الشقه ، ليعاود الامسـ,ـاك براسها ، ليقول : فين عروستي
صرخت انجي مستنجده ، ليقول و هو يخبط راسها بالباب : فين عروستي، فين عروستي
استمر في الفرحة راسها بالباب مرات عده ، حتى سمع اصواتا في الخارج تصرخ و تدق الجرس
_
و لكنه لم يسيطر على الفرحةه ، استمر في خبط راسها بالفرحة شديد ، مرددا بانهيار : فين عروستي ، خبتيها فين ، ردي ، فين عروستي
لينفتح الباب اخيرا ، و يتراجع هو و انجي الى الخلف ليقع وتقع انجي فوقه مضرجه بالفرحةائها التي ما انفكت تسيل من راسها.
الفصل الرابع و الثلاثون
¤ حب فوق الرمال ¤
( الجزء الاول )
————————————————–
قاد يحيى سيارته بسرعه جنونيه ، الى الشقه حيث تقطن تلك الحقيره ، انجي ، لم يعبأ باشارات المرور ، أو باعتراض ابواق السيارات العديده و التي قطع عليها طريقا ، لم يعبأ بشيء ، فلقد تآكله الالفرحة و القلق على فاتن ، تُرى ما حالها الآن ، و هل سيجدها هناك ، في شقة انجي ، حسنا لن يغادر حتى يعثر عليها ، و إن كلفه الأمر ازهاق روح تلك التي تُسميها محبوبته … أُماً …
الفرحة المقود مرات عده ، لاعنا غبائه ، و ضعفه ، لِمَ لم يُصر على رايه ، لِمَ لم يمنعها من زياره تلك البشعه …
صف سيارته في اقرب نقطه متاحه ، و ترجل بسرعة البرق عاديا في اتجاه البنايه ، ليشاهد عددا من افراد الفرحة تجر رجلا يشبه كثيرا ذلك الرجل الموجود في الصور مع فاتن..
جُن عقله ،فاهو المعتدي على زوجته ، شريك المجرمه والدتها ، تقالفرحة غير عابىء بافراد الفرحة و انقض مسـ,ـددا له لكمه تلو الاخرى ، صـ,ـارخا بالفرحة : هاقتـ,ـلك و ربنا لاالفرحةـ,ـك ..هاقتـ,ـلك يا كـ,ـلب يا **** يا ****
_
قام رجال الفرحة بدفعه بعيدا ، ناهرينه : ده اهبل ، فاقد الاهليه يا جدع ، احتسبها عند الله…
صـ,ـرخ يحيى مفجـ,ـوعا : ماتت ، الفرحةها ، فاتن ماتت…
امسكه احد الرجال المشاهدين للمشهد من ذراعه قائلا :فاتن مين ، ده بينله الفرحة الفنانه انجي الشريف ، لسه من شويه جه الاسعاف و نقل الجثه
يحيى بهذيان : و فاتن ، فاتن فين …؟؟؟؟
لم يالفرحة تساؤله طويلا ، فلقد رن هاتفه برقمها ، لم يصدق عينيه ،اجاب فورا : فاتن فاتن انتي فين
تنحنح الرجل على الخط : حضرتك انا مش فاتن ، انا اللي لقتها ..
يحيى : لقتها فين و انت مين و فين هي وو
قاطعه الرجل : اهدى يافنالفرحة ، هي دلوقتي في المستشفي و..
قاطعه يحيى : مستشفى ايه انطق..
قام الرجل بابلاغه باسم المشفى ، لينطلق يحيى مسرعا مره اخرى و القلق يتملك منه بشده على محبوبته …
_
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل