منوعات

بقلم يارا الحلو الثانى

– آسر يلا الفطار .
آسر لنادية سريعاً :
– سلام سلام .
اغلق معاها و اغتسل ليخرج و يجلس مترأساً علي الطاولة..
آسر بتعجب :
– فين سما .
جلست بجانبه :
– مقريفة و مش عايزة تقوم متخفش هتقوم تقولي جعانة بعد شوية .
ابتلع لعابه و شرب الماء التي بجانبه ثم قام :
– استني هشوفها .
اتجهةة لغرفتها و فتح الباب ليجدها بنفس وضعية امس..
حك شعره و اقترب منها لتغير اتجاه رأسها…
– سمسمتي .
سما بصوت حزين :
– ايه .
– تعالي افطري .
– مث عايزة افطر معاك .
– ليه يا حبيبتي .
اللتفتت إليه مع نظره ضيق و اعادت رأسها ثانياً..
ساد الصمت الحجرة ليخرج آسر متخوفاً..
حور و هي تأكل :
– مالها .
آسر بتوتر :
– مفيش متشغليش بالك بتتدلع .
اماءت رأسها و انهت الأفطار…
جلس يشاهد التلفاز لتأتي حور بجانبه فيبتسم لها بسعادة و يضمها إليه..
***
دخلت لحجرته فتجده في سبات عميق..
اقتربت منهُ و مررت يدها علي شعره :
– عبدو اصحي يا حبيبي الشغل هتتأخر .
فتح عينه ليجدها “مي” :
– انا هقوم اطلعي برة انتي .
كانت ستبكي و لكن تماسكت و طبعت قبلة علي خده…
– انا جهزتلك لبسك في الحمام و الفطار علي السفرة يلا بقي مستنياك .
خرجت من الغرفة و اتجهت لمطبخ ليأتي سيف :
– ماما..مامااا..مامااااااا .
مي :
– عاوز ايه..ايه الزن ده .
سيف ببراءه :
– احمد جاب عربية لعبة جديدة ينفع اللعب معاه .
– خلصت فطارك .
سيف بحركات يده الطفولية :
– كله والله .
قبلت خده :
– طب يلا يا حبيبي و سلميلي علي طنط هند .
ركض مسرعاً :
– حاتر .
ثم سمعت اغلاق باب المنزل لتضحك..
خرج عبدالرحمن و جلس يتناول الافطار..
بعدما انتهي ركضت إليه و حاولت تقبيل خده الايمن فأبعد رأسه قائلاً :
– سلام .
ذهب و اغلق الباب لتأتيها نوبة بكاء ذهبت لمطبخ و فتحت شعلة النار لتضع الزيت علي “طاسة” و تذهب لدورة المياة لتقضي حاجتها..
ابعدت الدموع عن عينيها و اغتسلت و غسلت ثيابهم..
و تناست الزيت الذي بدء بالاشتعال..
***
كان يذهب اليها كل دقيقة و يجدها صامتة تنظر للارض او لا شئ..
آسر لـحور :
– حوريتي انا هنزل السوبر مركت عايزة حاجة .
اماءت رأسها فقبل جبهتها و هبط للاسفل و اشتري بعض المشتريات صعد إليهم لترن عليه نادية اخرج الهاتف لم.يكن له رغبة بالرد فأغلق الهاتف..
رن الجرس لتفتح حور و تجده محاملاً بحقائب محملة بالمقرمشات و الحلوي السكرية..
حور بدهشة :
– ايه ده كله .
آسر بمزاح :
– ريحي نفسك مش ليكي .
– وحث .
قالتها بعبوس وجهة و هي تضرب ذراعه..
قرص انفها مبتسماً و دلف لغرفة بنيتهُ..
آسر و هو ينحني ليقبل خدها :
– سمسمة تعالي بصي انا جبتلك ايه .
نظرت ما بيده فقالت :
– مث حوزة .
– تعالي ده في شيبسي الي بتحبيه .
– مث هاخد منك حاجة .
– ليه بس يا حبيبتي .
سما بغضب :
– مث حبيبتك متكتبش تاني انت كتااب و هتروح النار .
تركته و ذهبت لاخري زواية الغرفة لتبكي شعر بالندم فذهب إليها ليقول :
– انا بحبك انتي يا سمسم .
– لا انت مث بتحبني انا و ماما تلعت مث بتحبنا انت كتاااب و بتكت علينا..بتحب البنت التانية الي كلمتها في المطبخ..
شعر بضيق و عروقه تصاعدت فقرص ذراع سما بقوة :
– لمي نفسك يا بت انتي ..
صرخت بألم فقال بعصبية :
– عارفة لو قولتي الموضوع ده تاني ليا و لة لأي حد هعمل فيكي ايه هقـ,ـتلك .
سما بخوف :
– خلاث مث هقول لحت .
تركها و قال بضيق :
– اتخمدي الله يحرقك .
خرج من غرفتها وجد حور في الشرفة فأطمئن انها لم تسمعه..
ذهب إليها و ظل يغازلها ليتناسي الدنيا مع عينيها الزرقاء اللامعة..
***
تشممت رائحة حريق لتركض لشرفة و تجد منزل جارتها يحترق فتصرخ و هي تيقظ زوجها :
– اللحق يا راجل اتصل بعبدالرحمن بسرعة .
زوجها بلا مبالة و نعاس :
– ليه يعني مأنتي عارفة ده انا سالف منه ألف جنية و بخاف اكلمه ..
– فوق الله يخربيتك بيته بيولع .
نهض مسرعاً و اجري اتصال لهُ..
– ا/عبدالرحمن اللحق بيتك بيولع و النار هايجة فيه .
وقع الورقة بين يديه و قال :
– انا جي حالاً اتصلو بالمطافي .
ركض من دون استئذان دب في قلبه الرعب هل تأذت مي او حدث لها ضرر..
اسرع مسرعاً و اخذ سيارة اجرة…
وصل مع وصول رجال المطافئ صعد بسرعة..
لمح طفلهُ مع جارتهم ليطرق الرعب ابوابه علي مي..
دفع باب المنزل بِذراعهُ بقوة حتي بدء تدريجياً بِأبعاد القفل..
و فتح اخيراً..
ظل يبحث بعينه التي تملائها الرعب النيران تتصاعد من كل مكان..اعتدت علي كل اثاث المنزل..
لم يجدها هجم رجال المطفئ في كل شبر بِالبيت ظل يركض كَالمجنون النيران تحاصر المكان احترق كل شئ اين هي..
الندم و الآلم يمزقان قلبه عينه لم تقع بعد عليها..
هل ماتت ؟
هل احترقت ؟
اين هي بين تلك النيران اللعينة ؟
سمع من خلفه همسات نجدة صوت لا يقدر علي البوح بسبب النيران :
– عـ.عـ.عبدالرحمن اللحقني..
ركض إليها مسرعاً و حملها نوعاً ما علي ظهره..
كان كلما حاول الابتعاد عن النيران تهجم عليه و تحاوطه..
شعر ببعض اللسعات من النيران تقترب منه..
حتي استطاع تحاودها و غادر مسرعاً من المنزل ليهبط للاسفل و يحاصر و يهتم رجال المطافئ بالنيران المحترقة..
لم تستطع فتح جفونها امتلاء جسدها بالحمرة و بعض الدماء..
تتم بكلام غير مفهوم حتي فقدت الوعي تماماً…..
فيصيح عبدالرحمن بخوف :
– مي فوقي..هاتو ماية بسرعة .
امسك بكفها و قبل باطنه بألم ظل واضعاً يدها علي فمه انسالت الدموع علي منظرها المؤلم لتأتي الاسعاف و تبدأ بأنجادها…
***
فتحت عينيها لتجده بجانبها ممسك بيدها..
بكت بقوة لحظة تذكرها لنيران المحاوطة قام و اخذ يربت علي ظهرها بحنان..
مي ببكاء :
– كنت همـ,ـوت انهاردة يا عبدالرحمن .
عبدالرحمن مهدئاً :
– خلاص يا مي الحمدلله جت علي اد كدة .
– البيت اتحرق بسببي هنقعد فين .
ربت علي ظهرها بحنان :
– بس بقي يا مي خلاص هنقعد عند بابا .
فجأة تتسع عينيها برعب :
– سيف..سيف فين .
امسك بيدها :
– متخفيش يابنتي هو عند بابا .
اماءت رأسها و بكت ثانياً فلم يجد حل الا اخذ تلك الخائنة بين احضانه..
***
في اليوم التالي علي مائدة الغذاء..
حور بحزن :
– زعلانة اوي علي مي يا آسر عايزة ابقي اروحلها .
– خلاص يا حبيبتي ابقي روحيلها بس لما الاوضاع تهدي عندها شوية .
– الحمدلله انها جت علي اد كدة .
قالتها بحزن فقرص خدها قائلاً بمزاح :
– اضحكي بقي و بطلي .
ابتسمت لسرعان ما تقول :
– في واحد صاحبك اسمه مسعد طول الليل زن زن زن .
ابتلع لعابه :
– رديتي عليه .
– لا طبعاً انا مالي .
ابتسم بقلق ثم استدرج :
– فين سما .
حور و هي تقلدها بضحك :
– مث حايزة يا مامي اكل .
ضحك بتوتر و قال :
– من امبارح مكالتش .
– حاولت معاها بليل رفضت .
آسر و قد انبه ضميره :
– خلاص بليل هفسحها .
حور بـروح طفولية :
– بجد عاوزة اجي .
قرص خدها قائلاً بمزاح :
– ده انت الاس يا كبير .
***
خرجت من المرحاض و المنشفة تلتف حول شعرها المبلل،،جلست بجانبه و رائحتها العطرة تفوح المكان لتداعب انفاسه..
مي و هي تنظر للارض معتذرة :
– عبدو انا مكنتش اعرف اني وحشة اوي كدة انا اسوء انسانة في الدنيا..سبتك و خنتك عشان واحد حيوان والله يا عبدو انا بحبك اوي لا انا طلعت بعشقك و مليش غيرك اه كنت واخدة فكرة عنك غلط انك بتاع ستات لكن طلعت اطيب و احن انسان في الدنيا ياما بنات اجمل مني بتمشي قدامك و انت بتكسف تبصلهم بتبص للارض ساعتها بحس اني متجوزة راجل..عارفة اني مستهلش بس والله انا تعبت الله يخليكي سامحني انا بحبك ..
قالتها لتبكي بشراهة ظهرت نظرة العطف علي عينه و وضع يده تحت ذقنها و صعد إليه وجهها الباكي البرئ ليمسح دموعها قائلاً :
– انا ممكن اكون مش قادر اسامحك الي عملتيه مش سهل عليا بس اعرفي ان الموضوع ده لو اتكرر مش هستني اعقبك هطلقك في ساعتها..انا بتعصب و بتجنن عليكي عشانك عشان بخاف عليكي و عارف انك جوهرة و الجوهرة ديه بتاعتي ازاي اسمح لانفسي اني اضيعك انا مبعلمش حاجة لنفسي انا بعمل كل ده ليكي عشان انا بـ..
ثم استدرج سريعاً :
– عايزك من دلوقتي متكلميش اي جنس راجل يا تردي بوش خشب او مترديش تسبيني انا ارد .
مي مسرعة ببراءه :
– حاضر والله هسمع الكلام بس متزعلش مني .
مسح الدمعة السريعة التي فرت من عينيها :
– مش زعلان يا مي خلاص بس بطلي عياط .
اماءت رأسها سريعاً و ادفست رأسها بين احضانه ليحرج و يقول :
– مي..ابويا صاحي الله يخربيتك .
فتضحك برفق و تضم ذراعه بقوة..
***
دخلت غرفت طفلتها لتجدها نائمة علي الارض..
اقتربت منها محاولة ايقظها فلم تجدي نفعاً بدأ القلق يتسلل لشراين قلبها..
هزت جسدها الضعيف لتجد لا حياة بها فتصرخ بخوف :
– آسر اللحقني سما مبتردش عليا .

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل