
***
في المشفي..
في احدي العيادات استفاقت الطفلة الصغيرة..
لتنظر برعب لوالدها فيقاطعها صوت الطبيب :
– كدة يا سمسم متاكليش شوفتي حصلك ايه .
صمتت بخوف فأكمل :
– اوعي تعملي كدة تاني انا حذرتك هجيب الحقنة الكبيرة .
تمسكت بوالدتها بخوف..
فقال آسر بحنان :
– سما هاتي حضن لبابا .
لم تقترب منه فأخذها و احتضنها بسرعة ظل يربت علي ظهرها لتقلده..
امسك بيدها و قال :
– يلا بقي انا حيبلك هدايا كتير .
– بجت .
قالتها بسعادة فأماء رأسه لتحتضنه و هي تقول :
– بحبك يا بابي .
ابتسم فور نسينها و عندما اعادها لمنزل..
حور و هي تغير ملابسها :
– بس غريبة سما مترضاش تاكل كدة فجأة .
آسر بتوتر :
– عادي دلع .
ثم قام و قال :
– انا هروح اشرب مية .
قام و اتجهة إلي غرفتها ليقبل جبهتها شعر بندم حينما اضطر لبخ بها..
فتحت عينيها و قالت بخبث :
– بابا .
– عيونه .
اعتدلت بحلستها :
– علفكلة عايزة اقولك حاجة .
– قولي يا حبيبتي .
عقدت يدها بطفولة و قالت برزانة لا تتناسب مع سنها ابداً :
– انت مث كتبت علينا انت كتبت علي البنت التانية..انت بتحبني انا و ماما مث هي .
صدم مما قالته و فضل الصمت لتقول :
– انا حايزة انام بقي .
قام و قبلها ثانياً ليذهب لغرفته و الدهشة تملئ وجهه…
***
مرت الايام و لم يعد يقابل نادية اقترب اكثر من حور و سما..
تناسي نادية و كثرة اتصالتها و اصرارها علي مقابلته…
اما عبدالرحمن و مي فبدأت مي بالتقرب لهُ و طاعته بصدرًا رحب..
في فيلا نادية..
– انا هتجنن يا شيماء هتجنن بجد ..
– في ايه يا بنتي .
– آسر الحيوانة مراته بتاخده مني .
ضحكت شيماء ضحكة خليعة و قالت :
– امال انتي عملتي ايه .
نادية بغضب :
– شيماء مش ناقصة انا عايزة امـ,ـوتها بأيدي اعمل ايه .
شيماء و هي تلوي شفتيها التي تشبه شفتي البطة بسبب عمليات “النفخ” :
– بصي يا حبيبتي..مراته دلوقتي اكيد عرفت تكسب قلبه تاني السوسة و اكيد مخدتش وقت لأنه كان بيحبها .
نادية بنرفزة :
– مبيردش عليا و لما بيرد بيسرع و مش راضي يجيلي البيت بقاله اسبوعين مش بشوفه .
ضحكت شيماء ضحكتها الخليعة :
– قولتلك يابنتي خد الي عاوزه منك خلاص و دلوقتي لاقي الهنا مع مراته هو مش هيجي الا بطريقة وحدة .
نادية بحماس :
– ايه قولي ..
شيماء بخبث :
– هقولك…
.
❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة 14
استيقظ ليجد طفلته تجلس علي صدره..
و تداعب وجهه قام و اخذها في حضنه ليقبلها من ثغرها الصغير..
سما بسعادة :
– بابي بث انا عملت الفطال مع مامي .
آسر بسعادة :
– بحد عملتي ايه .
– رسيت الملح .
قالتها ببراءه ليأخذها في حضنه فتصدر ضحكة طفولية .
دلفت حور إليهم لتحثهم علي تناول الافطار ما ان اقتربت الا و جذبها آسر بقوة إليه ظل يدغدغها..
حاولت ابعادة و لم تقدر ظلت تضحك فقط وسط ذراعيه..
كانت الطفلة البريئة سعيدة بحبهم و تضحك معهم..
قاطعهم اتصال هاتفي من محمول آسر..
ابتعد آسر و اخذ الهاتف لتقول حور بضيق :
– مسعد اكيد .
ضحك بتوتر و قال :
– اه هو .
حور و هي تقرص كلتا خديه :
– يلا بقي يا بيبي انا جهزت الفطار .
غمز لها فذهبت و معها طفلتها..
رد علي نادية بهمس :
– عاوزة ايه مش قولتلك مينفعش نكلم .
نادية بدموع تماسيح :
– كدة يعني كمان بتكلمني بطريقة وحشة .
– خلاص خلاص كدة هجيلك بليل .
نادية بسعادة :
– بجد .
– اه والله هقعد معاكي يومين .
نادية بنبرة حزن :
– يومين بس .
– معلش بقي لما اشوفك .
– طيب يا حبيبي .
اغلق معاها و قام اغتسل و ذهب إليهما..
ظل يداعبهم و يطعم طفلته كانت زوجته الحسناء تطعمه هي ايضاً بصدر رحب..
مسكينة حواء تخدع بأهتمام و بعض الكلمات العذبة..
***
استفاقت لتجده بجانبها فنظرت إليه بتعجب :
– ايه ده يا عبدو انت مش هتروح الشغل .
– لا انا قاعد معاكو .
– اشمعني .
– اسيبك لوحدك و اناي لسة خارجة من المستشفي و بعدين انا جبت الشغل و هشتغل معاكو هنا .
اماءت رأسها متفهمة و قالت :
– اعملك فطار .
عبدالرحمن سريعاً :
– لا لا متتعبيش نفسك انا جبت فطار .
اقتربت منه و قبلت خده..فضحك برفق لتظهر غمازاتيه..
عبدالرحمن :
– مي تيجي نخرج انهاردة .
و اكمل بحرج :
– لوحدنا يعني و نسيب سيف مع بابا .
– ياريت يا عبدو .
قالتها مي بحماس فقال مبتسماً :
– خلاص بليل هنخرج .
ابتسمت بسعادة و احتضنت ذراعه بقوة..
***
في المساء..
طرق الباب طرقات خفيفة لتفتح مرتدية فستان اسود قصير ضيق علي جسدها السمين..
دلف و اغلق الباب..
طوقت عنقه قائلة بدلال :
– بيبي كدة كل دة وحشتني .
– و انتي اكتر يا حبيبتي والله .
ثم قبلها لتقول بعبوس وجهة :
– بس زعلان سايبني و قاعد مع مراتك الوحثة .
– اعمل ايه كانت سما تعبانة .
– يعني سما و لة نودي حبيبتك .
آسر بحدة :
– هنستعبط بروح امك .
نادية مسرعة :
– مقصدش يا آسورتي بس انت قعدت معاها كتير و مكلمتنيش حتي .
آسر بسخرية :
– لا يا قطة بقولك ايه سما خط احمر انا اولع فيكي لو غلطي فيها .
– يووة بقي يا آسر انا اسفة .
آسر بضيق :
– عصبتيني .
قبلت خده :
– سوري بقي ..
ابتسم و لف يده خول خصرها ليضمها بقوة…
نادية بدلال :
– اوعي بقي انا هروح احضرلك العشا .
ابعدته عن طريقها و اتجهت لمطبخ ليذهب خلفها…
ضمها و اخرج عقد ذهب و اللبسها اياه..
صرخت بسعادة و ضمته حتي انها تعلقت برقبته فعانقها بقوة…
***
ارتدت فستان احمر طويل ضيق عاري الكتفين و الظهر..
ذهبت إليه و امسكت بيده بقوة..
ذهبَ لمطعم يظهر عليه الفخامة فقد قرر ان اليوم سيكون لمي مهما كلف الثمن..
اعجبها الطعام و ظلت تطعمه..
لتشغل اغنية فرنساوية رقيقة…
ظلت تستمع إليها و فجأة جذبت يده قائلة :
– يلا نرقص .
– بطلي هبل .
– هزعل منك والله يا عبدو .
وجد الكثير قد قام و رقص مع حبيبته فوافق و اخذها ليتراقصو..
وضع كلتا يديه علي خصرها و لفت يدها حول عنقه..
ظل يتراقص معها و هو ينظر لعينيها العسلية..
فجأة قاطعها :
– بقولك ايه انا زهقت…في فرح عايز اروحه بس عارف انه مش هيعجبك .
– لا لا نروح .
عبدالرحمن بأصرار :
– مش هيعجبك انا عارف .
– بليز بقي .
فضحك و قال :
– طب يلا .
خرج من المحل اخذ سيارة اجرة و اتجهة لمنطقة شعبية..
تنظر لتجد اطفال يلعبون في الشارع و كأنه ملعب كرة قدم و تسير بعض الفتايات تضع علبه الدقيق في وجهها..الشارع ليس مستقيم و يملئوه المياة..
نظرت امامها لتجد انوار مضاءه و زينة ابتسمت بسعادة لتسمع بعض الاغاني الشعبية..
اخذ يدها و ادخلها..
عبدالرحمن :
– ده واحد صاحبي زميلي في الشركة .
نظرت إليه لتجده رجل بسيط يبتسم ابتسامة بشوشه و بجانبه زوجته الرقيق ترتدي حجاب يزين وجهها..
فجأة جذبتها احدي الفتايات بقوة مطالبة منها الرقص الشعبي نظرت لعبدالرحمن بضيق فقال :
– لا لا هي ملهاش في الرقص ده .
ضحكت بقوة ليتفاجأء بخلعها لخذاء و تبدأ الرقص بطريقة عنيفة لم يساعدها الفستان الضيق في بعض الحرمات و لكن تجاهلت الخجل و ظلت تنظر بقوة..
يتابعها هو بنظراته الساحرة…تمني ان يأخذها بعيداً عن البشر و تكون ملكه وجهها الملاكي البرئ يعشقه يعحب و يزداد عشقه الذي يخجل من افصاحه لها..
انتهت من الرقص فجاءت إليه و قالت :
– ايه الي لبسني ام الفستان ده .
عبدالرحمن بتوعد :
– هتقطعي لما ترجعي البيت .
مي بشهقة :
– لية .
عبدالرحمن مازحاً :
– دة انتي عديتي صافيناز .
ضحكت برفق فهمس في اذنها :
– و انا معرفش .
ضحكت بخجل و قال مشاكسة :
– بقولك ايه هات الجاكت بتاعك .
رد عليها بمزاح :
– ليه ياختي لا مبديش الجواكت لحد .
عبست بوجهها الطفولي :
– منا بردانة اعبدو .
ضحك و قال :
– اتفضلي يا ستي .
خلع الجاكت و اعطاها اياه لترتديه فيكون كبير و ضخم علي جسدها الصغير..
– ريحتك فيه مقشعراني .
ضحك و لف يده اليمني حول ذراعيه :
– تعالي نرجع بقي ..
مي باسمة :
– يلا .
قضت يوم صغير مع اهالي سعداء و بسطاء..
ظلت متمسكة به..سعيدة بمزاحه و ضحكه معها..
تمنت لو يفصح للحظة عن مشاعره المكتومة و لكنها تعلم انها لن تحدث ابداً في تاريخ البشرية..
***
بعد ايام..
في الصباح..
عانقته مي بقوة و قبلت خديه مودعة اياه..
كان عناقها مختلف و ما اختلف اكثر مبادلته لها بقوة..
مي بسعادة :
– تروح بالسلامة يا حبيبي .
ابتسم لها و قال باسماً :
– سلام .
خرج لتبدأ هي بتحضير الغذاء لتتصل بها حور :
– الو .
حور بضيق :
– ميوي انا عايزاكي تحيلي البيت مخنوقة .
– مالك يا حبيبتي استني هجيلك طيب .
***
نادية بعصبية :
– البهيم الحيوان مبيجيش بيقعد مع المحروسة مراته ديماً .
– يبقي اعملي زي ما قولتلك .
– انتي شايفة كدة .
– اه و اسأل مجرب .
قالتها شيماء لتخرج ضحكة قوية جريئة منها..
***
دخل مكتبه شاب طويل و جسم رياضي..
قام عبدالرحمن و قال :
– اتفضل حضرتك كنت عايز تكلمني في