
مي ببكاء :
– اتصلت 35 مرة و مردش عليا المفروض اصلاً يرجع اخره 10 بليل .
حور بقلق :
– طب استني نبلغ البلويس .
مي ببكاء :
– مش هيرضوا لازم يمر 48 ساعة يارب بقي انا هترعب .
صرخت و لفجأة تسمع وقوع جسدها فتصيح :
– مــي .
الحلقة 16
في الصباح بعد شروق الشمس الساعة السادسة الا ربع..
طرق احدهم منزل مي لتقوم حور و تفتح الباب مسرعة..
شاب في اواخر العقد الثاني :
– السلام عليكم مدام مي هنا مرات عبدالرحمن .
حور :
– اه اه لحظة .
تركته لتذهب لغرفتها و تطرق الباب..
– مي في حد عايزك .
ذهبت و اسندتها لتستطع الصمود و تذهب لطارق الباب..
– مدام مي..حضرتك فكراني .
مي بتعب :
– عاوز ايه .
– انا ابن عم عبدالرحمن..محمد .
ضمت شفاتيها و تماسك عينيها عن نزف الدموع :
– اه اهلا .
محمد بتعجب :
– و انا في اللبطشيه لاقيت عبدالرحمن في المستشفي و دخل اوضة العامليات .
مي بصدمة :
– يا نهار اسود ايه .
***
عاد آسر لمنزله..
فلم يجد حور صدم و ذهب لغرفة طفلته لكي لا يجد اي منهم بحث في كل ارجاء المنزل و لا يجد..
ظن انها هربت بطفلته فأشتعل من الغضب و اخذ يتصل و لا ترد اشتدد غضبه حتي انه يريد قتـ,ـلها شنقاً..فأعاد الاتصال مراراً و تكراراً..
***
زفرت شروق :
– كلمي بابي يا سما و قوليله احنا في المستشفي عشان عمو عبدالرحمن .
اخذت الهاتف و ردت قائلة :
– بابي اسيك .
– ازيك يا سما انتي فين .
– في المثفتسي عثان عمو عبداللحمن .
آسر بتعجب :
– ماله عبدالرحمن .
– تحبان بياخد حقنة ..
– طب هاتيلي ماما .
مدت التليفون لوالدتها لتأخذه بأشمئزاز :
– افندم .
آسر بعصبية :
– انا هطلع م****** انهاردة يعني ايه تسيبي البيت و تمشي .
حور محاولة كتمان غيظها و خفض صوتها :
– انت مالك انت..
آسر بغضب :
– انتي فين الله يحرقك .
حور بأقتضاب :
– مستشفي ***** ارتحت بقي سلام .
اغلقت الهاتف و زفرت بضيق لتفر دمعة من عينيها نظرت بجانبها لتجد صديقتها تبكي بأنهيار..
احتضنتها برفق و ظلت تربت علي ظهرها… لتخرج ممرضة من غرفة العامليات..
الممرضة :
– محتاجين دم فصيلة ab .
مي بقلق :
– لا مش انا .
حور بضيق :
– الفصيلة ديه نادرة اصلاً..
ثم صمتت لثواني معدودة :
– آسر..هو جي دلوقتي .
قالتها ليفتح باب النصعد و يخرج آسر علامات الغضب تمتلكه..
وقف امامهم فقالت حور بحرج :
– محتاجين دم يا آسر نفس فصيلتك .
اماء رأسه متفهماً و ذهب مع الممرضة الحسناء..
كانت تجلس شاردة في خيانته العظمي لها..
دموعها تنزف تلقائياً حاولت اخفاءها و لكن صعب..
جاء بعد دقائق و جلس علي المقعد بتعب..
شعرت عندما لمحته بأصفرار وجهه فتنهدت و صمتت فجأة قامت و نادت سما :
– سما تعالي معايا .
اخذت سما و ذهبت كان يتابعها و يشعر بغصة في قلبه منها..
عادت بعد دقائق معدودة تحمل كيساً بهِ عصير جلست علي مقعدها و همست لطفلتها :
– شربي العصير ده لبابا .
اخذت سما العصير و ساعدته علي تناوله كان يظنها ستهرب او ستتركهُ تفاجأة من تصرفها و صمت..
الخرج الطبيب اخيراً و قال بوقار :
– حالياً هو في غيبوبة العملية كانت صعبة جداً حتي انها استغرقت وقت كبير..هننقله دلوقتي لعناية المركزة ادعوله .
غادر الطبيب لتفرط في البكاء فأخذتها حور في حضنها و هي تردد :
– اهدي يا مي خلاص هيبقي بخير .
مي ببكاء :
– يارب يا حور حسبي الله و نعمة الوكيل في الي حاوله يقـ,ـتله ربنا ينتقم منه ..
ربتت حور ليذهب آسر إليها و يجلس امامها..
آسر بابتسامة :
– مي حبيبتي عبدالرحمن كتلة خير ماشية علي الارض يبقي متقلقيش بقي تعالي نشوفه طيب .
اخذ يدها و ذهب الي الطبيب ظل يلح و اخذ طريق المال و الرشوة..
ليوافق علي دخول مي لدقائق…
اخذت حصنها و دخلت عينيها قد اغروقت من الدموع امسكت بيده و قالت باكية :
– كدة يا عبدو مكنش له لزوم تروح الشغل و تسبني شوفت اهوة كنت هتمـ,ـوت مني انا بحبك اوي يا عبدالرحمن انتي احسن و اجمل و اطيب راجل شوفته في حياتي .
ظلت تتأمله حتي طلب منها الخروج..
***
صعدت لمنزلها و ذهبت لمرحاض مسرعة..
اغلق آسر باب المنزل و دخل ليغير ملابسه..
طرقت الباب و فتحت لتدخل و هي ترتدي (البورنس)..
اخذت حقيبة سفر كانت قد جهزتها ليلة امس..
آسر بأستغراب :
– ايه ده .
تجاهلته ليمسك ذراعها :
– بقولك ايه ده .
– اوعي كدة .
افلتت ذراعها و اكملت بحدة :
– انا هنام في اوضة سما و عايزة لبسي .
آسر بدهشة :
– نعم يا روح امك هو ايه الي تنامي في اوضة سما .
صمتت فأخذ ذراعها و قال بغضب :
– انتي هتنامي هنا في الاوضة .
دفعته و قالت :
– ملكش حق عليا عشان تكلم روح لمراتك نادية و اتشطر عليها .
اخذت حقيبة ملابسها و ذهبت لغرفة طفلتهت لترتدي ملابسها..
انتهت من ارتداء ملابسها و خرجت لتعد الطعام..
وقف امام المطبخ ينظر لها شئ بداخله يدفعهُ لها..
سما ببراءه :
– انت بتتفرج علي مامي ليه .
آسر بتربك عندما اللتفتت إليه حور :
– مفيش تعالي يا سمسمتي .
حملها و ذهب لتلفاز و اخذ يداعبها و يمرح معها..
اتصلت نادية و قالت بغضب :
– بقي كدة يا آسر ماشي .
آسر مسرعاً :
– معلش والله بس صاحبي كان في المستشفي .
نادية بحزن :
– يعني ايه بقي ..
– هاجي بكرة متخفيش .
نادية بضيق :
– ماشي سلام .
عقدت ذراعيها بضيق و قالت :
– انت بتكلم بنت .
آسر بتربك :
– هة انا..لا يا حبيبتي ديه زميلتي في الشغل .
سما بضيق :
– لا انت بتكتب عليا .
حاول ابعادها من الحوار فأخذها في حضنه و ظل يذغذغها ضحكت بطفولة و ظلت تتداعبه بسعادة..
حتي سمعت صوت حور :
– يلا يا سما الاكل .
ركضت سما لطاولة و اخذت تأكل..
ينظر إليهما و هما يتناولان الطعام نظر إليها بتعجب من امرهم فـلم تطلب منه المجئ..
ذهب إليهم بضيق موجهاً كلامه لحور :
– فين طبقي .
حور باستخفاف :
– و انا مالي انا عملة ليا انا و سما ادخل المطبخ لو جعان اوي كدة .
اشتد غيظه ليجلس امام التلفاز يفرك في يده حتي جاءت حور و وضعت الطبق امامه قائلاً بسخرية و هي تخطي خطواطها بعيدة عنه :
– بالسم الهاري .
اتمني لو يقتـ,ـلها و لكنه تجاهل الامر و تناول طعامه في صمت..
كان يخطف نظراته لها ليجدة تارة شارة و تارة دامعة..
لوي شفتيه و تجاهل الامر مكملاً طعامه…
***
في اليوم التالي..
في احدي العيادات الطبية..
نادية بضيق :
– آسر مش ده الدكتور بتاعي .
– بس الدكتور ده مضمون لينا .
نادية بتزمر :
– يوووة بقي .
آسر باسماً :
– متخفيش يا حبيبتي .
ابتسمت إليه بقلق..و جاء دورهم لتمني لو يمكنها الهرب..
***
احتست كوب قهوة امام الحديقة و ظلت تتذكر كلاماته..
“عارفة يا حور مهما حصل عايزك تعرفي اني عمري ما هسمح بحاجة تبعدك عني..و انا مش هبعد عنك لاني مش هقدر اعيش”
فقالت بسخرية :
– منا ملاحظة حضرتك مش قادر تعيش .
مسحت دمعتيها و صمتت لتتذكر عندما يضحك و تظهر غمازتيه..
تنفست بقوة و ظلت تعيد ذكرياتها معهُ..
قامت حور و شعرت بدوار لكن تماسكت..
سارت خطوطين تذكرت اين آسر الان..معها يعانقان بعضهم يضحكان يمزح معها..
ظلت تتنفس بقوة حتي لم تتحمل النزيد ليرتفع ضغط الدم و تقع مغشية علي الارض..
***
كانت تجلس بجانبه و تمسك بيده بقوة..
لا تود او تقدر علي الرحيل نظرت إليه متأملة و قبلت جبهته..
ليقاطعها رسالة من رقم غير معروف..
اخذت هاتفة و وجدت نص الرسالة..
“هيمـ,ـوت يعني هيمـ,ـوت ابعدي بقي احسنلك”..
اللقت الهاتف برعب و ظلت تنظر حولها..
احتضنت عبدالرحمن سريعاً كأنها تحاصره من اي عدو…
***
عانقها بقوة عندما تفوه الطبيب :
– المدام حامل مبروك .
اتسعت عينيها بدهشة فكانت ما قالته مجرد خدعة..
عانقها بقوة حتي انه حملها..بادلته العناق ببرود..
تذكر عناق حور الطيب التي لم تود الابتعاد و ظلت متعلقة برقبته..
همس بأذنها بحناس و سعادة :
– نادية ايه رأيك افسحك .
نادية بضيق :
– لا مش عاوزة انا عاوزة ارجع البيت .
دفنت فرحته فقال باسماً :
– طب تعالي اروحك .
اعادها لبيتها و استأذن الذهاب لحور فوافقت..
***
في بيت حور..
سما ببكاء :