
– مامي قومي اصحي…مامي قومي بقي .
ظلت تبكي حتي رن حرس الباب فتحت الباب مسرعة..
لتجد والدها بكت عندما رأته و قالت :
– اللحق ماما مش بترد عليا .
ركض مسرعاً و قال بصدمة :
– حور .
حملها و وضعها علي الاريكة اخذ كوب و بدأ في محاولة افاقتها..
فاقت و فتحت عينيها لم تري اي حد بسبب التعب فكان توجد غشوشة علي عينيها..
اقترب منها و كان سيضمها و لكنها دفعته بيدها الضعيفة و اخذت طفلتها في احضانها نظر إليها بأسي..
فقد تأكد تماماً انها فقُدت من بين يديهِ..
.
❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة 17
ادية بحزن :
– ديه مصيبة اعمل ايه انا مش عاوزة بيبي و مسؤلية .
شيماء بحزم :
– لا يا بت اجمدي و بعدين بالعكس ديه حاجة تفرحك .
نادية بأستغراب :
– ازاي .
شيماء بخبث :
– هيبقي متقرب ليكي انتي الايام ديه و اهتمامه و عقله كله ليكي و بعدين لما تخلفي ابقي صرفي العيل في اي نيلة و قوليله مات او خلي خدامة تربيه .
لتكمل نادية بمكر :
– او حور تربيه .
لتضحك كلا منهما ضحكة صاخبة خليعة..
***
سما بتعجب :
– مامي انتي ليه بتنامي كمبي روحي لبابا .
حور بأقتضاب :
– كدة .
ثم استكملت بابتسامة صغيرة :
– و بعدين انا بحب انام جمب حبيبتي ينفع .
اماءت رأسها بنفس الابتسامة التي اخذتها من والدتها..
اغمضت حور عينيها مصطنعة النوم..
فقلدتها طفلتها لتشرع حور بالبكاء بصمت اهتزاز كتفيها و شهقاتها المتقاطعة..بكاء انثي موجوعة متألمة تطعن قلبها و تتمزق اهو بالفعل كرهها بعد حب طال خمس سنوات..احقاً قد مل منها و انتهي درب الحب هنا..
تنفست بقوة ليهتز قلبها و تكمل باكية بصمت..
غرقت في نومها بين حبات الدموع التي تناثرت علي خدها بألم..
نامت بهدوء و سكينة لتقوم الطفلة و تمسح دموعها التي ابكته بصمت مع بكاء والدتها خرجت مسرعة من الحجرة..
لتتجهة لوالدها الجالس امام التلفاز..
آسر بدهشة :
– سمسم بتعيطي ليه .
سما بدموع :
– مامي كانت بتعيط جامد اوي و انت مجتث حضنتها .
ابتلع لعابه و اخذ طفلته علي فخذيه و اكمل مشاهدة المبارة..
فهتفت سما عابسة الوجهة :
– انا بكلمك .
آسر بضيق :
– عاوزة ايه يعني .
سما بحزن و هي تنزلق من حجره :
– ماما بتعيط .
ركضت ناحية غرفتها ثانياً..ليزفر بضيق و يغلق التلفاز..
***
مررت يدها علي خصلات شعره باسمة..
– قوم يا عبدو بقي..والله هتبقي فرحة عمري لما تفتح عنيك و تبقي في حضني..عارف لو بس تعبر عن مشاعر المدفونة ديه عشان افهم بس مش مهم عنيك فضحاك .
ابتسمت لتمسك يده و تقبلها بسعادة..
دخلت ممرضة و اخذت “حقنه” شكلها لا ينتمي لمشفي..شعرت مي بالقلق من ناحيتها خاصاً انها لم تراه ابداً فقالت بحزم :
– استني .
الممرضة بملامح متوترة :
– ايوة يا فندم في حاجة .
– الممرضة لسة حقنة حالاً حضرتك جيه ليه .
الممرضة بقلق :
– هة بجد ؟
مي بحزم :
– اطلعي برة .
ثم اكملت بصراخ :
– برة .
خرجت الممرضة تاركة “الحقنة” لتمسكها مي بقلق..
جاءت ممرضة اخري لتقول مي مسرعة :
– لو سمحتي .
– اتفضلي .
اعطتها مي الحقنة لتأخذها الممرضة و هي تلوي شفتيها فتقول مي مجابة عن الاسألة التي تدور بعقلها :
– في واحدة دخلت و كانت هتديها لجوزي انا قلقانة منها و من شكل البنت اصلاً .
– طب انا هشوف..فعلاً في بنت شوفنها من شوية مش تباعنا و لبسة لبس تمريض .
احتضنت يدها بقلق و بكت بخوف..خافت لتكون تلك نتيجة رسالة التهديد..
نظرت إليه بضعف :
– قوم بقي..انا مترمطة في بعدك .
امسكت بيده لعلها تكون مصدر الأمان..
***
في اليوم التالي
الساعة الثالثة عصراً..
جاء اتصال لحور من رقم غير معروف..
ردت قائلة بصوتها الهادي :
– الو مين .
نادية قاصدة استفزازها :
– هاي يا قمر ازيك عرفاني .
حور بتعجب :
– افندم مين .
– نودي نادية مرات آسورة .
صمتت حور و هي تتماسك بعصبيتها لتكمل نادية :
– انا كنت عايزاكي في إستشارة .
حور بحدة خفيفة :
– ارغي .
– اسم مروان حلو و لة عمرو لنونو اصلي محتارة اوي يا حبي .
صمتت لتزفر منها دمعة لا تستطيع التمساك فتكمل نادية :
– اما بقي اسم بنت لوجي و لة جني انا بجد محتارة .
تنفست حور بقوة و ظهرت ملامح القوة عليها فقالت بلهجة سخرية :
– تعرفي يا نادية .
– ايه .
قالتها نادية باسمة فقالت حور بسخرية :
– انا مكنتش عارفة صوتك ست و لة راجل لولا انك قولتي اسمك يلا بس نصيحتي بقي يا حلوة رققي صوتك لأن..
تنهدت و قالت بحدة :
– لأن اسورتي مبيحبش صوت الست المسترجلة .
و اكملت بسخرية :
– اما بقي لو ده صوتك العادي فلينا كلام تاني..يلا انا هقفل معاكي بقي عشان آسورتي جي و انا لسة مخلصتش الاكل .
اشتعلت نادية من الغيظ فقالت حور :
– خلي بالك من نفسك يا حبي و من البيبي .
اغلقت معها لتبتسم و صدرها يعلو و يهبط و كأن شعلة قلبها قد خمدت..
***
نادية بصوت حزين :
– آسر .
آسر بتعجب :
– مالك يا نادية .
نادية بضيق :
– الزفتة مراتك بتتريق عليا .
آسر بدهشة :
– حور..
ثم اكمل :
– و انتو اتكلمتو امتي و ازاي .
نادية بحرج :
– انا اتصلت بيها .
آسر بعصبية :
– لا ونبي انا مش قولت لاء ما اكيد انتي رزليتي عليها و خلتيها ترخم .
اخفت نادية قلقها بصوتها الدلول :
– لا يا بيبي انا اتكلمت عادي هي الي اتريقت عليها و هزقتني و بعدين انت بتزعقلي و انا حامل ماشي يا آسر زعلانة منك .
آسر مسرعاً :
– خلاص خلاص..انا هشوف حور .
نادية بدلال :
– ماشي يا حبيبي تعالي بليل بقي .
ضحك قائلاً :
– ماشي يا حبيبتي .
***
انهت حمامها الساخن لتقف امام المراءه للحظات نظرت لشعرها الذي اصبح في طول ظهرها تذكرت جملته الشهيرة ” شعرك احلي و هو طويل “..
نظرت للمقص الذي امامها و اخذت تقص شعرها بجنون و هستيريه..
حتي وصل لنصف رقبتها نظرت لشعرها المقصوص المتناثر علي “البورنس” و الارض اغمضت عينيها و صرخات قلبها تتعالي و تفضحها..
نظرت لمراءه بحدة و ظلت تتنفس بقوة حتي ابتسمت بنصر فقد تغلبت علي حبهُ…
فبالفعل عانق الكرة قلبها من ناحيته بشده..
***
وصل لمنزل ليدلف و لا يجد احد يستقبله كالمعتاد..
ذهب لمطبخ فوجد هيكل جسدها و صدم من شعرها القصير..
اقترب بخطواط صغيرة..فشعرت بهِ لتقول بحزم :
– خلي مراتك تلم نفسها عشان متتعورش المرة الجية .
آسر بتعجب :
– هي عملتلك ايه بالظبط .
اللتفتت إليه بعينين زرقاء مكحلة :
– ملكش فيِ انا هقول تاني خلي مراتك تبعد من عني .
صمت فأكملت تقليب الارز ليقول بصوت محرج :
– قصيتي شعرك ليه .
صمتت بتعجب تود لو ترد رد حاسم لكن تعرف ان لسانها لن يتحمل ليكمل :
– عمتاً انتي في كل الاحوال حلوة .
ارتسمت ابتسامة ساخرة و قالت :
– مخدتش رأي حضرتك فيا .
آسر و هو يلوي فمه :
– حور انتي بتعيطي قبل ما تنامي فعلاً .
نظرت إليه و قالت بضيق :
– ميخصكش و اتفضل اطلع برة و لة اقولك انا الي طالعة .
خرجت من المطبخ و اتجهت لغرفتها لتبكي وحيدة بها..
نظر لطفلته التي تنظر إليه بضيق..
آسر بابتسامة صغيرة :
– تعالي اجبلك حاجة حلوة .
لوت ثغرها لتقول :
– استني افكل .
ضحك ضحكة صغيرة لتقول ببراءه :
– ماشي موافقة بس تقعد تلعب معايا انهاردة كله .
آسر مسرعاً :
– لا مينفعش انا وريا شغل .
سما بضيق و هي تضع يدها علي خصرها :
– انا و لة الشغل .
احتضنها ضاحكاً :
– انتي طبعا يا حبيبتي .
***
دخلت الممرضة قائلة بقلق :
– مدام مي احنا عايزين حضرتك .
مي بخوف :
– ايه .