منوعات

سمرا فى قبضه الشـ,ـيطان الاول

الفصل الثاني

خبط مرفق السائق بمعدة سمرا ، فآلمتها بشده و سقطت على المقعد الخلفي ، لكنها قاومت ، و وقفت مره أخري و بدأت الضرب فيه مجدداً و لكن بقوه ، حتي ظل يصرخ هو :” ااااه ، أبعدي بقي ..آآ.. أيدي يا بت العضاضة ”
ظلت السيارة تتأرجح بهما ، فقد وضعت سمرا يديها على عيني الرجل و ظلت تضغط عليهما بقوه ، و هذه المرة أوقف الرجل السيارة بالطريق و هو يمسك عيناه و يتأوه بشده .
تناولت سمرا حافظة نقودها و فردة حذائها ، و خرجت من السيارة و هي تنظر للرجل باشمئزاز و بصقت ، حينها كان يمر أحد أمناء الشرطة بالموتور الخاص به و عندما لمح سيارة الأجرة تقف عند جانب الطريق و فتاه تعدل من ثيابها إلى جانبها ، توقف جانباً و ما كاد أن يتساءل حتى سمع صراخ السائق فتوجه ناحية السائق ليجد الكم الهائل الموجود به من أصابات ، فمسك سمرا من ذراعها صائحاً :” عملتي أيه في الراجل يا بت أنتِ ”
حاولت سمرا جذب ذراعها صارخة :” و الله ما عملت حاجه أنا كنت بدافع عن نفسي ”
أستغل الرجل هذا و نزل من السيارة صائحاً :” يا باشا .. يا باشا البت ماكنتش عايزة تدفع الأجرة و لمَ قولتلها على حقي ، بص .. بص يا باشا عملت فيا أيه ”
غضبت سمرا من هذا الهراء الذي يدعيه الرجل ، و حاولت الأفلات من الشرطي لتلقين هذا الكاذب درساً لن ينساه ، و لكن منعها الشرطي و صرخ بها بشده ، ثم أمسك باللاسلكي الخاص به ليتحدث به مستدعياً سيارة شرطه لأخذ الأثنين

( Please Fasten the Belts For Take Off )
علي أثر هذه الجملة قام شاهر بربط حزام الامان ، ثم أراح رأسه للخلف و انطلقت الطائرة لينطلق معها بذكرياته ..
¤¤¤¤¤
” ليه عايزة تسبيني يا نسرين ليه مصممه على كده ، أنـ.. أنا بحبك ”
قالها شاهر بحزن شديد و هو يتمسك بيد تلك السمراء الفاتنة .
ابتعدت نسرين عنه قائلة بحزن :” شاهر أفهمني عيلتي لا يمكن توافق عليك بص الفرق بينا ، بابا معارض خالص و رفضك أكتر من مره ، صعب إني أسيبك بس غصب عنى ، الحب عمره ما كان كفاية أنـ..”
” لا كفاية يا نسرين ، بالحب هنقدر نعيش مبسوطين ، أوعدك إني هشتغل ليل و نهار عشان أسعدك و أنا .. أنا معايا شهادة عالية أقدر أشتغل بيها بس ماتسبينيش أنا من غيرك أموت .. تعا.. تعالى نهرب و نتجوز سوا .. و أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان بس .. بس ماتسبينيش ”
حركت نسرين رأسها في آسي و ابتعدت لترحل قائلة :” أسفه .. أسفه يا شاهر مش هقدر أعصي عيلتي .. سلام ”
¤¤¤
أزداد انقباض يده بشده و هو يتذكر ، و ضرب بقبضته في مسند الكرسي قائلاً بتوعد :” و أهو راجعلك يا نسرين ، و هعرفك إن الفلوس مش كل حاجة و هخليكِ تندمي على اليوم اللي سبتيني فيه !”
…….
بمديرية الأمن ،
” يا بني أحنا بتجيلنا محاضر أصحابها يسدوا النفس ”
قالها ذلك الشاب المُدعي جلال بضحك و هو يجلس علي مكتبه و هو يضع كوب الشاي أمامه
ضحك عامر ذلك الشاب في أوائل الثلاثينات ، خمري البشرة ذو عيون بنيه و لحيه خفيفة ، و جسد قوي معلقاً بـ :” ما هو طول ما أنت بتفضل مستني أي قضيه فيها واحدة ست يبقي عمرك ماهتجيلك قضيه عدلة ، أنا بقول روح مكافحة الأداب أحسن ”
” أداب أيه يا راجل ، دول بيبقوا شوية ستات يسدوا النفس و الله ، سيبك أنت و أشرب الشاي بتاعك قبل ما يبرد ”
أمسك عامر كوب الشاي الخاص به و رفعه ليرتشف منه بعضاً بينما تعالت الطرقات على باب المكتب ، فسمح جلال للطارق بالدخول
دخل أحدي العساكر و ألقي التحية العسكرية قائلاً :” في أتنين برا يا باشا متخانقين و هيتعملهم محضر ”
نفخ جلال بضيق قائلاً :” طيب دخلهم يلا ”
خرج العسكري ، بينما ألتفت جلال ناحية عامر و ضرب كفاً بكف قائلاً :” أتفضل أهو .. كل اللي بيجيلي خناقات و ضاربين بعض ”
أبتسم عامر و هو يرتشف بعضاً من الشاي ، و ما هي إلا لحظات حتى دخل العسكري ممسكاً بكلاً من سمرا و السائق و تركهم و خرج

ألتفت عامر ناحية تلك السمراء الفاتنة التي كانت تقف عاقده ذراعيها أمام صدرها و ظل يتأملها ، بينما تفحصها جلال بنظرات مشمئزة و تحدث قائلاً :” أيه اللي حصل .. أنطقوا”
ارتعدت سمرا من صوت الضابط ، بينما أقترب السائق و هو يضع يده على أحدي الجروح برأسه قائلاً ” فتحتلي دماغي يا باشا و بهدلتني .. بهدلتني يا باشا و أنا بجري على لقمة عيشي و عيالي اللي في رقبتي !”
ذُهلت سمرا من ادعاءات السائق الكاذبة فتحدث قائله بعصبيه :” أنت واحد كداب و ..”
” أخرسوا انتم الأتنين و أنت أرجع ورا ”
قالها جلال بعصبيه و وهو يضرب على مكتبه بقوه ، ثم ألتفت للراجل قائلاً :” أسمك أيه يلا ”
تراجع السائق عدة خطوات للخلق و مسح كفه بالقميص قائلاً :” مرسي يا باشا .. محسوبك مرسي النحاس ”
لوي جلال فمه في سخريه ، و ألتفت إلي سمرا قائلاً :” و أنتِ يا بت اسمك أيه !؟ ”
نفخت سمرا بضيق و حاولت السيطرة على أعصابها قائله بهدوء مصطنع :” سمرا .. أسمي سمرا عبد العزيز ”
أعتلي ثغر عامر ابتسامة عذبه و هو يتأملها قائلاً بخفوت :” سمرا! ”
و كأن سمرا قد سمعت همساته فالتفتت إليه لتلتقي عيناها العسلي بعينيه البنيه و كأن للعيون تأثيراً أخر
جلس جلال على مقعده متسائلاً :” أيه اللي حصل بقي .. فهموني !؟”
تحدث مرسي قائلاً مُدعي الضعف :” بص .. بص يا باشا عملت فيا أيه ، وقفتني عشان تركب معايا و لم مشيت ماكنتش عايزة تتديني الأجرة و قالتلى ينفع ..
” يعني سكت ما تكمل و لا أنا هاخد الكلام منك بالقطارة !”
” أصل يا باشا كانت بتعرض عليا استغفر الله العظيم و لمَ أنا رفضت طبعاً لأني بخاف ربنا و طلبت منها الأجرة نزلت فيا ضرب وي ما حضرتك شايف يا باشا ..”
صُدمت سمرا تماماً و لم تستطع التماسك أكثر فصاحت غاضبه :” أنت كداب !”
أشار مرسي بهيستريا مردداً :” شايف يا باشا .. شايف ، بقي أنا كداب يا شيخه حرام عليكِ ”
” أنت كداب و ناقص كمان .. عيب عليك تكذب و تقول كده و أنا من سن عيالك ، يا باشا أنا وقفته أركب معاه و مشي بي في طريق غير طريقي و كان هيخطفني و فضل يعاكس فيا و لم حاولت أخليه يقف مارضيش فضربته !”
لوى جلال فمه في سخريه قائلاً :” و بتعترفي كمان ، يا شيخة حرام عليكِ ده قد أبويكِ و لم أنتوا مش عايزين تتعاكسوا أبقوا احترموا نفسكوا و ألبسوا محترم !”
شهقت سمرا معلقه بغضب و هي تمسك ثيابها :” ماله لبسي إن شاء الله أنا لابسه جيبه واسعه و بلوزه واسعه و حجاب ، لا أنا حاطه مكياج و لا مطلعه خُصل شعرى !”
غضب جلال من طريقتها و وقف ليقبض على ذراعها بقوه صائحة :” أتكلمي عدل يا روح أمك !”
و رفع كفه و كاد أن يصفعها حتى أبعده عامر في أخر لحظه و حاول أن يهدئه ، بينما استشاط جلال غضباً غاضباً :” و رحمة أمي لألبسك قضيه يا بت الـ***
قطعاً لم تتحمل سمرا الأهانه ، فمالت و التقطت فردة حذائها صائحة :” قضيه بقضيه بقي ، يبقي أخد حقي ”
ثم اتجهت ناحية ذلك المسمى مرسي و انهالت عليه بالضرب ، بينما حاول عامر أبعادها هو و جلال ، و بالفعل نجحوا في هذا
أشار جلال للعسكري قائلاً :” خدها على الحجز يا بني ”
و بالفعل قام العسكري بأخذ سمرا إلي الحجز ، بينما ألتفت عامر لجلال قائلاً :” أنت شكلك أعصابك تعبانة ، سيبني أنا أتصرف ”
حرك جلال رأسه بالموافقة و هو يلتقط أنفاسه و يجلس على المقعد ، بينما أشار عامر للعسكري الأخر قائلاً :” خد اللي اسمه مرسي ده يتعمله تحليل حالاً و تعرفلي ضارب حاجه و لا لا ”
حرك العسكري رأسه بالموافقة ، و أخذ الرجل معه لينفذ ما طلب منه
جلس عامر قبالة جلال و وضع كفه على فخذه قائلاً :” أهدي يا عم مالك ، لازمتها أيه العصبية دي كلها !؟”
نفخ جلال بغضب قائلاً :” بنت الجزمة دي نرفزتني .. و هي شكلها بيئة و حراميه و باين عليها أوي ”
ضحك عامر قائلاً :” و من أمتي بقي أحنا بنحكم على الناس من المظاهر ، و بعدين البت شكلها غلبان أوي ، و أقطع دراعي من هنا لو ما كان الراجل ده ضارب حاجه و البت أحلوت في عينيه !”
رفع جلال أحد حاجبيه قائلاً بسخريه :” أحلوت في عينيه هو برضه !”
ضحك عامر معلقاً بـ :” إن جيت للحق البنت حلوه مافيش لام .. بس أحنا شرطه لازم نتعامل بعقلنا و أنا عدي عليا أشكال كتير من صنف اللي اسمه مرسي ده ، سيبك أنت دلوقت التحليل يطلع و نتأكد !”
ضحك جلال بسخريه و هو يلتفت للجهة الأخرى برأسه و يضرب كفه على المكتب بهدوء عدة مرات”
……
بالحجز ،،،
تكومت سمرا في أحد الأركان و ضمت ساقيها إلي صدرها و أحاطتهم بذراعيها و ظلت تبكي بحسره و تمتم بـ :” ليه يا ربي بيحصلي أنا كده .. عملت أيه أنا .. كل ده عشان كنت بدافع عن شرفي .. لييييه ليه !”
اقتربت أحدي السيدات التي ترتدي ملابس خليعة رغم عمرها الكبير من سمرا و تمسك بسيجاره بيدها ، ثم رفعت كفها و وضعته على ظهر سمرا قائله :” مالك يا بنتي بتعيطي ليه!؟”
رفعت سمرا وجهها ناحية المرأة لتنظر إليها بأعين باكيه و لم تتكلم
أشفقت المرأة على سمرا تلك الصغيرة ، و جلست بجوارها ثم مدت يدها في فتحة الصدر الخاصة بزيها و أخرجت سيجاره و مدت يدها بها ناحية سمرا قائله :” خدي السيجارة دي و قوليلي أنتِ جاية في أيه و اسمك أيه !؟”
حركت سمرا رأسها بالرفض قائله من وسط عبراتها :” مش بشرب ”
أعادت المرأة السيجارة ، و ألتفتت لها قائله :” أنا اسمي عزيزه بس ده بيني و بينك ، الشهرة زوزا أنتِ بقي يا حلوه أسمك أيه !؟”
“سمرا .. اسمى سمرا ، و جابوني هنا علشـ.. عشان كنت بدافع عن شرفي من واحد نجس ..آآ..”
و انفجرت باكية ، بينما احتضنتها عزيزة و مسحت على ظهرها قائله :” أهدي خلاص يا حبيبتي أهدي ”

بأحدي المنازل ،
جلست فاطمه على ركبتيها بالصالة ، و رفعت ذراعها لتجفف حبات العرق على وجهها بـ كُمها ، و أعادت أمساك المنشفة مره أخري لتجفف الأرضية
وقفت سيدة المنزل المسماة حسناء و عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي تحرك رأسها يميناً و يساراً ثم قالت :” خلاص يا ست فاطمه ، سيبي المسح و قومي ”
رفعت فاطمه وجهها ناحية حسناء قائله بـ انكسار :” ليه يا ست كده ، هو شغلي مبقاش يعجب حضرتك”
مالت حسناء قليلاً ناحيتها و أمسكتها من ذراعيها قائله بهدوء :” ست فاطمه مش ده قصدي ابداً و الله ، أنا بس شيفاكِ تعبانة و الشغل تقيل عليكِ لأن أحنا هنا طلباتنا كتير”
” ست حسناء أنا مش تعبانة ، أنا من يوم يومي و أنا بشتغل كده و مبسوطة و أحنا في حاجة الشغل أنا و بناتي ”
وقفت حسناء و فكرت للحظات ثم ابتسمت قائله:” طيب أنا أعرف حد عاوز واحدة عشان بيته و كده و هو كبير في السن و عايش لوحده يعنى لا عنده عيال صغيره تفضلي تنضفي مكانهم و لا حاجه”
انفرجت أسارير فاطمه عندما استمعت لم قالته تلك السيدة الوقور ، و وقفت و هي تمسح يديها في ثيابها قائله بفرحه:” بجد .. بجد يا ست حسناء”
حركت رأسها بالموافقة قائله بابتسامة :” اه ، هو زميل بابا و محتاج واحده تكون ثقه و عندها أمانه لأن البيت هيبقي مسئول منها ، و مفيش حد في أمانتك و الله يا ست فاطمه”
” تسلمي يا بنتي”
مدت حسناء يدها في حقيبتها و أخرجت بعض النقود ثم دستهم في يد فاطمه قائله:” خدي يا ست فاطمه ، و روحي لبناتك و استريحي ، و أول ما هقوله هتصل بيكي و أخدك لعنده”
” ربنا يكرمك يا بنتي و ينور طريقك ، عن أذن حضرتك ”
………………………….
بالحارة ،،،
لمح جمال أحد العساكر يدخل إلي المبني الذي تسكن به سمرا ، فتبعه و صعد خلفه ، حتى وجده يطرق على باب شقتها و لكن لا يوجد رد ، فأقترب منه متسائلاً :” خير يا باشا أي خدمه”
ألتف العسكري ناحية جمال قائلاً بضيق :” مش ده بيت اللي اسمها سمرا عبد العزيز!؟”
حك جمال ذقنه قائلاً بتهكم :” اه هو يا باشا ، بس لا مؤاخذه عايزها في أيه!؟”
” و أنت مالك!؟”
ضحك جمال بسخريه قائلاً :” محسوبك جمال أبقي خطيبها”
دون العسكري شيئاً ما بدفتر صغير بحوزته ، ثم رفع وجهه ناحيته قائلاً :” اللي اسمها سمرا دي في القسم حالياً ضاربه واحد و مبهدلاه و عايزين حد من أهلها ”
فكر جمال قليلاً قبل أن يتحدث قائلاً :” طيب يلا بينا يا باشا أنا جاي معاك ”
ذهب جمال برفقة العسكري و ما هي إلا لحظات حتى وصلت فاطمه لمنزلها و توجهت لأعلي.
………………………….
طرق العسكري على باب غرفة المكتب ، فسمح جلال للطارق بالدخول
وقف العسكري قبالة كلاً من عامر و جلال بعد أن أدي التحية العسكرية .
حك عامر ذقنه بهدوء قائلاً :” عملتله التحليل اللي طلبته ”
حرك العسكري رأسه بالموافقة قائلاً :” ايوه يا باشا ، و طلع واخد منشطات”
أبتسم عامر بانتصار و هو ينظر إلي جلال ، ثم أشار للعسكري قائلاً :” طيب دخلي الزفت ده و هاتلي سمرا من الحجز ”
خرج العسكري من المكتب ، فألتفت جلال لعامر قائلاً :” هتعمل أيه فيهم !”
ضحك عامر و هو يستند بظهره على خلفية المقعد قائلاً :” مع إنها قضيتك أنت و المفروض تتصرف ، بس هساعدك أهو و عد جمايلي بقي ”
” طيب يا عبقري زمانك ، هتعمل أيه؟”
رفع عامر كتفيه قبل أن يقول :” و لا حاجه ، دي قصاد دي ، السواق اللي اسمه مرسي كان عاوز يعتدى على سمرا ، و هي أعتدت بالضرب ، أنا بقول نريح دماغنا لأن البت شكلها مش وش بهدله و…
قطع حديث عامر صوت طرقات على الباب و دخول العسكري ممسكاً بكلاً من سمرا و مرسي
حدق عامر بسمرا ليجد أثار البكاء أسفل عيناها رغم أنها تحاول أن تبدو قويه ، و أنتقل بنظره إلي مرسي و حك ذقنه قائلاً :” ها يا مرسي ، أنا بقول نفضى الموضوع سوا و بلاش مشاكل ”
صاح مرسي قائلاً بضيق :” لا يا باشا أنا عاوز حقي هي بهدلتني و أنا عاوز الحكومة تجبلي حقي”
لم تنطق سمرا بكلمه واحده ، فوقف عامر و أقترب من مرسي و رفع كفه ليضعه على كتف مرسي قائلاً بهدوء :” ماشي نمشيها قانوني ، بس هيبقوا قضيتين واحده ليك و واحده عليك ، هي هتعمل محضر تحرش و في اللي يثبت و أنت هتعمل محضر اعتداء بالضرب ، ها أيه رأيك!؟”
أرتعد السائق كلمات عامر ، و قال بتوتر :” ها .. لا و على أيه يا باشا الطيب أحسن ، و دي زي بنتي يعنى مايصحش نشوه سمعتها بقضية تحرش”
أبتسم عامر بسخريه قائلاً :” نشوه سمعتها !
علي العموم كده مافيش حاجه حصلت و…
قطع حديث عامر صوت طرقات على الباب و دخول العسكري قائلاً :” في واحد بره يا باشا بيقول إنـ..
” أنا خطيب سمرا يا باشا”
لم ينتظر جمال حديث العسكري و دخل للمكتب مقاطعاً بهذه الجملة ”
وقف جلال قائلاً بغضب :” أنت حد سمحلك تدخل يا *** ”
” لا يا باشا بس هما فالولي على اللي عملته سمرا و جايلها ”
ألتف عامر ناحية سمرا متسائلاً :” خطيبك ده !؟”
أكتفت هي بتحريك رأسها بالإيجاب و كانت تصارع حتى لا تسقط عبراتها ، بينما أتجه جمال ناحيتها و قبض على ذراعها بقوه آلمتها قائلاً بغضب :” على طول كده مشاكل ، وصلت للأقسام يا سمرا ”
لم تستطع هي كبت عبراتها أكثر من هذا و انفجرت باكيه ليظهر ضعفها
أشفق عامر كثيراً عليها في هذه الحالة ، بينما ضرب جلال على مكتبه صائحاً :” يلا برا كلكم .. مش حليتوا كل حاجه بـــــرا”
و بالفعل خرج الجميع من المكتب و لم يتبقى سوي جلال و عامر
تأمل عامر الحالة الغاضبة لجلال عن كثب و سأله بـ :” مالك يا جلال شكلك عصبي أوى النهارده أنا ملاحظ كده من الصبح ”
فرك جلال جبهته بكفه قائلاً بضيق :” ابداً متخانق مع المدام شويه ”
وقف عامر و ضرب بكفه غلى المكتب بهدوء قائلاً :” اممم طيب يا صاحبي أسيبك أنا و أمشي ”
لم يرد جلال فقط أشار له برأسه بالموافقة .
………….
بالحارة ،،،
حاولت سمرا الأفلات من قبضة جمال قائله بغضب :” قولتلك ماتمسكنيش كده يا جمال أوعي سيبني ”
” لا مش هسيبك إلا قدام أمك و أعرفها اللي حصل ”
قالها جمال و هو يزيد من ضغطه على ذراع سمرا حتى وصل إلي الطابق الثاني و الموجود به شقة سمرا و طرق على الباب بقوه .
فتحت فاطمه الباب و ما أن رأت جمال يمسك سمرا هكذا حتي شهقت و حاولت ابعادها عنه صائحة :” أوعى كده عن بنتي عملت فيها أيه ”
تركها جمال فأخذتها والدتها لداخل الشقة و لحق بهما جمال صائحاً بغضب :” جايب بنتك من الأقسام ، الراجل بيقول إنها *** ”
صاحت به سمرا صارخه بغضب :” أنت كداب ، الراجل بيقول كده عشان أنا معملتش اللي على هواه ، و أنت بدل ما تصدقني جاي عليا ”
” و ليكِ عين تتكلمي ، أيه البجاحة دي !”
قالها جمال بسخريه واضحه ، فصاحت سمرا باكيه قبل أن تركض على غرفتها :” كفاية بقي .. بجاحة عشان كنت بحافظ على شرفي ”
و صفعت باب الغرفة خلفها بقوه ، بينما ألتفتت فاطمه ناحية جمال و هي لا تعي أي شيء ، فتحدث هو قائلاً :” قولي لبنتك تعمل حسابها إننا هنتجوز الشهر الجاي حتى لو ماخلصتش حاجتها ، سلام يا خالتي ”
لم ينتظر جمال رد فاطمه و خرج من الشقه ، بينما توجهت هي نحو غرفة ابنتها لتجدها تبكي بنحيب ، فاقتربت منها و احتضنتها قائلة بحنو :” مالك يا بنتي .. أيه اللي حصل يا ضنايا أحكيلي ”
رفعت سمرا عيناها الممتلئة بالعبرات إلى والدتها و لازالت متشبثة بها قائله بـ ألم :” أنا أتظلمت أوي يا امه ”
و سردت على والدتها كل ما مرت به بدأً من خروجها من الشقة حتى عادت الأن
خانتها عبراتها و هي تستمع إلى ابنتها و ظلت تمسح على ظهرها حتى غفت سمرا بين أحضانها و تنهدت هي قائلة بحسرة :” يا خوفي يا بنتي يكون حظك من حظ امك و تتظلمي زي ما ظلموني زمان !”
……………………………..
بأحد المناطق الراقية بالقاهرة ،،،
دخل شاهر إلي القصر الخاص به ، و من ثم توجه إلي أحدي الغرف الواسعة التي كانت فارغه بعض الشيء باستثناء أحد الأركان التي تحوي أريكه وثيره ، و حامل للوحات و مقعد خشبي أمام الحامل و طاوله عليها بعض الأدوات الخاصة بالرسم ، و كانت الجدران ممتلئة بـ لوحات تخص فتاة و هي بذاتها من بكل لوحه من اللوحات مع اختلاف حركاتها بالصورة و تعبيرات وجهها
أقترب شاهر من أحد الجدران ، و رفع يده ليتلمس بأنامله تلك اللوحة الممتلئة بالأتربة ، و أغمض عيناه بآسي قائلاً :” من عشر سنين ماشوفتكيش يا نسرين غير في لوحاتي وبس ، و للأسف في أحلامي ، لو أقدر أوصلك بس هندمك على اليوم اللي فكرتي تسيبيني فيه !”
تعالت طرقات على باب الغرفة ، فمسح هو عبره خانته لتسقط على وجنته و أتجه نحوه بغضب ليجد أنجيلا عند الباب ، فخرج من الغرفة و أحكم أغلاق الباب خلفه و ألتفت إليها قائلاً بغضب :” عايزة أيه؟”
ازدردت أنجيلا لعابها بخوف قائله بـ لهجه عربيه مكسره :” في واهد بقول إنه أيز يشوفك مستر شاهر اسمه شهاب ”
حرك رأسه بالموافقة قائلاً بـ لهجه أجنبيه :” حسناً سأقابله الأن ، و لا تقتربي من هذه الغرفة فهمتِ !”
” ماذا يوجد بهذه الغرفة مستر شاهر ، كل مره نأتي فيها إلي مصر تكرر علي هذا و تحذرني من الاقتراب منها ”
أقترب شاهر منها و أمسك ذراعها بقوه آلمتها قائلاً و هو يصر على أسنانه :” قولت لكِ هذا لا يعنيكِ ، لذا لا تدخلي !”
” حسناً حسناً مستر شاهر ، أتركني ”
ألقاها شاهر بعيداً عنه حتى كادت أن تسقط ، ثم توجه هو إلي اسفل .
استندت أنجيلا على الحائط و عيناها تتابعان شاهر حتى أختفى من مرمي البصر ، ثم رفعت وجهها لتنظر إلي الغرفة .
…………..
نزل شاهر إلي أسفل ليجد شهاب بانتظاره فأبتسم و أقترب منه ليحضنه قائلاً :” و الله و واحشني يا شهاب ”
” أنت و الله اللى واحشنى يا جدع ، بقي يا راجل أفضل سنتين ماشوفكش !”
ضحك شاهر و مسح على ظهر شهاب قائلاً و هو يشير إلي المقاعد :” طيب تعالى نقعد بس و نتكلم براحتنا ” .
جلس كلاً منهم على مقعد ، و أبتسم شهاب قائلاً :” ده أنا ماصدقتش نفسي لمَ أتصلت وقولتلي إنك في مصر ، سنتين يا شاهر سنتين !”
” مشاغل بقي و الشغل أنت عارف و أنا مانزلتش مصر بقالي سنتين ”
” اممم يبقي جاي اسبوعين كعادتك و راجع امريكا تاني ”
أبتسم شاهر بسخريه ثم مال ناحية شهاب قليلاً و أسند مرفقيه على ركبتيه قائلاً بهدوء :” لا أنا هستقر خلاص هنا ، و كمان شغلي هيبقي هنا ”
” طيب مبروك يا صاحبي و كويس إنك هتستقر ، بس أنت قولتلى إنك راجل أعمال و مقولتليش على أي حاجه بخصوص شغلك !”
لمعت عيني شاهر بخبث قبل أن يقول :” و أنا متصل بيك مخصوص عشان كده .. عاوزك معايا و هتكسب دهب ”
ضيق شهاب عينيه قائلاً :” و أيه الشغل بقي ”
رجع شاهر بظهره على المقعد و أبتسم بوضاعه قبل أن ينطق بـ :” أنا هقولك .
سرد شاهر طبيعة عمله علي صديقه شهاب طبيعة عمله و ما هو المطلوب منه .
عقد شهاب حاجبيه قائلاً :” بس مش ده خطر كده ”
أبتسم شاهر بسخريه معلقاً بـ :” ماتخفش أحنا ورانا ناس كبيره ، و أنا قولت إنك زميل دفعتي و صاحب عمرى أولى بالمصلحة دي ، و هتبقي أيدي اليمين في الشغل و الفلوس ماتعدش ”
فكر شهاب لحظات و هو يحك ذقنه ثم نظر إلي شاهر و حرك رأسه قائلاً :” معاك حق يا صاحبي و أنا معاك ”
أبتسم شاهر و وقف ليتجه قبالته و صافحه قائلاً بهدوء :” يبقي أتفقنا ”
………………..
بأحد الشقق بالقاهرة ،،،
دخل عامر غرفة نومه و وضع فنجان القهوة على الكومود بجوار الفراش ، و جلس علي الفراش و هو يقرأ أحد الكتب ثم تناول الفنجان و ظل يرتشف منه و هو يقرأ حتى أن أنتهى منه ، ثم نام على الفراش و وضع ذراعه أسفل رأسه و شرد و هو يحدق بسقف الغرفة ، و ابتسمت شفتاه و تحركتا بهمس شديد بكلمة ” ســـــمرا ”
……………………….
استيقظت سمرا صباح اليوم التالي و يكمن بداخلها نشاط ينافي تماماً حالتها بالأمس و اتجهت ناحية النافذة التي بغرفتها لتفتحها و تستنشق نسمات الصباح بابتسامه مشرقه و هي في كامل استعدادها لمواجهة أي مشاكل ستقابلها اليوم ، ثم أتجهت إلي الخارج لتتوضأ و تؤدي فريضتها من الصلاة و ارتدت ملابسها و أسرعت نحو باب الشقة هاتفة :” أنا رايحة الشغل يا امه ”
أطلت فاطمه برأسها من المطبخ قائله بابتسامة :” ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا بنتي ”
أكتفت هي بابتسامة عذبة و خرجت من الشقة متوجهه إلي عملها .
لحقت هذه المرة بالأتوبيس و ركبته وابتسامة تزين ثغرها حتى وصلت .
……………
دخلت إلي المحل الذي تعمل به و ألقت التحية على زميلاتها و كادت أن تتجه لتغيير ملابسها حتى أوقفتها جملة أحدي زميلاتها قائله :” سمرا صاحب المحل سأل عنك ”
عقد حاجبيها متسائلة :” ماتعرفيش عاوز أيه يا منه !؟”
” لا بس هو قال أول ما تيجي سمرا خليها تجيلي المكتب ”
حركت رأسها بالموافقة و أمسكت حقيبتها مره أخري بعد أن وضعتها على الطاولة و اتجهت إلي المكتب .
طرقت عليه عدة طرقات حتى سُمح لها بالدخول ، فدخلت قائله بابتسامتها المعتادة :” خير يا أستاذ عماد البنات قالولي إن حضرتك عاوزني ”
وقف عماد قائلاً باقتضاب :” سمرا أنتِ الأسبوع ده ماجيتيش يومين و الكلام ده ماينفعش معايا !”
نظرت إلي أسفل قائله بهدوء :” أسفه و الله يا فندم بس ظروف غصب عنى يوم كنت تعبانة و أمبارح كنـ… ”
” ماليش دخل أنا بظروفك ”
ثم توجه ناحية المكتب و ألتقط ظرفاً و ألتفت إليها و هو يمد يده به ناحيتها قائلاً :” ده حساب الأيام اللي اشتغلتيها في الشهر ده ، أحنا في غنى عنك !”
سقطت عبره على وجنتها قائله برجاء :” مش هتتكرر يافندم صدقنى و الله ، بس سايق عليك النبي ماترفدنيش أنا مش هقدر ألاقي شغل دلوقت ، طيب حتى أخر الشهر أكون لقيت ”
ترك عماد الظرف على حافة المكتب و أتجه ليجلس على مقعده قائلاً بلا اكتراث و هو يعبث باللاب التوب أمامه :” فلوسك أهي و ماتعطلنيش عندي شغل !”
ابتلعت سمرا هذا بمراره و حركت رأسها بانكسار ثم مدت يده المرتعشة و تناولت المظروف و نظرت إليه و ابتسامة مكسورة تعتلى ثغرها ثم اتجهت للخارج
ضحك عماد بسخريه عليها و عاود العمل ثانيةً .
………………………
بمُديرية الأمن ،،،
ظل عامر شارداً و هو يستند برأسه على المقعد للخلف و بيده أحد الأقلام الذي يضرب سنه بالمكتب الزجاجي بطريقة منتظمة .
أخرجه من شروده طرقات على باب المكتب و دخول صديقه جلال قائلاً بضحك ليمازحه :” لا لا لا ده مش عامر صاحبي ….. مالك يا جدع !؟”
أعتدل عامر في جلسته و أبتسم قائلاً :” و لا حاجه يا عم أنت ما بتصدق تلاقيني سرحان !”
” سرحان في العسلية بتاعت أمبارح صح ”
عقد عامر حاجبيه قائلاً باقتضاب و هو ينفي :” لا طبعاً أيه اللي أنت بتقوله ده أنا لا يمكن ابص لدي ، يمكن سمرا صعبت عليا شويه مش أكتر ”
ضحك جلال بشده معلقاً بـ :” يبقي بتفكر فيها ، أيه اللي عرفك يا خفيف إني أقصد البت اللي اسمها سمرا لمَ قولت عسليه ، شوفت بقي يبقى أنت بتفكر فيها ”
ألقي عامر القلم في تجاه جلال قائلاً بضيق :” تصدق إنك رخم و الله ، قوم يلا من قدامى روح لمراتك و عيالك ”
” عامر أنت من ساعة ما شوفت البت أمبارح و أنت حالك متغير ، فوق و صحصح كده يا سيادة المقدم ”
أبتسم عامر بسخريه قائلاً :” سيبك منى يا جلال أنت مش عشان فاضي جاي تتسلي عليا ، بت مين دي اللي أبصلها !”
لوي جلال فمه بتهكم ثم وقف و أتجه ناحية الباب قائلاً قبل أن يخرج :” طيب يا صاحبي برحتك ، بس لمَ تحب تتكلم أنا موجود ”
خرج جلال بينما أعاد عامر رأسه للخلف و أغمض عينيه .
……………………………
ظلت سمرا تسير شارده بالشوارع و العبرات تنهمر على وجنتيها ، ثم لوت قدمها قليلاً أثناء السير ، فاتجهت إلي أحدى الأرصفة و جلست عليها و خلعت حذائها المتهالك و فركت قدميها و ارتدتها مره أخرى ثم رفعت وجهها قائله :” هعمل أيه دلوقت … هلاقي شغل تانى منين … يا رب أنت اللي عالم بحالنا !”
ثم وقفت لتكمل بحثها ………….
…………………………………….

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل