منوعات

سمرا فى قبضه الشـ,ـيطان الاول

سمرا في قبضه الشيطان
الفصل الخامس

لم تدرى سمرا من أين أتتها القوه و أخيراً استطاعت أبعاد ذلك المُسمى علي عنها حتى سقط على الأرضيه و ما كاد أن يقف حتى لمحت هى عصي حديديه و سحبتها بقوه لتضربه بها على رأسه فأطلق صراخاً و هو يمسك رأسه ، و مالت هى لتلتقط المفتاح من على الأرض و أتجهت إلى الباب و فتحته بسرعه لتلقط حقيبتها و هرولت خارج المكان تماماً
……………………………..
ظل حسن يتأمل تلك الصوره الكبيره المُعلقه على الجدار الخاصه ابنته و العبرات تنساب على وجنتبه ، ثم أسند رأسه للخلف و أغمض عينيه ليتذكر ..
¤¤¤
دخل الحارس مسرعاً للمنزل و هو يهتف :” يا عبد الهادي بيه ، يا عبد الهادي بيه !”
ألتفت كلاً من حسن و عبد الهادى إليه ، فوقف عبد الهادى متسائلاً :” زفته اللى جوه دى ولدت !؟”
كاد الغفير أن يجيب حتى دخلت تلك المرأه الكبيره بالسن و هى تطلق ( الزغاريط ) و تحمل طفلاً :” لولولووى ، أتفضل يا بيه الى جبلك يخليلك بنوته زى القمر ”
تناول عبد الهادى الصغيره و نظر إليها مبتسماً ثم ألتفت ناحية المرأه قائلاً بصرامه :” أسكتي يا وليه ، أنتِ تروحى دلوقت للأوضه اللى بره المرزوعه فيها الزفته و تقوليلها إن البنت ماتت !”
عقدت المرأه حاجببها و وضعت كفها أسفل ذقنها و لوت فمها هاتفه بضيق :” أزاى بقي يا سعات البيه . عايزنى أكدب على البنيه الغلبانه الملقحه فى الأوضه القديمه بره و أقولها إن بنتها ماتت !”
نظر عبد الهادى إلى الغفير ، ففهم الحارس مقصده و أتجه ناحية المرأه و قبض على ذراعها قائلاً بجديه :” أسمعى كلام البيه يام ربيع ”
” بس يا بيه أنا دايه عندى ضمير ، و ماقبلشي ابداً اللى أنت بتقوله ده !”
حدق عبد الهادى بها بنظرات مُميته أرعدت أوصالها قائلاً بغضب مكمون :” أقصرى الشر يام ربيع ، أنتِ ماتعرفنيش و لا أيه و لا عارفه ممكن أعمل أيه فى اللى مش بيسمع كلمتى !”
أزدردت المرأه لعابها برهبه شديده ، و أكتفت بتحريك رأسها بالموافقه ”
ألتف عبد الهادى و هو يحمل الصغيره بين ذراعيه مولياً أياهم ظهره قائلاً بجديه و هو يوجه حديثه للحارس :” خد الوليه دي للمحروقه فاطمه و خليها تقولها اللى قولت عليه !”
و بالفعل سحب الحارس المرأه إلى الخارج ، بينما جلس عبد الهادى يتأمل الصغيره بين ذراعيه ، و وقف حسن ليتجه ناحية النافذه و نظراته تتابعان المرأه حتى أختفت داخل الغرفه الجانبيه ، و ما هى إلا لحظات حتى تعالت الصرخات و العويل و النحيب ، و أغمض هو عينيه محاولاً الهروب من صراخها قائلاً بخفوت و حزن حتى كادت أن تذرف عبراته :” سامحينى يا فاطمه غصب عنى ”
نظر عبد الهادى ناحية حسن و تابع شرود ، فنادى عليه بصرامه قائلاً :” خد يا حسن هنا ”
حاول أخفاء عبراته و أقترب من والده متسائلاً بهدوء :” نعم يا والدى !؟”
” اوعي تكون صعبانه عليك بنت الـ *** دى !”
حرك رأسه بآسي نافياً كلام والده ، بينما وقف عبد الهادى و أقترب من ابنه و مد ذراعيه بالطفله تجاه ابنه قائلاً :” شيل بنتك اهى ، سمى الله الأول ”
حملها حسن بهدوء و ظل يتأمل ملامحها .. كم كانت تشبهك بشده يا فاطمه ..
تحدث عبد الهادى قائلاًبجديه :” بكره تروح تسجلها بأسمك و بأسم مراتك ميرفت ”
أكتفى بتحريك رأسه بالموافقه .
¤¤¤
فاق من شرود على صوت طرقات على باب الغرفه ، فكفكف عبراته قائلاً بهدوء :” أدخل ”
دلفت حسناء و هى تبتسم و لكن سرعان ما تبدلت ملامحها عندما لمحته على هذه الحاله و أقتربت منه متسائله :” أيه ده هو حضرتك بتعيط يا عمو حسن !”
أشار إلى المقعد قائلاـ بهدوء :” تعالى أقعدى يابنتى عايز أحكيلك على حاجه يمكن تخفف النار اللى جوايا ”
أنصاعت حسناء إلى رغبته و جلس على الأريكه و بدأ حسن فى سرد كل شئ منذ أن تعرف على فاطمه عندما كانت تخدم لديهم بالبلد ، حتى أن ألتقي بها ثانيةً هُنا منذ أسبوع ، فـ حساء بالنسبه له كأبنته نسرين ، فقد كانت كلتاهما صديقتان مقربتان رغم أن حسناء تكبرها بثلاثةأعوام .
ظلت حسناء تستمع إليه بأذان صاغيه ، و ما أن أنتهى حتى وضعت كفها على فمها كاتمه شهقتها و تحدثت قائله بعدم تصديق :” يعنى .. يعنى نسرين تبقي بنت الحاجه فاطمه مش بنت طنط ميرفت !؟”
حرك رأسه بالأيجاب و العبرات تنساب على وجنتيه قائلاً بآسي حقيقي :” ندمان أوى يا حسناء .. زمان كنت ضعيف مقدرش أكسر كلمه لوالدى ، ساعدينى وحياة مازن ابنك يا حسناء .. ساعدينى أعوض فاطمه و بناتها يمكن تقدر تسامحنى بدل ما أنا عايش بذنبها كده !”
حركت رأسها بالموافقه و لم تستطع حبس عبراتها أكثر من هذا فأطلقت سراحها ، و مدت كفها لتضعه على يد حسن قائله بهدوء :” حاضر .. حاضر ياعمو حسن هحاول أساعد حضرتك ”
………………………………….
بسنتر صافي ،،،،
ساعدها شهاب بنشر أعلان تطلب فيه فتاه للعمل بالمحل ، و ما أن أنتهت حتى وضعت كفها في خصرها قائله بميوعه :” تسلملى يا شهاب ”
غمز هو بعينه قائله بأبتسامه :” أي خدمه أنا تحت أمرك يا صافى ”
فى هذه اللحظه وقفت فتاه في العشرينات من عمرها أمام زجاج المحل من الخارج لمشاهدة فساتين السهره .
أبتسم شهاب و وقف متوجهاً ناحية الغرفه الجانبيه ، بينما خرجت صافى من المكان ، و دعت الفتاه إلي الدخول لكي تساعدها بنفسها في أختيار أحد الفساتين و بالفعل أختارك واحد غاية فى الجميل و لكنه عارى جداً و قصير ، فمدت يدها به ناحية الفتاه قائله بأبتسامه :” خدى قيسي ده هيبقي روعه عليكِ خاصةً إنك بيضه و هو أسود
تأملت الفتاه الفستان قائله بضيق :” بس ده عريان أوى ”
لمعت عيناها بمكى محيبه بـ :” البروفه عندك أهى و قيسي برحتك يا .. ا ه صح اسمك أيه !؟
أبتسمت قائله بتلقائيه :” مى .. طيب أنا هقيسه في البروفه ”
تناولت مى الفستان و توجهت ناحية البروفه ، بينما ظلت عينا صافي معلقه بها .
………………
بالغرفه الخلفيه ،،
أنتبه شهاب بمجرد أن ظهرت الفتاه أمامه بالشاشه عن طريق الكاميرات الموضوعه بغرفة القياس ، و ظل يتأملها بخبث و هى تقوم بتغيير ملابسها لتجريب الفستان عليها و ظلت هى تتأمل نفسها بالمرآه بأطمئنان جداً ظناً منها أن لا أحد معها و يشاهدها .. و لكنها لا تعلم ما وقعت به .
أعتلي ثغره أبتسامه وضيعه و هو يحدق بجسد الفتاه و كأنها بضاعه يعاينها ، و أمسك هاتفه و أكتفى برنه واحده لصافى و مازالت عيناه معلقه بالشاشه .
…..
أعلن هاتف صافى عن رنين قصير فأيقنت أنه شهاب ، و أتجهت إلى الثلاجه الصغيره بالمكان و أخرجت علبة عصير و فتحتها لتضع بها بعض قطرات من محلولاً ما ، و ما هى إلا لحظات حتى خرجت مى من غرفة القياس قائله بأبتسامه :” جميل جداً الصراحه ، بس للأسف مش هقدر أخده ”
عقدت حاحبيها متسائله بأستياء :” ليه كده يا حبيبتى ، أنا متأكده إنه هياكل منك حته ”
” معلش بقي أصله عريان أوى عليا و كاشف جسمى و أنا أتكسف ألبسه و بابى مش هيوافق عليه اصلاً فمن قصيرها بلاش أحسن ”
لوت فمها بضيق ، و لكن سرعان ما أرتسمت على ثغرها أبتسامه شيطانيه قائله و هى تمد يدها بكوب العصير :” طيب أتفضلى العصير ده مخصوص ليكِ ”
” معلش بقي مره تانيه مفيش داعى و شكراً لذوء حضرتك ”
أسرعت قائله :” لأ أزاى أشربي بس ”
عقدت حاجبيها بعدم فهم ، فأدركت صافى إنها على وشك أرتكاب خطئ فادح ، فرسمت علامات الأمتعاض و الحزن على وجهها بمهاره قائله بضيق :” بقي دى أول مره تشرفينى بالمحل و أعملك عصيرو تكسفي أيدي كده ”
أبتسمت بدورها ثم مدت يدها و تناولت الكوب قائله :” حاضر ياستى مش هكسف أيديكِ هشرب شوية علشان خاطرك بس ”
” طيب تعالى نقعد و نستريح هناك و أشربي براحتك ”
أرتشفت تقريباً نصف الكوب و وضعه عى الطاوله مره قائله بأبتسامه :” تسلم أيدك زى العسل زيك ”
عقدت حاجبيها و هى تنظر إلى الكوب قائله :” أيه ده أنتِ ماشربتيش غير نصه ”
” معلش بقي علشان متأخرش مع السلامه ”
حاولت صافى تأخير مى بأي طريقه و بكلام فارغ ، و لكن كانت مى ترد عليها بأيجاز و توجهت ناحية الباب و كادت أن تخرج حتى شعرت بدوار ثم رفعت كفها لتضعه على جبهتها و ظلت تفرك بها قائله بضعف :” ااه .. هو .. هو فيه أيه ااه !”
وسقطت على الأرضيه فاقده الوعى ، بينما أسرعت صافى بأغلاق الباب و هى تنادى على شهاب الذى أسرع للخارج و حملها متوجهاً بها للغرفه .
………………………..
ظلت سمرا تسير بالشوارع و هى تمسك الحقيبه بيدها و شارده تماماً ، و لكنها أنتبهت على من يجذب الحقيبه بقوه من يدها حتى كادت هى تسقط أرضاً و أفلتت الحقيبه منها ، و ألتفتت للخلف بسرعه لتلمح أحداً على موتوسيكل و سريعاً ما أختفى بها ، فبصقت و أطلقت لفظاً بذئ ثم أتجهت إلى أحدى المقاعد الخشبيه و جلست عليه و رفعت قدمها و مدت يدها بداخل شرابها و أخرجت كيساً بلاستيكياً فتحته لتجد النقود بداخله و بطاقتها الشخصيه فأبتسمت براحه قائله :” مش كل مره هتسرقونى فيها ، دا أنا حرمت أحط فلوس في الشنطه من المره اللى فاتت !”
ثم وقفت لتسير متجهه إلى موقف الأتوبيس لتركب به عائده إلى منزلها
…………………..
بقصر شاهر ،،،،
كان بغرفته الخاصه التى يمنع أى أحد مهما كان أن يقترب منها ، و هو يتأمل صورها كالعاده لتخونه عبره و تسقط على وجنته ، و لكن سرعان ما رفع كفه ليمسحها بغضب مكنون ، و ضم قبضة يده حتى برزت عروقه و بكل قوه ضرب على الطاوله الزجاجيه التى بجواره ليتهشم الزجاج قائلاً و هو يصر على أسنانه :” بس ألاقيكِ يا نسرين و أنا أدفعك تمن كل دمعه نزلت من عينى !
سمع طرقات على باب الغرفه ، فتوجه ليخرج منها ليجد آنجيلا بأنتظاره بعيداً عن الباب فأحكم أغلاق الباب ، و ما أن رأته هى حتى تحدثت بلهجه أجنبيه قائله :” مستر شهاب أتصل ليخبرك أن هناك فتاه جديده فى غاية الجمال”
حرك رأسه بالموافقه قائلاً :” حسناً لا بأس بهذا ، سوف أخرج أنا الآن لدى ما يجب فعله ”
عقدت حاجبيها لتسأله قبل أن تلمس قدمه درجة السلم :” إلى أين مستر شاهر !؟”
ألتف فقط برأسه لينظر إليها بنظرات مميته قائلاً :” يجب على أن أذكرك أن هذا لايعنيكِ آنجيلا !”
و أنطلق خارجاً من القصر .
………………………..
وصلت سمرا إلى حارتها فأوقفها نداء صديقتها رباب :” بت يا سمرا .. أستنى يابت عايزاكِ ”
وقفت و ألتفت إليها فتحدث رباب قائله بأستياء و هى تمضغ علكه بفمها :” مش المحروق وقفنى و سألك عنك !”
عقدت حاجبيها متسائله :” قصدك جمال !؟”
” اه هو ياختى .. هو فيه محروق غيره ، المهم هو سأل مكان شغلك و أنا مارضيتش أقوله فين ”
لوت فمها بسخريه معلقه بـ :” مش هتفرق لو قولتيله يعنى !”
” بت يا سمرا .. مالك يابت خلقة أهلك دى مش مريحانى !”
” في إنى سبت الشغل ياختى و ماخدتش مليم ، أستريحتى ياختى ”
ضربت بكفها على صدرها و هى تشهق قائله :” يخربيت وقعتك ، ليه كده يابت”
تنهدت بآسي قائله :” للأسف الراجل الناقص صاحب الشغل أيده طويله ، بس أنا قطعتهاله قبل ما يمدها !”
ضربت بكفها على كتف سمرا معلقه بـ :” أيوه كده يا بت جدعه ، و أحسن كمان إنك خلصتي من الحشاش ابن المحروقه اللى اسمه جمال بدال ما تدبسي فيه ”
ثم تابعت بمزاح و هي تضحك :” ياريتنى كنت بعتهولك يمكن كان يتربي ”
” سايق عليكِ النبي ماتجيبى سيرته ، بقيت نفسي تتسد منه أكتر ما هى مسدوده !”
تأبطت رباب ذراع سمرا و سارت معها قائله :” طيب أنا جايه معاكِ علشان اسأل على أمك بقالها كتير مش باينه ”
……………………………
بسنتر صافي ،،،،
ترمشت مى عدة مرات بصعوبه ، و أخيراً استطاعت أن تفتح عيناها لتجد نفسها نائمه على أريكه بـ محل تلك المُسماه صافي و هى تجلس بجوارها و تمسك كفها .
رفعت مي كفها الأخر و ظلت تفرك جبهتها قائله بألم :” هو .. هو أيه اللى حصل ، أنا حاسه بصداع جامد اااه ”
عقدت صافى حاجبيها بآسي و هى تمسح على كف مى بلطف قائله بحزن مُزيف :” يا حبيبتى أنتِ أغمى عليكِ هنا ، و جبتلك الدكتور و قال إن ضغطك وطى فجاءه علشان كده أغمى عليكِ ”
عقدت حاجبيها قائله بعدم تركيز :” بس .. بس أنا عمر ما ضغطى وطى ”
توترت صافي بشده قائله بتقطع و عمدم ثبات :” هـــا .. لا لا .آآ .. أنتِ .. أنتِ شكلك أجهدتى نفسك جامد بس علشان كده تعبتى ”
لفت برأسها لتجد شاب يجلس على أحدى المقاعد ، فأنتفضت مزعوره لتجلس مكانها قائله بتوتر :” أنت .. أنت مين !؟”
ألتفتت صافى ناحية شهاب ، ثم عادت بنظرها ناحية مى قائله بضيق :” ده شهاب .. زبون المحل هنا ، ماتخافيش هو جه فجاءه و ساعدك معايا و جاب الدكتور ”
وقفت بسرعه و ألتقطت حقيبتها قائله :” أنا اتأخرت أوى لازم أمشي ”
وقفت صافى الأخرى مانعه أياها من الرحيل قائله :” لأ استنى كده أنا هطمن عليكِ أزاى !؟”
” أبقي أجى تانى مع السلامه ”
أمسكتها صافى قائله بأعتراض :” لأ استنى ، دا أنا قلبي كان هيقف من الخوف عليكِ ”
ثم تناولت من على الطاوله دفتر و قلم و مدت يدها بهم قائله بقلق مُزيف :” أكتبيلي رقمك هنا و أنا هتصل أطمن عليكِ ”
لوت فمها بضيق ، ثم تناولت القلم بتردد و بأيد مرتعشه دونت رقم هاتفها و خرجت من المحل و كادت أن تسير حتى أوقفتها جملة شهاب قائلاً :” استنى يا أنسه مى أنا هوصلك ”
ألتفت إليه و رفعت حاجبيها قائله بسخريه :” و حضرتك مين بقي علشان توصلنى !”
” أنا ..آآ.. أنا أبقي شهاب زبون المحل ”
” أهو حضرتك قولتها زبون المحل ، يعنى مالكش علاقه بيا ، عن أذنك ”
لم تنتظر رده و أوقفت أحدى سيارات الأجرى ، و لكنه لم تكن تعرف أنه يتتبعها بسيارته .
……………………….
قبل قليل ..
بأحد المكاتب ،،،
وقف شاهر عن المقعد و صافح ذلك الرجل ذو الطله المحترمه قائلاً :” زى ما أتفقنا يا سيادة العقيد ، عايز أعرف كل حاجه عنها ، تقلبلى مصر كلها لحد ماتوصلها ”
أبتسم العقيد فاروق بدوره و هو يصافحه قائلاً بخبث :” أطمن طبعاً يا شاهر بيه ، دا أنت متوصي عليك من فوق أوى و أوعدك إنى هعرف عنها كل حاجه ، بس هى تخص مستر ديفيد ”
أحتقن وجهه قائلاً بغضب مكتوم :” لأ دى تخصنى أنا وبس ، و ياريت مستر ديفيد ما يعرفش حاجه عن الموضوع ده ”
” أكيد طبعاً ، و تشرفت بيك يا شاهر بيه ”
تحرك شاهر ناحية الباب و أمسك المقبض و كاد أن يفتحه حتى أوقفه سؤال فاروق :” أنت قولتلى اسمها أيه !؟”
ألتف نصف ألتفاته قائلاً بثبات :” اسمها نسرين .. نسرين حسن عبد الهادى !”
و خرج من المكتب .
………………………….
بسنتر صافى ،،،،
كانت تتحرك بغضب بالمكان و الشرر يتطاير من عينيها حتى وجدت من يتحدث بـ :” مالك مولعه في المكان كده ليه و كأنك هتنفجرى !”
ألتفت على نفس الحاله الغاضبه لتجده شاهر ، فتوجهت ناحيته صائحه بغضب:” صاحبك هيضيعنا يا شاهر ”
رفع أحد حاجبيه متسائلاً ببرود :” شهاب .. ماله عمل أيه !؟”
زمت شفتيها هاتفه بغضب :” راح مع البنت الجديده ”
جلس على الأريكه و وضع ساق فوق ساق قائلاً ببرود :” طيب ما هو لازم يمشي وراها علشان يعرف ساكنه فين و نقدر نوصلها بعد كده ”
جلس قبالته قائله بسخريه :” اهو قولتها يمشي وراها ، مش يمشي معاها !”
ضيق عينيه و مال بجذعه قليلاً و هو يستند بمرفقيه على ركبتيه متسائلاً :” قصدك أيه بمعنى بكلامك ده !”
“قصدى إن صاحبك خرج من الأوضه و ظهر قدام البنت و كمان أتعرف عليها و طلع وراها علشان يوصلها بنفسه ، أحنا مش متفقين على كده .. أتفاقنا إنى ماليش علاقه بيكوا قدام البنات و …
” فيه أيه يا جماعه صوتكوا عالى أوى !”
قالها شهاب بأبتسامه مقاطعاً حديث صافي بعد أن ظهر فجاءه من الخارج و توجه ليجلس على الأريكه قبالتهم .
ألتفت شاهر بثبات ناحيته قائلاً بهدوء :” كنت فين يا شهاب !؟”
و زع نظراته بين كلاهما قائلاً بهدوء ّ” فيه أيه يا جماعه ، مش أتفاقنا إنى أعرف البنت ساكنه فين !”
” اه يا اخويا نعرف بيتها فين ، مش نرغي معاهم و نهزر و نبقي عايزين نوصلهم !”
قالتها صافي بغضب ، بينما ضحك شهاب بشده معلقاً بسخريه :” الله هو أحنا فينا من غيره و لا أيه يا صفصف !”
” شهاب !”
قالها شاهر بصرامه ليقف الحوار الدائر بينهما ، ثم وقف و توجه ناحية شهاب و لمعت عيناه بمكر متابعاً بجديه :” أظن إنى فهمتك طبيعة الشغل من الأول ، و إن مفيش مكان للعواطف .. أظن أنك فاهمنى كويس !”
حرك رأسه بالموافقه ، بينما أبتسمت صافي بتشفي ، و وقف قائلاً و هو ينظر إلى صافى بغضب :” حاضر يا شاهر فاهم .. مش يلا بينا و لا أيه !”
لم يجيبه شاهر و لكنه تحرك مغادراً المكان ، و ألقى شهاب نظره غاضبه لصافي قبل أن يلحق به
بعد أن رحلا كلاهما ، لوت صافي فمها في ضيق قائله :” يلا بالمركب اللى تودى يا ولاد *** ”
…………………………….
استيقظت سمرا مبكراً من النوم ، و كعادتها خرجت للبحث عن عمل ، بينما ظلت فاطمه بمفردها بالمنزل بعد رحيل آلاء إلى مدرستها .
تعالى صوت طرقات على باب الشقه ، فنهضت فاطمه عن فراشها بتثاقل و أتجهت نحو الباب لتعرف من الطارق ، و ما أن فتحته لتجد حسناء بطلتها البشوشه ، فرحبت بها محاوله رسم الأبتسام :” أتفضلى يا ست حسناء .. شرفتينى ”
أبتسمت حسناء بدورها ، و أتجهت نحو الدخل لتجلس على أحدى الأرائك الباليه ، و جلست فاطمه قبالتها قائله :” متأخذنيش ياست هانم لا البيت و لا المكان يليقوا بيكِ !”
أبتسمت حسناء ثم مدت كفها لتضعه على كف فاطمه قائله بأبتسامه :” ماتقوليش كده يا ست فاطمه ، المهم أنتِ عامله أيه !؟”
تنهدت بآسي و هى تجاهد حتى لا تسقط عبراتها قائله بحزن :” نحمده يا حسناء هانم ”
” ست فاطمه أنا عارفه كل حاجه ، عمى حسن حكالى كل حاجه ، و غير كده نسرين الله يرحمها كانت صاحبتى أوى ”
جحظت عيناها و العبرات تتجمع بهم هاتفه بحزن :” صـ.. صاحبتك ، و أنا كنت باجى أنضف عندك من زمان . يعنى أكيد شوفتها مره عندك و ماعرفتهاش .. ااااه يا ضنايا ااه .. كنتِ قدامى و معرفتكيش ”
أشفقت عليها بشده قائله بحزن :” ما أظنش إنك قابلتيها ، لأن نسرين كانت على طول سفر”
أمسكت يدها قائله برجاء و العبرات تنساب على وجنتيها :” أبوس أيدك يابنتى أحكيلي عنها شويه ، كانت بتحب أيه و تكره أيه .. كانت بتعمل أيه أحكيلي كل حاجه عنها عايزه أملى قلبى بحكاياتها ”
لم تستطع حسناء التماسك أكثر من هذا فخانتها عبراتها لتملأ وجنتيها ، و أمسكت ذراعى فاطمه قائله :” حاضر و الله هقولك على كل حاجه ، بس لازم دلوقت نتكلم ”
” نتكلم .. هو في أيه نتكلم عنه ، ما خلاص بنتى ماتت اااه يابنتى اه !”
” لأ فيه .. عمو حسن مستعد يعوضك أنتِ و بناتك ، و بلله عليكِ حاولى تسامحيه ، هو طيب و غلبان أوى و الله و ندمان أوى ”
رفعت وجهها لتنظر إليها بغضب قائله و الشرر يتطاير من عينيها :” اسامحه .. اسامحه أزاااى ، حرمنى من بنتى زمان و فهمنى إنها ماتت ، و فضلت طول عمرى أتحسر عليها ، و دلوقت لم شوفته صدفه يقولى كنت بكدب عليكِ و بنتك مامتتش زمان ، لكن ماتت من تلت سنين ، و أنتِ جايه دلوقت بكل بساطه تقوليلى أسامحه فين العدل بقي .. ترضى أنتِ حد يعمل كده فيكِ و فى ضناكي و فى الأخر تسامحيه !”
بكت قائله :” و الله أنا مقدره حالتك و عايزه أقف جنبك ، اللى حصل حصل .. دلوقت بصى لبناتك التانيين و عرفيهم إن كان ليهم أخت و ماتت و عمو حسن هيعوضك و تربي بناتك التانيين في عيشه أحسن من دى ”
لم تعرف فاطمه من أين جاءتها الجرأه و القوه و قبضت على ذراع حسناء بقوه و جذبتها بعنف ناحية الباب و هى تهتف بغضب :” بناتى هعرف أربيهم بمعرفتى بعيد عن الشياطين اللى زيكوا ، يلا بره .. و مش عايزه حد فيكوا يقرب منى و لا من بناتى بره !”
و بالفعل ألقتها خارج الشقه و صفعت الباب فى وجهها ، بينما أستندت نجلاء على الجدار و العبرات تملأ وجنتيها ، ثم تحركت لترحل من هذا المكان .
……………………………
بأحدى الكافيها على النيل ،،،
وضع عامر فنجان القهوه على الطاوله ، محدثاً صديقه المقرب بـ :” بقولك يا جلال .. حددلى معاد مع أهل مراتك علشان أجى أخطب نجلاء ”
عقد حاجبيه متسائلاً :” مش هتستنى يابنى تعرف أسباب طلاقها الأول زى ما أنت عايز !”
” مش مهم .. فعلاً دى حاجه تخصها ، يمكن هو كان وحش معاها أو مش محترم في التعامل و هى أتكسفت تقولى ، أكيد بعد ما ناخد على بعض هتحكيلي بنفسها على كل حاجه ”
لوى فمه في ضيق قائلاً :” طيب يا صاحبى اللى يريحك ”
وقف عامر بينما عقد جلال حاجبيه متابعاً بتساؤل :” على فين !؟”
” هشتري علبة سجاير من بره و راجعلك خليك مكانك أنت ”
حرك رأسه بالموافقه ، بينما أتجه عامر خارج الكافيه و وقف عند أحد المحلات الخشبيه الصغيره ( الكوشك ) و مد يده بالنقود ناحية الرجل قائلاً :” علبة السجاير لو سمحت ”
تناول الرجل النقود قائلاً :” حاضر يا باشا ”
بينما كان يحضر الرجل العُلبه ألتفت عامر برأسه للناحيه الأخرى ليلمحها و ظل محدقاً بها و هو شارداً ، نعم نفس ملابسها و هيئتها و كأنها هي ، أيقظه من شروده صوت الرجل ” يا باشا .. السجاير يا باشا.. يا باشا ”
ألتفت ناحية الرجل قائلاً بعدم تركيز :” ها .. بتقول أيه ”
لوى الرجل فمه فى ضيق و هو يمد يده بالعُلبه ناحية عامر قائلاً بأستياء :” السجاير بتاعتك يا بيه ”
” اه ..اه .. هاتها .. هاتها ”
تناول عامر العُلبه من البائع ، و توجه ناحيتها بسرعه قبل أن تختفي و وضع كفه على كتفها قائلاً بأبتسامه :” سمرا ! ”
و لكن سرعان ما وجدها أخرها ، فشعر بالأحراج قائلاً بتوتر :” أسف .. كنت أفتكرك واحده تانيه ”
أبتسمت الفتاه و حركت رأسها بالوافقه قائله بهدوء :” و لا يهمك حصل خير ”
أكتفي بأيماءه و أبتسامه بسيطه و عاد أدراجه متوجهاً للكافيه مره أخري .
………………………..
أنفرجت أسارير سمرا عندما قرأت اللافته الموضوعه على أحدى المحلات الفاخره يطلبون بها فتاه للعمل ، فرفعت وجهها لتنظر إلى فخامة المحل الزجاجى ، و عدلت من بلوزتها و نفضتها ، ثم عدلت حجابها فى الزجاج و توجهت للداخل .
دحلت لتجد المحل فارغ لا يوجد به أحد ، فظلت توزع نظراتها بكل مكان بأعجاب شديد لتلك المانيكانات المرتديه ملابس غاية فى الجمال و على أحد صيحات الموضة ، و هى تتأمل المكان كانت تدور حول نفسها حتى أصطدمت بأحد فألتفت لتجد سيده ترتدى ملابس خليعه رغم أن سنها ليس بالصغير و كان يبدو الضيق على معالم وجهها و هى تقول :” مش تحاسبي يا ماما .. و بعدين أزاى تدخلى هنا !”
أزدردت سمرا لعابها بصعوبه ، و فركت كلتا يديها قائله بتوتر :” أنـ.. أنا جايه علشان ..آآ.. ألاعلان بتاع الشغل اللى بره ”
تفحصتها المرأه بأمتعاض شديد ، قائله و هى تشير بسبابتها ناحية سمرا بسخريه :” أنتِ عايزه تشتغلى عندى هنا بالشكل ده !”
تطلعت سمرا إلى نفسها و تغاطت عن جملتها السخيفه و أقتربت قائله بأبتسامه و لباقه :” أيوه أنا يا هانم .. مايغركيش شكلى كده دا أنا فروته .. و كنت بشتغل فى محل هاى كلاس زمان و أعرف أتعامل كويس أوى مع الناس و أخليهم يشتروا علشان لسانى حلو فى الكلام .. و ماتخفيش منى أنا بسمع الكلام أوى و هبقي زى الخاتم في صباعك و تحت أوامرك ..ها قولتى أيه يا هانم !”
أطلقت المرأه ضحكه خليعه على طريقة سمرا فى الحديث قائله و هى مازالت تضحك :” بصرف النظر عن طريقتك اللوكال دى خااالص … بس دمك زى العسل يا .. ”
و عقدت حاجبيها متابعه بتساؤل :” أومال اسمك أيه !؟”
أبتسمت سمرا بدورها هاتفه :” سمرا يا هانم .. اسمى سمرا ”
” أوكى أوكى .. أنا هنسي كل العك اللى قولتيه ده ، و خاصةً المكان الهاى كلاس اللى كنتِ شغاله فيه ده ”
حاولت سمرا الضحك رغم سخافة تعليقات المرأه ، و تابعت تقول :” أهم حاجه عندى فى اللى قولتيه ده يا سمرا إنك تسمعى الكلام و تبقي خاتم فى صوباعى .. أتفقنا !”
أبتسمت مُجيبه :” أتفقنا طبعاً يا هانم !”
” أوكى أنا هديكِ ألف و متين جنيه في الشهر .. تمام !”
ما كانت سمرا أن تحلم حتى براتب كهذا ، و بفرحه شديه أجابت :” تمام طبعاً يا هانم .. من الصبحيه هتلاقينى عندك ”
قاطعتها المرأة قائله بضيق :” لا صبحية أيه .. أنا عايزاكِ من الساعه حداشر لحد سته المغرب ”
و تابعت باشمئزاز و هى تشير إلى ملابسه :” و ياريت تلبسي حاجه عدله .. ده مكان شيك !”
حاولت سمرا أخفاء الضيق الذى تملكها من طريقة هذه السيده المستفزه و رسمت أبتسامه زائفه على ثغرها قائله :” أكيد طبعاً يا هانم .. أحلى حاجه عندى هاجى بيها ”
حركت المرأه رأسها بالموافقه و هَمت سمرا بالرحيل متمتمه بداخلها :” على أيه المألسه و الألاطه دى كلها .. دا أنتِ حتى شبه المرة اللى مش بتظهر فى القط و الفار !”
و لكنها تسمرت عند الباب قبل أن تخرج ، و تذكرت أنها لم تعرف اسم هذه السيده ، فالتفتت للخلف قائله بابتسامة :” هو . هو حضرتك اسمك أيه يا هانم !؟”
رفعت المرأه وجهها ناحية سمرا و لمعت عيناها بمكر و هى تقول بابتسامة :” أنا صافي هانم !”
……………………………………………………

يتبع..

انت في الصفحة 5 من 5 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل