
إرتمت في أحضانُه تغرق رأسها بصدرُه تبكي فقط دون أن تتحدث، مسح على ظهرها يستلقي و يأخذ كامل جسدها على صدرُه دون حتى أن يشعر بثقلها، فـ كل الثقل الآن جاثم على قلبه و هو يراها بذلك الأنهيار بينما هو عاجز كل العجز عن التصرُف، نامت فوق جسدها تدفن أنفها في عنقه، أنفاسها تضرب رقبته فتجعلُه يضمها له أكثر، يتسائل كيف لهذا القدر من التكنولوچيا لازالوا لم يخترعوا تقنية أن تدفن جسد شخص في جسدك؟ أن تحويه بجوارحك و تضمه حتى لا يعود يفصل بينكما فاصل!! همسات من بين شفتيها أطلقها في محاولة لتهدأتها يغمغم:
– إنتِ في حُضني دلوقتي .. محدش يقدر يقربلك ولا يمس منك شعرة واحدة، أنا معاكِ يا حبيبي، و هفضل طول عمري معاكِ و فـ ضهرك
أغمضت عيناها بإستكانة، حاوطت عنقُه أسندت رأسها على كتفُه، حتى شعر بإنتظام أنفاسها و عودتها للنوم، ظل هكذا و لم يعدل نومتها، مستمتعًا بكون حتى الإنش ليس بينهما، حتى نام هو الآخر بعمقٍ!!
• • • • • • •
فُتحت عيناه، فـ لم يشعر بذلك الثقل الجميل على جسدُه لينظر حوله لم يجدها، إنتفض من الفراش يبحث عنها كالمجنون، حتى سمع هدير المياه بالمرحاض فـ أخذ أنفاسٍ عميقة سُرعان ما عادت تُحبَس برئتيه عندما هُيَّأ له أنها لرُبما وقعت في المرحاض و أُغشي عليها، إندفع بلا هوادة يقتحم المرحاض عليها فوجدها تلُف المنشفة حول جسدها الذي إنتفض فورما رأت هجومه التتاري عليها، نظرت له بعيناها المتورمة، نظرت لصدرُه الذي يعلو ويهبط من قلقُه و الأفكار السوداوية التي إقتحمت عقله، نظرت لعيناه المتوجسة فأشفقت عليه و على نفسها، فهو لم ينم بسببها و بسبب إرهاقه في جنازة والدتها، إقتربت منه و حاوطت وجنتيه تقول بـ صوتٍ ناعم أذاب حصونه:
– مالك .. إنت كويس؟
أغمض عيناه و قرّب كفيها من شفتيه يُقبلهما ثم حاوط وجنتيها و خصلاتها المبللة يقول و عيناه تسير على وجهها:
– قلقت عليكِ .. إفتكرت حصلك حاجه هنا في الحمام!!
إبتسمت بحزنٍ أعاد له ألم قلبه، ثم قالت بـ هدوء أقلقُه:
– متقلقش يا فريد .. لسه مش همو,ت دلوقتي!!
صياحه بها نفض جسدها عندما هدر:
– مش عايز سيرة المو,ت دي تيجي على لسانك أبدًا .. فاهـمـة؟!!
إزدردت ريقها من عنفوانه، لتحاوط خصرها تحتضنه هامسه بحُزن:
– حاضر .. بس إهدى!!
أراحت رأسها على صدرُه فـ عانقها يستنشق تلك الرائحة النابعة من خصلاتها، تلك الرائحة التي تنبع من جسدها و تسكُره، تُخدر كامل حواسه فيشعر و كأن العالم لا يحوي سواهما، مال برأسُه يُقبل فكها فـ رفعت رأسها له قائلة بهدوء و أناملها تعبث بذقنه:
– عايزة أمشي من هنا .. البيت بيفكرني بحاجات وحشة أوي مش عايزة أفتكرها!!
إلتقط ذقنها بين إنمليه و قال بهمسٍ:
– عنيا .. يلا أدخلي إلبسي عشان نرجع بيتنا!!
أجلت حلقها ثم أعطته إبتسامة بسيطة و إبتعدت عنه تاركة إياه يقف و لازال القلق ينهش بقلبُه، فـ هو لن يطمئن سوى عندما تعود لقوتها و عنفها و ذلك اللسان الذي تمنى قطعُه من جذوره، إبتسم عندما تذكّر شخصيتها القديمة و التي كانت لا تتهاون في حقها أبدًا، خرج من المرحاض ثم وقف في الشرفة ينفث دخان سيجارته، إلتفت بعد دقائق على صوتها الهادئ الذي بدى و كأن الحياة ذهبت منه:
– أنا جاهزة!
نظر لوجهها المُنطفئ فـ تنهد ثم قال:
– يلا!
• • • • •
عادا معًا، فور دلوفهما صعدت إلى جناحهما و ألقت بجسدها على الفراش نائمة على معدتها، خطٍ من الدمعات سال على وجنتها، شعرت بثقل فوق ضهرها فـ شهقت بصدمة عندما وجدته شبه نائم فوقها مُكبلًا ذراعيها خلفها يقول بشرٍ زائف:
– وقعتي يا حلوة ومحدش سمَّى عليكِ!!!
شعرت بإحراجٍ كبير من وضعها أسفلُه فـ ركت الهواء بقدميها صارخة به بخجلٍ:
– إنت بتعمل إيه يا فريد إبعد!!!
– ششش .. محدش هيعرف يشيلك من تحت إيدي النهاردة!!!
قال و هو يكبل ذراعيها للخلف بذراعيه، لا يود سوى أن يزيل أثار الحزن تلك التي سكنت مِحياها، مال يُقبل خلف أذنها بعشقٍ، ثم رقبتها لترتجف الأخيرة تقول بتوتر طغى على صوتها:
– إبعد يا فريد متهزرش!!!
و بحركةٍ مُفاجئة لفّها له محاصرًا كفيها جوار رأسها فـ ضحكت من أفعالُه تقول:
– إنت ليه واخد دور #كدا!!!
إبتسم على ضحكتها و قرّب وجهه من وجهها هامسًا بـ هيام:
– أنا واخد دور العاشق .. المفتون بالضحكة دي، أنا مستعد أعمل أي حاجه .. عشان بس أشوف ضحكتك!!
نظر له بتأثر، ثم حاوطت وجنتبه هامسة بإبتسامة حنونة:
– بتحبني أوي كدا؟
– بعشقك!!
قالها فورًا دون أن يتردد، فـ تنهدت بحُب و عانقت رأسُه محاوطة رقبته، تحمد الله على وجوده بحياتها، فـ لولاها لكانت إنهارت وذهبت دون رجعة، إبتعد عنها بعد قليل ثم قال بحدة مُصطنعة:
– هتفضلي نايمالي على ضهرك كدا!! لاء قومي و فوّقي معايا!!!
إبتسمت قائلة بهدوءٍ:
– هقوم أعمل إيه؟
حملها غفلةً فـ شهقت مُتمسكة بـ عنقه قائلة برعب:
– بتعمل إيه يا فريد!!!!
سار بها إلى أسفل و هي تصرخ بـ خضة، تجمعن الخادمات على صوتها فـ قال لهم فريد بضيق:
– إرجعوا على شغلكوا واقفين هنا تعملوا إيه!!!
دلفوا فورًا بخوف منه، بينما هتفت نور بضيق:
– أنا عايزه أفهم إنت بتعمل إيه!!!
– هفوّقك!
قالها و الخبث يتطاير من عيناه، شهقت و هي تجده يخرج من الڤيلا بأكملها إلى الحديقة، واقفًا أمام المسبح، تشبثت بعنقه قائلة برعب:
– لاء إوعى، أنا ممكن أم,وت فيها دي!
إنقبضت ملامحه فقال بضيق:
– بعد الشر!!!
عاد لمِحياه الماكرة و أبعدها قليلًا عن صدره لكي يستكيع إلقائها في المسبح لكنها أخذ تتشبث في قميصه بكل قوتها ترجوه بصوتها العالٍ:
– بالله عليك لاء!!!
ظلت تتمسك بقميصه و بجسده فقال بهمسٍ خبيث:
– هاجي أقف كل يوم هنا عشان تفضلي ماسكة فيا كدا!!!
قالت مُرتعبة تهز برأسها تتمسك بعنقه: