منوعات

رواية بقلم سارة الحلفاوى الرابع والاخير

فعلت فـ إنفردت قدمها، دلّك لها كاحلها و قدمها برفق وسط إنكماش وجهها من ألمها، إنتقل للأخرى و هو يغمغم بضيق:
– إياكِ تاني مرة تإذي نفسك بالشكل ده .. لما بتإذي نفسك كإنك بتإذيني!!!

قالت بحُزن:
– مكُنتش قادرة أرتاح و أنا شايفاك جوا بتحارب المو*ت!!

مسح على قدمها بحنان، ثم فرد ذراعها لها لتأتي و تقترب منه فـ فعلت، تستند برأسها فوق صدرُه، ليهمس لها مُتلهفًا:
– أبعت أجيب المأذون؟

ضحكت و نظرت له تومئ برأسها، فـ إنهال على وجهها بالقُبلات الفرِحة مُشتاقًا لكل شيء بها، و بالفعل لم يتوانى عن مُهاتفة ذات المأذون عبر هاتفه الذي بالكاد كان صالحًا للإستخدام، و أتى المأذون في المشفى، مع شهود كان أحدهما زوج دنيا، دُنيا التي سعدت لأنها رأت صديقتها تبتسم من قلبها و أخيرًا، و فورما نطق المأذون بـ “بارك لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير” حتى إلتقط أنفاسه و عادت له روحه بعودتها زوجتُه مرةً أخرى، غادر الجميع بما فيهم دُنيا مودعة نور، ليستند برأسه على ظهر الفراش يقول براحةٍ سرت في خلاياه:
– آآآه و أخيرًا .. أخيرًا بقيتي مراتي تاني!!

تابع بشغفٍ يفتح لها ذراعُه و الآخر قد لُف بجبيرةٍ قوية و جبس:
– تعالي في حُضني بقى!!!

إبتسمت له و ركضات تقبع في أحضانه جالسة جوارُه على فراش المشفى، تحاوط خصرُه ساندة رأسها على صدرُه تغمغم بـ صوتها الذي يُذيبُه:
– بس ده ميمنعش إني لسه زعلانة منك!!

إبتسم و قرص ذقنها قائلًا بمكر:
– أخف بس .. و هصالحك بطريقتي!!

إستشعرت الخبث في كلماته فـ قررت مُجاراته تقول بإستنكار:
– طريقتك إيه بس بإيدك المتجبسة دي!!

ضحك من قلبُه ثم مال عليها يقول بنفس النبرة:
– مش مهم .. التانية بتعمل أحلى شُغل!!

شهقت من وقاحته لتضرب صدرُه فـ تآوه بألم لتضع كفيها فوق شفاهها بخضة تقول مسرعةً و هي تربت على صدرُه:
– يا نهار .. أنا أسفة نسيت والله!!!

– بوسيها بقى!!
قال بملامح مُنكمشة من الألم، فـ إبتسمت تطبع قبلة فوق صدرُه المُغطى بثياب المشفى، و عانقت رقبته تتنهد هامسة:
– كُنت واحشني أوي، حاسة إني عايزة أفضل في حُضنك مطلعش منُه أبدًا عشان أعوض الأيام اللي مكُنتش معايا فيها!!

ضمها لصدرُه مشددًا على عناقها و يدُه تسير على ظهرها بدفءٍ، يقول شاردًا:
– أنا من ساعتها مبنامش في سريرنا .. بنام على الكنبة أو في أوضة تانية أصلًا!

مسحت على خصلاته من الخلف تُغمض عيناها غارقة في إحساس أنها بين ذراعيه مُجددًا، تستشعر لمسة ذراعه على خصرها مرةً أخرى، تريح رأسها على كتفُه تارةً .. و تُقبل عنقه تارة أخرى، و هو .. هو ظل صامتًا كفه يمسح على خصرها مُستشعرًا غضاضة جسدها بأحضانه مجددًا، يقسم أن أنفاسها تصل لمسامعُه فـ يسعد بها، يسعد بكونها بين يداه، رائحتها .. يدفن أنفه و يستنشق رائحتها التي بات يدمنها، ثم يعود و يغمر وجهه في خصلاتها مشددًا على جسدها، ينعم بـ نعيم أحضانها، يمرر كفُه على خصلاتها المفرودة على ظهرها، أبعد وجهها عنه يحاوط وجنتها بكفٍ واحد، يميل مُقبلًا كل إنش صغير في وجهها بأنفاسٍ تلهّفت لها، إبتسمت و لم تُنبث بشيء، أغمضت عيناها فـ سنحت له الفرصة يُقبل جفونها، ترك وجهها و قبّل عنقها عدة قُبلات أذابتها، حتى رفعت كفيها ووضعتهما على صدرُه تهمس بخفوت:
– فريد .. كفاية!!!

تنهد مُستندًا بشفتيه فوق عظمة الترقوة الخاصة بها، يُقبلها هي الأخرى ثم يغمغم:
– عايز أرجع البيت!!

قالت بتردد:
– ليه .. إنت لسه مش كويس!

رفع وجهه له يمرر إبهامه على شفتيها هامسًا بوله:
– طول مـ إنتِ معايا .. فـ أنا كويس!! بس أنا محتاج أرجع البيت!!

ثم تابع مبتسمًا:
– و عايز أستحمى .. حاسس إني معفن!!

ضحكت من قلبها تعود برأسها للخلف، ثم قبّلت وجنته تقول بحُب:
– إنت زي العسل .. هروح أقول للدكتور ييجي يشوفك عشان لو كدا نمشي!!

قبّل جوار شفتيها و قال بهدوءٍ:
– طيب يا حبيبتي!!

تركها تنهض و تنادي للطبيب الذي أتى يقول بضيق:
– مينفعش يا فريد بيه تمشي دلوقتي!! حالتك لسه لازملها إشراف طبي!!

قال فريد مُصرًا:
– أنا عايز أمشي .. إتخنقت من قاعدة المُستشفى، و لو على الإشراف فـ مافيش مُشكلة تقدر تيجي كل يوم تطمن!

قال الطبيب بهدوء:
– طيب يا فندم .. بس تمضي على إقرار إن خروجك هيبقى مسئوليتك مش مسئولية المُستشفى!

نظرت له نور تقول بقلق:
– طيب يا فريد نُقعد يومين كمان مدام الدكتور بيقول إن الموضوع خطير كدا!!

قال فريد بضيق:
– لاء .. أنا خلاص قررت .. و مافيش مشكلة هاتلي الإقرار أمضي عليه!!!
غادر الطبيب يائسًا من إقناعه، فـ جلست نور أمامه تقول و قد لمعت عيناها بالدموع:
– يا فريد .. إسمعني يا حبيبي عشان خاطري أنا خايفة عليك!! لو جرالك حاجة أنا مُمكن أمو*ت فيها والله!!

حاوط وجهها يقول بهدوء:
– ششش إهدي يا عُمري كلُه، متخافيش مش هيحصل حاجه بإذن الله، و زي ما قولت أنا هخلي الدكتور ييجي يطمن كل يوم على وضعي، إتفقنا؟

تنهدت و لم تقتنع بعد، لكن دخول الطبيب منعها من إكمال حديثها، فـ مضى فريد على الإقرار ليقول الطبيب بهدوء:
– تمام كدا .. ثواني و هجيب لحضرتك كُرسي!!!

هدر به فريد بقسوة:
– نعم!!! شايفني مشلول قُدامك ولا إيه؟!!!

قال الطبيب مسرعًا بخجل:
– مش القصد يا فريد باشا، أنا عشان عارف بس إنك مش هتقدر تمشي على رجلك!!

هتف فريدة بحدة:
– دي حاجه متخُصكش، و أنا لو إحتاجت كرسي هقول!!

– اللي يعجب سيادتك يا فندم!!
قال الطبيب و غادر، بينما نظرت له نور بحُزن على حاله، يحاوط مقدمة رأسه مغمضًا عيناه، فـ نهضت تقف أمامُه تُربت على ظهرُه قائلة بحنان:
– متدايقش نفسك يا حبيبي!!

انت في الصفحة 13 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل