
نطق أخيرًا بتعب:
– جسمي .. كلُه!!!
بكت تمسح على وجنته بكفيها المرتجفين، تغمغم وسط بكائها:
– يا قلبي أنا!!!
تابعت:
– هقوم أجيبلك الدكتور!!
أومأ لها بهدوء، فـ نهضت و ما إن مسّت قدميها الأرض حتى تآوهت بألم ضرب جسدُه قبل جسدها فـ ناظرها بخضةٍ يقول مُتلهفًا:
– في إيه!!!
طالعتُه تبتسم إبتسامة مُتألمة:
– ولا حاجه يا حبيبي .. متقلقش رجلي بس منملة شوية!!!
أمسك بكفها يمسح عليه بإبهامُه يقول:
– طب إقعدي لحد ما تفُك!!
نفت برأسها تقول بنهيجٍ:
– لاء .. هروح أجيبه و هتفُك على طول!!
سارت بقدميها الحافيتان و اللتان إزرورقا بفعل تيبُسهما، بعد قليل دلفت خلف الطبيب الذي بدأ يتأكد من إشارات جسده الحيوية، فأخبره الأخير بوهن:
– دراعي الشمال .. مش قادر أحركُه!!!
قال الطبيب بأسف:
– يبقى هنحتاج نجبسُه!!
ثم تابع بهدوء:
– طيب رجلك قادر تحركها؟
أومأ له الأخير و هو يحرك قدميه و أنظار نور تُتابعُه بلهفةٍ، ليلتفت الطبيب لها قائلًا بهدوء:
– هيفضل معانا في المستشفى يومين لحد ما نطمن على حالتُه، و بعدها هيقدر يمشي لكن الجبس هيفضل في إيدُه مُده لا تقل عن شهر! هبعتلكوا ممرضة بالأكل دلوقتي لإن التغذية مهمة جدًا بالنسباله!
– ماشي يا دكتور شكرًا لحضرتك!!
غادر الطبيب و إقتربت منه هي تسير بصعوبة، فـ تمتم بتعب:
– رجلك واجعاكِ؟
نفت برأسها تقول و هي تزيل دمعاتها:
– لاء يا حبيبي لاء!!
رفع كفُه يمسح على وجهها فأمسكت به تقبل باطنه، ليبتسم مغمغمًا:
– وحشتيني .. و وحشتني اللهفة اللي في عينيكِ عليا دي!! يعني لازم أتكسَّر عشان أحس بحنيتك عليا؟
قالت مُسرعة:
– متقولش كدا!!!
دلف المُمرضة بـ صينية الطعام الصحي، ثم أسندتها على الكومود و غمغمت إلى نور بضيق:
– بعد إذنك عشان ياكل!!
قالت نور بهدوء:
– إطلعي إنتِ و أنا هأكلُه!!
إحتجت الأخرى، فـ تلك تقطع عليها فرصتها الوحيدة في الإقتراب من رجل أعمال مشهور كهذا، لتقول بعدم تهذيب:
– لاء مينفعش طبعًا آآ!!
بتر هو عبارتها يقول بضيق:
– إسمعي كلامها .. و إطلعي برا!!
نظرت مُتضايقة من كلماته، ثم تركت الصينية على الكونود و خرجت صافعة الباب خلفها، إستغربت نور طريقتها لكنها لم تُعلق لتنهض تقترب من جزعه العلوي تقول بلُطفٍ:
– يلا يا حبيبي .. إسند عليا عشان تقوم تُقعد!!
وضعت ذراعيها على ظهر من أسفل ذراعيه، و شددت جسدها حتى تتحمل ثقل جزعه فقط، فـ إستند هو بكفه على الفراش يحاول النهوض، لكنه تآوه بصوتٍ عالٍ فـ جزعت عليه وقالت بحزن:
– حبيبي اسم الله عليك .. معلش براحة خالص!!
أخذ يتنفس بألمٍ مغمضة عيناه، فـ ربتت على ظهرُه تقول بحنو:
– بالراحة .. خُد نفَسك، إحنا مش مستعجلين!!
فتح عيناه ينظر لها مُتأملًا معاملتها له كمعاملة أم حنون إلى طفلها، إبتسم و قال بعشقٍ:
– أنا بحبك أوي!!!
إبتسمت تقول:
– و أنا بعشقك!!
إبتسم على كلمتها التي أعطته قوة جعلته يستند بظهره على الفراش بعدما وضعت خلف ظهره وسادة، ثم جلست أمامُه تأخذ الصينية على قدمها اليُسرى التي إنثنت قليله لكي تسند الصينية، فـ رأى قدمها ليُصدم، وضع كفُه عليها يقول:
– رجلك زرقا!!! مالها؟!!!
حاولت تشتيت ذهنه عن الأمر لم لم يستجيب و إنهمر بأسئلته عليها فـ قالت أخيرًا:
– فضلت واقفة عليها أكتر من أربع ساعات .. بشوفك من ورا الإزاز!!!!
صُدم مما قالت، و لم يتحدث، فقط وضع كفُه على خصلاتها من الخلف و قرّب وجهها منه يُقبل جبينها قبلة عميقة تنفسها بها، ثم همس مبتعدًا بشفتيه فقط:
– أنا آسف .. آسف على كل حاجة و حقك عليا على كل حاجة عملتها في حقك وجعتك!!! سامحيني يا نور!!
رفعت عيناها له تقول بحنوٍ:
– أنا مسامحاك!!!
ثم قالت بلهفة تغير مجرى الحديث:
– يلا بقى عشان حبيبي ياكُل!!
ثم ملئت الملعقة بالشوربة و أخذت تُطعمه و تمسح فمه بـ أناملها دون أن تتقزز فيُهيم بها عشقًا أكثر، قطّعت له الفرحة و أطعمتُه و هو يتأمل ملامحها التي إشتاق لها، أنهى الطعام بأكملُه بعد إلحاحٍ منها، ثم أسندت الصينية فوق الكومود مجددًا، نظر هو لها ثم قال بهدوء:
– إرفعي رجلك!!
– ليه؟
قالتها بإستغراب فـ هتف بهدوء:
– إسمعي الكلام بس!!
فعلت لأنها تعلم أنه بالكاد يتكلم، فوضعت كلتا قدميها أمامها، أمسك هو بقدمها اليُمنى، يُفردها قليلًا يُردف:
– إرجعي بجسمك لورا شوية!!