
لحد ما بدأت الحدوتة
اليوم ده محدش ينساه حتي لو كنت صغير وقتها، يومها جات عربية من العربيات الفخمة اللي بيركبها المشاهير والناس التقيلة
ونزل من جنب السواق واحد طول بعرض، نزل يجري وفتح الباب اللى ورا، عشان ينزل من العربية واحد لابس بدلة شيك جداً كان في بداية الخمسينات من عمره وباين عليه الهيبة، كان واقف قدام الأرض اللى جنبنا وبيشاور بإيده على الأرض وهو مبتسم.
وبعدها ركب عربيته وأتحرك
ساعتها بسطاوى حارس العمارة بتاعتنا الله يرحمه إتكلم وقال للناس في الشارع
..
_ أكيد ده البيه اللى هياخد الأرض اللى جنبنا عشان يعمل عليها الفندق
رد عليه والدى وقتها وقاله
= فندق!!.. فندق إى ده اللى هيفتحه هنا؟
_ فندق عادى، إى متعرفش يعني إى فندق؟
= لا عارف بس أشمعنا هنا بالتحديد
_ مش عارف والله هو أدري
…
خلص الحوار ده وعلى بليل لقينا عوض اللى المفروض هو صاحب الأرض.. راجع الشارع ووشه وارم من الضرب، كان بيعيط زي العيال الصغيره
كل الناس كانت بتبصله بفضول وبيسألوا نفسهم مالوا ده فى إى؟
لحد ما والدى وقفه في الشارع وسأله
_ مالك يا عوض؟!.. وإى اللى عمل فيك كده؟
= مليش أنا كويس، مفيش حاجة
_ كويس إزاى؟.. ده إنت وشك وارم من الضرب، قولى مين اللى عمل فيك كده؟
= ولما تعرف هتعمل إى؟.. هتروح تجبلى حقي أو حد من الناس دي هتتحرك
_أكيد يبنى نجبلك حقك، أحنا مش بس جيران أحنا أهل وحبايب
= محدش هيقدر عليهم، دول عندهم جبروت وسلطة يمحونا من فوق وش الأرض، شايف اللى فى وشي ده.. ده بس عشان قولت لأ
قولتلهم لأ مش هبيع أرضى، تخيل بقا لو رايح تتخانق معاهم
سبينى يا عمى أبوس إيدك، سيبنى أرجع بيتى أرتاح شوية من اللي شوفته
…
والدى كان عاجز عن الرد، أصله هيقول إى بعد ما فهم وعرف اللى فيها، بس الموضوع ياريته كان وقف على كده لأ… دى كانت مجرد بداية للى جاى
فات أسبوع على موضوع عوض، وكل واحد أنشغل فى حاله
لكن فى يوم لقينا نفس العربية جات من تانى بس المرة دي وقفت قدام عمارتنا، ونفس البيه نزل منها ونفس الشياكة والأناقة اللى تشبه رجال الأعمال
وأتكلم وقال
_ هو في حد هنا مسؤول أتكلم معاه؟
في الوقت ده رد عليه والدى وقال
= مفيش حد هنا مسؤول عن حد كلنا مسؤولين عن بعض أحنا هنا جيران وأهل
_ عظيم، عظيم جداً.. طيب أنا عايز ناس كبيرة زي حضرتك كده أقعد معاهم عشان أقول اللى عندى
= هو حضرتك عاوز إى بالظبط؟
_ كده في الشارع، ده أنا ضيف عندكم حتي يا حج
= نورت يبنى أتفضل عندي هنا وأنا هكلم الناس الكبيرة من الجيران عشان تاجى ونتكلم
…
دخل الراجل ده العمارة بتاعتنا، ووالدى كلم الناس عشان تاجى
وفعلا خرج من كل عمارة واحد، يعني عشان يسمع كلام الراجل ده وينقله للعمارة التابعة ليه
وعندنا في البيت في أوضة الضيوف.. كان قاعد والدى والراجل ده وسبع رجالة من الجيران
وهنا أتكلم الراجل وقال
_ أنا إسمى مسعد السيوفى، رجل أعمال مصرى وصاحب الأرض اللى جنبكم دى يا رجالة
في الحقيقة أنا جاى أعرض عليكم عرض ميترفضش أنا ناوى أبنى فندق هنا ومحتاج مساحة كبيرة جداً عشان الموضوع ده يتم، وعشان الأرض اللى أنا إشتريتها مش كافية فأنا عاوز أشتري الأرض دي بالعماير اللى عليها
وهدى كل واحد شخص هيسيب شقته 2 مليون جنيه، مبلغ كبير يعيش كل واحد منكم ملك
هيشتري شقة في إى مكان وهيبقي معاه فلوس كتير برضو
…
والدى بص للرجالة اللى كانوا بيبصوا لبعض بذهول من المبلغ المعروض على كل شخص
وهنا أتكلم عم إبراهيم واحد من الرجالة اللى موجودين وقال
_ بس أنا عندى سؤال يا بيه.. أشمعنا عاوز تعمل هنا فندق؟.. ليه مش في مكان تاني؟
= عشان أنا شايف المكان هنا حيوى وجميل وهينفع جداً للمشروع بتاعى
هنا رد والدى وقاله
_ طيب يا مسعد بيه، حضرتك هتدينا فرصة نفكر وهنرد عليك إن شاء الله خلال يومين
= تمام يا رجالة.. الكارت بتاعى أهو ومنتظر الرد
….
خرج مسعد بيه السيوفى من البيت وسايب والدى والسبع رجالة فى حيرة، يا تري يوفقوا ولا لأ؟
والدى في اليوم ده فضل يتناقش مع الجيران عشان يشوفوا هيردوا عليه وهيقولوا إى؟
وفى الأخر كل واحد قال هيشوف رأى الناس اللى ساكنة في العمارة بتاعته او التابعة ليه
وبعد ساعات كان الرد، الناس كلها وافقت معادة العمارة رقم 8 واللى كان منها عم إبراهيم وده عشان كلهم كانوا عيلة واحدة ومتقسمين على الشقق
رفضوا رفض قاطع وقالوا
إن ده مسحيل يحصل وإن مصالحهم كلها هنا ومستحيل يمشوا
حاول والدى يقنعهم إن دى فرصة ومش هتتعوض لكنهم كانوا مصممين على رأيهم، مش هنمشي يعني مش هنمشي
…
اليومين عدوا، ووالدى كلم مسعد بيه السيوفى وبلغه الرد.. بس كان رده إنه هياجى بليل عشان يقعد مع إبراهيم ويشوفوا طلباته إى؟
وفعلا على بليل وصل قدام العمارة بتاعتنا، ودخل بيتنا من تاني، بس المرة دى كانت في وجود إبراهيم ووالدى بس
وهنا أتكلم مسعد بيه موجه كلامه لإبراهيم وقال
_إى يا أستاذ إبراهيم.. ممكن أعرف من حضرتك سبب رفض العرض؟
= بص يا بيه، أحنا عمارتنا مختلفة شوية عن إى عمارة عشان كل اللى فيها أهلى وعيلتى وكلهم رفضوا كلامك وقالوا مش هنبيع
_ طيب إى السبب؟… فى سبب واضح يعني؟
= والله يا بيه أحنا مصالحنا كلها هنا في المنطقة دى ومينفعش نسيبها لأى سبب من الأسباب
_ أستاذ إبراهيم، كل واحد منكم هياخد 2 مليون والشقة النهاردة بربع مليون، يعني هيتبقي مع كل واحد مبلغ وقدره يخليك تعيش ملك
=والله يا بيه أحنا مش عاوزين ملايين أحنا ناس راضية بحالها.. وعلى رأى المثل بين البايع والشاري يفتح الله
…