منوعات

انتقا,م الأرواح بقلم احمد القاضى

ظهرت على ملامح مسعد بيه الغضب وقاله

_ طيب إى رأيك هتبيع ورجلك فوق رقبتك

= نعم!!.. حضرتك بتهددنى وبتقولى هبيع غصب عنى طيب مش بايع وأتفضل مع السلامة

_ إنت كمان بتطردنى، إنت عارف بتقول إى، واعى لكلامك؟

= يعني بتهددني ومش عاجبك يا بجاحتك يا أخى.. أتفضل أطلع بره ومنشوفش وشك هنا تاني

والدى كان بيحاول يهدى عم إبراهيم اللى أنفعل جداً وكان هيضرب مسعد بيه
خرج مسعد بيه من البيت وهو بيتوعد لإبراهيم وأهله بالخراب
والدى مكنش مرتاح لمسعد ده وكان خايف يحصل لإبراهيم زي ما حصل في عوض صاحب الأرض، وبعد يومين بالتحديد كان في المنطقة عندنا ناس كتير شكلهم كده مهندسين، كانوا بياخدوا مقاسات وبيكتبوا ملاحظات ، بس محدش سألهم فى إى.. كانوا عارفين إنهم تبع مسعد بيه
وبعد فترة مش كبيرة جيه واحد كده لابس بدلة وماسك شنطة وعرفنا بنفسه على إنه محامى مسعد بيه، وعاوز يقابل عم إبراهيم
محدش كان فاهم المحامى ده عاوز إى؟!
بس الناس شورتله على العمارة، وهما عشر دقايق من دخوله وسمعنا صوت إبراهيم بيزعق وبيقول

_ مش هبيع، قولت مش هبيع إنتوا إى مش بتفهموا أطلع بره ومتجيش هنا تاني، وقول للبيه إحنا مش بنتهدد

الراجل خرج من جوه وكان شكله متبهدل جداً، ومشي من غير ولا كلمة.
لكن اللى حصل بعد كده مكنش سهل، اللى حصل كان خراب، خراب على الكل

فات شهر ونص وكان بالتحديد يوم 20 يناير 2011
كان وقتها والدى وباقي الجيران اللى وافقوا على البيع بيجهزوا حاجتهم عشان يسيبوا شققهم
وفي نص الليل، الكل صحى علي صوت صراخ، صراخ عالى جداً.. نزلنا نجري من العماير على منظر رهيب عمارة عم إبراهيم كانت بتتحرق كلها النار ماسكة فيها من أكبر حتة لإصغر حتة
جرينا نعبي ميه وكنا بنحاول نطفي الحريق الرهيب ده وسامعين صرخات عم إبراهيم وأهله
وللأسف على ما طفينا الحريق، كانوا ماتوا كلهم ماتوا
عم إبراهيم وأهله، الأسعاف خرجتهم من العمارة جثث متفحمة
المنظر كان صعب جداً وغير محتمل، وكل واحد بدأ يحلل أسباب الحريق، إلا والدى كان عارف إن إبراهيم وأهله #وإن اللى حصل ده كان بفعل فاعل
الشرطة كانت في كل مكان، وجات لجان حكومية عشان تعرف سبب الحريق ده كان إى؟
والنتيجة متوقعة طبعاً.. ماس كهربا هو اللى عمل كده الكل كان مصدق الكلام ده إلا والدى كان عارف إن ده مجرد كلام عشان القصة تتقفل

الحزن خيم على المكان، محدش كان مصدق اللى حصل… فى وسط كل ده واللى أحنا فيه
حصلت في مصر هوجة كبيرة وكانت أحداث 25 يناير 2011،ووقتها لاحظنا إن مسعد بيه أختفى ومظهرش تاني، طبعاً اللى جيه في بالنا وقتها أنه مستخبي وخايف على نفسه من الهوجة دي وأكيد لما الدنيا تهدى هيظهر من تاني
…..
كل اللى فات وحكيته ده كوم، وكل اللى جاي ده كوم تاني خالص.. عشان اللى جاي بدأ معايا أنا مش مع والدى

مرت شهور على الأحداث الصعبة اللى مرت بيها البلد وفي يوم خرجت من الشباك أشم شوية هو، أنا أه كنت صغير وقتها وكان عندي بتاع 14 سنة بس كنت واعى لكل حاجة كانت بتحصل حواليا، الساعة كانت 2 بعد نص الليل، لمحت في الشباك بتاع شقة عم إبراهيم الله يرحمه في ست واقفة، أترعبت ورجعت لورا لكن الفضول رجعنى أبص تانى
والمرة دي ملقتش حاجة بس وأنا بقفل الشباك عشان أروح أنام، سمعت صرخة، صرخة عالية رجعت فتحت الشباك مرة تانى، والمرة دي شوفت عم إبراهيم وهو بيتحرق
قفلت الشباك بسرعة وأنا باخد نفسي بالعافية وجريت على السرير بسرعة كنت خايف وبترعش أتغطيت كويس ونمت… يتبع الجزء الثاني

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل